أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - سياسات الحلّ في سوريا














المزيد.....

سياسات الحلّ في سوريا


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 19:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوف تطول مساومات اللحظة الراهنة، في الحالة السورية، الى أقصى أفق ممكن من قبل جميع الاطراف المتدخلة بصورة مباشرة. ثمة ما يدفعها لاستمرار عقد الاجتماعات، وعلى مستوى القمة، ليس من أجل اتخاذ القرارات، بل من أجل تسوية قضايا عالقة أو مستجدة، تُحدث إرباكاُ في مسارات مصالحها المتعارضة، على الأرض – ميدانياً – في سوريا. والدافع الى ذلك، هي العثرات الكبيرة التي يواجهونها، في الطريق لفرض خطط عملهم، وإرباكاتها، بعد ثماني سنوات من مواجهة الانتفاضة السورية، بالحل الأمني، وثلاث سنوات على العملية العسكرية الروسية الواسعة، التي لم تنته، ولم تحقق أهدافها بالسرعة التي أرادها بوتين، كي يخلق الأرضية الملائمة كما أشار قبل أيام، من أجل إحلال السلام في سوريا.
ولن ينقطع الحديث عن أن مرجعية اي حل هي القرار الدولي 2254 وليس غيره، ومع أن الإشارة الى بنود جنيف الأولى والثانية، تظل قائمة بصورة غائمة، دون التذكير بالقرار الدولي2118 الذي يحدد أن العملية السياسية في سوريا، تتأسس مع تشكيل هيئة حكم انتقالي. فما تلاه من لقاءات دولية تخص القضية السورية، شهدت تجاذبات كبيرة، بسبب الموقف الروسي الرافض مبدئياً لأي تسوية سياسية تتم وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وقد نجحت حتى اليوم، في الحيلولة دون توصل مفاوضات جنيف الى أية نتيجة بين المعارضة السورية، والنظام السوري، يمكن أن تشكل أرضية يُبنى عليها، ما يقود الى إطلاق مفاوضات جادة ومثمرة.
أرادت موسكو أن يمرّ أي جهد دولي عبر قناتها السياسية، بإخضاعها لمعايير المعالجة الأمنية والعسكرية، وهو سعيٌ حظي بمباركة غير معلنة من واشنطن، إبان إدارة أوباما. وبقي الأمر سارياً الى عهد ترامب، الذي تظل القضية السورية، بعيداً عن أولوياته الأساسية. وفي الواقع تحاول واشنطن الإيحاء دائماً، بأنها حاضرة في كل جهد سياسي، أو لقاء دولي متصل بسوريا. لكنها في الحقيقة تتابع ولا تشارك، وهذا مؤشر دالٌّ بقوة على أن إدارة ترامب بعيدة عن اتخاذ قرار بشان الحل في سوريا.
لو كانت الإدارة الامريكية راغبة في إحداث تحوّلٍ جذري، لفعلت ذلك، لكنها تتعمد انتهاج سياسة إدارة الملفات بالوكالة وعن بعد، بما يقود الى تسويات مؤقتة، لقضايا عالقة أو أنها تشكل مقدمات مفترضة، تساهم في بلورة تصورات السلام. ما يزال هذا الأمر بعيداً، فالبيت الابيض يجمع بين يديه خيوطاً عديدة، يساوم في البعض منها، ويزجي وقتاً في بعضها، مثال ذلك قضايا منطقة الشرق الأوسط، بما فيها إيران. لكنه معني أساساً بدعم صعود اليمين في العالم، والعمل على تطويق الاقتصادات المؤثرة، بما يقود الى استعادة لعملية إخضاع واستتباع العالم لواشنطن، بمثل هذه الكيفية التي يديرها ترامب وفريقه.
دون شك – ومنذ ماقبل حالة الاحتلالات الواسعة التي تشهدها سوريا – كان الحلّ ولا يزال بيد القوى الخارجية. ولكنه اليوم يتحدد أكثر بمقدرة القوى ذات التواجد العسكري على الأرض. موسكو تبدو أكثر الدول فاعلية، خاصة إذا وضعنا جميع القوى الدائرة في فلكها، في السلّة الروسية: إيران، والميليشيات المتعددة، والنظام السوري. ولكن السؤال المهم، هل تملك موسكو القدرة على الوصول نحو تسوية ناجزة للوضع في سوريا؟
خلافاً لما يتم تداوله سياسياً بشأن طهران، فقد شدد بوتين في قمة اسطنبول على الدور الإيراني، فيما أشادت واشنطن بنتائج اللقاء، وهذا يكشف مدى التقاطع في سياسات واشنطن وموسكو في سوريا، خاصة بشأن إيران، وعملياً يطالب البيت الأبيض بانسحاب قواتها، وتفكيك القواعد العسكرية، بما يُلبي مطالب اسرائيل. لكنه لايُمانع إذن، من دور سياسي لطهران. هذه نقطة جديرة بالتوقف، ومعرفة ما إذا حدث تغير حقيقي بشأن إيران، والتي كان منع مشاركتها ( أميركياً ) في جنيف 2013 أحد أسباب تقويض ذلك المسار. وهل يمكن البناء على ترحيب جيمس جيفري المبعوث الأمريكي الخاص للشؤون السورية، بشأن احتمال بروز دور أمريكي فعّال في التوصل الى تسوية ؟
إذا وضعنا خطط موسكو جانباً، فإنهرلاتوجد حتى اليوم استراتيجيات لتسوية واضحة، تقود الى حل دائم في سوريا. ثمة توجهات، خطوات مؤقتة لتثبيت أوضاع قائمة، كوقف إطلاق النار في إدلب، والعمل على تنفيذ سياسات تمنع تدهور الأوضاع، أو تضرر واسع للمدنيين. وليست هناك أية آليات تشير بوضوح الى احتمال أن تغير موسكو في نهجها العدواني، المتمثل في فرض حل يقوم على دور أساسي للنظام السوري، في تشكيل حكومة جديدة ( تدخل فيها المعارضة كطرف ) وفي الذهاب الى لجنة دستورية، وهي النقطة التي يرى فيها عدد من الأطراف الدولية بوابة الحلّ، فيما تراها وثائق الأمم المتحدة، نتيجة لجهود التسوية، ومرحلة من مراحلها، التي تتأسس على التفاوض، وعلى هيئة حكم انتقالي، أضحت طيّ النسيان.
إنهم متوافقون على وضع الحصان خلف العربة، ويختلفون في الوسيلة الى ذلك!
الحقيقة المريرة، أن ثمة عدم اكتراث دولي، بانجاز تسوية حقيقية في سوريا حتى الآن. وأن أحداً لا يمكنه إنجاز تسوية دون موافقة الأطراف الأخرى، وتشاركها معاً، وخاصة موسكو وواشنطن.
وعلى الرغم من الآمال الضعيفة، بشأن ذلك، فإن الأوضاع قابلة للإنفجار في أي وقت، طالما أن هناك ملفات ومصالح، ومساومات وقوى احتلال، لا تعبأ بمصائر المدنيين، ولا بمستقبلهم في سوريا.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب وعرش الدم
- داعش وقسد واستهداف المدنيين مجددا
- تغييب خاشقجي: اغتيال لحرية الكلمة
- تذويب جبهة النصرة وأخواتها
- إدلب: اتفاق جذوة الجمر !
- إدلب والثور الأبيض
- الصراعات الدولية والثورة السورية
- قراءة في رواية حيث يسكن الجنرال
- الثورة السورية: هزائم وانتصارات
- سوريا: التعذيب حتى الموت
- حرب العالمين ضد حوران
- المعتقلون في السجون الأسدية .. ناجون الى حين !
- النظام الأسدي و النموذج الإسرائيلي
- الإبادة الجماعية المنظمة في سوريا: المحرقة الأسدية
- الدور الايراني في سوريا والصراع مع اسرائيل
- الحرب التي لا تنتهي !
- سوريا: المغيبون والمصير المجهول
- تجليات وأوهام سوتشي
- عفرين والمصير المرير
- سوتشي: الهروب من استحقاق جنيف


المزيد.....




- رئيس CIA الأسبق يعلق لـCNN على جدل الضربات الأمريكية على الم ...
- جنرال أمريكي عن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية: -عملت ...
- الجيش الإسرائيلي يقتل فتى في الـ15 من عمره في بلدة اليامون ب ...
- حملة -تحالف أبراهام- الإسرائيلية تثير الجدل بين الناشطين الع ...
- إيران: مجلس صيانة الدستور يقر قانون تعليق التعاون مع الوكالة ...
- كييف ومجلس أوروبا يوقعان اتفاقا لإنشاء محكمة خاصة بالحرب في ...
- غموض يلف تأثير الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيران ...
- ما هي أهمية مشروع خط انابيب الغاز «قوة سيبيريا 2» بالنسبة إل ...
- سقوط أكثر من 50 قتيلا فلسطينيا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة ...
- ريبورتاج: -قلبنا معهم-... كيف تنظر الجالية العربية بالولايات ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - سياسات الحلّ في سوريا