أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - يا أمة ضحكت من جهلها--------















المزيد.....

يا أمة ضحكت من جهلها--------


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:13
المحور: حقوق الانسان
    


إن أي تأهيل أخلاقي، بمعنى الظهور بشكل إنساني سوي يتطلب، قبل كل شيء، أمانة مطلقة وملحة، أي، الأمانة في ألا يكذب المرء على نفسه. فكل من يخدع شعبه، فإنما هو يخدع نفسه أولا عن طريق تغيير الحقيقة أو تكييفها لتبرير تصرفاته الجنونية. وينطوي الخداع على كذب مضاعف: الكذب الذي يرتكبه المرء بتزييف واقعه الداخلي والكذب الذي يتضمنه خداعه لشعبه.
لدى دراسة حالة الارتقاء الهستيري لبعض الزعماء العرب على الرغم من نموهم الظاهر، ( يتضح) أن الدافع الأقوى عند هذا الزُعيم هو الدافع لمواصلة اللعب لا دافع التفاعل مع الكبار. وربما يبقى المجانين الكبار مثبتون بطفولتهم مع أنهم يستخدمون أجسام الراشدين، وإيماءاتهم، وعاداتهم، إن هذه ألا(آنا)) الجنونية في جسد راشد تعاني من كرب عميق عندما تواجهها المتطلبات الوجودية.

تعددت الروايات، واختلفت، حول الأصل الحقيقي لهذا الزُعيم، وكلها من النوع الغير مشرف، والذي يلقي مئات من إشارات الاستفهام، على هذه الأمة التعيسة التي ابتليت بهذه الزعامات، ولعل حقده وغله على كل الأديان، يعود إلى قصة طفولته، والى الأحداث التي مرت به. تقول أولى الروايات:

تتحدث أولى هذه الروايات عن فتاة يهودية كانت تعيش في بلدة سرت وكانت تعمل في بيت أحد المعمرين الطليان الذين كانوا يعيشون في المنطقة ويملكون بها إقطاعيات واسعة.. وقد حملت تلك الفتاة المسكينة سِفاحاً من ذلك المعمّر الإيطالي لتنجب منه طفلاً ذكراً، وقَد طلب ذلك الإيطالي من "محمد ابومنيار قذاف الدم" الذي كان يعمل لديه (قلت يعمل لديه ولم أقل يجاهد) هو الآخر كي يتولى رعاية ذلك الطفل حفاظاً على سمعة وشرف الأم المسكينة.. ولم يتردد أبومنيار في تلبية طلب سيده الإيطالي فتولى تربية ذلك الطفل وأطلق عليه اسم "معمر" ليعرف فيما بعد باسم "معمر ابومنيار ألقذافي".
أما الرواية الثانية.. فتزعم نفس ما ورد في الرواية الأولى من وقوع الاعتداء على الفتاة اليهودية المسكينة من قبل المعمّر الإيطالي الذي كانت تعمل لديه. وتختلف عنها في أن تكليف السيد أبومنيار برعاية "الطفل السِفاح" جاءت بطلب من قسيس كنيسة ترهونة الذي كان السيد أبومنيار يعمل لديه في الكنيسة كحاجب (وبالإيطالية تندنتي).
أما الرواية الثالثة.. فتزعم أن كلا من السيد أبومنيار والفتاة اليهودية كانا يعملان لدى المعمر الإيطالي في بلدة سرت.. وأن السيد أبومنيار اعتدى على الفتاة اليهودية فأنجبت منه طفلاً هو أنت.. وتتشعب الرواية هذه عند هذه النقطة، ففيما يزعم بعض رواتها أن الفتاة اليهودية تركت طفلها للسيد أبومنيار الذي أخذه لزوجته المدعوة عائشة بالنيران لترعاه وليكون أمره سراً كبيراً بينها وبينه، تزعم رواية أخرى أن السيد أبومنيار تزوج من الفتاة اليهودية التي أسلمت وعرفت فيما بعد باسم "عائشة بالنيران".
إذن فالزعيم– وفقاً لهذه الروايات – ابن سِفاح من أم يهودية ومن أب قد يكون هو "محمد أبومنيار قذاف الدم"، وقد يكون أحد المعمّرين الإيطاليين الذين كانوا يعيشون في منطقة سرت الليبية. بل وتسترسل هذه الروايات لتزعم أن الإسم الأصلي لهذه الفتاة الأم اليهودية هو "زعفرانة بنت رحمين" أو هو "حالو راشيل السرتاوية" أو هو "ميمونة".
كتاب "أوراق الموساد المفقودة"1 لمؤلفه "جاك تايلور" والذي اتهم فيه بصراحة بأن جذوره من حيث الأم يهودية-----

هذه الطفولة البائسة، والمضطربة، انعكست انحلالا أخلاقيا، ألقى بظلاله على هذه الشخصية، فحولها إلى مجرد حطام بشري، يسعى ويعمل بشكل دائب وأبدي، على تحطيم كل ما حوله، والتسيب بأذى للغير، فذكريات الطفولة، من جهة، وعلاقته بوالدته، ومن ثم ما بزعمه عن والده وحقيقته، أصابت مقتلا في تلافيف مخه، فاختلطت كل الإشارات، وتقاطعت كل الطرق، وأُغلقت مصادر المفاهيم، وحصلنا على شبه إنسان، وجد أن أفضل عمل يمكن أن يؤديه هو زعيم عربي.
ولكي نفهم الآلية الحقيقية لهذه المصيبة التي ابتلي بها الشعب الليبي، من المفيد أن نلجأ إلى تشبيه البندول ونقارنه يتأرجح الأحاسيس والاختلاطات التي تُسير هذا الرجل، بسبب طبيعتها الثنائية المتناقضة. إرهاب-سلام. عداء-وحدة. عربي|أفريقي. متعصب|ملحد. يُطالب بأسلمة الجميع| ويقول أن الكعبة صنم يجب إزالته، وأن الإسراء والمعراج قصص سخيفة لا يجوز تداولها.
يتأرجح، أو بالجري يهتز، من نهاية قطبية إلى أخرى ولكن هذا الاهتزاز أو التزبزب يحدث عادة ببطء وبصورة تدريجية، وبشكل غير مدرك تقريبا، غير عقلاني، غير إنساني، غير سوي. حتى انه يمكن مقارنته برجل ثمل يتنقل بين جدارين، هذا يلفظه، وذاك يتلقاه.
يقول الكاتب والباحث الليبي الأستاذ مصعب أبو زيد:((مظاهر سلوكك السياسي والشخصي عبر كل هذه السنوات والتي لم أجد لها تفسيراً مقنعاً واحداً إلا في نسبك المشبوه.)).
ويقول جهاد الخازن - رئيس تحرير صحيفة الحياة السابق-عن لفائه معه:ك((لم افهم كثيراً مما قال، وانتهت الجلسة بأسئلة وأجوبة، وسأله احد الزملاء بوقاحة: الأخ العقيد لماذا تزوجت مرة ثانية؟ (كانت زوجته ترافقه)، ورد الأخ العقيد: أنت تعرف إن الزواج نصف الدين فأحببت أن أكمل ديني. وضحكنا جميعاً، فقد اعتقدنا انه بهذر، إلا انه لم يضحك، فقد كان يتكلم جاداً، ويعتقد أن زوجة نصف دين، وزوجتين دين كامل
أقول إن العقيد ألقذافي لا يعرف من أمور دينه أو دنياه شيئاً، وأتهمه بتبديد ثروة وطنية هائلة، وأسجل عليه اعترافه بالإرهاب (وأسجل خجلاً على نفسي دفاعي عنه إزاء هذه التهمة)، وأخلص إلى المطالبة بعزله، فهو لم يحق له أن يحكم عندما اغتصب الحكم، ولا يحق له أن يحكم الآن، فقد مضت على ليبيا معه 34 سنة عجافاً سجله فيها نقض لأصول الحكم. والموضوع ليس شخصياً البتة، ولو كان سيف الإسلام ألقذافي في الحكم لما عارضت أو اعترضت.((
ونقرأ شذرات من شخصيته في مجلة عرب تيمز:أصبحنا نحن العرب أضحوكة العالم بعد أن نجح عسكري ليبي مجنون ومحتل عقليا في الوصول إلى الحكم في ليبيا حيث خربط المدعو معمر بن منيار القذافي كل شيء... فغير في القران وشكك في الأحاديث النبوية وغير أسماء الشهور العربية والميلادية وغير اسم ليبيا وجعلها صاحبة أطول اسم في العالم حيث تعرف ليبيا رسميا باسم الجماهيرية الشعبية الاشتراكية الديمقراطية الليبية العظمى عدا الفراطة كما أهدر ألقذافي ثروات ليبيا على مغامرات صبيانية وتنقل في مواقفه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ومن فوق إلى تحت وبالعكس... وبطش بالعمال العرب في بلاده فطرد الفلسطينيين والتونسيين والسودانيين وهو الآن يهدد بطرد اللبنانيين... وهو لا يطردهم ويصادر أموالهم بشكل جماعي تنفيذها لعملية ليبية في الوظائف مثلا أي إحلال ليبيين محلهم وإنما يقوم بإجراءاته القمعية ضد العرب لأسباب تافهة... فإذا اختلف مع عرفات طرد الفلسطينيين كلهم... وقبل أيام سحب سفيره من لبنان لان نبيه بري لم يوجه دعوة للسفير الليبي لحضور حفل مجلس النواب اللبناني فقام ألقذافي بتجميع اللبنانيين في ليبيا بهدف طردهم بشكل جماعي

ويقول عنه عوني الكعكي:-رئيس تحرير جريدة الشرق-
... والحقيقة إن الأمة العربية كانت مُصابة برئيس النظام العراقي السابق صدام حسين الذي سقط، ومزّق العراق، وضرب وحدة شعبه.
والقذافي هو الثاني الذي يصيب الأمة، وسيذهب حتماً، ولكن قبل ذلك سيعمل على تمزيق الأمة العربية.
... وظيفة هذا الرجل - على ما يبدو - هي تهييج الشعوب من خلال شعارات غير قابلة للتنفيذ، ولم يتورّع أن يدعي أمام القادة العرب بأنه فيلسوف، وهذا ما يعكس أوهام هذا الرجل وتمجيده لنفسه، ويفسر تقلباته بين ليلة وضحاها.
... العالم كله يتذكر أن ألقذافي هو صاحب شعار «طز أميركا»، ونأسف لذكر هذه العبارة المرذولة، ولكنه سرعان ما اعتذر لإدارة البيت الأبيض، ودفع ملياري دولار بما يشبه الرشوة كي يسترضي السيد الأمير كي لإبقائه في سدة الحكم، وهو معروف بقلة وفائه، فبعدما عملت السعودية، ووضعت كل إمكانياتها لإنقاذ ليبيا من أزمة «لكربي»، ونجحت في ذلك، أرسل ألقذافي عقيداً - بعدما دفع له مليون دولار - لتدبير عملية اغتيال لولي العهد السعودي الأمير عبد الله.

لماذا يُبقي الغرب على هذا ((الزعيم)).
السبب الأول هو قهر شعبه، وهنا يفقد الغرب مصداقيته، ودفاعه عن حقوق الشعوب.
السبب الثاني، وهو الأهم، جعله عبرة وأمثولة لكل شعوب الأرض، ( هناك من هو أسوأ))

أذكر يوم زرنا ليبيا، وكنت في عداد المنتخب الوطني السوري، ولن أتكلم عن الستة عشر يوما، التي قضيناها هناك، ولكن سأتكلم، عن لحظة العودة والصعود إلى الطائرة في طريق العودة، إلى البلد الذي خلقه الله لنفسه، وأقصد طبعا سوريا. في تلك اللحظة، بعد أن ركبنا الطائرة، بدأ الجميع بقراءة الموشحات والشتائم، وبصوت عالي، فالقمع الذي عانيناه هناك، إضافة إلى المعركة التي خضناها بعد المباراة مع الفريق الليبي، وقلة شرف الحكام، كانت لا تنسى، والغريب في الأمر، مشاركة الليبيين لنا في هذه الموشحات.
ولن تعرفوا أبدا عظمة سوريا، إلا عندما تزورون ليبيا، وتشاهدون فيها ما صنعه الزعيم.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعم ومساعدة ضحايا العنف--آلفة--
- الكرامة السورية المهدورة-----------
- مركز الشرق للدراسات الليبرالية--الآخر في كل الأديان---المسيح ...
- مركز الشرق للدراسات الليبرالية --الآخر في كل الآديان--الماكر ...
- مركز الشرق للدراسات الليبرالية--الآخر في كل الآديان-4- يهوه ...
- مركز الشرق للدراسات الليبرالية ----الآخر في كل الديانات---بو ...
- الآخر في كل الأديان--2من 20---المنبوذين
- الآخر في كل الأديان---1من 20--مركز الشرق للدراسات الليبرالية
- صديقي الكردي---تهمتك العلمانية
- أصحاب الفخامة والجلالة والسموم---
- من يستطيع توحيد المعارضة اليوم؟؟؟؟؟
- نسبية اينشتاين والنظرية البعثية --
- القومية العربية + الارهاب الاصولي =العولمة السلبية!!!!!!!!
- بروكسل---والبقية تأتي
- الحركة الشعبية الوطنية --والببغاء---والحمار--
- الى متى يستطيع المواطن السوري أن يتحمل كل هذا النصب؟
- وظيفة الاعلام ابراز حقيقة سوريا---تصريح للسيد الوزير
- ما الذي حدث في بينين ويهمنا ؟؟؟؟؟؟
- هل يمكن أن يكون هناك حزب جديد--يرأسه الرئيس؟؟؟
- يوم نبحت الحساسين - جمع حسون وهو حيوان طائر


المزيد.....




- واشنطن: وحدات عسكرية إسرائيلية انتهكت حقوق الإنسان قبل 7 أكت ...
- الولايات المتحدة تقول إن خمس وحدات بالجيش الإسرائيلي انتهكت ...
- العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل ...
- ماذا نعرف عن اتهام أمريكا لـ5 وحدات عسكرية إسرائيلية بـ-انته ...
- الولايات المتحدة تعارض تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بحق إس ...
- ماذا قالت المحكمة الجنائية الدولية لـCNN عن التقارير بشأن اح ...
- واشنطن: خمس وحدات عسكرية إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات جسيمة لح ...
- مجددا..واشنطن تمتنع عن إصدار تأشيرة للمندوب الروسي وتعطل مشا ...
- البيت الأبيض يحث حماس على قبول صفقة تبادل الأسرى
- واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - يا أمة ضحكت من جهلها--------