أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - ندوة - السيدة - في نقابة الصحفيين تجمع بين الحسنيين .. -الجمهور االغفير -والإبداع الموازي















المزيد.....

ندوة - السيدة - في نقابة الصحفيين تجمع بين الحسنيين .. -الجمهور االغفير -والإبداع الموازي


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 6071 - 2018 / 12 / 2 - 16:35
المحور: الادب والفن
    


أظنها ندوة ناجحة ..

تلك التي نظمتها اللجنة الثقافية لنقابة الصحفيين لمناقشة روايتي "السيدة" التي صدرت مؤخرا عن الهيئة العامة للكتاب ..

أجواء الندوة عبقت بالحسنيين معا ..الكم والنوعية

وهذا أمر بدا مفتقدا على نحو ما في العديد من أنشطتنا الثقافية

بدءأ أحصيت في القاعة 14 شخصا ..بمرور الوقت ..توافد بعض من جمهور لاأعرفه ليقترب العدد من الخمسة والعشرين ..



المنصة اعتلاها ثلاثة من فرسان النقد ، هم : أ.د شريف الجيار أستاذ الأدب بجامعة بني سويف ، أ.د عزوز علي اسماعيل أستاذ النقد بالمعهد العالي للغات والترجمة ،والمحاضر بجامعتي بدر والبريطانية

أ.د رشا غانم المحاضرة بالجامعة الأمريكية ..ومدير الندوة الكاتب الصحفي والفنان التشكيلي أحمد عبد النعيم

و.. كاتب هذه السطور ..

أي أن النسبة بين الحضور والمنصة كانت 5/ 1

نجاح ساحق لن يبرح ذاكرتي التي تحتفظ بصور لقاعات شبه خاوية في مواجهة منصات تكتنز برموز ثقافية من الوزن فوق الثقيل ! ..

أكل هذا في روايتي !

لكن ماذا لدى فرسان النقد الذين اعتلوا منصة قاعة طه حسين بنقابة الصحفيين ليقولوه عن روايتي ..؟

فيوضات ضمائر نقدية حية غمروا بها القاعة بالانتشاء لمن قرأ الرواية ومشاعر التوق لقراءتها لمن لم تتح لهم الفرصة لتصفحها بعد !

لقد بدا من طرح فرسان المنصة أن كلا منهم استقرأ الرواية جيدا ، وغاص في أدغالها ليودع العقل الجمعي للقاعة ما يراه بها من لآليء وحصى !!

حتى أنني كنت أتساءل في دهشة .. وأنا المؤلف : أكل هذا في روايتي !!

في البدء تتحدث الناقدة د. رشا غانم ..والتي نوهت إلى أن المؤلف أنجز روايته عام 2002 ، لكنه لأسباب لانعرفها دفع بها إلى المطبعة هذا العام فقط وقالت د. رشا : المؤلف في رواية السيدة يرصد بعين لاقطة لوحاتٍ حية من واقع عربي مهترئ ملئ بالتقيحات كما يسميه ، بدأت بالدجل والشعوذة الذي يمارسه عراف باكستاني وذلك أثناء زيارة الصحفي لإسلام آباد وتغطيته الصحفية للأحداث المتصاعدة عقب الغزو السوفييتي لأفغانستان في مطلع ثمانيينات القرن الماضي ؛ ولنفاجأ عبر أحداث الرواية كلها أننا ما زلنا نعيش دجلا وشعوذة ولكن بأساليب مختلفة وكأن الكاتب يتنبأ أيضا بما نحن فيه الآن وما زلنا نعيشه .

وتستشهد الباحثة بما قاله الصحفي منتصر السيناوي -الشخصية المحورية في الرواية- عما أصاب مهنة الصحافة من عوار أخلاقي :كالأنبياء ولدنا.. أصحاب رسالة .. هل مارس نبى مرة بجوار مهمة تبليغ الناس رسالة السماء صنع الأحجبة وبيعها للموسوسين والمقهورين والموجوعين ..؟!

وتستطرد د. رشا غانم :

هذه اللوحات الحية السردية ممزوجةٌ بأدبية شفيفة في كتابتها؛ فاللغة عند الكاتب، هي كشفٌ مخبوء لسلسلة من المفردات يظفر بها المبدع، ووسيلة للإيحاء والدقة الفائقة في الوصف ،وليست أداة لنقل معان محددة؛ حيث ينهض الوصف أيضا بمنح دلالات خاصة تنسحب على تيار الحكى العام، كاشفا عن العلاقة التفاعلية بين المكان الموصوف، والكتلة السردية.

جماليات لغوية

ويسلط أ. د عزوز علي اسماعيل مجهره النقدي على ما قد يستعصي على عين القاريء العادي .. دائرية الزمن في الرواية ..حيث قال : هناك مشهدان يضمان الرواية بين جناحيها ..المشهد الأول ،حين بدأ الكاتب روايته بحديث جمع منتصر السيناوي – الشخصية المحورية في العمل - وعراف باكستاني شهير في بهو فندق انتركونتننتال بمدينة إسلام أباد ، حيث أبدى السيناوي رفضه لما قاله له العراف عما يضمره له لوحه المحفوظ ، والمشهد الثاني هو المشهد النهائي في العمل بطلته أيضا عرافة ، حين توقفت حركة المرور في أحد شوارع القاهرة ،واقتربت العرافة من نافذة سيارة السيناوي تستحثه على أن يفتح لها الباب لتجلس بجواره كي ترى له كفه ..يتأمل تلك

الابتسامة الغريبة التي تطل من وجهها الشاحب .. شرك غواية لأن يسلم لها كفه..تذكره .. بابتسامة عجوز باكستان الساخرة التى لطمه بها حين رفض فى عناد قراءاته للوحه المحفوظ ..

لاتأبه الدجالة بنظرته الصامتة حيث تواصل إلحاحها

- افتح لى الباب يابيه .. هقعد جنبك .. ماتخفش .. الإشارة مش هتفتح النهارده .. أصل فيه تشريفة ..تشريفة الهانم حرم الريس.. كفك يا بيه .. بجنيه واحد بس ..!!.

بتلك الكلمات يختم الكاتب روايته ، وكأنه يود أن يقول بانطواء أحداث عقدين من تاريخ أمتنا المعاصر بين مشهدي عراف إسلام أباد في مطلع الثمانينيات ودجالة القاهرة في أواخر التسعينيات أن أوطاننا أسرى الدجل السياسي والديني .

ويعرج الناقد على الفضاء اللغوي للرواية..حيث يشيد بتماسك اللغة ، وتوافق فيوضاتها الشاعرية مع مكنوزها من أنهار الحب والعشق والعلاقات الانسانية المختلفة ..

ويستشهد الناقد .. تأكيدا لرؤيته .. بالعديد من العبارات التي وردت في الرواية.. على شاكلة:

- "الحب في حاجة إلى جناحين ، شاعرية القمر ولظى الشمس ونحن نحلق بجناح واحد فقط - صفحة 21"

- " أندفع في جنون نحو الفراش لأزيح الغطاء عن وجهك ..رغبات محمومة تدفعني لأن أحتضنك ، أعتصرك ،أنتزعك من الموت..أو أنصهر فيك – صفحة 36"

إلا أن الناقد يرى أن المؤلف جانبه الصواب في نسج النهاية ،حين كشف بشكل مباشر عن مقتل " السيدة " ،ولو تركها مفتوحة ، ولم يشر إلى مقتل بطلته، وترك أمر تحديد مصيرها لمخيلة المتلقي ،بل لو حذف صفحتي 341 ، 342 وسطرا من صفحة 343 لضمن لروايته الخلود .



إيجابية القاعة

ولم يكن الحضور مجرد جهاز استقبال لما تلقي به المنصة ، بل ثمة مشاركات قوية تنم عن قراءة واعية للرواية ..حيث قال الكاتب الصحفي هشام عطية مدير تحرير أخبار اليوم ،وعلى ما يبدو أنه رد على ملاحظة د. عزوز اسماعيل حول ما يراه خطأ الإفصاح المباشر عن مقتل "السيدة " :براعة القصبي في رواية السيدة أنه تمرد على نظرية أن العمل الإبداعي هو اتفاق غير معلن بين قاريء ومبدع على تصديق كل الأحداث حتى وإن كان القاريء يعلم تماما أنها خيال الكاتب ،ولكن من شدة الصدق التي كتبت به هذه الرواية البديعة نقضت هذا الاتفاق ،حتى أنني كقاريء لها صدقت وفرحت وحزنت وأردت أن أقيم سرادقا أتقبل فيه العزاء في " السيدة" وفي أوطان ماتت ضمائرها وكل الأشياء الجميلة فيها وعاش على أرضها الزيف والدجل !

وتوج الفنان أحمد عبد النعيم الندوة بما بدا انه خير ختام حين استهل حديثه بهذا المقطع من مستهل الرواية:

"استدعى كلماته من قرار زمني الضبابي .. أكابد لألملم من بين الحروف وجهة النحيل .. "

ويقول عبد النعيم معلقا : بهذه الكلمات يبدأ القصبى روايته السيدة .. التي تجسد كل صفحاتها ،كل سطورها حالة إنسانية خاصة يدرك تفاصيلها البطل منتصر السيناوى.. مشاهد من سيرة ذاتية ووجدانية بلغة القصبى الشاعرية، فهو الوحيد القادر على استدعاء الجمل والتعبيرات من المتصوف بالحب الساكن محراب القصبى في مقامة الأخضر المبنى بزركشة ألوان صافية تشبه قوس قزح يعرف القصبى فقط خليط الألوان بها ( هل إنا سوى؟ .. ارانى بلا حصون.. القرار أصبح قراري .. قرار من .. فارس ألسيده النبيلة الذي ينبغي إن يقول لا؟ .. أم قرار القناص الذي يترقب اللحظة الكبرى ) ..

واستطرد عبد النعيم في هذه الندوة تبارى أصدقاؤنا النقاد والمتحدثون في استكشاف أدغال الرواية ،ولكنى كنت المح تفصيلة خاصة عند القصبى ..أنها الإبداع الكوني الساكن في حروفه الخاصة وكأنه يقول لنا مازال عندي الكثير .. قال الدكتور شريف الجيار أنها رواية سياسية رغم ماتحملة من اجتماعية واضح، لقد أجبرتني الرواية أن أقرأها مرتين ، وفي المرة الثانية اكتشفت معالم أخرى في عوالم القصبي الروائية ، وهذا حال أي عمل أدبي متميز ..كلما عدت إليه قارئا تفيض عليك سطوره بالجديد ،من المهم أن تقرأ للقصبي ، وأكثر من مرة ، وفي كل مرة ستفاجأ أنك أمام عوالم جديدة مثيرة ..منتصر السيناوى لم يكن مجرد صحفي بمجلة اجتماعية ولكنه مهموم بحب الوطن الأكبر يرفض كل ألوان الزيف، يرفض إغراء المال وفى نفس الوقت لا يرفض إغراء الجسد هو نحن جميعا .. يختصرنا القصبى في روايته ويكشف جسدنا دون ورقة التوت .

رضا تام

أظنها كانت ندوة ناجحة ..لذا حين سألني مديرها أحمد عبد النعيم إن كان لدي ماأود أن أضيفه ..قلت :

- نعم ..شعوري بالرضا التام !

تمتمت بكلماتي الموجزة تلك، وعيناي تعانقان في امتنان الحضور " الغفير " بالقاعة ، وضمائر المنصة الحية



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استبعاد فودة ..إدانة للوزيرة ..للحكومة ..إنصاف لي
- أي نبي نحتفل بذكراه ؟!
- هل نقل إلينا التراث دينا لمحمد مغاير لدين الله ؟!
- انتشار النقاب ..فتش عن البترودولار!
- انتشار النقاب ..فتش عن البترودولار !
- النقاب ..من دين المشايخ ..لادين الله !
- نشوة النوستالجيا في ملحمة الدم والحبر
- فليحاكم قتلة خاشقجي ..بتهمة الغباء !!
- حصريا ..الجنة لسيد قطب ..ومليارات المسلمين في النار..حتى الح ...
- مشاغبات الحاجة صفاء مع المشايخ !
- لماذا لاتعاقب الحكومة وزيرة الثقافة ..وأهالي زفتى محمد فودة ...
- عزيزي طارق الطاهر : ماذا بعد مفاجآت نجيب محفوظ ؟
- نادية الكيلاني .. بين شكلانية الديموقراطية وشبهة السريالية
- حوارات ملسا حول البوست المشبوه!
- لماذا يستمتعون بالجنس أكثر في ضواحي اللاشرعية ؟!
- هل يخدعنا ؟ عماد راضي مواطن في جمهورية الفقراء !
- ما موقف المطبلاتية لو حكم الليكود مصر.. لاقدر الله ؟!
- الحق أقول لكم ..الحق يقول الباز !
- ثقافة ابن بهانة ..في ملسا
- إعادة هيكلة دماغ المصريين ..من أين نبدأ؟


المزيد.....




- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - ندوة - السيدة - في نقابة الصحفيين تجمع بين الحسنيين .. -الجمهور االغفير -والإبداع الموازي