أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - انهم يعرفون ما يريدون















المزيد.....

انهم يعرفون ما يريدون


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1231 - 2005 / 6 / 17 - 11:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


في خطابه امام مؤتمر هرتسيليا الخامس قال اريئيل شارون للحضور " ليس لدينا ما نبحث عنه هناك" وكان يقصد قطاع غزة واضاف موضحا ان الانسحاب من غزه يوحد الشعب تجاه القضايا الكبرى ومنها الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية والقدس والحدود ويهودية اسرائيل واشار الى الاهمية الكبرى لتفاهماته مع الرئيس الامريكي تجاه هذه القضايا، ومن حديث شارون يتبين لنا بوضوح ما تهدف اليه اسرائيل من موضوعة الانسحاب من غزة ، فهو، اي الانسحاب لم يأتي تنفيذا لخارطة الطريق ولا استجابة لضغوط المجتمع الدولي ولا لقناعة لدى دوائر الحكم في اسرائيل ان هناك حقوق ما للشعب الفلسطيني على اسرائيل ان تستجيب لها بهذا الشكل او ذاك، وفي نفس الخطاب أشار شارون الى اهمية فكرة الدولتين لمستقبل اسرائيل وطبيعتها وللاهداف العليا للشعب اليهودي، واذا تنبهنا الى ما قاله بوش تجاه المسائل الكبرى تلك كقوله ان على اسرائيل ان تزيل المستوطنات غير القانونية، ذلك اشارة الى ان هناك مستوطنات قانونية وهو تكرار لموقف الليكود القائل بذلك والداعي الى ازالة المستوطنات غير الشرعية، وحديث بوش عن اهمية اقامة دولة فلسطينية مسالمة ومتصلة جغرافيا، واحد لم يسأل السيد بوش عن معنى التواصل الجغرافي مع بقاء الكتل الاستيطانية وغياب القدس واصرار اسرائيل طول فترة شهر العسل لاتفاق اوسلو على الامتناعالمطلق عن تنفيذ البند الخاص بالطريق الآمن بين الضفة وغزة.

يذكر كل من شارك في مفاوضات مدريد وواشنطن واوسلو وقبل ذلك كل من شارك في مفاوضات كامب ديفيد مع مصر ومفاوضات لندن مع الملك حسين ان اسرائيل كانت دائما تحمل عرضا واحدا، وهو "خذوا غزه وكفى" خذوا غزة واقيموا هناك امبراطورية فالامر لا يهمنا ، خذوا غزة ومعكم سنسعى لتوسيعها على حساب اراضي سيناء ولا باس ان نقدم لكم قطعة من صحراء النقب، السادات قال لهم لست اريدها واذا ارادها الفلسطينيون فليكن وهو ابلغ القيادة الفلسطينية مبكرا انه قادر على الاتيان بغزة وانها ارض احتلت من مصر وهو مستعد لاعادتها اذا استعدت منظمة التحرير لاستلامها، والقيادة الفلسطينية رفضت الفكرة كليا انذاك، الملك حسين رفض الفكرة من جانبه مع انهم قدموها على انها غزه اولا وقال لهم الضفة اولا وماتت المحادثات هناك وكذا فعلت الوفود التي فوضت في مدريد وواشنطن فهي لم تكن تملك القدرة حتى على مناقشة الامر.
فقط قيادة منظمة التحرير التي افتتحت خطوط مفاوضات اخرى في اوسلو كانت تملك القدرة على القبول بغزة وقد اشار شمعون بيريس الى انهم كانوا يريدون تقديم غزة ولا شيء غيرها وانهم وافقوا على اضافة اريحا كطعم لتمرير الصفقة لا اكثر ولا اقل ، كانت اريحا الثمن الباهظ الذي قدمه الاسرائيليون مقابل ايجاد طرف يقبل الامساك بغزه، ولذا ظل الاصرار الاسرائيلي على منع التواصل بين غزة والضفة قائما الى ان جاءت الانتفاضة في ايلول من عام 2000 لتقدم لاسرائيل فرصة القفز فوق الاتفاق.

حرصت قوات الجيش الاسرائيلي على تدمير البنية التحتية للسلطه مع الابقاء على شكلها الخارجي قائما امام العالم حتى تبقي على حالة من التكافؤ الشكلي في المعركة بين كيانين سياسيين فلسطيني واسرائيلي ولذلك ظلت آلة الاعلام الاسرائيلية تقدم السلطة على انها المسئول عن كل الانشطة الموجهة ضدها وضد جيشها وتمكنت من ايهام العالم ان هناك معركة متكافئة بين دولتين، وهو ما حرصت اسرائيل على ابقائه وخصوصا في قطاع غزة، ففي حين اجتاح جيشها سائر انحاء الضفة الغربية ظلت حريصة على ان يكون الامر في قطاع غزة مختلفا، وهو يقتصر على الدخول ليلا للتدمير والقتل والخروج نهارا لابقاء شكل السلطة قائما، وهي دمرت وبشكل ممنهج كل المقومات المادية لوجود السلطة في الضفة الغربية فقصفت المقار الامنية ومنعت ظهور الملابس العسكرية واسلحة رجال الامن ونعت تنقلهم من مكان الى آخر، بينما ظل ذلك في قطاع غزة ممكنا ولو من حيث الشكل.

انهم يعرفون طريقهم جيدا، في غزة لا شيء لهم وهي المكان المناسب للتخلص من حكاية الشعب الفلسطيني وشخصيته الوطنية وغزة مصدر للازعاج والحرب والدمار وهي الى جانب كل ذلك فقيرة وليس بها ما بغري بالتواجد في ارض تملك اكبر كثافة سكانية في العالم، بينما تضم الضفة الغربية الدجاج الذي يبيض ذهبا، القدس وبيت لحم والخليل وهي الى جانب ذلك حزام الامن الضروري ليهودية دولة اسرائيل، هنا في الضفة الغربية الامر مختلف لديهم وهنا يمكنهم من توحيد الشعب حول القضايا الكبرى ولذا تصر حكومة الليكود على غزة بدون جيش اسرائيل ثم نتحدث بعد ذلك عن الضفة ولا احد يعرف اي حديث يمكن ان يكون ولا باية اتجاهات ولا عن اية ضفة والقدس خارجها والخليل مقسمة وبيت لحم بواباتها اسرائيلية وجدار الفصل العنصري نهب معظم اراضيها والطرق الالتفافية والكتل الاستيطانية تمزقها.

انهم يعرفون ما يريدون ولذا يذهبون الى اهدافهم من كل الطرق فروما لديهم واحدة لا تتغير ولا تتلون والطرق التي لا تؤدي اليها لا داعي لتجربة السير بها، ولذا فانهم لا العكس منا ليسوا بحاجة للبحث عن اجابات خارج دوائرهم ، انهم يكتبون ما يريدون وعلى الآخرين ان يقرأوا ولا عيب في ما كتبوا ان لم يثر اعجاب الآخرين، في حين نحن نذرع الارض ذهابا وايابا بحثا عن اجابة ندرك جيدا انها موجودة هنا لدى الناس في القدس وجنين وغزة ورفح والخليل، نحن نقضي الوقت في سفر لا طائل منه وهم حتى لا يفكروا في انتظار الذين يحجون اليهم في المطارات بل بالكاد في اروقة مكاتبهم.

رئيس وزراء اسرائيل الدولة التي تحتل اراضي الغير وتقيم حالة حرب مع كل جيرانها بل وتبحث عمن هم ابعد لتشعل الحرب معهم من امثال ايران لم يغادر الى الخارج منذ انتخابه سوى مرات قليلة وهي اما لساعات او ليومين لا اكثر في حين نكاد لا نجد مسئولا فلسطينيا واحدا هنا، والجميع يجوب العالم بحثا عن اجابة لا يملكها احد سوانا ان نحن ادركنا السؤال جيدا وهو مالذي نريد؟ وكيف نمضي الى ذلك؟ ومن اين؟.

انهم يعرفون جيدا ما يريدون ولذا فانهم يديرون دفة الامور بكل النجاح الذي يريدون، انهم يدفعون العالم لسؤالهم ويخططون جيدا كل خطواتهم ولا تجد ابدا ما يمكن فهمه على انه حالة من التخبط، ، انهم ينشغلون بكل شيء في آن معا فهم يناقشون الحرب كما يناقشون السياحة ويناقشون بناء القوة العسكرية كا يناقشون الزراعة وينشغلون بتطوير قدراتهم النووية كما ينشغلون بهموم المعاقين والاطفال والنساء، ونحن لسنا هنا، احد من قياداتنا العظيمة لم يكلف نفسه عناء ان يقول لنا ماذا يجري والى اين نحن ذاهبون، مجلسنا التشريعي يحلم بالبقاء في مقاعده والى الابد وقد يكون المجلس النيابي الوحيد على الارض الذي لا يريد ان يغادر مقاعده عنوه وهو بدل ان ينشغل بهموم المزارعين والعمال والخريجين والجرحى وعائلات الشهداء ينشغل بتقاعد اعضائه وبتوفير السيارات الفارهة وبتحقيق الامتيازات التي قد تفوق امتيازات اعضاء برلمانات دول انجزت استقلالها.

هم يخططون لابتلاع الارض وشطب القضية وشعبها وتوفير فرص الاندماج لللاجئين في البلدان التي يعيشون بها ويتآمرون ويخططون بكل السبل لمتاحة في سبيل ذلك ونحن نيام عن كل القضايا العامة اللهم من وقوفنا على ابواب الغير لسؤالهم عن حالنا، ان المطلوب فلسطينيا الآن الانكفاء الى الداخل والالتفات لهموم الشعب الذي انهكته حالة التجاهل شبه التام التي يعيشها من كل جانب، ينبغي توفير الحلول للفلاحين الذين نهبت ارضهم ودمرت منتجاتهم واغلقت اسواقهم وللصناعيين الذين يستجدون على بوابات الغير وللعاطلين عن العمل بعشرات الآلاف وللخريجين بلا معنى ولطلبة الجامعات الذين لا يجدون رسوم دراستهم التي قد تكون الاغلى في العالم، وبدل الاهتمام برواتب الوزراء والمدراء والنواب وسياؤاتهم وبدل سفرهم ، فان عليهم جميعا ان يعودوا الى هنا حيث شعبهم ليبحثوا بيننا عن الاجابات والتساؤلات، فليس بامكان المتخم ان يدري بهم الجائع وليس بامكان من يجد العلاج المجاني في كل بلدان العالم ان يجد الحل للمرضى الذين ينتظرون بالطوابير امام المؤسسات الصحية الفلسطينية المدمرة.

ان على القيادة الفلسطينية ان تعود الى ناسها فهي لن تتمكن من مواجهة اعدائها بشعب من الجياع العاطلين عن العمل والمدمر اقتصادهم الوطني والمغلقه ابواب الدنيا في وجوههم خصوصا وهم يرون قياداتهم بكل الوجاهة والشبع يجوبون العالم بحثا عن اجابة يملكها فقط كل الجياع والجرحى والمرضى واسر الشهداء والطلبة والعمال الباحثين عن حلم العمل المفقود، ان المطلوب ان نكون معا وان نعرف معا ماذا نريد واي الطرق توصل الى روما خاصتنا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعالون على حق...ولكن
- الشرعية المنتقاة
- الوطنية سلاح الديمقراطيين
- الأقصى والنصرة الموسمية
- كفاح اللاعنف
- فلسطين ارض لا تحتمل الحدود
- بين الحقائق فوق الأرض
- قديسات وعاهرين
- في مواجهة الصلف الاسرائيلي
- صواريخ غاندي
- قوة الضعف الواعي
- المرأة والحريات المنقوصة
- خارج الأولويات
- إلى الرئيس محمود عباس
- حكماء لا أمناء
- ايها الديمقراطيون اتحدوا
- الإعـلام وحماية حقوق الانسان
- بصدد أولويات الأعلام الفلسطيني
- لكي لا تقولوا فرطوا
- غاندي ومهمة فحص العتاد


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - انهم يعرفون ما يريدون