أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - تأجير النقود في الاسواق غير المنظمة: العراق إنموذجاً /الجزء الثالث














المزيد.....

تأجير النقود في الاسواق غير المنظمة: العراق إنموذجاً /الجزء الثالث


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 01:20
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تأجير النقود في الاسواق غير المنظمة:
العراق إنموذجاً /الجزء الثالث
مظهر محمد صالح

2-السياسة النقدية ومأزق التاجير النقدي


بات من الواضح ان ثمة سوقين نقديين يعملان في سلوكيتيهما وتوجهاتهما بشروط او ظروف نقدية مختلفة وعلى وفق قاعدة التمانع المشتركmutual exclusive .فهما سوقان متداخلتان ولكن لا يتوافقان في الاهداف والرؤية .فظاهرة التاجير النقدي التي تتعاظم فيها سرعة دوران السيولة النقدية المكتنزة بالغالب تشكل مصدر فائض طلب على احتياطات البنك المركزي الاجنبية مما يعني التضحية بجانب من تلك الاحتياطات لمواجهة سيولة فعالة كانت خاملة او مكتنزة حركتها الروافع المالية لسوق النقد غير المنظم قوامها سعر فائدة عالي قصير الاجل(الربا).وهنا تدفع السياسة النقدية ثمن مضاف للاستقرار ولدته صدمات سعر الفائدة في سوق التاجير النقدي بغية الحفاظ على استقرار سعر الصرف ومواجهة هبوط قيمة الدينار الخارجية .فالتضحية بالاحتياطي الاجنبي نتيجة فائض السيولة المحلية وصدماتها المفاجئة بروافع تاجير العملة تمثل علاوة مخاطر risk premiumوتكاليف اضافية واعباء على عاتق السياسة النقدية.فبدلاَ من ان تذهب الفوائض النقدية المكتنزة خارج الجهاز المصرفي الى ودائع ادخارية تخدم الاستثمار الحقيقي ،تتحول الى طلب نقدي فائض لاغراض تغطية معاملات النقد الاجنبي عبر نوافذ وبوابات السياسة النقدية.
وبناءِ على ما تقدم ،فان سياسة البنك المركزي النقدية في الحفاظ على استقرارالمستوى العام للاسعار وخفض التضخم باستخدام العملة الاجنبية كوسيلة دفاع او مثبت اسمي nominal anchorفي استقرار القيمة الخارجية للدينار،لاتولد (في ظل تواجد سوقين نقديتين)سوى حالات من التكاليف والاعباء الاضافية غير المرغوبة على الاحتياطيات الاجنبية،والتي تتناسب عكسياً مع ارتفاع اسعار الفائدة الاسمية القصيرة الاجل في السوق النقدية غير المنظمة (اي روافع التاجير النقدي).فبانخفاض المستوى العام للاسعار (من خلال الدفاع عن سعر صرف مستقر للدينار) تؤشر السوق النقدية غير المنظمة ان سعر الفائدة الحقيقي الموجب فيها يمثل: معدل سعر الفائدة الاسمي في السوق المنظمة مطروح منه سالب الفرق بين سعري الصرف للدينار بين السوقين المنظم وغير المنظم للصرف. فالتاجير النقدي وروافعه العالية وما يقابله من استقرار في سعر الصرف الرسمي ما هو الا تعبير عن علاوات المخاطر التي تدافع بها السياسة النقدية من احتياطاتها الاجنبية للسيطرة على مناسيب السيولة التي يقذف بها التأجير النقدي كفوائض تمتصها لزاماً نوافذ السياسة النقدية للبنك المركزي (المزاد) .
3-الاستنتاجات
ان الشروط النقدية في السوق المنظمة monetary conditions المتمثلة بالحفاظ على استقرار سعر صرف الدينار العراقي (على الرغم من استمرار مظاهر العجز في الحساب الجاري لميزان المدفوعات )الذي يتبعه ايضاً استقرار اسعار الفائدة في السوق المنظمة بما فيها سعر فائدة السياسة النقدية (الذي يعبر عن سعر فائدة حقيقي موجب يبلغ بنحو 6% سنوياً) تقابلها شروط نقدية مختلفة في السوق غير المنظمة تتمثل على العكس بارتفاع مفرط في معدلات الفائدة الربوية الحقيقية القصيرة الاجل في سوق التاجير النقدي غير المنظمة او غير القانونية تصل كما ذكرنا الى نحو 15% شهرياً(وهي تمثل معدل العائد من الارباح التضاربية لكل دينار تحققه اسواق الصرف الموازية ،اي الناجمة عن فرقي سعر الصرف للدينار في سوقي الصرف مضافاَ اليها معيار سعر فائدة السياسة النقدية بالغالب).وعليه،فاذا ما لجأت السياسة النقدية الى تعديل سعر الفائدة واشارته صعوداً بهدف استقطاب السيولة الفائضة وشحذها من الاسواق النقدية غير المنظمة كبديل عن تدفقها صوب نافذة النقد الاجنبي المركزية،فان ذلك لا يعني في ظل الظاهرة اللاتضخمية السائدة سوى انكماشاً اقتصادياً قامعاً للنشاط الحقيقي وتعميعقاً لاختلال الشروط النقدية monetary conditionsللسوق غير المنظمة او غير الرسميةnot formal money market .واذا ما ذهبت السياسة النقدية بالتضحية في سعر الصرف واستقراره باتجاه تخفيض قيمة الدينار وخلق موجات تضخمية ،فان سوق تأجير العملة المحلية ستغذي التضخم من خلال الحفاظ على سعر فائدة حقيقي موجب مولد باستمرار للتوقعات التضخمية inflationary expectations يعظم في نهاية المطاف من كلفة ادارة السياسة النقدية ويستنزف الاحتياطيات الاجنبية.لذا فليس من سبيل بديل الا بترويج ادوات مالية هجينة hybrid متوسطة الاجل (ثلاث سنوات) كسندات للبنك المركزي يجري ابتياعها عبر السوق النقدية بفوائد توازنية وتسدد عند الاستحقاق بالعملة الاجنبية وبسعر صرف توازني كبديل عن السيولة المكتنزة( كلما كان ذلك ممكناً ).وتعد مثل هذه الوسائل والسياسات المالية financial policies ادوات مساعدة تُمكن من فرض سلوك يمثل حالة من التوافقconsistency في الشروط النقدية بين السوقين (السوق النقدية المنظمة والسوق غير المنظمة).اي بالتاثير على السلوك النقدي للاسواق غير المنظمة واختراقها بالادوات المالية الرسمية الهجينية ولجم تنامي سوق العملة المؤجرة وشروطها النقدية الضارة على كلفة ادارة السياسة النقدية .وبهذا التوافق النقدي بين السوقين المنظمة وغير المنظمة تتحقق اهداف السياسة النقدية في السيطرة على مناسيب السيولة الفائضة وتوليد توقعات سعرية مستقرة دون تكاليف اضافية تتحملها السلطة النقدية.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأجير النقود في الاسواق غير المنظمة: العراق إنموذجاً/الجزء ا ...
- تأجير النقود في الاسواق غير المنظمة: العراق إنموذجاً /الجزء ...
- صعود الطبقة الوسطى وهبوطها/الجزء السادس والاخير
- أثر السايلو وتطور علم الادارة
- السياسة النقدية الامريكية :خلاف حول قطعة الإسفنج...!
- التضخم منذ عصر الاسكندر
- أحفاد الأمة اليابانية
- صعود الطبقة الوسطى وهبوطها/الجزء الخامس
- صعود الطبقة الوسطى وهبوطها/الجزء الرابع
- صعود الطبقة الوسطى وهبوطها/الجزء الثالث
- صعود الطبقة الوسطى وهبوطها/الجزء الثاني
- صعود الطبقة الوسطى وهبوطها / الجزء الاول
- الشمول المالي والتنمية المستدامة
- الركود الأقتصادي في العراق 2014-2016:رؤية تحليلية/الجزء الثا ...
- الركود الاقتصادي في العراق2014-2016 : رؤية تحليلية/الجزء الا ...
- انخفضت اسعار النفط (مداخلة الدكتور مظهر محمد صالح)
- مابعد الامبريالية: الانهيار الاقتصادي القادم...!
- الاقتصاد في الميزان
- التاريخ المالي للعراق :الدورة المستندية لعائدات النفط/الجزء ...
- التاريخ المالي للعراق :الدورة المستندية لعائدات النفط/الجزء ...


المزيد.....




- سرقات الفراولة تُسبب خسائر اقتصادية كبيرة للمزارعين
- أكبر 10 دول في العالم منتجة ومصدرة للخوخ والنكتارين بينها دو ...
- توتر شعبي وتصاعد الغضب في توغو بسبب الأوضاع السياسية والاقتص ...
- بكين تؤكد التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن وتشدد على أهمية ت ...
- أوروبا: مستعدون للرد إذا انهارت مفاوضات التجارة مع واشنطن
- واشنطن: لا خطط وشيكة لإعادة ملء احتياطي النفط الاستراتيجي
- البنوك الروسية تدق ناقوس الخطر حول أزمة الديون
- 5 أسئلة لفهم الممرات الاقتصادية في شرق أفريقيا
- النفط يتجه لتكبد أكبر خسارة أسبوعية منذ مارس 2023
- الصين تؤكد التوصل إلى اتفاق تجاري مع أميركا


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - تأجير النقود في الاسواق غير المنظمة: العراق إنموذجاً /الجزء الثالث