مراد زهري
(Mourad Zahri)
الحوار المتمدن-العدد: 6060 - 2018 / 11 / 21 - 01:38
المحور:
حقوق الانسان
كلما عاد العيد أجد نفسي في نفس الظلمات و دهاليز الألم و العذاب العميقين ، الذي ورائهما أشباح و شياطين الحكومة و الإدارة المغربية ، أحس بجوفي يتقطع فيصبح كله بحيرة من الدم من كثرة الضرب و القمع من طرف المخزن و العسكر المغربي ، كلما تكلمت عن الحقيقة يقع لي هذا .
مرت سنين و ضاعت الصحة و نفس الآلام تعود كلما عاد العيد ، كم من أحلام و آمال رددتها بيني و بين نفسي متمنيا أن يعود عيد فيجدني أملك حقي في حرية التعبير و تعليم و صحة .
هيهات ! عادت عدة أعياد و مرت عدة أعوام و لا بذرة من آمالي تحققت . اليوم كذلك أرى الناس و أسمع أقوالهم و هم كالسكارى يسرعون باستقبال العيد . المأجورون أو المخزنيون أغلبهم يمشي الخييلاء فخورا مختالا الى الشباك الأوتوماتيكي المحيط بالأضواء فينغمس بكل فرحة و افتخار و تمييز عن غيره من أمثالي . هنالك قابع أنا يتقاطر الدم مني بداخلي دون أن أتسائل لماذا ليس لي نفس الحق الذي لهم ؟ أتيه في غابات الحزن و الحرمان و الأمراض و هم يجنون بخفة من الشبابيك البنكية رزما من النقود و يرتمون في سياراتهم بافتخار بألبسة قصيرة تعبر عن اظهار تمييزهم و ثرائهم .
ساد الظلام و الظلم و الجبروت و الهول و الرعب و أحس بقرب الرحيل و لم يجدني عيد غير ما أنا عليه فلا تعلم و لا حرية و لا تضامن و لا صحة و لا أجرة و لا سكن : هل أنا مواطن ؟ من أنا ؟ من أين أنا ؟
#مراد_زهري (هاشتاغ)
Mourad_Zahri#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟