أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - كفاح اللاعنف















المزيد.....

كفاح اللاعنف


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


نحن الأقوياء بل والأقوى ونحن اقصد هنا كل الذين يقتلون ثمنا لحياتهم لا أكثر ويعملون بمهمة تجويع الآخرين ثمنا لخبزهم لا أكثر ويهدمون البيوت ثمنا لبيت يأوون إليه لا أكثر ويدوسون كرامة البشر ثمنا لكرامة مزيفة لا أكثر، إنهم كل الجنود الذين يتقنون فنون القتل واستخدام أسلحة الموت والدمار لصالح من يطعمونهم جزءا قليلا من الخبز الذي يسرقوه من شعوب الأرض، إنهم العمال الذين يفنون أعمارهم في بناء ما لا يحلمون بالوصول إليه بمجرد اكتماله، إنهم الذين ينقبون عن النفط لصالح طائرة قد تقصف بيتهم الذي لا يمكنه انتظارهم، هناك ملايين من الجنود والضباط والعمال يعملون علنا في خدمة جلاديهم ويموتون دفاعا عن قضايا كاذبة لصالح حفنة من المنتفعين وأصحاب المصالح المادية ألبحته، هناك ملايين من الصحفيين والكتاب والفنانين والمبدعين يعملون في خدمة أصحاب مصانع الأسلحة وناهبي خيرات الشعوب والجلادين، بعضهم يدافع عن أنظمة ديكتاتورية فيسقط أداة في أيديهم والبعض يدافع عن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان فيجد نفسه وقد أصبح خادما لشعارات العولمة الأمريكية منفذا لبرامجها بدراية أو بدون دراية.

نحن الأقوياء والأقوى لأنهم بدوننا يصبحون عاجزين وفاقدين لكل إمكانياتهم وهم غير قادرين على تنفيذ أهدافهم دون إمكانياتنا، غير قادرين على ممارسة النهب والسلب والاحتلال دون جنود وعمال وصحفيين وإعلاميين وفنانين، إنهم بحاجة إلينا لقتلنا وتدميرنا بأيدينا وهم غير قادرين على فعل ذلك إن لم تتحرك سواعد الملايين من الجنود والعمال، فلن تتمكن أدوات القتل التي تملكها قوى الاستعمار والاحتلال والعنصرية من أن تفرض هيمنتها على شعوبها والشعوب الأخرى إن لم تجد من يستعد لاستخدام أصابعه للضغط على الزناد، فلم يكن أبطال إلقاء القنابل على هيروشيما عظماء بل كانوا قتله مأجورين في أيدي أسياد لم يذرفوا دمعة واحدة على ضحايا فعلتهم التي لم يرتكبوها بأيديهم وكذا هو حال جنود الاحتلال الأمريكي في العراق اليوم فلا بطولة فيما يقومون به وحكاية حماية شعبهم وبلادهم وحماية العالم وهم وخرافة صاغ كذبتها أساطين المال والسلاح في بلادهم وحلفائهم لتسهيل مهمتهم، الم يسال هؤلاء الجنود أنفسهم عن أية ديمقراطية يدافعون ببنادقهم وبسيطرتهم على ارض أخرى وشعب آخر، أية مفارقة يراها الجندي الأمريكي بين ضحاياه في العراق وضحايا الجوع والتفرقة في بلاده، يحمي من بموته وأية ديمقراطية ستزدهر وآلاف الجنود الأمريكان يموتون بعيدا عن بلادهم.

حين تكف أصابع الفقراء عن الضغط على زناد الموت لصالح جلاديهم سينتهي دور هؤلاء، حين يتوقف العمال عن إدارة ماكنات إنتاج أدوات الموت لصالح قاتليهم سينتهي دور هؤلاء، حين يرفض الصحفيين والكتاب والفنانين والمبدعين عن تأجير أقلامهم وألوانهم ورقصهم ونحتهم وفكرهم لصالح القتلة سينتهي دور هؤلاء، ولذا فان بامكان الضعفاء والمستضعفين ان يملكوا عنفا لا يملكه أحد من قتلة العصر، عنف من نوع جديد، عنف يوقف الموت والدمار والقاتل ويصوغ رؤية جديدة لعالم جديد من السلم والحرية للبشر، كل بني البشر، كل ما في الأمر أن تتوقف اكفنا عن قبول استخدامها في طاعة أوامرهم فستصبح طائراتهم ودباباتهم وكل أسلحتهم ومصانع السلاح بما فيها اخطر الأسلحة النووية والذرية والبيولوجية العادية والكيماوية بلا مضمون ولا تصلح أبدا إلا كلعب لاستخدام الأطفال الصغار من كل الألوان والأجناس والأديان والأعراق.

دون الجنود الإسرائيليين من فقراء الفلاشا والمهاجرين من اليمن والمغرب والعراق وبلدان أوروبا الشرقية وبعض المتصهينين من العرب لن يكون بامكان شارون وحكومته فرض سلطتهم على الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني بل على غرف نومهم أيضا ولذا فحين يقرر كل هؤلاء المستضعفين استخدام إضرابهم عن القتل لصالح الغير مقابل الخبز، وقف استخدامهم لمنع الآخرين من بيوتهم وأمنهم وأمانهم مقابل بيت مرهون للبنك برسم الراتب العسكري سيجدون أن الكون أكثر رحابة مما يصوره القتلة من مالكي دواليب الموت من أمثال شارون.
حين يدرك فقراء المستوطنين المتصهينين لصالح أباطرة تجارة السلاح من الصهاينة أن وجودهم في جبال الخليل ونابلس ليس له علاقة بقداسة التوراة ولا بتعاليمها وان التوراتية التي يتحدثون عنها ويستخدمونها لتجييشهم ضد شعب اعزل هي توراة رأسمال الموت وعندها فقط يجدون أنفسهم ملزمين بالوقوف إلى جانب الشعب الذي يكافح في سبيل خلاصهم من مستعبديهم الحقيقيين ويدرك يهود الفلاشا واليمن والمغرب والعراق ورومانيا وروسيا الفقراء إنهم أدوات للموت في سبيل أن يحيا أباطرة السلاح الذين يعيشون بعيدا متنعمين ولا يهددهم الموت والدمار وفي سبيل أن نتمكن من إنجاز ذلك لا بد لنا من تغيير الخطاب المباشر الذي نتوجه به إلى هؤلاء والتوقف عن إعطاء مشغليهم مبررات لتقديمها لهم على أننا لا هم لنا سوى قتلهم.

عدد من الطيارين الإسرائيليين بينهم ضباط كبار أعلنوا في قمة أحداث انتفاضة الأقصى وفي أوج الهجمات الاسرايلية على المدنيين الفلسطينيين رفضهم لقصف لتنفيذ أوامر قصف المناطق الفلسطينية وثبتوا عند موقفهم مما دفع بالقيادة الإسرائيلية إلى محاكمتهم وطردهم من الخدمة وكان في مقدمتهم مرشح لرئاسة القوة الجوية الإسرائيلية، الموقف الشجاع من هؤلاء لم يقابله أي موقف تشجيعي فلسطيني بل تركوا وحدهم ليتم تصويرهم أمام المجتمع الإسرائيلي كخونة لا أكثر ولا اقل مما جعل من حركتهم ميتة من بدايتها وغير قادرة على النمو والتأثير في حين لو ان الجانب الفلسطيني قدم ما يشجع هؤلاء وما يثبت لنهم الأجدر بالاحترام والجهة التي يقبل الفلسطينيون التعاطي معها كقيادة للمجتمع الإسرائيلي بديلا لشارون، ولو أن الهدنة التي قدمت لشارون بدون مقابل قدمت لهؤلاء مثلا لكنا تمكنا من تقديم رسالة عملية حيه تشجع نمو الاتجاهات السلمية داخل المجتمع الإسرائيلي بل وداخل المؤسسة العسكرية نفسها.

إن ما تقدم ينسحب أيضا على جنود الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان وأولئك الذين يرابطون في قطر بدون إرادة شعبها ويحتلون أراضي شاسعة من السعودية ويهددون استقرارها كل ذلك أيضا ليس له علاقة في المهاجرين من آسيا وإفريقيا للحلم الأمريكي طلبا للسلام والأمن والأمان والعيش الرغيد فإذا بهم يتحولون إلى أدوات في يد آلة الحرب والدمار الأمريكية ضد الشعوب التي غادروها طمعا بالسلم فعادوا إليها قتلة مأجورين لصالح جلاديهم.

مليارات من القنابل بأنواعها والرصاص بأنواعه والبنادق والدبابات والطائرات والبوارج تستهلك قوت الفقراء والجوعى والمقهورين وتوقد نارها بأجسادهم وبأيديهم هم أنفسهم، كل هذه الأسلحة تصبح واهية وضعيفة أمام عنفنا نحن بني البشر العاديين من الفقراء والبسطاء والمقهورين، عنف لا يقتل ولكن يمنع القتل، عنف لا يسرق الخبز من أفواه الجياع بل يعيده إليهم كفاح بلا عنف، كل ما في الأمر أن علينا أن نمنع أنفسنا من تأجير اكفنا لصالح القتلة وتجار الموت وندع العالم كل العالم في وجوههم ونعيد تصنيع أدوات الموت وسائل لراحة البشرية ورفاهيتها بعيدا عن المرض والتخلف والجوع والموت.

موحدة كل البشرية في وجه الجلادين وتجار الموت تملك عنفا يفوق كل أدوات الموت التي يتاجرون بها من أثمان قوتنا ومن سعادتنا، موحدة قوى الخير في أوساط بني البشر بامكانها أن تملك عنفا يسكت كل مدافع الموت ويغلق كل مصانع السلاح في العالم مرة واحدة وبدون رجعة.

كل ما تقدم مجرد حلم ودعوة لتوسيع نطاق هذا الحلم لكنه حلم ممكن وتماما كما بدأت كل الإنجازات العلمية بخيال وأحلام الفنانين والمبدعين فان السلام على الأرض بأيدي أبناء الأرض وضد حفنة قليلة من أعداء الحياة أمر ممكن تماما كما تحول حلم المهاتما غاندي إلى حقيقة دفع حياته ثمنا لها فان حلمنا ممكن، سلام على الأرض لكل البشر بأيدي البشر فقط حين تتوقف أكثريتنا المطلقة عن القيام بدور المجرمين المأجورين ضد أنفسنا لصالح حفنة صغيرة من أعداء الحياة.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين ارض لا تحتمل الحدود
- بين الحقائق فوق الأرض
- قديسات وعاهرين
- في مواجهة الصلف الاسرائيلي
- صواريخ غاندي
- قوة الضعف الواعي
- المرأة والحريات المنقوصة
- خارج الأولويات
- إلى الرئيس محمود عباس
- حكماء لا أمناء
- ايها الديمقراطيون اتحدوا
- الإعـلام وحماية حقوق الانسان
- بصدد أولويات الأعلام الفلسطيني
- لكي لا تقولوا فرطوا
- غاندي ومهمة فحص العتاد
- مذبحة صالح بلالو
- دولتان بلا حدود


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - كفاح اللاعنف