أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - الآن وقبل فوات الأوان















المزيد.....

الآن وقبل فوات الأوان


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 13:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


من الطبيعي والمعقول جدا أن يتآمر الأعداء على أعدائهم وان يكيدوا لهم المكائد ويخططون ويدبرون لإيقاعهم بشرك الفشل والهزائم, لكن من غير المعقول أبدا أن تتآمر جهة ما على ذاتها وهي تعي ذلك جيدا والأخطر من ذلك أن يكرر المستفيد من الخطيئة نفس خطيئة المهزوم مرة أخرى وضد نفسه, وحتى لا نبقى في العموميات فإنني اقصد هنا كيف تآمرت فتح على ذاتها بشكل وطريقة وزمان الانتخابات البلدية والتشريعية. فحتى المراقب الساذج كان يعرف أن فتح تقود بنفسها علانية نحو الهزيمة والعجيب أن الجميع صمت عن الأمر وكان الهزيمة كانت مصلحة الجميع, وأي مراقب سيجد العجب في الانتخابات الفلسطينية, فحتى في اعرق الديمقراطيات في العالم وفي نظم مستقرة ويسودها البناء المؤسسي ويحكمها القانون كانت تسجل بعض الهفوات هنا وبعض الهفوات هناك, إلا في الحالة الفلسطينية وتحت مظلة من الفوضى الداخلية والفلتان الأمني وسيطرة الاحتلال على الأرض والسماء والصراعات الداخلية, التزم الجميع باللعبة الديمقراطية بشكل يفوق كل الذين احترفوا تاريخيا لعبة الديمقراطية وأتقنوها حتى أصبحت ملكهم.
فتح قادت نفسها طواعية إلى النتيجة التي وصلت إليها, فهي اختارت الملعب غير المناسب بل وتآمرت وخططت لتكون نتيجة قرعة المرمى لصالح خصمها حتى في اللحظات الأخيرة, فريق تم اختياره عشوائيا وعلى وجه السرعة وبدون تدقيق وبدون زي موحد وبدون العمل ببطاقات الحكام الملونة إلا قبيل ضربة الجزاء في الثانية الأخيرة من المباراة وبلا معنى وبالتالي جاءت النتيجة على ما هي عليه, ووصلت حركة المقاومة الإسلامية حماس وتراوحت ردود الفعل بين فرح ومترقب وشامت, لكن أحدا لم يدر بخلده قط أن حماس ستصيبها حالة انعدام وزن كما هو حالها اليوم, فهي بصمت غريب الوحيدة الملتزمة بحالة التهدئة, بل والأغرب أنها تسعى لدى الآخرين لكي يلتزموا بالتهدئة حسبما تتناقل وسائل الإعلام حول اتفاقها مع الجهاد على التزام الأخيرة بالتهدئة ووقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
ذلك كان سيكون مفهوما لو ترافق مع إعلان الحكومة العتيدة في برنامجها أنها ملزمة بتنفيذ كافة التزامات الحكومة السابقة من باب العرف والعادة والقانون وأنها لا تستطيع شطب التركة الثقيلة التي تركتها لها الحكومة السابقة حتى لو أعلنت أنها تقبل ذلك كارهة, لكن العكس هو الذي حصل فالحكومة رفضت الالتزام بما التزمت به سابقتها ورفضت الإعلان حتى عن قبول مبدأ التفاوض مع إسرائيل وهي في نفس الوقت صمتت كليا وبدون تقديم أي تبرير عن لغة وفعل المقاومة الذي ملأت العالم بضجيجه قبيل الانتخابات وحتى بعد الانتخابات حول أن الناخب الفلسطيني انحاز إلى خيار المقاومة, الحكومة الفلسطينية برئاسة السيد هنية وبلونها المنفرد قدمت لإسرائيل مجانا التزاما بوقف لإطلاق النار غير معلن رسميا وهو أطرف أنواع التنازل, أن تعطي لعدوك ما يريد دون حتى أن تشعره بأنك تفعل ذلك فهو سيأخذ أقصى فائدة ممكنة من خطوتك دون أي التزام أو حتى بمجرد الحرج الدبلوماسي بان عليه تقديم مقابل، ويذكر المتابعون جيدا ما قاله هنري كيسنجر عن خطوة السادات الأحادية الجانب بطرد الخبراء السوفيات والتي قال عنها كيسنجر لقد حصلنا عليها مجانا مع أن السادات كان بامكانه أن – يبتز الولايات المتحدة – مقابلها, وكان يمكن للابتزاز أن يأخذ الشكل السياسي مثلا أو الاقتصادي, والحالة الآن فلسطينيا, حكومة تضرب عن التفاوض أو الاستجابة للضغوط الدولية دون برنامج مقابل سواء أكان هذا البرنامج باتجاه التهدئة أو السلم أو وقف إطلاق النار أو المقاومة, والمقاومة ليست بالضرورة العمليات العسكرية بل يمكن أن تكون –وهذا ما أدعو إليه- مقاومة سلمية لا عنفية جماهيرية تحظى بتجاوب العالم وتأييده وخصوصا الدعم الشعبي وغير الرسمي الذي سيمارس ضغوطا على حكومات بلاده للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بدل معاقبته وتجويعه عقابا على ممارسته الديمقراطية, بيدنا اليوم نحن الفلسطينيين أكثر ورقة رابحة في السياسة الدولية وبها يمكننا أن نحارب العالم الغربي في عقر دارهم دون أن نخسر أكثر من خسارتنا –فالقرد لا يخشى أن يمسخ أكثر- فنن نجوع على يديهم ونقاطع بقرار منهم لا لذنب ارتكبناه إلا لأننا لا زلنا نحترم قرارات الشرعية الدولية والقوانين والشرع الدولية ونرفض التنازل عن حقوقنا التي يقرونها هم أنفسهم.
قبل اشهر قليلة فقط كان المقاتلين الفلسطينيين يحولون أجسادهم إلى قنابل بشرية وقد أداننا العالم كثيرا ولم نستطع أن نرد على أحد ردا منطقيا مقنعا على طريقتهم ولم نستخدم تحليل واحد من ابرز المفكرين الصهاينة أ.ب.يهوشع الذي قال:
- ماذا تريدون من شخص ليس أمامه سوى أن يختار بين أن يختلط دمه بدم خمسمائة من اقاربة أو دم خمسمائة من أعدائه...ترى ماذا برأيكم سيختار ما دام في الحالتين ميت؟
الحكومة الحمساوية العتيدة مطالبة اليوم وبكل وضوح أن تقرر موقفها فإما أن تتنازل وتحذو حذو سابقتها مقابل أن يدفع العالم أجور موظفيها لتستمر – علما بأن أجور الموظفين اليوم هي عصب الاقتصاد الرئيسي – وحماس تدرك ان لا أحد يدفع أجرا لمن يعمل ضده, أو أن تعود إلى خيارها الذي رفعته – يد تبني ويد تقاوم – فالبقاء هكذا حبيسي حواري غزة لا علاقة له بقيادة شعب في أحلك اللحظات, فلن تصمد حكومة يستعرض ممثليها أمام كميرات التلفزيون بربطات العنق الفاخرة والوجوه التي يقفز منها دم الحيوية ( أكل الفلافل) أمام مشاهدين قد لا يجدوا غدا ثمن حبة الفلافل تلك, بل سيقبل الشعب قطعا الموت جوعا وهو يرى ممثليه يعلنون إضرابا مفتوحا عن الطعام ويجلسون أمام كميرات التلفزيون بوجوههم الشاحبة, ولا شك أن ذلك ليس واجب نواب حماس وحدهم بل نواب فتح والفصائل الأخرى وهم يذكرون ذلك النائب الايرلندي عن الجيش الجمهوري الذي قضى في سجون ملكة بريطانيا الديمقراطية دون أن يتنازل عن حقوق شعبه, وإذا لم يفعلوا ذلك فلن يجد أحدا منهم فرصة لمغادرة منزله في الصباح هذا إذا أبقت له الجموع الجائعة منزلا من أصله.
الآن وقبل فوات الأوان يجب توحيد كل الجهود وإطلاق انتفاضة جماهيرية لا عنفية قادرة على الحياة وعلى كسب تأييد وتعاطف العالم وذلك فبل أن تصبح قضية الحصول على الأجور من مانحين لا يدفعون إلا مقابل تنفيذ سياساتهم هي شغلنا الشاغل والوحيد والتي ستقودنا الى الانخراط في نظام شحاذة يستبدل المواقف السياسية والحقوق الوطنية بالخبز المستهلك, لنسبقهم إلى قمة الجبل قبل أن نجلس مرغمين في قعر الواد بانتظار حبال نجاتهم التي لن تأتي أبدا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماغوط...محترف الادهاش
- ِبصدد الطريق إلى الخلاص
- لننتصؤ بحماس لا عليها
- العرب بين شخصنة المسائل ومسألة الشخوص
- عملمة القوة
- خلافا لأمنياتهم
- ثورة في الثورة
- شكوى
- حتى الاكاذيب توحد
- انهم يعرفون ما يريدون
- يعالون على حق...ولكن
- الشرعية المنتقاة
- الوطنية سلاح الديمقراطيين
- الأقصى والنصرة الموسمية
- كفاح اللاعنف
- فلسطين ارض لا تحتمل الحدود
- بين الحقائق فوق الأرض
- قديسات وعاهرين
- في مواجهة الصلف الاسرائيلي
- صواريخ غاندي


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - الآن وقبل فوات الأوان