أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج حداد - ترامب ونتنياهو يهربان الى حافة الهاوية















المزيد.....

ترامب ونتنياهو يهربان الى حافة الهاوية


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6016 - 2018 / 10 / 7 - 20:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يكاد المراقبون يجمعون ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان اليهودي بنيامين نتنياهو يواجهان مشكلات داخلية تهدد المستقبل السياسي لكل منهما:
ـ الاول بسبب اتهامات بعدم نزاهة الانتخابات التي جاءت به الى الرئاسة، والدعاوى القائمة بينه وبين بعض اعوانه السابقين، والاتهامات بالتحرش الجنسي.
ـ والثاني بسبب الفساد وتلقي الرشاوى، واستغلال المنصب الرسمي لاهداف ومصالح شخصية.
وعلى هذه الخلفية يواجه الرئيس ترامب استحقاق الانتخابات النصفية الاميركية لمجلسي الكونغرس والسيناتورات في تشرين الثاني المقبل. وهو على غير ثقة بأنه سيكسب هذه الانتخابات. واذا خسرها فستصبح مسألة اقالته او استقالته من الرئاسة مسألة ملحة.
وكأنما في اتفاق خطي وتفصيلي مسبق، تعمد هذان القطبان تصدير ازمتهما الداخلية الى الخارج، وافتعال وتسعير الازمات الخارجية والهروب الى الامام ووضع العالم على حافة حروب اقليمية وحتى خطر حرب عالمية ثالثة. ووقف الزعيمان الغانغستري الاميركي والجزار اليهودي يتناوبان على عزف سيمفونية واحدة تقول: ان روسيا تريد ابتلاع سوريا والشرق الاوسط، وان الصين تريد ضرب اميركا بالقنابل النووية، وان ايران تصنع القنبلة النووية، ونتنياهو يحمل الماسورة ويقيس بالسنتيمتر طول وعرض المستودعات النووية الايرانية، وان "انصار الله" والحوثيين والحكومة والجيش الوطنيين اليمنيين في صنعاء اصبحوا ادوات ايرانية، وان العراق وسوريا اصبحا قاعدتين وممرا للصواريخ والاسلحة الايرانية الى لبنان، وان مطار بيروت الدولي تحول من مطار مدني الى قاعدة صاروخية لحزب الله مهمتها تدمير اسرائيل وابادة "شعب الله المختار" (والعياذ بالله!). ولولا بقية من حياء امام ميلانيا وايفانكا لانتحب ترامب وولول، ولبكى نتنياهو وناح، وشنف آذان السامعين ببعض مراثي "مزامير داود".
الى اين تريد اميركا واسرائيل ان تأخذا الشرق الاوسط والعالم بهذه المساخر المضحكة ـ المبكية؟
اذا كان ترامب ونتنياهو يريدان تصدير ازمتهما الداخلية الى الخارج فعلينا ان نلقي نظرة على مسار السياسة الخارجية الاميركية والاسرائيلية في السنوات القليلة الماضية، ونتأكد ان هذه السياسة تسير من فشل الى فشل:
اولا ـ عملت الدولة الاميركية بقضها وقضيضها، بالاشتراك مع اسرائيل وتركيا والسعودية وزعانفها الخليجية والمعارضة السورية وغيرها من المعارضات العربية العميلة وحتى دولتلو السنيورة والحريري الابن، ـ عملوا سنوات طويلة لاجل تغيير خريطة الشرق الاوسط، وحشدوا جيوشهم واتوا بعشرات الاف المقاتلين الوهابيين و"القاعديين" الشيشانيين والداغستانيين والقرغيزيين والتتارستانيين والاويغور الصينيين لاجل تفجير الاوضاع فيما سمي "الربيع العربي" وتشكيل "خلافة داعشية" ـ عثمانية جديدة تتحالف علنا مع اميركا واسرائيل وتركيا والسعودية من اجل السيطرة عل النفط والغاز المتوقع استخراجه في شرقي المتوسط. ولكن هذه المؤامرة العالمية الكبرى، التي كلفت الاف مليارات الدولارات، اصطدمت بمعسكر المقاومة والممانعة الممتد من موسكو الى جنوب لبنان. وسقطت سقوطا مريعا وهي الان تحشرج وتلفظ انفاسها الاخيرة.
ثانيا ـ شنت اميركا وتشن حربا شعواء، اعلاميا وعسكريا وسياسيا وعقوباتيا وجمركيا وتجاريا وماليا، ضد روسيا والصين. ولكن الدولتين الشرقيتين العظميين لا تقعان في الاستفزازات، وتردان على التحديات بالحد الادنى الملائم، وتتابعان تطبيق ستراتيجيتهما الهادئة والرصينة، على كل الصعد، وتنظران الى اميركا كجرو تافه مذعور ينبح بأعلى صوته ضد الدب الروسي والتنين الصيني، وتنظران الى دونالد ترامب كبهلوان معتوه يحتاج الى مصحة عقلية.
ثالثا ـ ان المملكة السعودية الوهابية ارتعدت فرائصها هلعا من التحرك الثوري في الجمهورية اليمنية وبروز حركة "انصار الله" التي ترفع شعار "الموت لاميركا ـ الموت لاسرائيل". وقد حصلت اميركا على مئات وآلاف مليارات الدولارات من اجل تسليح السعودية وزعانفها الخليجية ودعم الحرب الظالمة التي تشن ضد الشعب اليمني البطل لابادته بالجوع والكوليرا والامراض الناتجة عن فقدان الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب. ولكن بالرغم من الاسلحة الاميركية الفتاكة والمتطورة، والحصار الخانق، والسادية الوهابية الوحشية، وبالرغم من مرور اربع سنوات على العدوان الظالم وعدم توازن القوى بالمعنى العسكري البسيط، فإن الثوار اليمنيين الاشاوس، وقياداتهم المتفانية والحكيمة ـ الجياع ونصف العراة ـ يتصدون ببسالة منقطعة النظير للعدوان السعودي ـ الاميركي، وقد بدأوا ـ بالدعم والتعاون من قبل الحرس الثوري الايراني والمستشارين العسكريين الايرانيين واللبنانيين (حزب الله) ـ باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، والانتقال من طور الدفاع الستراتيجي الى طور الهجوم الستراتيجي. ويقول قائل: اذا كانت الستراتيجية الاميركية تفشل هذا الفشل الذريع بمواجهة فقراء وجياع اليمن، فماذا سيحدث لاميركا واين سيهرب ترامب والترامبيون، بوش والبوشيون، واضرابهم، اذا يوما ما ـ وبمعزل عن السلاح النووي ـ واجهت اميركا انزالا جويا وبحريا كثيفا، روسيا وصينيا مشتركا، لتحرير اميركا بالقبضات الفولاذية والخناجر والبنادق؟!
رابعا ـ خلافا لجمبع القوانين والاعراف الدولية اخرج ترامب اميركا من الاتفاقية النووية مع ايران. وجدد العقوبات ضدها وفرض عقوبات جديدة. وكان في ظنه ان دول اوروبا الغربية الموقعة على الاتفاق ستسير في ركابه ويتم عزل ايران وروسيا والصين. ولكن الذي حدث هو العكس، اذ رفضت اوروبا الغربية الخروج من الاتفاقية مع ايران، واميركا هي التي وقعت في العزلة. وفي الوقت نفسه نظمت المخابرات الاميركية والاسرائيلية العملية الارهابية ضد الحرس الثوري الايراني في الاهواز، وكان يراد لها ان تكون بمثابة شرارة لـ"ربيع ايراني" على غرار "الربيع العربي". ولكن الجماهير الشعبية في الاهواز كما في كل ايران، واجهت بحزم هذه المؤامرة للطابور الخامس، ورد الحرس الثوري الايراني على ذلك بأسر سفينة "مجهولة!" في الخليج كانت تحمل شحنة اسلحة اميركية لتسليمها الى الطابور الخامس في ايران. كما قصف الحرس الثوري بالصواريخ الباليستية قواعد لداعش في الشمال السوري شرقي الفرات، وعبرت الصواريخ الاجواء العراقية ومرت فوق رؤوس القوات الاميركية في شمال سوريا، ووقف الاميركيون يتفرجون كيف تُـقصف حليفتهم داعش. وبهذه المناسبة لوحظ ان القوات الانفصالية الكردية في شرقي الفرات اخفت الاعلام الانفصالية الكردية ورفعت بدلا عنها الاعلام الاميركية بكثافة. ولم يبق سوى ان يعمد الاميركيون الى رفع الاعلام الانفصالية الكردية ولكنه لن يكون لديهم الوقت الكافي لتعلم اللغة الكردية.
خامسا ـ يوجد في اسرائيل اكثر من مليون يهودي روسي (سوفياتي سابقا) سبق لزمرة بريجنيف ثم زمرة غورباتشوف ان باعوهم لاسرائيل وقبضوا عليهم من اميركا. والقيادة الروسية الحالية لا تزال تعتقد ـ عن صح او عن خطأ ـ ان اليهود الروس في اسرائيل هم مواطنون روس. وهي تساير اسرائيل في مسألة الامن القومي الاسرائيلي حرصا على سلامة اليهود الروس. ولكن القيادة الاسرائيلية، بنتنياهو وبدونه، تقابل بكل جحود وتبتز هذا الموقف الانساني للقيادة الروسية. وقد ظهر ذلك بجلاء منقطع النظير في تدبير جريمة اسقاط طائرة الاستطلاع الروسية في منتصف الشهر الفائت وقتل 15 ضابط مخابرات روسيا، مما يدل على ان اسرائيل لا تحرص على حياة العسكريين الروس الذين يقاتلون الارهابيين في سوريا. وقد ردت روسيا على هذه الجريمة بتزويد سوريا بمنظومة صواريخ S-300 المتطورة، وبأجهزة تكنولوجية متطورة خاصة بالحرب الالكترونية. وهو ما سيجبر اسرائيل على اعادة النظر في كل ستراتيجيتها الحربية واعادة تنظيم جيشها من الصفر.
قدمنا هذه الامثلة الفاشلة للستراتيجيتين الاميركية والاسرائيلية لنقول: ان العالم هو شيء... وترامب ونتنياهو واضرابهما من المسعورين والمهووسين هم شيء آخر تماما... وامثال هؤلاء لن يستطيعوا اخذ العالم الى حيث يريدون ولا يريد العالم. فهتلر قد مات منتحرا منذ وقت طويل. وابناؤه الروحيون ليس امامهم ايضا سوى الانتحار، حتى ولو كانوا غانغستر اميركيين او يهودا "مختارين".
اما فيما يخص روسيا والصين وايران ومحور المقاومة العربي فهم يعملون بهدوء وروية وثبات ما ينبغي ان يُعمل ولسان حالهم يقول:
القافلة تسير!!!
دعوا الكلاب تنبح!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مفهوم الطليعة – (الجزء الاول)
- لا نظرية ثورية بدون حركة ثورية
- عشر دقائق فاصلة في تاريخ العدوانية الاسرائيلية
- اميركا تصعّد المواجهة ضد الصين
- السعودية تنتظر زيارة الرئيس الروسي
- الحرب التجارية الاميركية ضد روسيا والصين والعالم
- أضخم مناورات عسكرية روسية منذ 40 سنة
- تركيا و-الصدام الختامي في سوريا-
- انبوب الغاز الروسي -السيل الشمالي – 2- وصل الى بحر البلطيق
- غالبية الاميركيين تعارض سياسة ترامب
- واشنطن تنتهج سياسة السير على حافة الهاوية
- الدولار ينزل عن عرشه
- بعد قمة هلسنكي: ترامب يوقع اضخم ميزانية حربية اميركية
- يوغوسلافيا: من -اتفاقية يالطا- اللصوصية الى -جمهورية كوسوفو- ...
- اميركا تفشل في كسر شوكة الثورة الايرانية
- الازمة المصيرية الاميركية والخطة السرية لكيسنجر
- ايران ليست دولة يمكن الضغط عليها
- اميركا تغضب اصدقاءها ولا ترضي اعداءها
- المواجهة العالمية الشاملة بين روسيا واميركا
- اوكرانيا تبتعد اكثر عن الانضمام الى الناتو والاتحاد الاوروبي


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج حداد - ترامب ونتنياهو يهربان الى حافة الهاوية