أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - عملمة القوة















المزيد.....

عملمة القوة


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1286 - 2005 / 8 / 14 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الانهيار الرسمي للمعسكر الاشتراكي وفي مقدمته الاتحاد السوفياتي سعت الولايات المتحدة عبر استخدام مكثف لكل حلفاءها ووكلائها الى تقديم نفسها على انها منقذة العالم من" امبراطورية الشر" وان الفكر الرأسمالي الحر الذي تمثله بل وتقف على رأس هرمه هو الذي انتصر وراحت تتحدث عن الانفتاح الاقتصادي والتجارة العالمية والازدهار القادم للعالم وعن عولمة الدنيا وتحول الكرة الارضية الى قرية صغيرة متصلة متواصلة تشد ازر بعضها البعض ، وساهم الوكلاء القديمون والمحبطون من الادعياء الذين فاجأهم الانهيار الرسمي للفكر الشيوعي في نشر الاكاذيب الامريكية وبدا الولاء للولايات المتحدة نموذجا لفكر العصر القادم واستخدمت اللغة الرأسمالية في التشويه الفكري للمستقبل الانساني وبدل مفردات التحرر والاستقلال والنمو والاشتراكية انتشرت وبعمد مفردات حقوق الانسان والمجتمع المدني والانفتاح وازالة الحدود الجمركية.

تدريجيا تمكنت الولايات المتحدة من استخدام تلك الابواق في ترسيخ صورتها كمنقذه للعالم وكقائدة للفكر الليبرالي الرأسمالي الحر الداعية للديمقراطية والمنقذه للشعوب ن الديكتاتوريات وسيطرتها، وكان لا بد لامريكا ان تجد وسيلة لتسريع فرض هيمنتها شبه المطلقة على العالم وهي حين لم تجد في الترويج الفكري والاعلامي وسيلة تمكنها من استخدام انيابها ضد الجميع سارعت لايجاد عدوها الوهمي الضروري ممثلا بالارهاب واستخدمت احداث الحادي عشر من سبتمبر عصا حديدية تلوح بها بوجه كل من يحاول الوقوف في طريقها، واعادت انتاج تلك الاحداث بصور وأليات ترغبها ممثلة في الاستيلاء على افغانستان ثم العودة الى حدودة صدام واسلحة الدمار الشامل ولذا وجدت المبررات لنشر قوتها العسكرية في كل آسيا بدءا من افغانستان والعراق وانتهاء باستخدام المساعدة الانسانية لاغاثة منكوبي تسوناي لتحويل المنطقة الى ثكنة عسكرية امريكية عدا عن التواجد الرسمي لها في العديد من دول العالم وبمبررات مختلفة، وبدا واضحا الكذب الامريكي منذ انتهاء الانتخابات في افغانستان وكذا في العراق والضرب بعرض الحائط بكل الوعود بالخروج بل وايجاد وكلاء جدد لها يروجون لفكرة ان انسحاب الجيش الامريكي كارثة على الوطن.

بشكل اهوج زمفضوح استخدمت امريكا شعارات عصر العولمة الامريكية حول حقوق الانسان كما ترعه هي فاصبحت حقوق الانسان في سوريا وايران والعراق قبل انهيار صدام هي المطلوبة بينما لا وجود لحقوق الانسان في غوانتانامو او معتق ابو غريب او فلسطين وما تقوم به اسرائيل وامريكا وبريطانيا مطابق لحقوق الانسان وما يقوم به اي مناويء لهم هو انتهاك لتلك الحقوق وجاء شعار التجارة الحرة ليمسك باقتصاد العالم ويحول العالم الى ملحق صغير بالاقتصاد الامريكي يقوم على خدمته ويلتقط الفتات الذي تتنازل عنه الشركات الاحتكارية الكبرى وقد بينت فضائح النفط مقابل الغذاء حجم النهب والسرقة الذي تمارسه ادارة الاحتلال الامريكي وشركاتها لثروات العراق وخيرات شعبه الجائع.

وبدل عولمة تقوم على تمازج الحضارات والافكار وحوارات البشر وتراثهم الحضاري للوصول لحضارة انسانية قادرة على توحيد البشر على قاعدة المساواة في المكانة والفرص زالاستفادة من خيرات الارض المملوكة لكل سكانها راحت الولايات المتحدة تسعى لكي تفرض بالقوة نهجها وتفكيرها وحضارتها الذي سبق لاجداد بوش ان فرضها بالحديد والنار على ارض الهنود الحمر، وقد بدأت بالتدخل المباشر حتى بالنصوص الدينية والاحكام الشرعية والشروع في اعادة صياغة الاسلام كما تريده ان امكنها واعلان على الحرب على الدولة الدينية في نفس الوقت الذي تطالب فيه بدولة يهودية خالصة في فلسطين وبدل ان تجد حلفاء لها في العالم وشركاء نحو اهداف مشتركة رست فكرة الوكلاء والتابعين في العالم الثالث وهي تتقدم جيدا لفرض ذلك على اوروبا نفسها بالترغيب والترهيب وبالدفع لانماط الارهاب للهجوم على البلدان الاوروبيه كبريطانيا واسبانيا وايطاليا وقريبا فرنسا والمانيا وذلك للدفع بهذه البلدان الى الالتحاق بركبها رغما عن انوفهم وكمنفذين لسياساتها لا كشركاء في البرنامج صياغة وتنفيذا.

تماما مثل عمدة قرية شرقية صغيرة تتصرف الولايات المتحدة اليوم مع العال في تتحدث عن العفة والشرف والشفافية لابناء القرية البسطاء والفقراء بينما تمارس هي النهب العلني الرسمي والبلطجة بابهى صورها كيفما شاءت واينما شاءت وهي تضرب بقوة من يخرج عن التغريد في سربها وتطلق العنان لوكلاءها المخلصين امثال اسرائيل ليفعلوا ما يشاءوا، ومن يحاول التركيز جيدا على سياسة التحالف الامريكية يجد ان لامريكا حليفا حقيقيا واحدا في العالم وهي اسرائيل، وذلك لم يأت عبثا قطعا بل لان الولايات المتحدة تؤمن فقط بتاريخها القائم عل فكرة الغاء شعب واحلال آخرين مكانه واسرائيل فقط هي التي تمثل هذه التجربة الفريدة في التاريخ الانساني الحالي، وهي وحدها القادرة على اتمام مسيرة التحالف والتواصل مع امريكا فكرا وسلوكا حتى النهاية ، الى جانب ان يهوديتها وعنصريتها سيكرس استعداءها في المنطقة ويحافظ على ابقاءها عصا لينة في اليد الامريكية، وذلك لا يمكن له ان يتوفر في حكومة طوني بلير البريطانية والتي امثل شعبا عريقا وامبراطورية تعتز ولو بتاريخها الغابر وكذا يمكن ان يقال عن اصغر دولة في العالم.
في التاريخ القريب انهارت امبراطوريات وظهرت امبراطوريات ولم تتمكن ايا من الابراطوريات التي ظهرت بما في ذلك الاتحاد السوفياتي من الاستمرار، لسبب متشابه دائما وهي انها بدل ان تسعى لصياغة آليات التحالف على مستوى العالم سعت اما باتجاه سياسة الخنوع والاذلال ونهب ثروات الشعوب وافقارها او السعي لشطب قوميتها وتاريخها، او انها سعت لايجاد وكلاء فكر وابواق تردد بلا فهم كما فعلت قيادة الاتحاد السوفياتي مع بلدان المنظومة الاشتراكية والاحزاب الشيوعية في العالم وفي بلدان العالم الثالث على وجه الخصوص ولذا ليس غريبا ان تنهار البلدان الاشتراكية فور انهيار النظام الاشتراكي الرسمي في الاتحاد السوفياتي وتتنكر غالبية الاحزاب الشيوعية في بلدان العالم الثالث لفكرها وتلتحق بضبابية الفكر الرأسمالي بشكل او بآخر.

لا يمكن لجريمة ان تستمر الى الابد والا لكانت جريمة تحويل الاسلام من دين اممي الى دين تركي استمرت باسم الامبراطورية العثمانية ولكانت جريمة تحويل فكرة مساعدات الشعوب النامية بواسطة الانتداب الى نهب خيرات تلك الشعوب بالاستعمار ان تستمر لبريطانيا وفرنسا وفكرة تحويل الشيوعية الاممية الى الى قرارات لخدمة الدولة وقيادتها في الاتحاد السوفياتي ان تستمر، والتاريخ مليء بامثلة لا حصر لها حول ذلك.

لكن السؤال الضروري هل يمكن ان تتوقف الجريمة لوحدها او هل يمكن للجريمة ان تهرم بفضل الزمن وتموت ام انه لا بد لذلك من مقومات فلم تنهار ايا من الامبراطوريات بفضل الزمن بل بفعل الكفاح والنضال من قبل اولئك الذين يقع عليهم الظلم ومع ذلك فان الامبراطوريات السابقة جميعها كانت تتقاسم الظلم على غيرها مع الآخرين الا الولايات المتحدة فهي التجربة الوحيدة في التريخ الذي تحتكر الظلم لنفسها وضد كل العالم وباشكال مختلفة ولذا فان معركة الكفاح ضد الهيمنة الامريكية تملك من الوقود ما لم تملكه معركة اخرى وهي وان كان وقودها الرئيسي شعوب العالم الثالث في آسيا وافريقيا وامريكيا اللاتينية الا انها ستجد قريبا في البلدان الصناعية الاخرى وفي المقدمة اوروبا والصين واليابات حليفا حقيقيا في معركة اسقاط امبراطورية الشر الاولى في التاريخ كامبراطورية ينازعها كل العالم وتنازعه دون ان تعترف بوجود ند حقيقي لها.

ان حركة الثورة العالمية القادمة هي حركة تحرر عالمية من نير السطو الامريكي والعنجهية التي تلغي كل حضارات البشر وحقوقهم وتحتكر لنفسها حق التقرير بشأن الآخرين ليس بشأن خبزهم وحريتهم بل وبشأن معتقداتهم الدينية والفلسفية وانماط حياتهم الاجتماعية الخاصة بكل ما فيها من منظومات القيم والمعتقدات، وسيجد العالم نفسه قريبا امام كنيسة من نوع جديد تعطي لنفسها الحق في اعادة صياغة الفكر الانساني بما يتلائم وتشريع النهب والسيطرة وتقدم خدمة احادية الجانب لصالح الشركات الاحتكارية وممثلها العسكري الامريكي وبذا فان خوض معركة الدفاع عن تراث وحضارة الانسانية في السلام والمساواة والاممية لصالح عالم خال من العنف والسيطرة واعلاء جنس او شعب او عرق فوق الآخر هي المعركة التي على مبدعي ومفكري الانسانية ان يطلقوا شرارة خوضها منذ الآن ويؤسسوا لغد قريب قادم يوحد العالم في وجه جلادية والتي تقف الشركات المتعددة الجنسيات شكلا واسما والامريكية مضمونا وحقيقة عند منعطفها الاول ودون ذلك فان اولئك الذين حولوا الهنود الحمر الى عبيد لا زالت لديهم القناعات بان بامكانهم ان يحكموا العالم ما داموا هم اصحابه الحقيقيين وقد تجمعوا معا من كل انحاءه في سبيل اعادة تحريره لصالحهم.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلافا لأمنياتهم
- ثورة في الثورة
- شكوى
- حتى الاكاذيب توحد
- انهم يعرفون ما يريدون
- يعالون على حق...ولكن
- الشرعية المنتقاة
- الوطنية سلاح الديمقراطيين
- الأقصى والنصرة الموسمية
- كفاح اللاعنف
- فلسطين ارض لا تحتمل الحدود
- بين الحقائق فوق الأرض
- قديسات وعاهرين
- في مواجهة الصلف الاسرائيلي
- صواريخ غاندي
- قوة الضعف الواعي
- المرأة والحريات المنقوصة
- خارج الأولويات
- إلى الرئيس محمود عباس
- حكماء لا أمناء


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - عملمة القوة