أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - حسين محمود التلاوي - نيكولاي سميتانين: من يدير الصناعة السوفييتية؟ (كتيب كامل مُترجَم)















المزيد.....

نيكولاي سميتانين: من يدير الصناعة السوفييتية؟ (كتيب كامل مُترجَم)


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 6067 - 2018 / 11 / 28 - 15:45
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    


هذه الترجمة الكاملة لكتيب "من يدير الصناعة السوفييتية؟" بقلم "نيكولاي سميتانين" مساعد مفوض الشعب للصناعات الخفيفة في الاتحاد السوفييتي السابق، وعضو مجلس السوفيات، وصدر عام 1939 عن دار نشر اللغات الأجنبية في موسكو باللغة الإنجليزية. يهدف الكتاب إلى تعريف الخارج بالتغيرات الاجتماعية التي أحدثتها الثورة البلشفية من إتاحة الفرص أمام أبناء الطبقات التي كانت مهمشة في الفترة القيصرية للترقي والصعود للمناصب العليا في الاتحاد السوفييتي من خلال إلقاء الضوء على قطاع الصناعات الخفيفة كمجال تتضح فيه النتائج الاقتصادية والاجتماعية لتلك التغيرات مع تقديم ملامح من السيرة الشخصية للمؤلف كنموذج عملي للحراك الذي أحدثته الثورة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يستدعي التطور الصناعي في الاتحاد السوفييتي زيادة عدد المديرين ممن لهم معرفة جيدة بعمليات الإنتاج ويستطيعون توجيهها.
خلال السنوات الأخيرة نمت الصناعة السوفييتية بشكل كبير، وصار ناتجها الكلي في المرتبة الثانية عالميًّا بعد الولايات المتحدة. كذلك فقد ظهر في السنوات العشر الأخيرة العديد من فروع الإنتاج الجديدة لم تكن معروفة لروسيا في العصور القيصرية؛ وهي الصناعات الكيميائية والطائرات والسيارات والجرارات والأدوات الآلية، على سبيل المثال لا الحصر.
كيف أمكن تدريب الأشخاص المطلوبين لإدارة هذه الآلاف من المنشآت الصناعية الجديدة؟ من أين جاؤوا؟ أي نمط من الناس هم؟
ألغت الثورة الاشتراكية العظمى في أكتوبر الاستغلال في الاتحاد السوفييتي. وأصبح العمال والفلاحون والقوى العاملة بشكل عام هم أسياد كل ثروات البلاد. وجاء عشرات الملايين، ممن كانوا قبل الثورة من المضطهدين والمسحوقين، ليشاركوا في إدارة الدولة بفاعلية في إطار منظم متناسق، وخرج من بين صفوفهم العديد من الموهوبين من مسئولي تنظيم وإدارة الصناعة والنقل والزراعة، والعديد من العاملين الموهوبين في مجال الفن والثقافة.
كذلك فقد فُتِحَتْ أبواب إدارة البلاد وصناعتها أمام النساء، اللائي يشكلن نصف السكان واللائي لم يكن يُسْمَحُ لهن بالمشاركة في أي من جوانب الحياة العامة في العهد القيصري؛ فقد منحت الثورةُ المرأةَ حقوقًا مساوية للرجل في القوانين وفي التطبيق الفعلي؛ فلا يوجد اليوم أي فرع من فروع الحكومة أو القطاع الصناعي أو النشاط الثقافي في الاتحاد السوفييتي لا تلعب فيه المرأة دورًا فعالًا.
كذلك قد بنت الشعوب العديدة في الاتحاد السوفييتي — والتي كانت تعيش في انهيار تحت وطأة العبودية الاستعمارية في العهد القيصري وتحررت من القهر الأممي بمساعدة الشعب الروسي — صناعتها الخاصة بها، كما بنت حياة ثقافية جديدة. كذلك فإن هذه الشعوب تمارس دورًا نشطًا في أعمال البناء الاشتراكي، ويخرج من صفوفها باستمرار قادة موهوبون. كان الغالبية العظمى من مديري القطاع الصناعي السوفييتية يومًا ما من العمال، ثم نالوا ترقيةً بفضل قدراتهم والمبادرة التي أظهروها في الإنتاج. إنهم أناس تربوا في الآلية الاشتراكية الجديدة، ويسعون جاهدين لتحقيق أقصى استفادة من تلك الآلية، ولإنتاج أكبر كمية ممكنة من السلع بأفضل جودة لمصلحة بلدهم.
ويقع الدخل القومي للاتحاد السوفييتي كاملًا تحت تصرف الشعب العامل؛ فيذهب جزء منه لمزيد من التنمية الاقتصادية للبلاد، والباقي لتلبية احتياجات الشعب؛ ومن ثم فإنه كلما ازداد الاتحاد السوفييتي ثراءً، وكلما زاد إنتاج قطاعيه الصناعي والزراعي، ازدادت رفاهية لواطنيه وارتفاع مستوى معيشتهم. لهذا يوجه المواطن السوفييتي اهتمامه إلى مضاعفة ثروة بلاده؛ ولذلك يسعى إلى زيادة إنتاجية العمل، ورفع مستوى تعليمه ومعرفته التقنية.
وبالطبع فإن المواطن يلقى في مسعاه هذا المساعدة والتشجيع من الدولة، والتي تخصص مبالغ ضخمة للمؤسسات التعليمية لتدريب القوى العاملة الماهرة.
ففي حين خُصِّصَ مبلغ 559 مليون روبل من الميزانية للتعليم في السنة المالية 1925-26، خُصِّصَ أكثر من 20 مليار روبل، أو ما يقرب من أربعين ضعفاً، في عام 1938 للغرض نفسه، وقد خُصِّصَ نحو ثلث هذا المبلغ لتدريب القوى العاملة الماهرة.
ولدى كل عامل في الاتحاد السوفييتي الفرصة الكاملة للحصول على تعليم وتدريب مساوٍ لتدريب الفنيين أو المهندسين، وللحصول على المعرفة اللازمة للنهوض بالصناعة. ولا ينطبق هذا فقط على الأفراد ذوي القدرات الذين ينجحون في التقدم بمستواهم، وإنما يجري تنفيذه على نطاق واسع بدعم قوي من الدولة السوفييتية، التي وضعت لنفسها هدفًا هو رفع المستوى الثقافي والفني للطبقة العاملة بأكملها في البلاد إلى مستوى المهندسين والفنيين.
كل مصنع لديه دورات تأهيل من مختلف الأنواع؛ يجري فيها تعليم الراغبين من كل العمال غير الماهرين المعرفة الفنية التي يحتاجون إليها.
فمثلًا، لدى مصنع سكوروخود — الذي كان كاتب هذه السطور يعمل فيه لسنوات عديدة كعامل عادي — 17 ألف موظف، من بينهم نحو 10 آلاف ملتحقون بدورات تأهيل مختلفة.
ويمكن للعمال، الذين يرغبون في تحسين مؤهلاتهم وكسب معرفة أفضل بعمليات مجالهم الصناعي، أن يحضروا مدارس ستاخانوف الفنية في المصانع التي يعملون بها، كما أن لديهم فرصة لنيل تعليم تقني كامل.
ويمكن لهم أن يتلقوا تلك الدورات إما بالذهاب إلى الكلية التقنية في أوقات فراغهم، أو بأخذها بالمراسلة، وهذا الخيار الأخير يمكِّن العامل من اكتساب المعرفة التي يحتاج إليها دون الحاجة إلى ترك عمله، أو مغادرة المدينة التي يقيم فيها؛ حيث تحتوي جميع الجامعات والكليات التقنية الخاصة تقريبًا على أقسام للدراسة بالمراسلة، ويزداد العدد الذي تحتضنه تلك الجامعات والكليات من سنة لأخرى.
وأيضًا هناك عدد من الأكاديميات في الاتحاد السوفييتي يجري فيها تدريب من كانوا بالأمس عمالًا على أن يكونوا مديرين للمنشآت الصناعية الشاسعة.
وبحلول نهاية عام 1936، كان ثلثا جميع العاملين في الصناعات الكبيرة قد اجتازوا بالفعل أو كانوا يدرسون في التدريب التقني.
وفي عام 1938وحده، يجري تدريب حوالي 350 ألف عامل شاب في مدارس التدريب المهني الصناعية بالمصنع، فيما التحق 385 ألفًا بالكليات التقنية.
في كل مصنع سوفييتي، تساعد النقابات والمؤسسات الاجتماعية — بالإضافة إلى قسم الموظفين ذوي الطبيعة الخاصة — على ترقي العمال إلى مناصب أكثر مسؤولية؛ حيث تسعى هذه الجهات إلى أن تؤمن لهم أفضل الظروف للدراسة سواءً في المصنع نفسه، أو في المدارس، أو من خلال الدورات التدريبية، إلخ؛ حيث تساعدهم هذه الجهات على تقدمهم، كما تظهر اهتمامًا دائمًا بالموظفين الذين ترقوا بالفعل.
ولا يُعَدُّ عدم حصول الموظف على أية درجة تعليمية أو دبلوم عائقًا أمام الترقية؛ فهناك الكثير من المديرين في المنشآت الصناعية الضخمة والمشرفين على الورش والأقسام ممن لم يكملوا تعليمهم بعد، لكنهم أظهروا موهبة في العمل الفعلي أو في تنظيم الصناعة. وكثيرًا ما يجري تعيين معلمين فرديين وخبراء بارزين وحتى أساتذة لمثل هؤلاء الأشخاص لمساعدتهم على اكتساب المعرفة الضرورية في أقصر وقت ممكن.
في السنوات الأخيرة تم ترقية عشرات الآلاف من الستخانوفيين إلى العديد من المناصب القيادية في جميع فروع القطاع الصناعي.
في الصناعات الثقيلة وحدها جرى تعيين ما يقرب من خمسة آلاف شخص رؤساءً لاتحادات الشركات (الترُوستات) والمصانع والمناجم وحقول النفط وما إلى ذلك.
واليوم أصبح كل من إيزوتوف وديكانوف، اللذان كانا لفترة قريبة من عمال مناجم الفحم، مديريْن لاثنين من تروستات الفحم. كذلك يدير الآن كريفونوس وأوجنييف وبوجدانوف، وهم مهندسو قاطرات سابقون، قطاعات كبيرة من السكك الحديدية بحركة مرور كبيرة للبضائع والركاب. ويمكن ذكر العديد من الأمثلة المشابهة. وباتت أسماء الستخانوفيين — الأشخاص أصحاب الإحساس العالي بالواجب العام والذين أتقنوا عملهم إلى حد الكمال — معروفة على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد.، وقد انتُخِبَ العديد منهم في السوفييتات العليا في الاتحاد السوفييتي وجمهوريات الاتحاد. ولنذكر منهم أليكسي ستاخانوف نفسه(*)، الذي أطلق حركة ستاخانوف، وإيفدوكيا وماريا فينوجرادوفا عاملتا النسيج، وإيه. بوسيجين، الحدَّاد في شركة جوركي أوتوموبيل ووركس للسيارات. هذه الأسماء ليست سوى قليل من قائمة طويلة من العمال الذين أصبحوا في فترة قصيرة شخصيات عامة تمارس دورًا نشطًا في شؤون الدولة. وغالبيتهم يدرسون في الأكاديميات الصناعية في فروع مؤسساتهم الإنتاجية.
ومن الممكن أن تقدم قصة حياتي فكرةٍ سريعة عن كيفية تقدم قادة القطاع الصناعي الجدد وتطورهم.
وُلِدتُ لفران، كانت مكاسبه ضئيلة جدًا؛ فمثل غالبية العمال في العهد القيصري، لم يكن لدى أبي فرص للتعليم ولا للانتقال إلى مهنة أكثر مهارة وربحًا.
في الأيام التي سبقت الثورة، لم تكن الحكومة الروسية تبدي أي اهتمام بتعليم العمال، وكان التدريب التقني المؤهَّل علميًّا بعيدًا عن متناول أبناء العمال؛ حيث كان العديد من المؤسسات التعليمية مفتوحًا فقط لأبناء النبلاء. كان التعليم مكلفًا (وهو مجاني في الاتحاد السوفييتي اليوم)، ولم يكن هنام منح وإعانات دراسية؛ وهكذا كان من الصعب للغاية على أبناء العمال والفلاحين الحصول على أي تعليم على الإطلاق.
كانت ترقية العمال إلى المناصب التنفيذية أمرًا لا يمكن تصوره تقريبًا في مصانع العهد القيصري؛ إذ كان المُلَّاكُ يفضلون دعوة خبراء من الخارج لهذا الغرض؛ فمثلًا في مصنع الأحذية سكوروخود، كان جميع الملاحظين ورؤساء العمال ممثلي الورش التجارية ألمانًا.
ذهبت لأول مرة إلى هذا المصنع في عام 1918، بعد وفاة والدي. وبعد فترة وجيزة من الثورة، افتُتِحَتْ مدرسة للتدريب المهني تابعة للمصنع، والتحقت بها بهدف تحسين مؤهلاتي.
بعد ترك هذه المدرسة أصبحت عامل تصنيع قوالب أحذية. كان من المعتاد أداء هذه العملية يدويًّا. ولكن بعد إعادة تنظيم المصنع في عام 1930، رفع إنتاجه من مليوني زوج أحذية في العام إلى اثنين وعشرين مليونًا، وصرت أعمل على آلة لتصنيع قوالب الأحذية.
درست الآلة بشكل دقيق للغاية، وتوصلت إلى استنتاج مفاده أنه من الممكن أداء وظيفتي بشكل أسرع دون إلحاق ضرر بجودة المنتج. وبحلول عام 1932، زاد إنتاجي بشكل كبير للغاية.
في عام 1935 قرأت في الصحف عن أساليب العمل التي أسسها أليكسي ستاخانوف — وهو عامل في مناجم فحم بالدونباس — وعن الإنتاجية العالية للعمالة التي حققها. أوحى لي هذه بفكرة أنه إذا أدخلنا أساليب ستخانوف في حرفة صناعة الأحذية، يمكننا أيضًا رفع إنتاجنا بشكل كبير، وتزويد البلاد بأحذية أكثر كثيرُا من ذي قبل.
بدأت في دراسة آلتي بدقة أكبر، لأستقصي كل "أسرارها" وإمكاناتها. وفي 21 سبتمبر 1935، حققت رقمًا قياسيًّا؛ حيث صنعت قوالب لـ1400 زوج من الأحذية في نوبة واحدة، فيما كان الناتج القياسي 680 زوجًا.
كان هذا يومًا تاريخيًا في حياتي؛ حيث انتشر نبأ رقمي القياسي في جميع أنحاء المصنع، وتلقيت تهاني العمال الذين قدموا لي باقة كبيرة من الزهور. وفي تلك اللحظات، رأيت سعادةً صادقةً مرسومةً على وجوه زملائي.
بدأ هذا الرقم القياسي حركة منتظمة لزيادة إنتاجية العمالة في مصانع الأحذية في البلاد. وأصبح حساب الحركات واختصار الثواني الشعار بين عمال الأحذية.
وسريعًا ما كُسِرَ رقمي على يد عمال آخرين.
سرني بصدق إنجازهم؛ لأنها كانت كلها لمصلحة بلدي السوفييتي، وساعدت على زيادة ثروته وقوته.
واصلت السعي إلى تحسين عمليات الإنتاج لزيادة إنتاجية العمل؛ ومن ثم زاد دخلي بقدر كبير.
وسرعان ما حققت رقمًا قياسيًّا جديدًا ممثلًا في إنتاج قوالب 1802 زوجًا في نوبة واحدة.
لقد سَرّني أن أعرف أن شعبنا يحصل على أحذية أكثر من السابق بفضل جهودي وجهود زملائي.
وكافأتني الحكومة على مبادرتي وإنجازاتي بمنحي وسام لينين.
في هذه الأثناء، كنت أدرس باستمرار وأعمل على تحسين معرفتي التقنية.
وسرعات ما عُيِّنتُ رئيس عمال الورشة، وبعد عام مساعد مدير المصنع.
في عام 1938، انتخبني ثلاثمائة ألف ناخب في لينينجراد عضوًا في مجلس السوفيات الأعلى في الاتحاد السوفييتي. وفي مايو من ذلك العام، عُيِّنتُ مديرًا لمصنع سكوروخود، الذي دخلت أبوابه لأول مرة منذ عشرين عامًا صبيًا يبلغ من العمر اثني عشر عامًا.
واليوم رُقِّيتُ إلى منصب رفيع للغاية هو مساعد مفوض الشعب للصناعة الخفيفة في الاتحاد السوفييتي.
هناك عدد لا يحصى من العمال مثلي في بلادنا ممن انتقلوا في وقت قصير من مقاعد الظل إلى إدارة الصناعة.
ويمكنني أن أذكر العشرات من رفاقي ممن كانوا من عمال الجلود والأحذية وأصبحوا من مديري المصانع.
خذ، على سبيل المثال، سالامانوف؛ عامل الجلود الذي درس في وقت فراغه بجد، وحاز تعليمًا تقنيًا أعلى؛ لقد أصبح في البداية مهندسًا، ثم صار مديرًا لأحد مصانع صناعة الجلود.
مثال آخر هو زاتولوفسكي، الذي كان أيضًا عامل جلود، ثم حصل أولًا على تأهيل ليصبح فنيًّا ثم مهندسًا. والآن أصبح مساعد رئيس مجلس صناعة الجلود السوفييتي.
بطريقة شبيهة، يتحسن الناس في كل فرع من فروع القطاع الصناعي في الاتحاد السوفييتي.
هؤلاء الناس جزء من ثروة الدولة السوفييتية؛ إنهم ضمانة النمو السريع لبأسه وقوته.
إنهم يحبون بلادهم بعمق، ويكرسون أنفسهم لخدمة صناعتها، ولا يملون أبدًا من الدراسة وتحسين مستوى كفاءتهم في أي وظيفة قد يرقيهم الشعب إليها، وما يميزهم هو جهودهم الدؤوبة لنقل معارفهم وخبراتهم واكتشافاتهم إلى رفاقهم ومساعدتهم على التطور والتقدم.
تهدف الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الاقتصادية في الاتحاد السوفييتي (1938-42) إلى تحقيق تقدم كبير آخر في التنمية الصناعية، وفي ميكنة الزراعة، وسيتطلب ذلك أعدادًا كبيرة من المشرفين الجدد في مجالات أكثر تنوعًا.
إن نظام التدريب والتقدم في الاتحاد السوفييتي من ضمانات الوفاء الكامل بهذا المطلب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) هو آلكسي ستخانوف أحد عمال المناجم ولد عام 1906 في بلدة لوجوفايا في إقليم الأورال، ودرس في الأكاديمية الصناعية في موسكو، وكان في الأساس سائق حفارات، وحصل على دورة تعليمية في التعدين. بزغ نجم ستخانوف في فترة تولي جوزيف ستالين حكم الاتحاد السوفيتي، وتحديدًا في أغسطس عام 1935، عندما لمع اسمه في الصحف الروسية كنموذج على الحلم العمالي السوفييتي؛ حيث ذكرت التقارير الصحفية وقتها أن هذا "البطل" — كما وصف في تلك التقارير — قد استطاع بمفرده استخراج 102 طنًا من الفحم في وردية واحدة أو في 5 ساعات و45 دقيقة من العمل الفعلي، وهو ما يوازي 14 ضعف قدرة العامل العادي على الأداء في الفترة الزمنية ذاتها.



#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاك فرايداي... وايت فرايداي... المجتمع لوحةً والاقتصاد رسَّ ...
- نيكولاي بوخارين: تنظيم الجيش وهيكل المجتمع (مقال مترجم)
- كوندرسيه... كيف تتطور البشرية؟!
- الذي صعد إلى القمر
- عبر الهاتف (ما قبل الزمن المحمول)
- فتاة المطر
- من هنا... وهناك...
- رؤى... خماسية شديدة القصر
- حكاية ثورة: ليس على سبيل التأريخ ولا التحليل... (2) الشباب.. ...
- حكاية ثورة: ليس على سبيل التأريخ ولا التحليل... (1) لماذا ال ...
- المشهد المصري: إنهم يأكلون البطيخ...
- المصريون... حياة الحد الأدنى
- الإيمان الهش... على سبيل النقد لأحد روافد الإلحاد (3)
- الإيمان الهش... على سبيل النقد لأحد روافد الإلحاد (2)
- الإيمان الهش... على سبيل النقد لأحد روافد الإلحاد (1)
- شفيق يترشح للرئاسة... مرشح ل-الفلول- في انتخابات الدم
- عندما مات النهار...
- وضربوهم وهم يصلون... في بئر العبد
- طبق من ورق العنب
- أمطار...


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - حسين محمود التلاوي - نيكولاي سميتانين: من يدير الصناعة السوفييتية؟ (كتيب كامل مُترجَم)