أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - حتى الاكاذيب توحد















المزيد.....

حتى الاكاذيب توحد


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1237 - 2005 / 6 / 23 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من سائر بقاع الارض تجمعوا فوق أرضنا وعلنا سرقوا كل شيء، ليس الارض فقط ولكنهم سرقوا حكاياه ، سرقوا خطوط لباسنا ودقات طبولنا واصوات الطناجر في مطابخنا وخبطات الرجال على أرض البيدر حين يحتفلون في صيف الحصاد، لقد سرقوا كل شيء بما في ذلك وطن محفور في الارض وفي الريح وعلى جنبات البحر، وبزمن قياسي دفعوا بالسمك لينطق في لغة كادت ان تموت فاعادوا لها اعتبارها، ورسموا على جدران يافا لونا غريبا لم تعهده واجبروها على الاعتقاد بانه لون ملابسها، هؤلاء هم الذين غنوا معا قبيل احتلال ما تبقى من القدس اغنية مسروقة تحمل عنوان قدس الذهب وبعد اربعة عقود تعلن صاحبة الاغنية قبيل موتها ان الاغنية مسروقه عن اغنية باسكية قديمة، واصغر صحيفة عندهم توازي كبريات الصحف في بلادنا وارقام مبيعات الكتب وعدد القراء تدخل في قواميسنا باب الخرافة.
هؤلاء الذين غنوا في الجدناع، عن السرقة علنا بقولهم في نشيد الجدناع
دونم هنا ودونم هناك
كدرة فوق كدرة
هكذا نبني دولة اسرائيل
ولكنهم لم يقولوا في اغانيهم علنا كذبه فوق كذبه، سرقة فوق سرقة نصنع حقيقتنا.

هؤلاء انفسهم الذين حملوا كذبة واحدة كرروها بلا ملل وتوحدوا خلفها والأخطر انهم تمكنوا من دفعها الى عقول العالم على انها الحقيقه ونحن هنا ننهش لحم بعضنا ولم تفلح كل حقائق التاريخ والجغرافيا من دفعنا للتماسك خلف انتماء واحد لوطن حي ولموسيقى تضرب جذورها في الصخور وتنغرس بجدران البيوت الفينيقية والكنعانية ،كل تاريخنا العظيم الماثل للعيان لم يدفعنا للتوحد في وجه عصابة اللصوص، وقد دفع بي ذلك لسؤال بحجم الدنيا والتاريخ.
لماذا يتوحد أحفاد اللصوص والقتلة ويمارسون فعل آبائهم واجدادهم ضد الهنود الحمر في امريكا وينتصرون على كل العالم وهم كما يقول المثل الشعبي مثل شعير البياع ، لا شيء يوحدهم سوى انهم التقوا صدفة في جراب هذا البياع ولنفس الغاية، وعلى نفس القاعدة يتوحد المهاجرين اليهود القدامى والجدد من بقايا الاتحاد السوفياتي ومن اثيوبيا مع يهود العراق واليمن ورومانيا والناجين على حد قولهم من محارق هتلر ويلتقون على وطن كذبه ويدركون انه مسروق ويرسمون له علم مسروق واغان مسروقه ومع ذلك يتفوقون علينا في كل شيء.
اين يكمن الخطأ، هل الخطأ في التاريخ، في المباديء، في معايير الحق والعدل،وهل اتفاق افراد عصابة على هدف السرقة سيكون اقوى من كل هرطقات الطيبين في دفاعهم عن حياتهم وحقوقهم ومثلهم امام تلك العصابة.
في سنوات السجن الطويلة كنا نتناقش دائما عن اهمية تدريس المعتقلين حكاية الحق التاريخي، واذكر ان رجلا مسنا كان من بين المعتقلين مزق دفترا يحمل هذا الكلام وهو يصرخ اذهبوا بكلماتكم للحرب عسى ان تحرقوا طائراتهم، لا احد ينتصر بالتعاويذ واتقان الخطابة، واللعب فوق الحروف ما دام همه كسب الرضا الذاتي وليذهب الهدف الذي يتغنى به الى الجحيم.
ترى ما الذي يوحد البشر:
الهدف المشترك ، واذا كان كذلك فلماذا لا نتوحد؟ ما دمنا نعلن جميعا ان هدفنا تحرير الوطن، ام ان الحقيقة عكس ذلك؟، هل الذي يوحد هو العدو المشترك؟ واذا كان كذلك، افليست اسرائيل وجيشها عدو مشترك؟ أم أن في الامر نظر، هل الذي يوحد هو اللغة والتاريخ والجغرافيا؟ وان شئتم اضيفوا الدين والاماني والتطلعات، واذا كنا لم نتوحد، فهل هناك شك اذن في اننا ليس لدينا نفس اللغة و التاريخ والجغرافيا؟، لماذا اذن لا نتوحد؟، ونحن نهذي بنفس حروف اللغة ونطرب لسماع نفس الاهازيج وناكل نفس الاكلات ونحلم وننام وناكل ونصلي بنفس الرتم ثم نفترق حين يتعلق الامر بمصيرنا المشترك.
هل نحن فرديين نفعيين مرتزقة لهذا الحد وبشكل يصل الى ادنى الدرجات بحيث يصبح ادنى من نفعية وفردية ووصولية واسترزاق افراد العصابات الذين يبنون دول ويحتلون العالم والا ما معنى ان تعيش امة من ثلاثمائة مليون كل هذه الاستكانه امام مجموعة من المرتزقة والفارين والطامعين والحالمين والباحثين عن المجد او المغامرة او الخرافة والموحدين حول مجموعة من الاكاذيب تصل حد اغانيهم ، بالتاكيد هناك خلل عجيب علينا ان نوغل في بحثه وكشفه ومصارحة الذات بكل الحقائق، فكيف يمكننا ان نفسر اقدام الشباب الفلسطيني على البحث عن بوابات الهجرة الى اي مكان بينما يبحث اليهود عن سبل القدوم الى فلسطين من كل بقاع الارض، واذا كان السبب ديني فهل اكذوبة الهيكل كما يقول علماء الآثار مقدسة اكثر من حقيقة الاقصى، وهل لاكذوبة ارض الميعاد قدسية لا تضاهيها قدسية ارض المعراج، وليس لمهد المسيح معنى عند المسيحيين بينما امكانية تغيير اسم حائط البراق لها قوة الجذب اكثر من كل دماء الشهداء الذين سقطوا دفاعا عنه في عام 1929 وبعد ذلك، ولاكون واضحا لست هنا استقدم الصراع الديني فانا ضد القول ان صراعنا هنا هو صراع ديني ولكني اقارن بين اقدام اليهود علمانييهم ومتدينيهم لحماية الفكرة الدينية والتمترس حولها بينما ينسى المسلمون في كل انحاء الدنيا واجبهم الديني وركن من اركان الاسلام تجاه المسجد الاقصى.
ما جوهر الصراع اذن فلو كان دينيا لكان الاجدر القول ان المعركة هي بين كل المسلمين والمسيحيين في كل انحاء العالم من جهة وبين اليهود من جهة أخرى، ولو كان الصراع حضاري فاي حضارة لمن تجمعوا من كل حدب وصوب بلغات وثقافات وحضارات ضد عراقة امة تضرب تاريخها في اعماق الارض، واذا كان الصراع وطني اهناك شك في اننا اصحاب الارض هذه.

اعرف ان عشرات العشرات قد يمسكون باقلامهم فورا للرد علي بكل الرصانة والعنجهية ليفسروا جوهر الصراع من الديني الى الحضاري الى العرقي الى الطبقي الخ الخ الخ وهم سيجدون ما يقولونه وما ينقلونه من امهات الكتب وسيحاولون اثبات عجزي وقلة ثقافتي والله اعلم عن ماذا ستتفتق اذهانهم من تهم جاهزة، ومع ذلك لا باس فكل ما اسعى اليه هو البحث عن اجابة واضحة عن سؤالي لماذا نفشل دائما اذن، لماذا ننتقل من تراجع الى تراجع.

هل طبيعة النظم الديكتاتورية القائمة في بلادنا هي السبب، هل تغييب الشعب واحلال القيادة مكانه هو السبب، هل غياب الديمقراطية والمجتمع المدني والمأسسة هي السبب، هل الديكتاتورية والفردية والشخصنه هي السبب، والا اين ذهبت قومية وشهامة وعروبة وبطولة جند صدام حسين في وجه الكنتاكي وماكدونالدز والكوكا كولا ، كيف تمكن الباحثين عن جنسية الكابوي من كل انحاء العالم انجاز الهزيمة بكل عراقة دجلة والفرات وذبح الكوفة وبغداد وكل تاريخ حضارة ما بين الرافدين، ام ان القول بان العراقيين لم يعتقدوا انهم يدافعون عن الوطن بل عن الجلاد هو السبب في دفعهم لترك وطن الجلاد يحترق، فهم لم يتعودوا لعقود اسم العراق الا مقرونا باسم الرجل حتى صدقوا انها عراقه وليست عراقهم فما الذي يجبرهم على حماية سجن السجان من الغرباء اذن.

هل هذه الفرضية ممكنه مثلا وانا اميل لها، وبالتاي فهل علينا ان نقول لحكامنا( الرسميين والشعبيين ، الحكوميين والمعارضين) ان عليكم ان تتنازلوا عن احتلالنا انتم اولا حتى نعرف ان ما سنحرره لنا، ان عليكم ان تتوقفوا عن احتلال عقولنا وافواهنا وايدينا حتى نتفرغ لبناء وطننا ومحاربة اعدائه، ونحن لن نتمكن من فعل ذلك ان ظللتم تمسكون بتلابيب كل حياتنا لمجدكم لا لمجد الوطن، فقد نكون الامة الوحيدة على الارض التي لا يعيش على ارضها رئيس سابق ولا امين عام سابق الا في ما ندر كسوار الذهب في السودان، فالوطن وطن الرئيس والحزب حزب الامين ونحن ليس لنا دور سوى التصفيق للزعيم مالكنا الذي بدونه لا حياة لنا،.
ما قدمته ليس اجابات ولكنه اثارة لزوبعة لا بد لها ان تنطلق بكل قوتها للبحث عن الحقيقة التي بدونها لن نتمكن ابدا من حرق زيف وحدتهم حول اكاذيب العصابات في تل ابيب ورعاة البقر في واشنطن فهم وجهان لعملة واحدة تمسك بتلابيب الدنيا ونحن نكتفي بدور المتفرج الساخط صمتا.

"فمتى لصمتنا ان ينطلق صوتا جماعيا موحدا خلف حقيقة لا جدال فيها."



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهم يعرفون ما يريدون
- يعالون على حق...ولكن
- الشرعية المنتقاة
- الوطنية سلاح الديمقراطيين
- الأقصى والنصرة الموسمية
- كفاح اللاعنف
- فلسطين ارض لا تحتمل الحدود
- بين الحقائق فوق الأرض
- قديسات وعاهرين
- في مواجهة الصلف الاسرائيلي
- صواريخ غاندي
- قوة الضعف الواعي
- المرأة والحريات المنقوصة
- خارج الأولويات
- إلى الرئيس محمود عباس
- حكماء لا أمناء
- ايها الديمقراطيون اتحدوا
- الإعـلام وحماية حقوق الانسان
- بصدد أولويات الأعلام الفلسطيني
- لكي لا تقولوا فرطوا


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - حتى الاكاذيب توحد