أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - الرقة على مذبح روما














المزيد.....

الرقة على مذبح روما


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 5636 - 2017 / 9 / 10 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجري ترتيبات ومشاورات لإنجاز اتفاق جديد بشأن الرقة، بين أطراف تسعى إلى تحقيق إنجازات ما في الوقت الضائع، خاصة مع التوجه لعقد مؤتمر جديد لهيئة التفاوض، وما يمكن أن يتمخض عن نتائج غير مبشرة.
تشير المعلومات المتوافرة ، أنه يجري التحضير لاتفاق ( مصالحة في روما ) بين الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، ممثلا بـ ( مجلس رقة المدني ) ومجلس محافظة الرقة، وذلك بترتيبات تيار الغد السوري، في سياق اشتغاله على مبدأ وآليات المصالحة. الغاية منها التوافق على إدارة (مدينة) الرقة، خاصة وأن " مجلس رقة المدني "، الذي عينه الديمقراطي الكردستاني بدعم أميركي، فشل حتى الآن في الحصول على دعم القوى السياسية والاجتماعية في الرقة، ولم يجد تعاوناً يُمكّنه من ممارسة الدور المرسوم له.
الهدف بشكل واضح هو الحصول على اعتراف بـ " مجلس رقة المدني "، منحه شرعية اجتماعية مفتقدة، في ظل المأزق الذي تلمسته إدارة البي دي، والأميركيين فعلياً، منذ بدء عملية تحرير الرقة، التي استبعدت منها القوى العسكرية والسياسية التي تمثل الرقة فعلياً.
لقاء روما، الذي يُدبر في الخفاء، سوف يُفضي الى تشكيل مجلس محلي لإدارة مدينة الرقة، أي مركز المدينة فقط، تعود تبعيته لـ " مجلس رقة المدني "، ويعتبر ذلك بدء مرحلة جديدة من الإعتراف والتعاون مع قوى الاحتلالات في الرقة: جميع القوى الأجنبية الاميركية والكوردستانية، هي قوى احتلالية.
لسنا ضد أي حوار او تعاون مع القوى التي تسيطر وتتحكم بالرقة، ومن الموضوعي الحوار معها بشكل جاد ومباشر من أجل واقع ومستقبل الرقة، ولكن هناك محاذير من الانجرار نحو الاعتراف بقوى الاحتلال والمجلس الممنبثق عنها، دون ان يكون هناك التزام بحقوق أهل الرقة وتلبية مطالبهم، والأهم هو عدم الموافقة على تجزئة المناطق، والقبول بتقسيم المحافظة الى قطاعات تحكمها أطراف أخرى. أي اتفاق يقبل بذلك، هو استجابة للضغوط. وهو تنازل وتفريط لا يمكن القبول به، ويتعارض مع مبدا الحوار.
إن أي اتفاق بشأن الرقة، يجب أن يسبقه تقييم فعّال لتجربة " مجلس رقة المدني "، وخاصة بشان الالتزامات التي فشل في تنفيذها خلال الفترة الماضية، و أن يأخذ في الاعتبار بأن محافظة الرقة، هي وحدة إدارية واحدة، لا يمكن تجزئتها. وأن القبول بدور مرحلي لأي مجلس يجب أن يتأسس على نقاط أساسية، يُجمع عليها أهل الرقة، هي مطالب ولا يمكن تجاوزها، بأي حال من الأحوال، وتتمثل في:
- إعادة غير مشروطة للنازحين الى مناطقهم وسكناهم، واطلاق المعتقلين والمحتجزين لدى الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، والكشف عن مصير المفقودين، بما في ذلك معرفة مصير المختطفين، الذين استولت قسد على أماكن اعتقالهم لدى داعش.
- إدانة جرائم الحرب التي ارتكبتها قسد، والاتفاق على محاكمة مرتكبيها.
- ضمان إنشاء مجالس محلية مدنية، لكل منطقة، دون أي تدخلات خارجية، أو إكراه، أو تغليب منطق المحاصصة العرقي أو سواه.
ثمة قضيتين أساسيتين في الحقيقة، هما موقف الولايات المتحدة مما يجري، ودورها فيه، وكما هو معروف دعمها لميليشيات صالح مسلم، وتغاضيها عن ممارساتها الإجرامية، وتبنيها لـ " مجلس رقة المدني ". وهي تتجاهل أي دور للمجتمع المدني الرقيّ، وتشارك في إقصائه. بلا شك يلعب ضعفنا وتشرذمنا دوراً كبيراً في ذلك، لكنه لا يعفي واشنطن من مسؤولية نتائج ما يُحاك في الظلام حيال الرقة، سواء عبر سياسات الديمقراطي الكردستاني، او اجتماع روما.
النقطة الثانية، هي غياب الثقة بين مجمل الأطراف المعنية بحوارات روما. ولا يمكن القبول باتفاقات لا تحظى شخوصه وكذلك بنوده بأي إجماع. لم يستطع تيار الغد، ولا ميليشيا صالح مسلم بناء ثقة مع أبناء الرقة. ذلك عامل أساس في تهيئة المناخات الملائمة لأي حوار.
إذا أُريد للقاءات روما النجاح، يتوجب إشراك عدد من الشخصيات من خارج المجلسين ( طرفي حوار روما ). وأن تتواصل الولايات المتحدة مع لجنة اتصال تمثل أهل الرقة، وأن تعيد النظر في سياسات اللامبالاة والإقصاء. في ذلك تفريط بحقوق اهلها، وفي مقدمها الحق في إدارة محافظتهم. وغير ذلك فهو يعني تعويم منطق الاحتلال، وأي اتفاقات تنجز في هذا السياق هي تكريس لسيطرة قوى أجنبية، وسوف تتحمل مسؤولية ذلك جميع أطراف روما.
وكأنه يتوجب على الرقة ان تدفع أثماناً مضاعفة من أجل الحرية، وقدرها أن تبتلى بالدواعش وأشباههها، وتجار أسواق النخاسة.. وأن توضع الرقة على مذبح جديد هذه المرة: مذبح روما!
______________
كاتب سوري



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الحرب والإفلات من العقاب
- واشنطن وسياسات الاحتواء
- تغيرات الموقف الفرنسي إزاء القضية السورية
- الرقة بين التحرير والتفريغ
- خطوط متقاطعة في معركة الرقة
- نظام المحرقة الأسدية المدلل
- الرقة: سجال حول المجالس المحلية وحرية الصحافة
- منطقة الفرات وتحولات السياسة التركية
- فيتو مزدوج و رسائل قاتلة
- مؤتمر جنيف والحرب على داعش
- الترامبوية : عنصرية صادمة و سياسات مقلقة
- مؤتمر أستانا و تعويم الأسدية
- إشكالية التنظيم السياسي للمعارضة السورية
- جرائم الحرب وحماية المدنيين
- درع الفرات: من الموصل الى الرقة
- المجتمع الدولي وشرعنة الاحتلال الروسي لسوريا
- حلب: الاغتيال المُباح
- أكثر من 300ألف معتقل و مختطف في سوريا
- الدم السوري و التفاوض الدولي
- تركيا: ليلة أميركية رعناء


المزيد.....




- -يهدف إلى دفن فكرة الدولة الفلسطينية-.. فرنسا تدين مشروع إسر ...
- الولايات المتحدة تعلق التأشيرات الإنسانية للقادمين من غزة بع ...
- -الزرفة-.. كوميديا سعودية تحطم الأرقام القياسية في شباك التذ ...
- هل تبنى ترامب مطالب بوتين في قمة ألاسكا؟
- ما ملامح الاتفاق الذي يبشر ترامب بقرب التوصل إليه مع بوتين؟ ...
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله وتنديد فرنسي بمشروع استيطاني ...
- حماس والجهاد الإسلامي تدينان العملية الإسرائيلية شمالي قطاع ...
- رئيس وزراء السودان يوجه رسالة لشعب كولومبيا بشأن المرتزقة
- أبيدجان.. سوء فهم أعطاها اسمها
- هل يشهد موقف ألمانيا من إسرائيل تحولا تدريجيا بسبب غزة؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - الرقة على مذبح روما