أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - خارج الأولويات














المزيد.....

خارج الأولويات


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1091 - 2005 / 1 / 27 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حديثه أمام جمعية الشؤون الدولية في عمان قال المدير التنفيذي لمعهد واشنطن روبرت ستالوف قال بوضوح ناقص أمام السياسيين الأردنيين وبحضور عدد من الدبلوماسيين في مقدمتهم السفير البريطاني ان القضية الفلسطينية تحتل المرتبة الرابعة في سلم اولويات الولايات المتحدة، وبعيدا عن التفسير للاولويات الثلاث الأولى فان الدرجة الرابعة تبقى منطقية إذا ما قورنت بحجم اهتمامات الولايات المتحدة في الشؤون الدولية ونظرتها لنفسها كقائد مطلق لعالم غائب تماما عن أجندتها الخاصة إلا بحسب درجة المصلحة الذاتية لراعي البقر الأمريكي الذي يمارس نفس الدور في السياسة الدولية حاليا، ولست اعتقد أن هناك من لا يدري جيدا كيف يمكن لراعي بقر أن يتعامل مع قطيع البقر خاصته إلا على قاعدة أي الأبقار تدر حليبا أكثر ومطيعة للحالب أكثر.

الاولويات الثلاث:
الأولوية الأولى هي العراق أولا والتي لا يعرف احد متى وكيف سترى الولايات المتحدة العراق كما ترغب أن تراه وأي الأسس التي تعتمد عليها الإدارة الأمريكية للانتهاء من المعركة في العراق والخروج إلى العالم بقرار ترك العراق لأهله إن كان لدى الإدارة الأمريكية سعي حقيقي لترك أهل متماسكين للعراق بدل السعي المتواصل لزرع بذور الفتن على ارض العراق وبين أهله وتشجيع النزعات الانفصالية والتدميرية والطائفية والعشائرية والقومية والاثنية وغيرها وغيرها، وبذا فان الأولوية الأولى ليس لها نهاية منظورة على المدى القريب وبذا فان الأولوية الأولى وحدها هي الأولوية التي تقول للقضية الفلسطينية تنحي إلى ما لانهاية فنحن نسعى إلى خلق عشرات القضايا المشابهة في المنطقة من خلال خلق كيانات هزيلة مرتبطة جذريا بالمصالح الأمريكية في المنطقة إلى جانب إطلاق يد إسرائيل في العراق لتفعل ما تشاء بما يؤخر نهائيا أو يلغي أية حلول سياسية منظورة للقضية العراقية، وبعيدا عن الثقة بالانتصار الحتمي للمقاومة القويمة على الأرض العراقية تبدو النوايا الأمريكية بعيدة كليا عن البحث عن حلول تقدم القضية الفلسطينية درجة إلى الأمام بل على العكس تنأى بها عن أية حلول منظوره على المدى القريب.

الأولوية الثانية برأي السيد ستالوف هي مقاومة الإرهاب وهي اختزال كبير لمهمة ليس لها حدود وتملك الإدارة الأمريكية القدرة على استخدام هذا العنوان بكل المقاييس وحسب رغبتها، فهي عصا موجهة لكل من حاول طوال العقود الماضية أن ينأى ببلده عن الخنوع لإدارة راعي البقر الأمريكي، نفس هذا الشعار الذي استخدم ضد العراق ولا زال والذي حول العراق إلى أولوية أمريكية استخدم أيضا ضد السودان وإيران وسوريا ولبنان وليبيا وكوبا وكوريا الشمالية والعديد من دول العالم وهي عصا مطلقة اليد ضد كل من يقول لا للخنوع وتنفيذ السياسة الأمريكية وفتح البلد وخيراته وثرواته ومعلوماته أمام المصالح الأمريكية بشكل مطلق، ومعنى ذلك أن الأولوية الثانية هي الأولى عمليا فهي نفس الشعار الذي تبرر أمريكا وجودها في العراق من اجله فهي ستستخدمه عند كل سعي لإطلاق هجومها على أي بلد آخر كما فعلت مع ليبيا حتى رضخت وكما لا زالت تفعل مع الآخرين.

الأولوية الثالثة هي الإصلاح وهي الوجه الآخر لمكافحة الإرهاب والذي يمعن النظر في الاولويات الثلاث يرى بها أولوية واحدة حية وان القضية الفلسطينية والتي يقترب عمرها من القرن كاملا على اعتبار أنها بدأت على يد بلفور في وعده الشهير باسم الانتداب البريطاني على فلسطين وهذا يعني أن ذلك اتخذ باسم وفي ظل تفويض دولي لبريطانيا لإدارة شؤون فلسطين آنذاك وهذا يجعل من القضية الفلسطينية المسألة الرئيسية الأولى التي يتحمل مسئوليتها المجتمع الدولي برمته وان انتظار أمريكا لتفرغ من مهام متداخلة للإصلاح ومقاومة الإرهاب والفراغ من العراق يؤكد أن حقيقة الأمر هو الإبقاء على القضية الفلسطينية خارج اولويات السياسة الدولية وحشد كل الجهود في سبيل الاولويات الأخرى والتي تأتي كغلاف لدعوة مستترة حتى الآن بعض الشيء لاعتبار المقاومة الوطنية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي جزء من الإرهاب الدولي والذي يتابع المواقف الأمريكية من العنف اللا محدود الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والتأييد الغير متناهي من قبل الإدارة الأمريكية للعنف الإسرائيلي والإدانة المتواصلة للمقاومة الفلسطينية المشروعة ومحاولة لصق تهمة الإرهاب بها يتبين بكل الوضوح أية أولوية تحتلها القضية الفلسطيني سوى أولوية لصق تهمة الإرهاب بها.

وفي حديثه عن أولوية الإصلاح قال ستالوف " إن معنى الإصلاح يختلف باختلاف الأشخاص واختلاف الدول" وهذا يعني أن الإصلاح الذي تسعى له الإدارة الأمريكية مرهون بموقف البلد المعني أو الشخوص المعنيين فمن يؤيد وينفذ السياسة الأمريكية ويقدم الخدمات التي تطلبها منه إدارة أمريكا فهو إذن خارج الإصلاح ومن يقف حتى محايدا فان شعار الإصلاح سيطال رأسه أو ينحني.

ستالوف كان واضحا في مخاطبة الحضور بقوله" إن قطار التوجه الأمريكي غادر المحطة ويمكن لدول المنطقة أن تركبه أو تتركه، ومن اختاروا عدم مغادرة المحطة وتقولبوا بقوالب قديمة سيواجهون بالضرورة معارضة في واشنطن قد تكون على قمة اولويات الإدارة أو في موقع آخر حسب الموقف" وتبدو لغة التهديد واضحة من لغة المدير التنفيذي لمعهد واشنطن الذي كرس جل محاضرته لامتداح السياسة الأمريكية لإدارة الرئيس بوش.

ما تقدم يبين بوضوح أن القضية الفلسطينية من جانبها كقضية شعب هي خارج الاولويات الأمريكية وهي في نفس الوقت كقضية عنف وإرهاب شعب تحت الاحتلال ضد جيوش المحتلين قضية أولى فعلى الفلسطينيين أن يتوقفوا عن المقاومة المشروعة ويعتذروا لقاتلي أطفالهم بانتظار أن تفرغ الولايات المتحدة من اولوياتها وتجد الوقت للاهتمام بقضيتهم الإنسانية بعد أن تكون إسرائيل وجيشها قد مهدوا السبل لما يريدون من أمريكا مباركته.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الرئيس محمود عباس
- حكماء لا أمناء
- ايها الديمقراطيون اتحدوا
- الإعـلام وحماية حقوق الانسان
- بصدد أولويات الأعلام الفلسطيني
- لكي لا تقولوا فرطوا
- غاندي ومهمة فحص العتاد
- مذبحة صالح بلالو
- دولتان بلا حدود


المزيد.....




- أخذ -منعطفًا خاطئًا-.. سيارة رجل مسن تعلق على السلالم الإسبا ...
- الموقف من -اغتيال خامنئي وقلب نظام إيران-.. الكرملين يعلق بر ...
- طاقم CNN يرصد نشاطًا جويًا متزايدًا في سماء طهران.. شاهد ما ...
- عشرات القتلى في غزة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة
- تحديث مباشر.. نتائج ضربة إيران بإسرائيل وتصريح جديد لنتنياهو ...
- أثناء استعراض مراسل CNN لأضرار هجوم إيراني على الهواء.. سقوط ...
- ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع ال ...
- موقف ألمانيا من نزاع إسرائيل وإيران في ضوء القانون الدولي!
- بيسكوف: الحديث عن اغتيال خامنئي أمر غير مقبول
- نهاية العالم بين -أم الحروب وأم أمهات القنابل-!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - خارج الأولويات