أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال غبريال - الأغنية المصرية وتحولات الواقع














المزيد.....

الأغنية المصرية وتحولات الواقع


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 6054 - 2018 / 11 / 14 - 19:42
المحور: الادب والفن
    


يشكل تطور الأغنية المصرية خلال السبعة عقود الماضية، نموذجاً لتتغيرات التي حدثت في المجتمع المصري اجتماعياً واقتصادياً. فقد حدث في منتصف هذه الحقبة عمليه تبادل لتمكن الطبقات، بين الطبقة الوسطى والدنيا. ترتب عليه تبادل بين مركزية أو فلنقل ديكتاتورية الذوق الغنائي، وبين شعبية أو فلنقل ديموقراطية التذوق الغنائي.
ليس صحيحاً ما اعتدنا ترديده من أن فترة محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم كانت ارتقاء بالذوق الفني، فلو كان هذا صحيحاً لما أعقبها ما نعتبره انهياراً وتدنياً بعدها. فيما هو الحقيقة بغض النظر عن مقارنة القيمة الفنية، يعد ثورة أو انقلاباً قام به أهل القاعدة على أهل القمة.
ما حدث في الجزء الأول من تلك الفترة هو سيطرة الطبقة الوسطى على إنتاج واستهلاك الفنون، مدعومة بالسلطة المركزية، المسيطرة على النافذة الوحيدة لتسويق الفن، ممثلة في الإذاعة والتليفزيون. بحيث يمكن تسمية هذا الجزء "جمهورية الموظفين". التي تغلبت لغتها الرسمية فاقدة الحياة كالزهور البلاستيكية، وقيمها المفارقة لواقع حياة وروح غالبية المصريين، الذين مثلتهم رموز مثل عايدة الشاعر ومحمد عبد المطلب ومحمد قنديل وشفيق جلال وغيرهم، لكن في ظل هيمنة تيار الطبقة الوسطى الموجه مركزياً، الذي استخدم العربية الفصحى يبكي بها على "الأطلال"، ويتعالى على لغة الشعب المصري الذي لا يفهم هذه الفصحى، التي إذا حدثته بها يقول لك "كلمني عربي"، فالفصحى بالنسبة له لغة أجنبية. . كيف أرادوا من شعب أن يتغنى بلغة لا يفهمها؟
علاوة بالطبع على المعاني السقيمة التي تغنى بها شعر الفصحى، واعتبرها نفاق الطبقة الوسطى رقياً وسمواً. فهناك من يبكي على الأطلال، ويتحدث عن ريم على القاع بين البان والعلم، ومن يمشي على الأشواك أو في شارع الضباب، ومن ينادي حبيبه بعدما صار الورد لون الجراح وشدو البلابل نواح. ومن جاء لا يعرف من أين لكنه أتى.
عندما تحرر سوق الأغنية من سيطرة المركزية بظهور الكاسيت، وجدت الطبقة الدنيا ممثلة في الحرفيين متنفساً لها تعبر فيه عن نفسها. وعن المعاني التي تستشعرها وتستهويها حقيقة دون نفاق مجتمعي وأخلاقي، وباللغة التي تتكلم بها بالفعل في حياتها اليومية. ولتتحرر الأغنية من نفاق ذوي الياقات البيضاء ومشاعرهم البلاستيكية المصطنعة. لهذا فشلت رموز استمرارية سيطرة ذات النوعية من الأغنية، أمثال هاني شاكر ومحمد ثروت وعلي الحجار. وظهر أحمد عدوية بأغنياته الشعبية التي اكتسحت السوق، غير مكترثة بلعنات الطبقة الوسطى ونفاقها، وهي ذات الفترة التي بدأ فيها تدني المستوى الاقتصادي للطبقة الوسطي، وبزوغ عصر الحرفيين القادرين على دفع ثمن شريط الكاسيت، فيما ظل ما تستطيعه الطبقة الوسطى محصوراً في الاستماع المجاني للإذاعة والتليفزيون.
نعيش الآن عصر القواعد الشعبية، المسيطرة على سوق الفن، والمسيطرة في ذات الوقت على الإمكانيات المادية التي يتيحها الاقتصاد غير الرسمي، فيما تتدهور نسبياً الأحوال الاقتصادية للطبقة الوسطى المشكلة من الموظفين. وقد التحقت قطاعات منها بطبقة الحرفيين كسباً للرزق. إما كمصدر أساسي للرزق، أو كعمل إضافي يرمم به هزال راتبه الوظيفي.
هي إذن الديموقراطية الحقيقية تمارسها الجماهير بفرض خيارها الخاص أياً كانت قيمته في ساحة الغناء. ومنه لابد أن تجد طريقها يوماً لفرض خياراتها على سائر مناحي حياتها.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق للمشترك الإنساني
- نظرة بانورامية لفلسطين السليبة
- التمرد والمغامرة
- عفواً أستاذنا سيد القمني
- الليبرالية بين لعبتي كرة القدم والحوكشة
- ديناميكا التطور
- الفرق بين الدين والتدين
- أيديولوجيا السقوط
- كارثة مقدسة
- سويعات مع ثقافة التخلف
- قبطيات أرثوذكسية
- رؤية علمانية للرهبنة المصرية
- الصلب والقيامة في الأناجيل الأربعة
- العراق والشام واليوم التالي
- خيار التعامل مع قطر
- في مخاضة تيران وصنافير
- عودة القذافي
- القدرات الحضارية للعقل والشخصية
- البحث عن السبب
- الأمل غير المنظور


المزيد.....




- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...
- فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB ...
- أستراليا تستضيف المسابقة الدولية للمؤلفين الناطقين بالروسية ...
- بعد إطلاق صندوق -Big Time-.. مروان حامد يقيم الشراكة الفنية ...
- انطلاق مهرجان أفلام السعودية في مدينة الظهران


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال غبريال - الأغنية المصرية وتحولات الواقع