أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فهد المضحكي - التحول الديمقراطي والصراعات الداخلية!














المزيد.....

التحول الديمقراطي والصراعات الداخلية!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6015 - 2018 / 10 / 6 - 11:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في بحثه عن التحول الديمقراطي من منظور عربي يتحدث د. حسنين توفيق – مجلة الديمقراطية – يوليو 2018 – عن التزامن بين معضلتي اعادة بناء الدولة الوطنية وتحقيق التحول الديمقراطي.
وحين يتوغل في هذه المسألة يتفق تمامًا مع أدبيات التحول الديمقراطي التي تؤكد على ان فرص التحول تكون ايسر واحتمالات نجاحها اكبر في حالات الدول الاكثر تجانساً، اي التي لا تعاني من انقسامات مجتمعية حادة، وتكون قادرة على احتكار حق الممارسة، الاستخدام المشروع للقوة، وبالتالي فرض سيطرتها على اقليمها، فضلاً عن قدرة اجهزتها ومؤسساتها على تنفيذ السياسات العامة وتوفير الحاجات الاساسية للمواطنين بدرجة مقبولة من الفاعلية والكفاءة.
وفي مقابل ذلك يقول في العديد من الحالات وخاصة في اعقاب الحروب الاهلية والصراعات الداخلية الحادة تصبح عملية التحول الديمقراطي اكثر صعوبة واكثر تعقيداً، حيث ان التحرك على طريق تأسيس نظام ديمقراطي يتطلب في هذه الحالة تحقيق مصالحة وطنية شاملة وحقيقية تشكل أرضية للسلم الأهلي والانتقال الديمقراطي، واعادة بناء اجهزة الدولة ومؤسساتها – وبخاصة الجيش والشرطة – على أسس جديدة، بل واعادة تأسيس مفهوم الدولة وشرعيتها في الوعي الجمعي لمختلف الفئات والتكوينات الاجتماعية التي تعيش على اراضيها، بحيث تستقطب تدريجياً الولاء الاسمى لمواطنيها.
كما تبرز الحاجة إلى بلورة صيغ واطر ومؤسسات دستورية وقانونية وسياسية ملائمة تحقق أسس ومبادئ وتقاسم السلطة والمشاركة السياسية واحترام حقوق الانسان من ناحية، وتضمن حسن ادارة التعددية المجتمعية من ناحية ثانية، وتوفر اطراً ملائمة لتطور المجتمع المدني وتحقيق استقلاليته من ناحية ثالثة.
كما ان تقليص التأثيرات السلبية للانتماءات الاولية/‏ العمودية (العرقية والدينية والطائفية والقبلية) على عملية التحول الديمقراطي والمشاركة السياسية يتطلب التحرك بفاعلية على طريق بناء ثقافة للعيش المشترك تستند إلى تكريس اسس ومبادئ المواطنة، وسيادة القانون، والعدالة الاجتماعية، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني العابرة للأديان والطوائف والاعراق والمناطق.
فضلاً عن وضع وتنفيذ استراتيجيات وخطط لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة وبالاضافة إلى ذلك ومن اجل تعزيز عملية التحول الديمقراطي في مرحلة ما بعد الحروب والصراعات الداخلية، فانه تبرز حاجة ملحة إلى نزع اسلحة القوى والمليشيات التي ارتبطت بفترة المواجهة والحرب، ووضع حد لمظاهر التسلح في المجتمع.
يقول توفيق نظراً لان الدول في مرحلة ما بعد الحروب والصراعات تكون منهكة اقتصادياً واجتماعياً، فإن دور المجتمع الدولي مهم في تقديم الدعم لهذه الدول على النحو الذي يمكنها من خلق ظروف اقتصادية واجتماعية مواتية للتحول الديمقراطي.
وإذا كان – ومن وجهة نظره – يمثل الطرح السابق إطاراً عاماً يتعين اخذه في الاعتبار عند النظر إلى فرض وتحديات التحول الديمقراطي في دول عربية مثل ليبيا، وسوريا واليمن وغيرها فان هذه الثورات في هذه الدول انعشت الولاءات الاولية (القبلية والطائفية والعرقية والدينية والجهوية) وهو امر له تأثيراته على مفهوم وكيان الدولة الوطنية في هذه البلدان.
ولذلك فهي تواجه في مرحلة ما بعد الثورة المعضلة المزدوجة – التي سبق الاشارة إليها – والمتمثلة في اعادة بناء الدولة الوطنية على أسس جديدة، وتأسيس الديمقراطية، حيث انه لا يمكن الحديث عن ديمقراطية حقيقية الا في إطار دولة وطنية تحظى بالشرعية، وتستوعب تعدديتها المجتمعية ضمن اطر دستورية وسياسية وقانونية يقبلها الجميع، وتحتكر حق الاستخدام المشروع للقوة.
والذي يؤكد عليه هو يتوقف هذا الأمر في جانب هام منه على مهارة النخب السياسية التي تتولى إدارة المرحلة الانتقالية ومدى قدرتها على بناء توافق وطني يشمل مختلف القوى السياسية والتكوينات الاجتماعية بحيث يكون ركيزة للتحول الديمقراطي، فضلاً عن مدى قدرتها على صياغة الاطر الدستورية والقانونية، وهندسة المؤسسات السياسية خلال المرحلة الانتقالية على النحو الذي يعزز من شرعيتها وقدرتها على الاستمرار.
وبالاضافة إلى ما سبق، فان اجهزة الدولة ومؤسساتها تعاني من الضعف في الغالبية العظمى من البلدان العربية، مما يجعلها غير قادرة على القيام بوظائفها بفاعلية وكفاءة، خاصة فيما يتعلق بتوفير السلع والخدمات العامة للمواطنين.
ويرجع ذلك – في رأيه – إلى أسباب عديدة في مقدمتها: الترهل الإداري، وضعف القدرات المؤسسية والتنظيمية، واستشراء الفساد في الاجهزة والمؤسسات المعنية.
ومن هنا تأتي اهمية اصلاح اجهزة الدولة ومؤسساتها وفق خطط عملية ومدروسة حتى تظل قادرة على القيام بأدوارها ومسؤولياتها ذات الصلة بعملية التحول الديمقراطي مثل حفظ النظام، وترسيخ سيادة القانون وحماية حقوق الانسان، وتحقيق العدالة الاجتماعية.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات حول العنصرية
- علاقة الموسيقى بالتربية
- دولة الإمارات وتقرير التنافسية
- سمير أمين رحلة طويلة من العطاء
- اسماعيل مظهر
- فكروا في الأمل
- الدول العربية وآفة الفساد
- عبدالله خليفة تحليل عميق لثقافة التسطيح
- المرأة العربية والتنمية
- فرح أنطون
- حرب ترامب التجارية!
- فيليتسيا لانغر نصيرة الشعب الفلسطيني وداعًا
- حديث عن ديمقراطية المواطنة وشرعية الحقوق
- التربية والتعليم في الدول النامية!
- قانون التقاعد الجديد!
- الإخوان وسيلة كل الأنظمة لاغتيال المعارضة!
- التوتر النفسي والانتاجية!
- أحمد لطفي السيد
- الانتخابات العراقية من منظور الصحافة
- كارل ماركس 200 عام


المزيد.....




- هذه الصور في بيروت تجسد براعة البشر في وجه انهيار البنى التح ...
- مصر تخطط لتوسيع مطار القاهرة
- إسرائيل -ستواصل- العمل لتجنّب تعريض قوة يونيفيل في لبنان للخ ...
- القاهرة: نهر النيل ليس ملكا لأحد ونحتفظ بحقنا في الرد حال وق ...
- السعودية تسيّر جسرا جويا إغاثيا إلى لبنان (صور)
- -ظاهرة ساحرة-.. سماء فلوريدا تتحول إلى اللون الأرجواني قبل إ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رسميا عن إصابة عسكريين اثنين بجروح خطي ...
- بعد ادعاء منعه دخول الروضة الشريفة.. نجم عربي يثير الجدل بفي ...
- إيران تنفي تزويد روسيا بصواريخ بالستية وتدعو أوروبا للبحث عن ...
- هل ارتداء النظارات باستمرار يضر بصحة العين؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فهد المضحكي - التحول الديمقراطي والصراعات الداخلية!