بديع الآلوسي
الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 01:10
المحور:
الادب والفن
العْجوزي ربما هو أنا .
أو أنت .
وربما يكون نحن حين لا نصغي إلى الناي السحري .
العْجوزي ليس من العجيزة
وليس ذلك العجوز الذي يتوجع من الهواء
هو ذلك الغائب المتكاسل المسدل الستائر
القابع في بيته مرتيدا ً قناعه القرمزي
حالما ً بتغيير العالم ،
وهو يدخن لفافة التبغ المطعمة بالحشيشة
العْجوزي ربما ينتفض اذا قطعوا عنه التيار الكهربائي
وربما يبكي لانه يرى عالمه يتحطم شيئا ً فشيئا ً
العْجوزي ، لا يريد ان يدافع عن مطاليب الآخرين
لكنه سعيد أذا ما الآخرون يناضلون كي لا يتداعى حلمه
و حين يمسه الضجر يشرب قدح كبير من الجعة مع الويسكي
الخمرة مأواه ، يتثائب ، يمارس الالعاب الألكترونية
العْجوزي يخاف ان تهدد الثورة حياته الرتيبة والقصيرة
حينها ستتوقف دورة حياته ، او روتين ملذاته
قال : لو رموا بي في السجن سيتطفل الموت على جلدي
العْجوزي ، لا يسدد اي دين للحياة
حين يجوع يأكل شرائح الديك الرومي
، وحين يشعر بالملل من الحياة ينام
ما يخيفه ان يكون اكثر عجزا ً
محاصرً بالإحباط ، او يكون بلا مأوى
او تتبدد طاقته الجنسية وتختلط بذكرىات أليمة
قلت له ممازحا ً : أي كابوس تعاني ؟
قال : ان الواقع هو الكابوس .
هكذا هو العْجوزي ، لا ينظر الى المستقبل
ولا يتمعن بالغد ، ولا يتساءل : هل سأجد عملا ً يليق بي
صرخ عدة مرات في الشتاء: لا للتغيير لا للسترات الصفراء
وفزع من تقلبات الربيع وردد : لا للفوضى لا للسترات الحمراء
لم اصدق ان إنسانا ً يقضي نهارة في الفراش
لكنه يفعلها كل يوم ويقتل زمنه بدماء باردة
قلت له غاضبا ً : متى تعي ان الحياة لحظة صراع ؟
قال : دعني وشأني ، انا لست حفيد جيفارا
وليس لي سوى فلسفة الحنين الى النسيان
وحين نريد ان نحصي الغيوم المختبئة خلف الصفصاف
نورط انفسنا بالخروج الى الحديقة ، لم نتكلم باي شيء .
جمعت التفاح بصندوق من البلاستك ،
وهو يسترق النظر إلى كرسي من المرمر ،
سألني : ما الحدود الواضحة بين الأمس واليوم ؟
قلت له : لا اعرف لماذا تذكرت المثل الانكليزي :
إن تتوفر الأرادة تَرتَسم الطريق دوما ً .
#بديع_الآلوسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟