أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - ايران... والعراق















المزيد.....

ايران... والعراق


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6051 - 2018 / 11 / 11 - 18:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما تساءل المرء عن سر الاهتمام الايراني الكبير بالعراق وعما إن كانت هناك علاقة ما بين الاثنين. فبعضهم ارجعها لعلاقة التنافس بين المرجعيات الدينية ، وآخر الى احداث من الماضي القريب والبعيد مما مضى. قد تكون كل هذه الاسباب صحيحة بدرجة او باخرى.

لعل من الافضل البدء بالنظر الى ما يحيط بايران من بلدان. فمعظم هذه هي دول تحكمها ديكتاتوريات اسلامية او اسلاموية بشكل او بآخر. فافغانستان هي دولة فيها قيادة سياسية تسيّرها قوى عالمية وتتسيدها عوامل الضعف والانقسام ، وكذا دول الخليج. الباكستان تبدو في ظاهرها دولة ديمقراطية ، بيد انها يتلاعب بها في حقيقة الامر الفوضى والجهل والتطرف الديني والنفوذ الاجنبي. البلدان المتاخمة لايران شمالا هي مما قد سقط في حبائل الدكتاتورية ولا يبدو من امكانية لفكاكها منها في اي وقت. اما تركيا فهي ربما احدى الدول في هذا المحيط التي تبدو قوية لكن من دون تأثير منظور على ايران وتتشابه معها في شكل الحكم. بينما في العراق يوجد وضعا مختلفا تماما عما هو موجود في البلدان الآنفة الذكر. إذ يوجد فيه شعب واع ومتعلم مع حرية ولو نسبية تتيح له ان يمسك بارادته بنفسه وان يقف على قدميه. ولعل هذا هو ما منع تحول العراق الى ديكتاتورية متأسلمة مثل البلدان المذكورة. وهذا الاختلاف زائدا الوشائج بين البلدين والتأثير المتبادل بينهما هو ربما احد اهم الاسباب التي تجعل الايرانيين يتحسبون من العراق اكثر بكثير من تحسبهم من باقي البلدان المحيطة بهم.

احد الكوابيس التي تؤرق الايرانيين هو الانتماء العربي لشيعة العراق وخصوصيتهم الثقافية. إذ يقف هذا الانتماء حجر عثرة امام تحقيق الاهداف الايرانية ولا يمكن ان يلتقي معها. وما تكون الاهداف الايرانية هذه التي ترى في هذه الثقافة فقط العثرات والكوابح إلا الهيمنة على المنطقة التي من ضمنها العراق من خلال السيطرة على نفس هؤلاء الشيعة ؟ الثقافة العراقية والوعي هما من دعائم النظام الديمقراطي الذي هو احد اسباب القلق الايراني من العراق. فتثبيت نظام ديمقراطي حقيقي في العراق معناه حصول اهل العراق وليس فقط شيعته على استقلالية كبيرة في تنظيم حياتهم وبلدهم بعيدا عن اية تبعية اجنبية. وايران على هذا تتخوف كثيرا من خروج وانعتاق شيعة العراق من دائرة نفوذها كونه سيوجه ضربة كبيرة لنموذجها الاسلامي ، ويبعد بالنتيجة ليس فقط العراق بل كامل المنطقة عن هيمنتها. بناء على هذا تدخل المحافظة على تقسيم العراقيين على اساس طائفي من ضمن نطاق الاهداف الايرانية. وقد كانت الفرصة الذهبية التي توفرت لايران بعد الاحتلال الامريكي للعراق في الاستفادة من الاوضاع التي خلقها هذا الاحتلال. فشرعوا بمحاولات تدمير الثقافة والديمقراطية لغرض تسهيل السيطرة على البلد. لهذا يكون ضرب الثقافة العراقية وخصوصياتها وافساد النظام الديمقراطي من الاولويات الايرانية. هنا تدخل اذرعها المسلحة على الخط.

تقوم هذه الاذرع او القوى الخارجة عن سلطة الدولة بدور القامع للحريات والحافظ للفوضى والتطرف. كذلك فقد دُفعوا للدخول في مجلس النواب حيث جرى اللجوء الى التزوير لملء الاخير بالحثالات والفاسدين للسيطرة عليه. في مجلس النواب قاموا بتخريب عمل المجلس وعرقلة اصدار التشريعات الديمقراطية. وجرى استخدامه كذلك كمصدر للمعلومات الامنية وتلك المتعلقة بالبلد. باختصار السيطرة على البلد من خلال السيطرة على مجلس نوابه. وهذا طبعا عدا عن فرض مشاركتهم باي تشكيل حكومي. وقد رأينا كيف في اوقات مختلفة يقوم مسؤولو ايران وتوابعهم المحلية باستقبال الفاسدين جهارا نهارا بالاحضان وتقديم الدعم لهم. يلاحظ بان هذه التصرفات تشبه تلك الامريكية في المنطقة.

بالنتيجة يمكننا القول بان انتشار الثقافة والوعي يعني تقوية الوحدة والديمقراطية وتراجع حالة الانقسام والتطرف. وهو ما يؤدي الى فقدان هيمنة اية قوى اجنبية. والعكس اي إفساد وشل النظام الديمقراطي يؤدي الى ضرب الوعي والثقافة لصالح قوى التطرف والتقسيم. وهي القوى التي يحميها رجال هذه الدولة المجاورة من خلال الشارع والحكومة ومجلس النواب.

روابط ذوات صلة بالموضوع :

مستشار روحاني: إيران إمبراطورية عاصمتها بغداد
https://arabic.rt.com/news/776404-%D8%B1%D9%88%D8%AD%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF/#

إيران: أصبحنا امبراطورية عاصمتنا بغداد
https://www.alarabiya.net/ar/iran/2015/03/08/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%B1%D9%88%D8%AD%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF.html

برلماني عراقي يتهم مستشار خامنئي بالتدخل في شؤون البلاد
http://www.rudaw.net/arabic/middleeast/iraq/1902201815

غضبٌ من تصريحات ولايتي.. والشيوعي يطالب بتوضيحات
https://almadapaper.net/Details/206579/%D8%BA%D8%B6%D8%A8%D9%8C-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D9%88%D8%B9%D9%8A-%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A8%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%AA



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محادثة مسربة تفضح التزوير في الانتخابات منذ 15 عاما
- الكذب والتضليل لغاية البقاء في السلطة
- حكومة تصريف الاعمال
- اجراءات اختيار مرشحي رئاسة السلطات التنفيذية
- هل الحلبوسي هو الأنزه والانظف لرئاسة مجلس النواب ؟
- قانون الكتلة النيابية الاكبر
- الحملة الوطنية لتنظيف مجلس النواب الجديد
- اعادة التوازن الى اعداد اعضاء مجلس النواب
- اللصوصية النيابية الاخيرة وتاريخها
- الاتحاد الأوروبي يروم الانتقال إلى اليورو في مشتريات النفط ا ...
- تقرير منظمة العفو الدولية حول التظاهرات في العراق : قوات الأ ...
- مافيات التهريب المرتبطة بسياسيين
- لا يزال نفط كركوك رهن الجمود السياسي
- مداهمات المهربين تكشف عن تورط عصابات الجريمة في البصرة
- الارتجال والمزاجية في عمل مجلس النواب والسلطات القضائية
- قانون... قرار.. فوضى بيانات ؟ محاولات تمرير قرارات غير دستور ...
- هل يراد تحويل العراق الى دكتاتورية دينية ؟
- التخادم بين قادة قوات المتطوعين والمحتلين الامريكان
- حكومات حزب الدعوة وتخريب ولاء الجيش
- مفوضية الانتخابات تحاصر الناخب بالوف المرشحين


المزيد.....




- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...
- جامعات تنتفض نصرة لغزة.. ما الذي حرك الغضب بقلاع المعرفة الأ ...
- الذكاء الاصطناعي يكشف مكان قبر أفلاطون
- رويترز: اجتماع عربي دولي بشأن غزة في الرياض هذا الأسبوع


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - ايران... والعراق