أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حداد - الحكومة الاوكرانية تغامر باستفزاز روسيا















المزيد.....

الحكومة الاوكرانية تغامر باستفزاز روسيا


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6070 - 2018 / 12 / 1 - 12:11
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إعداد: جورج حداد*


منذ الانقلاب على الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش في 2014 والازمة على اشدها بين روسيا واوكرانيا، خصوصا بعد انفصال شبه جزيرة القرم وانضمامها من جديد الى الوطن الامم روسيا، وهو ما لم تسلم به حتى الان السلطات الانقلابية الاوكرانية الفاشية والموالية لاميركا والناتو.
ومنذ اكثر من شهرين اقدمت روسيا على افتتاح اطول جسر في اوروبا في مضيق كيرتش الذي يصل بين البحر الاسود وبحر آزوف ويفصل بين شبه جزيرة القرم والساحل القاري لروسيا. ويبلغ طول الجسر 19 كيلومترا وهو ذو وجهتين لنقل الركاب والبضائع. وسيتم استكماله ببناء خط مزدوج للسكة الحديدية. ومعلوم ان سواحل بحر آزوف تتكون من قسمين: قسم روسي في الجنوب وقسم اوكراني في شمال الساحل. وبعد بناء الجسر فوق مضيق كيرتش اصبحت الملاحة بين البحر الاسود وبحر آزوف ذات اهمية خاصة لروسيا، التي بدأت تشرف على الملاحة عبر مضيق هيرتش وهو ما لم تعترف به السلطة الاوكرانية الحالية التي لم تعترف بعد بشرعية انضمام شبه جزيرة القرم الى روسيا.
ويبدو ان الحكومة الاوكرانية الحالية تفكر ان روسيا يمكن ان تكون مكسر عصا، وقد اختارت انتهاج سياسة الاستفزاز ضد روسيا تعبيرا عن رفضها شرعية انضمام شبه جزيرة القرم الى روسيا الذي تم بشكل قانوني بعد اجراء استفتاء شعبي عام في شبه جزيرة القرم حول الانضمام الى روسيا. ويوم الاحد الماضي قامت ثلاثة زوارق حربية اوكرانية بمحاولة اجتياز المضيق والدخول من البحر الاسود الى بحر آزوف دون ان تعلم سلطات خفر السواحل الروسية مسبقا بخطة تحركها مما يخالف القوانين الدولية للملاحة، وقد صادف مرور ناقلة نفط روسية اعترضت طريق الزوارق الاوكرانية التي اخذت تناور في مدخل المضيق بطريقة استفزازية تعرض الملاحة للخطر. مما اضطر قوات الاسطول الحربي الروسي للتدخل واطلاق بعض الطلقات التحذيرية ضد الزوارق الاوكرانية ومحاصرتها وحجزها. وقد سقط ستة جرحى من الجنود البحارة الاوكرانيين فقدمت لهم الاسعافات الطبية اللازمة واعتقل البحارة العشرون الاخرون، الذين اعترفوا انهم كانوا ينفذون اوامر بالقيام بعمل استفزازي ضد البحرية الروسية. وقدموا للمحاكمة في سيمفروبول عاصمة القرم. وكانت قد توقفت الملاحة في المضيق لبعض الوقت ثم عادت الحركة الى طبيعتها يوم الاثنين.
وعلى اثر هذا الحادث اعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية الاستنفار العام في القوات المسلحة الاوكرانية وطلب الرئيس بيوتر بوروشينكو اعلان حالة الطوارئ في المناطق الجنوبية الشرقية لاوكرانيا لمدة ستين يوما ولكن مجلس النواب (الرادا) اتخذ قرارا باعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثين يوما. وفسر العديد من المراقبين طلب بوروشينكو اعلان حالة الطوارئ انه يهدف الى تعكير الاجواء في البلاد وتعطيل الانتخابات الرئاسية التي من المقرر ان تجري في شهر اذار 2019. حيث ترجح استطلاعات الرأي ان بوروشينكو لن يصل الى المرحلة الثانية من الانتخابات، وسيفشل في الدورة الاولى لان شعبيته في انهيار كبير ووصلت الى نسبة 7% واحتل المرتبة الخامسة بين المرشحين لهذه الانتخابات. وهو يريد تأجيل الانتخابات اطول مدة ممكنة على امل ان يستعيد شعبيته عن طريق توتير الاجواء مع روسيا والظهور بمظهر "البطل القومي". ومما يؤكد هذا الاستنتاج انه في الوقت الذي كانت فيه الزوارق الاوكرانية تقوم باستفزازها البحري قامت وحدات من القوات المسلحة الاوكرانية بخرق الهدنة الفعلية القائمة في جنوب شرق اوكرانيا، وعمدت الى القصف المدفعي ضد الاحياء السكنية في مدينة دونيتسك عاصمة مقاطعة دونيتسك التي تطالب بالانفصال عن اوكرانيا الى جانب مقاطعة لوغانسك. ومع ان روسيا لم توافق على ضم هاتين المقاطعتين ذاتي الاغلبية الروسية، الا انها تؤيد استقلالهما عن اوكرانيا طبقا لارادة جماهيرهما التي عبرت عنها في استفتاء شعبي جرى سنة 2014. ويعتبر التعدي على سكان المقاطعتين، وهم من الروس والناطقين بالروسية، استفزازا مباشرا ومقصودا لروسيا. وقد دعا بوروشينكو اسطول حلف الناتو لدخول البحر الاسود ودعم الموقف الاوكراني. ولكن الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو مع تكرارهما عدم الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم دعيا روسيا واوكرانيا الى ضبط النفس وعدم تصعيد التوتر. وطلبت كل من روسيا واوكرانيا عقد اجتماع لمجلس الامن، الذي لم يتوصل الى اتخاذ اي قرار.
وفي الوقت الذي كانت فيه الزوارق الحربية الاوكرانية تقوم باستفزازاتها في مضيق كيرتش لدعم بيوتر بوروشينكو في حملته للانتحابات الرئاسية الاوكرانية، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجتمع مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان في انقرة ويعلنان سوية نهاية العمل في القسم البحري من انبوب الغاز الروسي المسمى "السيل التركي"، وبداية العمل في مد الانبوب على الاراضي التركية. ومن المرجح ان يبدأ استثمار الانبوب وضخ الغاز الروسي الى تركيا وعبرها في نهاية سنة 2019.
وقبل ذلك ببضعة اسابيع كانت المراجع الروسية المختصة قد اعلنت عن نهاية العمل في القسم البري الروسي من مشروع مد انبوب الغاز الروسي المسمى "السيل الشمالي ـ 2" والذي سيعبر بحر البلطيق وصولا الى شمالي المانيا، واضافت المراجع انه بدأ العمل في مد الانبوب في اعماق بحر البلطيق، ومع نهاية العمل على الاراضي الالمانية سيبدأ توزيع الغاز الروسي عبر هذا الانبوب من المانيا الى بلدان شمال وغرب اوروبا. في الوقت الذي يتم فيه توزيع الغاز الروسي من انبوب "السيل التركي" الى بلدان جنوب وشرق اوروبا.
وحينما يكتمل العمل في هذين المشروعين القاريين سيصبح بالامكان الاستغناء تماما عن توريد الغاز الروسي الى اوروبا عبر الاراضي الاوكرانية كما هو الحال الى الان. وحينذاك لن يعود بامكان اوكرانيا ان تمارس الضغط والشانتاج على روسيا من جهة وعلى البلدان الاوروبية من جهة ثانيا، في موضوع توريد الغاز. وستخسر اوكرانيا المورد المالي الضخم المتمثل في رسوم مرور الغاز الروسي ترانزيت عبر اراضيها. كما ستخسر ميزة بيعها حاجتها من الغاز الروسي باسعار تفضيلية منخفضة جدا كما هو الحال الان.
وحينذاك سنرى اذا كان البنك الدولي او اميركا او حلف الناتو او الاتحاد الاوروبي سيعوض اي منهم اوكرانيا الخسائر الكبرى التي ستتعرض لها جراء سياسة العداء لشقيقتها الكبرى روسيا. وسنرى خاصة اذا كانت اميركا او دول الناتو والاتحاد الاوروبي ستزود اوكرانيا بحاجتها من الغاز او ستتولى دفع فاتورة الغاز عنها لروسيا.
ان حال اوكرانيا ستكون كحال بالع الموس، فلا هو يستطيع اكمال بلعه لانه سيمزق احشاءه، ولا هو يستطيع بصقه لانه سيقطع بلعومه.
ومثال اوكرانيا هو امثولة ودرس جيوستراتيجي لاي بلد يعادي روسيا العدو التاريخي اللدود للامبريالية العالمية والصديق الصادق لجميع شعوب العالم الطامحة الى الحرية والاستقلال والتقدم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صربيا وكوسوفو: النار تحت الرماد
- لنتحدّد قبل ام نتوحّد!
- حول مفهوم الطليعة (الجزء الثاني)
- انحدار الاقتصاد الاوروبي
- برغم المدفوعات الهائلة للحروب اميركا تفقد تفوقها
- العقوبات ضد روسيا تأتي بنتائج عكسية
- الانتخابات النصفية تعمق الانقسامات في اميركا
- تفعيل العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين روسيا وكوبا
- الاقتصاد الاوروبي يتأخر بفعل العقوبات الاميركية ضد روسيا وال ...
- دبلوماسية الغاز: انابيبب الغاز الروسي ستشمل قريبا كل اوروبا
- الاتحاد الاوروبي يتضرر من العقوبات الاميركية ضد روسيا
- بعد نجاح تجربة سوريا... هل تتدخل روسيا عسكريا في ليبيا؟
- الحرب التجارية الاميركية ضد الصين ...الى الفشل
- العقوبات ضد ايران ستزعزع الدولار والنفوذ العالمي لاميركا
- ترامب ونتنياهو يهربان الى حافة الهاوية
- حول مفهوم الطليعة – (الجزء الاول)
- لا نظرية ثورية بدون حركة ثورية
- عشر دقائق فاصلة في تاريخ العدوانية الاسرائيلية
- اميركا تصعّد المواجهة ضد الصين
- السعودية تنتظر زيارة الرئيس الروسي


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حداد - الحكومة الاوكرانية تغامر باستفزاز روسيا