أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - النظام الأسدي و النموذج الإسرائيلي














المزيد.....

النظام الأسدي و النموذج الإسرائيلي


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 5878 - 2018 / 5 / 20 - 18:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مكرهاً أضحى السوري مُقارناً بين النظام الأسدي، وعدوه التاريخي اسرائيل. ما كان لهذه المقابلة أن تتم في مواجهة عدو تاريخي ليس للسوريين فقط، بل للعرب جميعاً، كونه نظام احتلال واستيطان يعتنق عقيدة إبادة الأغيار، وإحلال الصهاينة اليهود في أرضهم، عبر الجريمة المنظمة، التي ارتكب فيها ولايزال مئات المجازر منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وحتى اليوم، وليست مجزرة غزة آخرها. النظام الأسدي الذي استحوذ على السلطة في سوريا، استولى على مقدرات الشعب السوري، وصادر واقعه ومستقبله، وجيّره لخدمة النظام الذي تأسس في اعتبار المواطنين السوريين أغياراً، فانتهج سياسة القمع والقهر والحكم بالقوة، وصولاً الى ارتكاب مئات من جرائم التطهير الطائفي والسياسي، وإحداث تغيير ديموغرافي بصورة منظمة.
اذا كانت اسرائيل عدواً طبيعياً تاريخياً، فإن النظام السوري، عمل على استعداء الشعب، ونجح في ذلك. ومنذ نصف قرن، يمارس سياسة السطو على القرار الوطني، وعلى مقدرات الدولة والمجتمع، ويسرق أراضي المواطنين وجهودهم، إضافة الى منهجية القتل وتكميم لأفواه ومصادرة الحريات. لقد احتلت الأسدية، الدولة السورية تدريجياً في السبعينات حتى منتصف الثمانينات، ثم قطعت كل صلة لها مع قوانين التطور الطبيعي، في المرحلة التي تلت مجازر حماه وتدمر، لتضع يدها على كل شئ جذرياً، بصورة متفردة تاريخياً.
وطوال تلك العقود المريرة كان النظام الأسدي، يمارس الإكراه والإذلال تحت ذريعة مقاومة الاحتلال الصهيوني، المشجب الذي عُلّقت عليه عليه كافة القضايا الوطنية المهمة، لصالح قضية فلسطين، لكن النظام الذي انكشفت كذبته مبكراً، كان يفعل ما بوسعه للتقرب من اسرائيل، وكان يقوم بكل ما تعجز عنه من ملاحقة القوى والتنظيمات الفلسطينية، في مصادرة قرارها، وإعاقة مشروعها التحرري، وزج المناضلين في المعتقلات، وملاحقة وتصفيتهم. لقد جهد في تشتيت المقاومة الفلسطينية وتشرذمها، بدءاً من مواقفه في أيلول الأسود، ووصولاً الى تدمير مخيم اليرموك، بما يمثله من معان ورؤى ونضالات الفلسطينيين والسوريين معاً. لقد انحاز النظام الأسدي كليّاً لخدمة المشروع الإسرائيلي، فلم تتخل عنه الدولة الصهيونية، و التي توصي بالحرص على استمراره حتى اليوم.
لم نكن نحتاج الى تطورات النزاع والمواجهة بين إسرائيل وإيران، كي نتلقف رسائل تل أبيب الى الأسد. لكن رسالة ليبرمان تؤكد مجددا، أن دور اسرائيل محوري في توجيه الموقف الدولي من طاغية دمشق، وتتجاوز ذلك الى الوعد بإمكانية القيام بدور ما لتغيير المزاج العام. هذا يعني شيئاً واحداً، وهو مزيد من الجهود لخنق انتفاضة السوريين و ثورتهم.
تدافع اسرائيل عن النظام الأسدي، وتحثّه على التخلص من إيران، وهي تدرك تماماً أنه ليس بوسعه القيام بذلك، وأنه غارقٌ في محاكاة النموذج الإسرائيلي، في العسف والجور، كمثال يرتقي الى درجة التشرب الكامل للمنهجية الإسرائيلية. مقارنة السوري اليوم تُفاضل في درجة البشاعة في ارتكاب الجرائم، بحيث تبدو مجزرة كفر قاسم، أو جنين، جرائم صغيرة محدودة أمام مجزرة بانياس، أو أمام مجازر الأفران وأسواق الخضار، وتدمير الأحياء.
كانت اسرائيل ولاتزال تعاقب نشطاء الثورة الفلسطينية بتهديم منازل ذويهم، ولكن بعد أن يُخرجوهم منها. كذلك تعلّم القذافي من اسرائيل. لكن الأسدية كانت تدمر مساكن وأحياء ومدن بأكملها فوق ساكنيها وتلاحق الفارين منهم بالرصاص، وتقتل المئات بأسلحة محرمة دولياً.
استخدمت اسرائيل سياسة الحصار والتجويع في الضفة وفي قطاع غزة، واستخدم الأسد ببشاعة لا وصف لها نفس الأساليب بقوة أشد. اعتبر الأسد السوريين الثائرين بأنهم جراثيم، ورأى حاخامات إسرائيل في العرب أفاعٍ وعقارب.
في مقاربة أخرى رأى شبيحة النظام وكل أطياف مؤيديه، في تدمير الأحياء والمدن السورية تطهيراً لها. وأن الأراضي يجب تجريفها، وزراعتها بالبطاطا. تماماً كما يدعوا الصهاينة اليوم الى تجريف غزة، وتحويلها الى مرآب للسيارات، فيما يجهدون بوسائل مختلفة، الى تحميل الفلسطينيين أنفسهم تبعات كل ما يحدث، وأنهم يلقون بغزة الى الجحيم، وهي النظرة المتقاربة مع تحميل مؤيدي النظام وشبيحته، المعارضة السورية، نتائج ثورتهم من اجل الحرية، وأن المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام هي مناطق منتجة وحاضنة للتطرف والإرهاب.
أوجه التلاقي في الممارسات الإجرامية الأسدية – الصهيونية، كثيرة، الى درجة دفعت باسرائيل لاغتنام الحدث السوري، وتوظيفه بما يخدم دعاوتها السياسية: الأسد يقوم بقتل الفلسطينيين ودك مخيم اليرموك، ولا يتوجب مساءلتهم عما يفعلونه داخل حدود " دولتهم ".
في مطلع صيف2012 بدأ النظام بتدمير مناطق، والإبقاء على ركامها ( ورش ومنازل في حرستا – الطريق الدولي) على الطريقة الاسرائيلية في القنيطرة، كي تكون رسالة للسوريين وعبرة لهم. وما يزال يقوم بذلك حتى اليوم.
لو كان النظام السوري وطنياً، لما كانت هذه المقاربة ممكنة بأي حال. لكن الثورة السورية، أسقطت كل الأقنعة. لكن الأسدية حائزة بجدارة على كل صفات وسمات العصابة، تنظيم إجرامي مأجور لخدمة مشاريع الآخرين، في سوريا والمنطقة.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبادة الجماعية المنظمة في سوريا: المحرقة الأسدية
- الدور الايراني في سوريا والصراع مع اسرائيل
- الحرب التي لا تنتهي !
- سوريا: المغيبون والمصير المجهول
- تجليات وأوهام سوتشي
- عفرين والمصير المرير
- سوتشي: الهروب من استحقاق جنيف
- تبخّر داعش .. وتمكين الاحتلال في الرقة
- حلم كردستان بين الحصار والخذلان
- الرقة على مذبح روما
- جرائم الحرب والإفلات من العقاب
- واشنطن وسياسات الاحتواء
- تغيرات الموقف الفرنسي إزاء القضية السورية
- الرقة بين التحرير والتفريغ
- خطوط متقاطعة في معركة الرقة
- نظام المحرقة الأسدية المدلل
- الرقة: سجال حول المجالس المحلية وحرية الصحافة
- منطقة الفرات وتحولات السياسة التركية
- فيتو مزدوج و رسائل قاتلة
- مؤتمر جنيف والحرب على داعش


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - النظام الأسدي و النموذج الإسرائيلي