أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - حمار … في حديقة الحيوانات















المزيد.....

حمار … في حديقة الحيوانات


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6081 - 2018 / 12 / 12 - 14:40
المحور: الادب والفن
    


حمار … في حديقة الحيوانات
رائد شفيق توفيق
كان يا ما كان في احد البلدان ، الناس هناك يكرهون الكلاب والقطط يضربونها وينهرونها ويصفون الحمير بالغباء لكنهم لا يؤذونها لذلك فهي تعيش في حالة افضل وظروف جيدة بل ممتازة وفي غفلة من الزمن اصبحت الحمير هي من تتولى قيادة البلد وتشكل حكوماتها فنظمت الكلاب في قطعان لقتل الخيرين من البشر وافتى رجال الدين من الحمير وهم الفئة الحاكمة بذلك واصدرو مختلف الفتاوى للابقاء على ما وصلو اليه ، وبوحود هذه التشكيلة من الحميرالتي شكلت الحكومة وتجار الدين الذين تخرجو من مرابط الحمير حل الخراب في البلاد ونزلت الكوارث من كل حدب وصوب ، من اختلالات مناخية وكوارث بيئية واوبئة وتحول الحليب الى ماء والماء العذب اصبح مالحا وافلس التجار وذبلت الازهار وتحولت الفراشات الي غباروتلاشت زقزقة العصافير وجاع الناس وخرجت الفئران من جحورها وانتشر الرعب .. والرياح باتت تحمل روائح نتنة ،لا تطاق كرائحة حضائر الحمير ، وكثر الدجالين رعاة اضرحة الاولياء والعرافين العميان وشحاذين نصابين محترفين صارو يتحدثون باسم الجياع كحيات تبتلع السباع وفي صلاة الجمعة يطلقون الصيحات بالصلاة فتطغى علي اهات الجياع واناتهم كترنيمات دعاء.
وفي الليالي السود الباردة والجوع يمزق احشاء الاطفال جلس الجد يحكي لهم حكاية لينسيهم جوعهم فتحلق الصغار حوله شاخصة ابصارهم تجاه وجهه الباسم منتظرين بشوق احدى حكاياته الممتعة التي كثيرا ما انستهم جوعهم والامهم ؛ وبعد ان تاكد الجد ان الجميع قد حضر وساد الهدوء ابتدأ قائلا : ساروي لكم اليوم حكاية من ذكريات حمار فضحك اليعض من الاولاد وتبسم البعض الاخر وعلق قسم اخر ضهخكا وبقي الجد صامتا حتى ساد الهدوء وزاد اسم الحكاية الغريب من تشوقهم لسماعها.. قال الجد : في احدى الممالك الغنية كان هناك حمار يجر عربة يحمل عليها صاحبها مختلف انواع الطعام الخاص بحيوانات حديقة الحيوان في تلك المملكة .. دخل الحمار يجر العربة ويقف عند كل الاماكن المخصصة لانواع الحيوانات ويقوم العمال بانزال الطعام الخاص بكل نوع من الحيوانات لاطعامهم ويتحرك الحمارالي القسم الاخر وهكذا وفي خلال هذه العملية فوجىء الحمار بايقافه من قبل سيده عند قسم خاص بالحمير القى نظرة فاحصة على الحمير الموجودة فوجدها من نوعه حمير اعتيادية وليست من نوع حمار الوحش فاستغرب من ذلك وقال في نفسه لماذا يوضع هؤلاء الحمير هنا ويقوم بني البشر بخدمتها ؟ ولماذا يدفع الناس المال لدخول حريقة الحبوان ليتفرجو عليها مع انها تجر العربات وتحمل البضائع وتتنقل في الشوارع ولا ينظر اليها احد؟ .. رفع الحمار راسه نحو ابناء عمومته من الحمير المدللة وسلم عليها مصدرا اصوات تعرفها الحمير تصدرها بتحريك شفاهها وتبسم اليها لكن الغريب ان هذه الحمير شالت اذنابها وادارت له ظهورها مستكبرة ، اذ كيف لحمار يجر عربة وياتمر بامر واحد من البشر ويضربه احينا بالسياط ان يسلم عليهم فهم ارقى منزلة منه اذ يخدمهم البشر وخصص لهم قاطع كبير في حديقة الحيوان ترتع فيه كيف تشاء ولا تكلف باي عمل .. اصيب الحمار بخيبة امل كبيرة وشعر بالاهانة والاذلال والاحباط وسالت دموعه وواصل مسيره .
استمر الحمار بعمله هذا وكلما مر على الحمير في الحديقة يسلم عليهم ولا يردون ما زاد في معاناته بحيث انه لم يعد يستطيع جر العربة الا بصعوبة وصاحبه يشبعه ضربا بالسياط ليعود مساء الى حضيرته ويقدمون اليه الخبز اليابس والماء بينما الحمار في الحديقة يقدم لها ارقى انواع البرسيم والخضراوات التي يسل لها لعابه من دون ان يتذوقها وظل يتسائل لماذا هم مدللون هكذا وانا اعمل من الصباح الى المساء واضرب بالسياط ؟ ما الذي يميزهم عني؟ لماذا يخدمهم البشر وانا اخدمهم واخدم البشر ؟ .. وفي احد الايام وبينما هو يجر العربة لتوزيع الطعام في حديقة الحيوان واذا به يرى ابناء عمومته الحمير يبكون بحرقة فسآلهم عن السبب وراء بكائهم وهم المدليين ويخدمهم البشر ، فقالو له اننا هنا يطعموننا ويهتمون بنا لنسمن من اجل ان يقدمونا طعاما للاسود والضباع والحيوانات المفترسة ، عندها ضحك الحمار وشعر بنشوة الانتصار بعد ان كان يشعر بالهزيمة وفرح بما هو عليه.
من هذه الحكاية نفهم ان الحمير التي جائت بها امريكا واسكنتها القصور والبستها العمائم وسلطتها على رقاب الناس وباركتها ايران التي تشرف على اطعامها وتسمينها لتقدمها وجبة دسمة الى السباع والضباع التي جائت بها .
فبلد يقوده حمير معممون وغير معممين يسيطر عليه الفساد الذي ادى الى انهيار الاقتصاد وكنتيجة طبيعية لذلك كله تنهار الاخلاق ، فما الذى يبقيك فى بلد أنهارت أخلاقه؟ .. يستطيع الانسان ان يتعايش في اي مجتمع فيه نواقص ؛ الا انعدام الاخلاق لان ذلك يؤدي الى ذهاب المعروف وتقدم اللئام فتحول البلد الى غابة تقودها الحمير فانعدمت الحياة ؛ واصبحنا كقطع السكر الذائبة في مر الحياة ، تخيل ان يذهب الطالب الى المدرسة بلا مصروف جيب وطعام ياكله حين يجوع ،لان اياه لا يجد عملا ليعلهم .. ويطلب منه ان ينشد (موطني موطني) اليست حكمة حمير .
وفي مقارنة بسيطة بين تركات زعماء العالم الذين بنو بلدانا عظيمة وبين حمير العراق سنجد ان (لينين) بنى الاتحاد السوفيتي من العدم ورحل ووجدوا في جيبة 6 روبلات فقط اما ( ستالين) فقد هزم النازية وامتلك دولة فيها 20 الف دبابة ورحل بلا بيت ... وبقيت ابنته سفتلانا تعيش في بيوت الأيجار بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واسس (فيدل كاسترو) كوبا الحديثة وامم كل الامتيازات الاقطاعية ومن ضمنها مقاطعة ابيه ، كذلك اسس (هوشي منّه) فيتنام وفي بضعة سنين واصبحت هذه الدولة الزراعية من اعظم البلدان صناعة ومات هوشي منه في بيت من القش بين رفاقة القدامى ؛ و(ماوتسي تونغ) اسس الصين الحديثة وفي غضون 5 سنوات اصبحت الصين القروية التي تجر الثيران محراثها الزراعي ارقى دولة صناعية في العالم وكان ينزل الى الشارع يكنس الطرق مع عمال النظافة و(هواري بومدين) توفي وحسابه المصرفي يعتمد على مرتبه كرئيس للدولة وزوجته تعيش في شقة بسيطة وسط العاصمة الجزائرية وتسافر بالدرجة السياحية اما ( عبد الكريم قاسم) فقد كان يملك قطعة أرض في قضاء الصويرة ؛ تبرع بها لبناء مدرسة وكان يسكن بالايجار.. هؤلاء لم يتربوا فكريا ومعرفيا وثقافيا واجتماعيا على فكرة الغنائم والجزية والخمس والمتعة والمسيار واحلام الخلافة الاسلامية الجوفاء التي قطعو الرؤوس تحت لوائها ومظلومية الشيعة الكاذبة التي ظلمو بها الناس وسفكو دماء الابرياء كالانهار واستباحو كل المحرمات تحت شعار ثارات الحسين ، هؤلاء القادة البناة لا يشبهونكم فهم لم يكونو من مصلي الفرائض والنوافل والصائمين رمضان، واياما من رجب وشعبان وبقية المستحبات والمؤدين فريضة الحج مرات ومرات ويلبسون الخواتم ويسبحون باسم ربهم صباحا ومساء ويسرقون المال العام والخاص ولم يكن لهم ميليشيات اجرامية ولم يتاجرو بالحشيش والخمور ويروجو الكوكايين ، فعندما يتحول الدين الى طين وينصر العملاء الفاسدين المفسدين يكون الشيطان أرحم من رجال الدين .. هذه رسالة الى كل دجال يرتدي عبائة الدين فهم يعتقدون أنهم على حق كما الشيطان يؤمن أنه ظلم عندما فضل آدم عليه .
وارجو من فصيلة الحمير قبول اعتذاري فقد ظلمتكم بتشبيهكم بهؤلاء اذ لم اسمع ان حمارا قتل اخاه او سرقه او اعتدى عليه.



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة مستمرة ..... ...
- الشعب لن يسكت فهو منتفض وسوف يستمر بالانتفاض ..... لماذا امر ...
- اخي العراقي .. لن ترحل إلى المستقبل إذا بقيت تعتقد أن الماضي ...
- العراق غير صالح للحياة فالمدارس المتخلفة والبطالة والفساد تب ...
- آيات زرعت الخوف والرعب بين الناس......... جانب اخر من قبسات ...
- برغم شحة الامطار العاصمة تتحول الى برك ومستنقعات .... ...
- قبسات من ظلمات حيث السرقات المحمية بالقانون والصفقات والميلي ...
- حتى الحلم في وطني حرام والميت أعلى سعرا من الحي. ....... ...
- قتل الأسماك جريمة كبرى لانهاك الاقتصاد وتفسيرات حكومية مقنعة ...
- هل حكوماتكم منذ الاحتلال الامريكي للعراق قانونية ؟ ...
- رئيسي وزراء للعراق .. العملية السياسية مهزلة واستهزاء بالعرا ...
- لا احد يستطيع ايقاف التظاهرات … هوة واسعة بين المجتمع العراق ...
- اسئلة بلا اجوبة ..... ...
- لابد من تدخل الامم المتحدة وتدويل قضية العراق لانقاذ الشعب . ...
- كل الزعامات في العراق طائفية وهي السبب في شقاء العراقيين ... ...
- من اين ناتي بالارادة الوطنية العراقية ؟ ... عبد المهدي على خ ...
- رقابة فاسدة .. عدالة فاسدة .. وسياسة فاسدة … نظام الفساد في ...
- العرف العشائري يحكم في الامور الطبية .. استهداف الأطباء واب ...
- الأرصفة للباعة والشارع للمشاة .. الفوضى التي يعيشها العراق ا ...
- التسول مهنة لها قوانينها وعالمها الخفي .. مسؤولية استشراء ال ...


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - حمار … في حديقة الحيوانات