أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالرحمن مطر - نشطاء بلا حماية !














المزيد.....

نشطاء بلا حماية !


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 6076 - 2018 / 12 / 7 - 03:11
المحور: حقوق الانسان
    


كيف يمكن لنا الوصول الى آلية ما لحماية الصحفيين، والعاملين بصورة عامة في نشاط المجتمع المدني، في ظل الأوضاع الأمنية المتردية في الداخل السوري، وفي ظل الحرب الشاملة التي تشنها الأطراف المتحالفة مع النظام السوري. الحماية أولاً في المناطق الخاضعة لسلطات الأمر الواقع وأمراء الحرب، وهي المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الجهادية وقسد. والتي سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في استهداف نشطاء المجتمع المدني، من صحفيين ومحامين وعاملين في قطاعات الخدمات والتنمية المجتمعية.
تبدو الاجابة صعبة للغاية، وهي بحاجة الى التفكير والعمل، من قبل العاملين في هذه القطاعات، والتشاور مع اطراف محلية وإقليمية لها علاقة مباشرة بالوضع السوري، وقادرة أن تؤثر في مسار الأحداث. وتكمن الصعوبة في أنه لا يمكن إجبار الأطراف التي تنتهك الحقوق والحريات، مثال تنظيم " جبهة النصرة " و " قسد " على الإلتزام بآليات الحماية التي يمكن التوصل إليها. المشكلة جذرية، ليست هناك آليات دولية تلزم هذه التنظيمات على وقف استهداف هذه الشريحة من النشطاء، في ظل الحرب بوجه خاص. وعلى سبيل التفكير، هل يمكن أن تكون الجهود المحلية للمجتمع المنكوب، قادرة على لجم إجرام الجماعات الإرهابية ؟
ولكن، هل نترك الحبل على الغارب؟ هل يمن أن يظل القاتل بلا حساب؟
لم تنقطع النصرة عن ممارسة وظيفتها الأولى، في اختطاف وتصفية نشطاء الثورة السورية، أولئك الذين رأت في نضالهم ومقدرتهم على استنهاض الهمم من أجل الحرية وقيام دولة مدنية ديمقراطية عادلة، خطراً كبيراً يتهدد وجودها، ويحول دونها والاستحواذ على السلطة. فالمعرفة والوعي، يمزقان حُجب الظلامية التي تستتر بها ومثيلاتها من المنظمات المسلحة، وأن تمددها بقوة السلاح لفرض سلطتها، لن يستتب لها في ظل النضال المدني الذي يشكل الجانب الرئيس والمضئ، الذي يسعى السوريون لتحقيقه. منذ البدء وحيثما حلّت جبهة النصرة بأسمائها المتعددة، وتلاوينها المتنوعة، فإنها تجلب الخوف والقمع والخراب.
النصرة خليط أحرار الشام والنصرة، ومن رحمها ولدت داعش. هي خليط القتلة المارقون الذين ارتكبوا أفعال القتل والاختطاف في كل مكان دنسوه في إدلب وحلب والرقة.. هم من اختطف الأب باولو وسلموه الى داعش، وهم من اختطف أول رئيس لمجلس محافظة الرقة المحررة المحامي عبدالله الخليل، وهم من اغتال خالد العيسى واختطف عبود حداد وعبيدة بطل، وغيّب وقتل العشرات من النشطاء الثوريين الذين خسرناهم، ولا نعرف مصيراً لهم، حتى اليوم.
إن اغتيال رائد الفارس وحمود جنيد، يعيدنا الى رؤية السوريين الحذرة من نشأة النصرة ودورها، والى مواقفها الرافضة للعمل المدني، ومؤسساته، والتي اتسمت بالسلبية ثم بمعاداته ومحاربته بضراوة شديدة، عبر الإقصاء والتهميش واعتقال رموزه ونشطائه، وتصفية الكثير منهم، خاصة أولئك الذين امتلكوا خبرة في تنظيم المجتمع المدني، ومقدرة على إدارته في المناطق المحررة من النظام الأسدي المجرم. لقد اضطر الآلاف من الشباب السوري الثائر، الى النزوح بعيداً، ومن ثم الهجرة، وكانت الأسباب مضاعفة، ليس بسبب ملاحقة النظام الاسدي وحده، بل هرباً – أيضاً - من ملاحقة جبهة النصرة ومن قبلها احرار الشام وداعش، وغيرها من الفصائل المسلحة التي وجهت أسلحتها لتكميم الأفواه ومنع العمل المدني أياً كانت صورته.
لقد وصلت النصرة الى مرتبة لا تقل عن الأسديين إجراماً خلال فترة قصيرة، أثبتت فيها عداؤها العلني للنضال السلمي من أجل الحرية، ورفضها لمشروعات العمل المدني الذي تترسخ عبره الممارسة الديمقراطية، وتصان فيه الحقوق والحريات بعيداً عن تأثيرات دينية وايدولوجية.
أمام مشهد الاغتيال المتكرر يبدو عجزنا جليّاً، في مواجهة القتل المستمر ضد السوريين، بمختلف الصور، الاغتيال والقصف، بالرصاص وبالكيمياوي، بتكميم الأفواه، وبالغازات السامة والفوسفور الحارق، بالمجازر الجماعية، وبالتشويل، أولى جرائم جبهة النصرة، ضد نشطاء الثورة السورية، وكل ذلك يصبّ في خانة الإبقاء على نظام الأسدية القاتلة، مطوّقاً بعتاة المجرمين الذين اختطفوا حراك السوريين وانتفاضتهم، ولم يتركوا لهم مشيئة الخيار في الحاضر ولا في المستقبل. لكن أولئك الذين في الداخل، هم وحدهم يواجهون المعضلة المركبة، سطوة النصرة، وجبروتها الدامي، ويواجهون المصير المرير، ولكنهم لا يصمتون.
هل نحن مفجوعون حقا الى هذه الدرجة بفقدان أعمدة أساسية في نضالنا الوطني من اجل الحرية، أم أننا مثقلون بالقلق على مصير شعب يدفع أثماناً قاهرة جرّاء انتفاضته التاريخية؟ أم أنه استشعار بمدى الخذلان ومرارة التكالب الذي يلحق بنا؟!
انها المأساة السورية المعقدة.
صورة الشهيد محمولاً على السواعد المرفوعة عالياً، تدعونا كي نفكر بالعمل من أجل قضيتين مهمتين، أولاهما البحث عن كيفية حماية نشطاء المجتمع المدني، والثانية في جعل اغتيال رائد الفارس وحمود جنيد، قضية دولية، لا تقل أهمية عن قضية خاشقجي، باعتبارها أيضاً تتصل بحرية التعبير، وبقضية شعب آمن بالتغيير وبالحرية. ويجب أن نستعيد الى الذاكرة جرائم الاغتيال جميعها، وألا ننسى القتلة وجرائمهم، وأن نعمل على رفع قضايا أمام المحاكم في دول الجوار والمنافي، حيثما أمكن ذلك.
مشهد الجموع في كفرنبل تطالب بخروج النصرة، تبعث الأمل فينا، كما في لافتاتها. إنها الصورة الأشد قوة في التعبير، عن الراهن المرير، وعن الإيمان بالتغيير، وفي الإصرار على المضيّ في طريق الحرية.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة: صراع على الاستحواذ
- سياسات الحلّ في سوريا
- ترامب وعرش الدم
- داعش وقسد واستهداف المدنيين مجددا
- تغييب خاشقجي: اغتيال لحرية الكلمة
- تذويب جبهة النصرة وأخواتها
- إدلب: اتفاق جذوة الجمر !
- إدلب والثور الأبيض
- الصراعات الدولية والثورة السورية
- قراءة في رواية حيث يسكن الجنرال
- الثورة السورية: هزائم وانتصارات
- سوريا: التعذيب حتى الموت
- حرب العالمين ضد حوران
- المعتقلون في السجون الأسدية .. ناجون الى حين !
- النظام الأسدي و النموذج الإسرائيلي
- الإبادة الجماعية المنظمة في سوريا: المحرقة الأسدية
- الدور الايراني في سوريا والصراع مع اسرائيل
- الحرب التي لا تنتهي !
- سوريا: المغيبون والمصير المجهول
- تجليات وأوهام سوتشي


المزيد.....




- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالرحمن مطر - نشطاء بلا حماية !