النظريةةالاخيرة ..ج//2..عودة ماركس ونيتشة

ماجد أمين

الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 18:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

"عندما تتمكن من ارتقاء اول مرتبة من سللم الإرتقاء ..فإنك حتما ستصل الى الأعلى ..لأن الخيار الآخر ..هو السقوط ..او الفشل "
...
لم اعد احتمل رؤية لحظات من الماضي عبر ومضات هي flash-back....
فتلك الومضلت تحمل مزيدا من الالم ..
الحزن ...المشاعر ..الجياشة ..
الذكريات ..
مذكرات جندي قتل في الحرب العالمية الثانية ..
او مدونات لجندي عراقي ...على ابواب الارتباط بحبيبته ..لكن كل ماحلم به باء بنهاية مؤلمة ..تحت سرف الدبابة المحترقة في حرب الخليج ..
خربشات طفل سوري ..يبحث عن طعام ..في اكوام القمامة ..
بعض ابيات من الشعر لفتاة افغانية ..تم رجمها امام الملأ ...
اوجاع طفل صومالي .. يقف على مقربة من ضرع امه التي فارقت الحياة ..وتجمد الحليب في ضرعها ..وعلى بعد امتار ..ثمة نسر ينتظر الوليمة ..من عظام ذلك الطفل ..
اديان.وعقائد تفتك ..بالملايين وقودا لأله مفترض مجرد من معاني الشعور الانساني ..
اعادة تدوير نفايات لقتل مزيد من البشر ..
مشاعر لاتحتاج لوصف ..
ترى هل هي احدى معادلات الحتميات المتضادة لهذا الوجود ...
انها البشاعة بجلاء صورتها ..
ولكن مالهذا الكائن ...لايتعلم ...ام انه يتعلم لكنه جبل على طبيعة ..اقل ماتوصف بانها ..وحشية ..وعنيفة ..هل البشاعة . احدى صفات هذا الطور الوجودي بحيث تخدعنا كيمياء وتحول القبح الى جمال ..! والعنف الى سليقة ..
..
ان جميع العقائد ..ومنها ماسميت بالرسالات السماوية ..كرست الحقد والكراهية ..واسست للفناء والانانية ..
رغم انها تختبيء خلف شعارات رنانة ..وتداعب وتلامس الشعور الانساتي ..بيد انها سرعان ما تنحرف ..عن مساراتها ..او غاياتها ..اللطيفة والناعمة لتتحول الى قنابل موت ..وتوابيت تحمل في طياتها .. احقاد وتمحور للانا ..
يجب ان نلغي من تاريخنا ..ومضات مهينة ..وغير جديرة بالاحترام ...
انا ..وانتم بحاجة الى ومضات من الغد ..من المستقبل ..
تسمى ..بلغة الفن ..flash-futer ومضات من المستقبل ...
لقد بشر الفيلسوف ..فريدريتش نيتشه ..بعصر الانسان الخارق ..
وبشر كارل ماركس ..بعصر التنظيم الطبيعي للوجود ..عصر ليس فيه رائحة الدم ..والاستغلال والقهر ..
لكن الكهنة ..وضعوا اصابعهم بأذان الناس ..ليصيبهم الصمم ..كي لايسمعوا لنبوة نيتشه ...ونبوءته الخارقة بزوال امبراطورية الكائن المؤلم ..وهو الانسان المتذبذب والمتردد بين الشهوة والغريزة في القاع ..وبين التحليق العقلي والأرتقاء للقمة .. هكذا تكلم زرادشت ..لكنه لم يفصح الا من خلال نبوءة ..نيتشة ..
كذلك مارست البرجوازية والرأسمالية ..اقصى درجات الخبث بمعاونة واسناد جيوش الكهنة ..في وضع نظرية كارل ماركس ..في الظلام ..ومنعها من ملامسة النور ..وبنت امبراطوريتها ..على جماجم ..المقهورين ..وعرق العمال ..
ولكن تطلعات ماركس ..مازالت قائمة ..ونبوءة نيتشه ..ستتحقق ..
ستنهار الراسمالية .. وهذا ليس ببعيد ..فثمة قرن او قرن ونصف ..كفيل باعلان موت الراسمالية ..
صحيح هناك من تشفى بمرض الماركسية ..واعتبرها ..اسفينا اخيرا في نعشها ..ولكن نسي او تناسى ان النظرية الحية ..وجدت لتبقى ..
ولكن ماعاب على ديمومتها انها وضعت في امكنة خاطئة او غير مناسبة ..وان زمنها لم يحن بعد ..فعمدوا لاستباق زمنها ..كي يتم اغتيالها ..
ولكن من حسن حظ نيتشة وماركس ..انهما ..سيتوجان كنظرية وتطبيق ..في اخر طور حياتي من اطوار وجودنا ..وان نظرية ماركس ..ستمهد ..لحلول الذكاء الصناعي ... وطور التنظيم الوجودي القادم ..كحتمية وجودية لابد منها ..
ان حيوية النظرية ..هي من ستدق الاسفين الاخير في نعش الاديان ..وستلقي غرائزية الراسمالية ..في سلة النسيان ..كحقبة بالغت في تكريس انانية البشر رغم عصر لتقنيات والعلوم ..
الذكاء الصناعي سيطيح ..بدور الكائن الذي زرع بذور الملكية ..وزرع اشجار الوهم ..والخرافة ..
سينتصر نيتشه عندما اعلن موت الله ..فالله احد مرتكزات الراسمالية والكهنة ..فكلاهما ..تعكز على الله وجعلاه اداة لترويع بني جنسهم ..
اعتقد ان الانسان غير جدير بقدرات تنظيم الوجود ..الخارق ..ولعل الحسنة التي ستسجل له هو اعترافه بالهزيمة ..من خلال ..ابداعه الوحيد ...في خلق الذكاء الصناعي ..
وهذا الابداع ..ليس ابداعا ايثاريا وجوديا ...ولكن حاجاته وغرائزه ..وحلمه لنيل الخلود عوامل دفعته بقوة من ارتقاء طور وجودي.. اخر ..لمحاولته ادراك غايات ..قد يتفوق من خلالها على ضعفه المزمن ..
فهو اقرار بمحدودية نظامه .. وان ارتقائه ..يمثل طوق نجاة ..للخلاص من تاثير الكيمياء التي تكرس سلطة غرائزه ..
اذا فلابد من مغادرة هذا الطور ..والامتثال ..للحتمية الوحودية المستقبلية .او على الاقل ..التراجع عن الريادة ..
فالوجود الكوني ..... يسير بخطى حثيثة نحو مزيد من التنظيم ..
ترى ماهي الدلالات التي تؤكد انتصار نظرية ماركس ..في التحسيد الشيوعي ..؟؟
وماهي علامات التقييم لانتصار نبوءة نيتشه ..؟؟
هذا ما سأشير له في الحزء القادم ...
....يتبع ....

#ماجد_أمين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل