أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - الى متى يستطيع المواطن السوري أن يتحمل كل هذا النصب؟















المزيد.....

الى متى يستطيع المواطن السوري أن يتحمل كل هذا النصب؟


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1491 - 2006 / 3 / 16 - 12:19
المحور: حقوق الانسان
    


من يستطيع إيقاظ الشعب السوري من سباته الأربعيني؟

الشعب السوري اليوم أشبه بامرأة حامل مدة ثلاث وأربعين سنة، ولا تستطيع أن تتخلص من الجنين، -يلتصق بجسدها الهش- خوفا على حياته وحياتها.وتمضي متألمة مترنحة بحملها الثقيل، تبحث عن طبيب ماهر يُنقذها من الألم والهم والبؤس الذي تعيشه.

الشعب السوري اليوم أشبه بكرة، بدأوا يلعبون فيها بالأيدي، ثم شرعوا يتقاذفونها بالأقدام، تارة تصطدم بالحائط، وتارة تقع في اليم، وغالبا تنثقب.

الشعب السوري اليوم أشبه بقطيع من الخراف، ضل طريق مراعيه، وتسلطت الذئاب عليه.

الشعب السوري اليوم حديقة، يبست أوراقها وتكسرت أغصانها وجفت ينابيعها، وصمتت عصافيرها.

الشعب السوري اليوم، موسيقى صاخبة، فقدت عازفيها، وماتت ألحانها، وتمزقت أوتارها.وصدئت ألانها.



في سوريا، الله حاميها، يستطيع أي موظف، أي مسئول، أي بياع بليلة، أن يضع التسعيرة التي تناسبه وتُرضي أسياده، وطز بهذا الشعب، طز بالقوانين، طز بالأخلاق، طز بالرحمة.

والحكومة، السلطة، البعث، ومن لف لفهم، لا يهمهم سوى جني الأموال، حتى ولو خلع المواطن سرواله، مثلما فعلت إسرائيل بالأمس عندما أجبرت السجناء على خلع سراويلهم، ولكن من دون فعل الفاحشة، كما فعلت أمريكا في سجن أبو غريب.

وهنا أيضا، في سوريا الصمود والتصدي والشلح والبلع، نتجه لإجبار المواطنين على الخلع.

أحد المسئولين في المرور وفي بادرة تبييض وجه مع القيادة السياسية وتسو يد وجه وخلع مع الطبقات الشعبية، يقول: انه وفر للدولة عشرة ألاف فرصة عمل، غريب إذا كان ما يقوله صحيحا، فيجب أن تكافؤه. ولكنهم يعرفون ألبير وغطاه. أما كيف سيوفر العشرة ألاف فرصة فدعوني أخبركم: يريد أن يفرض على كل سائق تاكسي دفتر جديد ثمنه أربعة ألاف ليرة، وكل صاحب تكسي يريد أن يُشغل سائق عليه أن يصنع له هذا الدفتر، وحتى لو هرب بعد أسبوع أو ترك عمله، فيكون صاحب التاكسي قد تغرم بالمبلغ. هذه إحدى طرق اللص وصية يا سادة وليست طريقة لزيادة عدد فرص العمل. الرجاء أيها المسئول الكريم أن لا تستحمرنا، وشكرا لك على العشرة الاف فرصة الجديدة، وإنشاء الله لا نراك في أي منصب أعلى.



الضريبة التي تأخذها الدولة والسلطة ومن لف لفها، من سائق التاكسي تبلغ أكثر من خمسين ألف ليرة سورية سنويا، تصوروا : خمسون ألف ليرة سورية لرأسمال لا يتجاوز خمسمائة ألف ليرة سورية. أما ما تأخذه من تجار شارع الحمراء والحميدية والصالحية، فلا يتجاوز ربع هذا المبلغ، يدفعونه وهم يجلسون على كراسيهم الجلدية، بينما السائق المسكين يدفع المبلغ من عمره وعرقه وشقاه وطعام أولاده. أين القانون هنا، ومن سمح بذلك؟



الحكومة مثلها مثل الذئب، تبحث دائما عن فريسة سهلة، لا تستطيع أن تقترب من النمور أو الدببة، ولكنها أبدا تبحث عن فريسة سهلة. آلاف من المواطنين يروحون ويجيئون عبر باصات البولمان إلى المحافظات المختلفة، ولم ير الذئب الحكومي سواهم لكي ينشب أظافره المالية في أجسادهم التي أضناها طول السفر، والقهر والقمع. فكلفوهم بزيادة مقدارها عشرة ليرات سورية على كل تذكرة، ونستطيع أن نتخيل الملايين التي تدخل خزينة المالية من وراء هذا القانون الذي لا يستطيع أحد أن يقف بوجهه أو يقول لماذا؟



اليوم يتحدثون عن مرسوم جديد، ضريبة جديدة، تسمى أنفاق وجسور تطال كل السيارات، وقيمتها عالية، ومن يستطيع إيقافها أو منعها أو الاعتراض عليها.

كما قلنا يستطيع كل مسئول، حتى رئيس البلدية يستطيع أن يفرض ما يسمى عمل شعبي على المواطنين دون الرجوع إلى الجهات المختصة، المهم هو ترحيل المال إلى الجهات المالية.

عندما يصلك إشعار الكهرباء أو الهاتف أو الموبايل، تستطيع بحسبة بسيطة، بعد أن تُزيل ما تراكم على الفواتير الثلاثة من عمليات نصب واحتيال ومبالغ لا علاقة لك بها، أن تعرف مدى ما تتعرض له من سرقة من قبل هذه الدولة الراعية للصوص واللص وصية.



الشعب السوري مسكين، مركب في بحر متلاطم، تتقاذفه أمواج النصب والاحتيال والخروقا ت القانونية، والقرارات التعسفية، الفردية والجماعية.من يحمي الشعب السوري من كل هذا النصب الذي ترعاه الدولة بنفسها، وتُشرف أجهزتها على اقتناصه من جيب هذا المواطن المسكين.

لا يستطيع أحد أن يقول لوزير أو مدير عام أو حتى شرطي: ما هي مبرراتك التي استندت إليها في إصدار هذه الضريبة، أو إضافة هذا المبلغ؟ طبعا لا احد يستطيع ذلك، فالقمع والخوف والقهر الذي عايشه المواطن السوري خلال الثلاثة وأربعين سنة من حكم الحزب الواحد لجم فيها الأفواه، وساق إلى زنازينه كل من يقول لا.



ينتظر المجتمع السوري من كل مسئول ويطالبه بأن يلتزم، بالمعايير التي يعتبرها ملائمة، ولكن هذا الدستور الأخلاقي يُنتهك في كل لحظة، سواء بالارتكاب أو الإغفال، وعندما تقع هذه الأخطاء التي تتراوح بين النصب الفردي والنصب الذي تمارسه السلطة نفسها على الشعب المسكين، والتي يتغافل عنها القانون إن لم نقل يتعامى عنها، فالقانون (إن وجد في بلادي) هو قانون أعمى لا يرى إلا من عين الحكومة. عندما تقع تُبرر بمختلف الذرائع، من نضال في وجه الاستعمار، إلى تصدي للإمبريالية، إلى حالة حرب مزمنة مثل الإسهال لا تتوقف لأننا لا نريدها أن تتوقف، فهي تجلب لنا 30 % من تعب وعرق الموظفين والعمال حلالا زلالا نصبا غصبا.

عندما يقوم شخص من الشعب بارتكاب جريمة نصب على أحد فان المشانق تعلق له، أما إذا كان من الطبقة العليا، وكانت نصبته كبيرة، فهو من الشطار الأذكياء، أما إذا قامت الدولة بذاتها بعملية النصب على الشعب، فهذا صمود وتصدي واستعداد للمعركة الكبرى.



قد يتساءل الشعب عما يقود السلطة المالية إلى أنماط سلوكية لا أخلاقية أو فاجرة، ولا ريب في أن هذه الأنماط السلوكية تنشأ من خلال العمل على تثبيت المركز الذي وصله المسئول نتيجة نصبه واحتياله وتلاعبه وتغطيته على سرقاته، عن طريق فرض ضرائب جديدة تُغطي على السرقات الكبيرة.

صحيح أن كل المسئولين المعنيين بالحالة المالية والاقتصادية للشعب، يرغبون في البقاء فوق كراسيهم أكبر قدر ممكن من الوقت، من أجل تحقيق رفاهية السلطة، وشحاذة الشعب. واعتبار هذا هدف نهائي لهم. مع ذلك، فان الفساد أكثر شيوعا مما يمكن أن نتوقع، لأن المسئول ألبعثي في حالته الطبيعية ليس كائنا أخلاقيا ويبحث عادة عن طرق أقل مقاومة. ومن سوء الحظ أن يستسهل البعثيون إغفال القاعدة الذهبية، عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، في اندفاعهم وراء تبييض الوجه، وتسويد النفس.



إن معظم المسئولين للأسف الشديد يجدون في الخيارات الأخلاقية عبئا ثقيلا مزعجا، والشيء المؤكد أنه إضافة إلى ضغوط الكرسي، يمكن لكل مسئول أن يختار بين أن يفتح كل جيوبه وجيوب أقاربه وعشيرته أو يلتزم الأمانة والاستقامة. وهكذا، يكون قد استسلم للنصب والاحتيال أو الوطنية الحق. وهذا اختيار طوعي ولسوء الحظ أنه لا يوجد، على المستوى ألبعثي والجبهوي والسلطوي، معرفة تعمل بحق على مساعدة المسئول على اتخاذ قرارات الضمير، لأن نهج مواجهة عمليات السلب والنهب والنصب لم يُكتب بعد.





الأخلاقية الأصيلة، وهي غير معروفة في السلطة السورية اليوم، تقوم على أساس محبة الشعب، واحترام رغباته، والاهتمام بحياته المعيشية. ويتألف دستورها من ملاحظة القوانين البشرية والإنسانية التي تسبق تاريخ البعث والجبهة الوطنية والتي هي الآلية العليا التي تمد سوريا بأسباب البقاء. وبسبب الصفة الإنسانية للمفهوم الذي نحمله عادة حول الأخلاقية، يمكن أن نفهم تماما أن الشعب السوري لن يعير اهتماما لهذا التاريخ وعلى العكس يعتبره مزعجا، أو مملا، أو قمعيا، أو استبدادا، ويتجلى كل هذا، بالكره الذي يحمله المواطن لكل مسئول ولكل بعثي ولكل من يسرق من فمه لقمة أولاده وسترة بناته

من له أذنان فليسمع!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظيفة الاعلام ابراز حقيقة سوريا---تصريح للسيد الوزير
- ما الذي حدث في بينين ويهمنا ؟؟؟؟؟؟
- هل يمكن أن يكون هناك حزب جديد--يرأسه الرئيس؟؟؟
- يوم نبحت الحساسين - جمع حسون وهو حيوان طائر
- داحس والغبراء-------والفدرالية المطلوبة
- من حلبجة الأكراد--الى أضرحة الشيعة--مرورا بتماثيل بوذا
- الجنون هو أن تفعل نفس الشيء كل يوم ---وتتوقع نتيجة مختلفة.
- يا كافر اقتل مسلم-----
- وفي اليوم ذاته، أو بعده بيوم. يتصل ابن أخت أحد أكبر المفسدين ...
- من سوري الى لبناني اسمه ميشيل عون
- سبق صحفي ---قانون الاحزاب الجديد اقتراحات
- من المسئول إذا عن هذا العطش الدموي،الذي يسكن القلب والنخاع و ...
- غزوة دمشق----وموقعة بيروت-----
- كاريكاتور--ومسيرات---وعليهم يا عرب
- ثلاثة حروب ب 130 ليرة يا بلاش
- احجبوا هذا الموقع !!!
- ليست أمريكا سبب فسادنا وتخلفنا----
- لا تقرأوا هذا المقال!!!!!!
- ابن لادن يتعظ--وابن الترك لا يتعظ
- !!!!!!!!!!!!شخصيا سأنتخب الرئيس الشاب


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - الى متى يستطيع المواطن السوري أن يتحمل كل هذا النصب؟