أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - بتلات الورد/لماذا الأعياد














المزيد.....

بتلات الورد/لماذا الأعياد


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 6079 - 2018 / 12 / 10 - 16:23
المحور: الادب والفن
    


بتلات الورد/لماذا الأعياد

1
سؤال واحد فقط:
لماذا الأعياد؟
السؤال ليس مهما بنظر الذين لا يفوتون فرصة أخذ أيام العيد أجازه بأجر تام!
الملابس الملائمة هي التي تقلقهم.
أنهم يعلقون العيد على ملابسهم.

2
العيد يمّد لسانه ويقول: أليك فاتورتي!
العيد مكلّف في الشتاء فهو يذكرنا بالوطن وبالأحباب؛ ولهذا نقترض منه المزيد والمزيد من الدفء والحنان والحبّ وبالنتيجة الفاتورة تكون عالية التكلفة!
والآن جدوا مصورا فالعيد منقبض اليد ويحمل حجرا وهو يصرخ ويزمجر.
يبدو أن العيد سئم وجودنا!
ونحن لا نستحي ونصرّ على وجوده بيننا في كلّ مرة!

3
العيد السعيد لا يعقد اتفاقات أو صفقات، يأتي ويذهب محملا بكلّ شيء.
العيد يأخذ كلّ شيء معه ويذهب. وتذهب معه بهجة المدن!
كيف تتحمل بوابة عشتار غربتها في برلين دون عيد (طاوسي ملك).
لنتفق اذن: هم سرقوا البوابة والجدار طوبة طوبة، فلنسرق نحن الشعر والعيد قصيدة قصيدة.


4
كنت أعرف بدويا اسمه (عيد) وكلما قابلته كنت أقول له: سعيد بلقائك. وكان يرد عليّ قائلا: وأنا عيد بلقائك.
عيد لم يكن سعيدا
عيد لم يكن لديه أصدقاء، لا يحتاج إلى الأصدقاء، فهو مجرد جلف صحراء ولكننا من أجل سواد عيون العيد جعلناه "كريفنا".

5
الناس لم تعد تصدقنا ولا تؤمن بوجود الأعياد لأننا لا نلبس ملابس بيضاء زاهية. ومع ذلك تستمر الأعياد بإحياء عوالمنا.
اشباح العيد مرحة؛ ولهذا العيد يبدو سعيدا.
والفشل المتتالي ليس حجة للعيد بعدم إخفاء ظلال الأشياء المزعجة بصحبة الشمس.
فقط، احرص على ألا ينتابك شعور سيء إزاء الفشل والأشياء المزعجة في حضرت العيد السعيد.

6
ولكنني لست سهلا أبدا، فقد دعوت العيد وهؤلاء الأغبياء الضاحكين لزيارة تلك العائلة التي تسكن الجبل.
العائلة التي تسكن قمة الجبل والتي كان عليها أن تستقبل العيد أول الناس.
مات طفل تلك العائلة.
يضحك العيد ويشيح بوجهه وهو يقول: كان مريضا فماذا تتوقعون؟
والأغبياء يرفضون الدخول. يخطفون العيد ويرحلون.
تمدّ ربة البيت لسانها وتؤكد بأن العيد نفسه لم يكن بمقدوره إنقاذ الصبي.


7
الجميع مفلسون.
ربمّا علينا إقامة دعوى على العيد والقبض عليه ثم، إدخاله السجن؛ وبذلك نتخلص من عار عدم التوافق.
سيكون أمرا غير مقبولا أن نستمر في اللا توافق حتى بالنسبة للعيد!

8
ليلة العيد تتثاءب المقابر، وتزمجر جهنم والناس تصيبهم الإحباط. فقط لأن العيد قدم ويعتقدون بعدم قدرته على صنع البهجة.
على المقابر أن تشعر بالعار لعدم قدرتها الحفاظ على الجثث المودعة لديها، وعلى جهنم أن تغلق أبوابها وتكف عن الزعيق فلا أحد يسكن فيها لسوء معاملتها مع الناس.
أما الناس فلن يصيبهم أي إحباط بعد أن يفهموا هذان الأمران.

9
أيها الحمقى
العيد لا يخبركم بأي شيء، ولكن كلّ شيء يؤثر فيه، فرفقا بالعيد إن أتى ساهيا دون موعد فلا تعرفون ما يمّر به.
كمن طرد والده من منزله في ليلة ماطرة؛ لأنه قرأ لأحدهم يوما: قلب من صخر
أيهم هو العيد في نظرك:
الأب المطرود أم الأبن الجاحد أم الكاتب الساخر؟
ربمّا عليك إنهاء قراءة ذلك الكتاب أولا.

10
العيد ظلال الأشياء التي كانت والتي ستكون، أو التي ربمّا قد تكون.
وهذا أمر مشجع
مأخذي الوحيد هو أن ابن تلك العائلة ما كان يجب أن يموت
كان على العيد أن يحتفظ ببعض من ماء وجهه وينقذه من الموت. يخلصه من المرض. يغدق عليه الهدايا، فيشعر الطفل بالسعادة ويصادق العيد.

11
أنه العيد، ويجب أن يكون فيه بعض الأمل
الأمل في النهاية مهم للأرواح الشاردة والمسكينة.
تلك الأرواح النازحة من أفياء شجرة التين إلى شموس التيه.
تلك الأرواح المهاجرة من قرب الأنهار العذبة إلى حافات البحار المالحة.

12
لا يمكنكم طرد العيد
لأن العيد ببساطة لا يعمل لديكم
ولأنكم لا تملكونه
وإن كنتم غير قادرين على وضع النهاية فلا ضير من طلب المساعدة
وقبل ان أنسي إن سأل أحدهم عن حال ذلك الطفل الميت فقولوا إنه بخير!
***



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجها لوجه مع داعش/7
- بتلات الورد/ من الذي دعا العيد؟
- بتلات الورد/إيجاز الشاعر
- بتلات الورد/ الحلم الواسع
- رفرفة نادية
- وجها لوجه مع داعش/6
- أغاني حلا
- أغنية بابلية لنادية وخدر فقير
- القرية
- حبّ وعصيان
- شكر وعرفان إلى ادارة مؤسسة الحوار المتمدن
- إلى أنجيلا ميركل
- انتباه
- احلام عائلة
- ناي القوال
- رحلة الى عينيك
- أمسية ملونة
- السباق
- سوق خضار جم مشكو
- أثداء طفولية


المزيد.....




- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...
- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...
- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...
- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - بتلات الورد/لماذا الأعياد