أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار الكعبي - لهذه الاسباب لن يستطيع السيد عادل عبد المهدي محاربة الفساد المالي والاداري















المزيد.....

لهذه الاسباب لن يستطيع السيد عادل عبد المهدي محاربة الفساد المالي والاداري


عبد الستار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد المالي والإداري هو من السمات الرئيسية للعملية السياسية الجارية في العراق بعد عام 2003 وهو ممتد عموديا وافقيا في كل مؤسسات الدولة وسلطاتها. واذا كان الكثير من العراقيين استبشروا خيرا بالحكومة التي تشكلت في الدورة البرلمانية الحالية (2018 - 2022) لكون المكلف بتشكيلها (عادل عبد المهدي) ،الذي حاز على ثقة مجلس النواب العراقي وترأس مجلس الوزراء، من خارج الأحزاب الفائزة بالانتخابات وغير منتمِ لأي جهة سياسية كما تم الترويج لذلك إضافة الى التصريحات العديدة التي اطلقها قادة الكتل البرلمانية وزعماؤها والتي بينوا بها مواقفهم بضرورة محاربة الفساد المالي والإداري وتقديم الفاسدين الى المحاكمة، الا اني أقول ان هذه الحكومة مثل سابقاتها ستمر على الفاسدين وتؤدي اليهم التحية وسيبقى الفساد من اهم واخطر الممارسات السياسية في البلد ولن نجد من يتصدى له بشكل فاعل ويوقفه عند حده وذلك لان واقع العملية السياسية يبين عدم قدرة الحكومات المتعاقبة على محاربة هذا الفساد الذي هدم البلاد وأنهك العباد.
واسباب ذلك كثيرة، سياسية ومهنية، تنحصر جميعها ضمن إطار ثلاث عناوين، فمنها ما يتعلق بعموم منهج عمل السلطتين التنفيذية والتشريعية، ومنها ما يتعلق بالجانب القانوني الخاص بمعالجة حالات الفساد وأسباب أخرى ترتبط بهيكلية وآلية عمل الدوائر المعنية بمحاربة الفساد وهي هيأة النزاهة وديوان الرقابة المالية ومكاتب المفتشين العموميين والمحاكم المختصة بالنظر بقضايا الفساد.
ومن خلال متابعتي المستمرة لعمل الحكومة والقضاء والدوائر الرقابية في ما يخص محاربة الفساد المالي والاداري فاني أشخص الاسباب التالية التي تجعل رئيس الوزراء الحالي السيد عادل عبد المهدي، كما كان سلفه حيدر العبادي، عاجزا عن محاربة الفساد بشكل صحيح وفاعل وابينها كما يلي:
أولا: فساد أحزاب السلطة
ان الصفة الغالبة والتوجه العام للعملية السياسية في العراق هو سعي أغلب الكتل، كل حسب مقدار قوتها العددية وتأثيرها في العملية السياسية، من اجل الحصول على المنافع الشخصية والحزبية بالدرجة الأساس والاستحواذ على أكبر ما يمكن من المال العام. ويلاحظ هذا الامر من خلال الصراع بين الكتل للحصول على المناصب العليا في السلطة التنفيذية التي تتيح لها فرصة تحقيق غاياتها من خلال المشاريع الوهمية والعقود الفاسدة والتعيينات الفضائية وغير ذلك بعيدا عن (المصلحة الوطنية) و (بناء الدولة) و (خدمة الشعب وتلبية مطالبه وتوفير احتياجاته).
حتى صارت مؤسسات الدولة أشبه ما تكون بالإقطاعيات الحزبية والعشائرية وصار المواطن البسيط يعرف العائدية القومية والمذهبية والحزبية لأغلب الوزارات.
وحيث ان رئيس الوزراء حسب العرف السياسي هو خلاصة التوافقات السياسية المبنية على المساومات والضغوط المتبادلة بين الكتل النيابية وهو المرشح المتفق عليه من قبلها لتولي منصبه فانه بالضرورة يكون ضعيفا امامها ومنفذا بقدر كبير لما تريده الكتل وخاصة الأطراف القوية منها وبالتالي يصعب عليه معارضتها.
ثانيا: عدم استقلالية الوزراء
لقد ملأ الصراخ السياسي بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين أجواء العراق ومثل ذلك كانت تصريحات
اغلب الكتل بأنها ستمنح رئيس الوزراء المكلف الحرية باختيار كابينته الوزارية ولكن الذي حصل هو ان غالبية وزراء هذه الحكومة ممثلون للكتل السياسية بطريقة او أخرى وبالتالي فان اغلب الكتل ممثلة في الحكومة مما يعني كذبة ان الحكومة (حكومة مستقلين).
ان الانتماء الحزبي لوزراء الحكومة يعني توفير الحماية الكاملة لهم من قبل احزابهم لأنهم أذرعها في الفساد والممول لها بالمال العام لتنفيذ برامجها الحزبية والفئوية والشخصية. وكذلك يعني تكاتف الكتل بطريقة متبادلة لمنع محاسبة او اقالة أي وزير او مسؤول بطريقة (غطي لوزيري وأغطي لوزيرك واسكت عن وزيري واسكت عن وزيرك) وذلك بعدم تحقيق النصاب المطلوب لإقالة الوزراء تحت قبة مجلس النواب.
ان هذه الهيكلية الحكومية وآلية توافق الكتل النيابية تحرم رئيس مجلس الوزراء من ممارسة دوره المطلوب (المفترض) في اقالة وزراء حكومته وتقيده في عملية محاسبة او تقديم وزرائها والمسؤولين الكبار الفاسدين الى القضاء ولا حتى تبديلهم فهم محميون من كتلهم وممثلون لها في مجلس الوزراء ينفذون ما تريده منهم كتلهم وليس ما يريده رئيس مجلس الوزراء.
ثالثا: ضعف موقف رئيس الوزراء
ولا اريد الخوض في موارد الضعف المرتبطة بشخصيته انما اذكر الموارد المتعلقة به إضافة الى وظيفته أي موارد ضعفه باعتباره رئيس مجلس الوزراء وهي كما يلي:
أ- افتقاره الى كتلة قوية عدديا في مجلس النواب تقدم له الدعم اللازم لتنفيذ برنامجه الحكومي وخاصة في ما يتعلق بمحاربة الفساد الإداري والمالي. اما القول بانه مرشح توافقي لأكبر كتلتين برلمانيتين وهما سائرون والفتح فانه ليس كافيا لان عدد نوابهما مجتمعين لا يزيد عن (105) نائب فقط ويبقى عدد يزيد عن (220) نائب من الكتل الأخرى وهذا العدد يكفي لإقالته حسب المادة (61) التي ورد في نصها:
(يختص مجلس النواب بما يأتي:
ثامناً ـ ب ـ
3 ـ يقرر مجلس النواب سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء بالأغلبية المطلقة لعدد اعضائه.
ج ـ تعد الوزارة مستقيلة في حالة سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء.)
مما يعني إمكانية اتفاق عدد من الكتل لإقالة عادل عبد المهدي في حالة عدم التوافق معها ومن ذلك مثلا عدم تساهله معها من ناحية عمل هيئاتها الاقتصادية العاملة في وزاراتها ويحتاج هذا الامر الى (165) نائب وهو ما يمكن تحققه بسهولة.
ب- تلويح عادل عبد المهدي بالاستقالة في حالة معارضة الأحزاب له وتقييد حريته في تنفيذ برنامجه الحكومي مما يعني توفيره فرصة ذهبية للكتل ان تطلب منه ما لا يستطيع تنفيذه لأجل دفعه الى تقديم استقالته وهذه نقطة ضعف واضحة على الرغم من ان الكثير من الكتاب والمحللين يعتبرونها قوة له؟! والقوي هو من يصمد اما ضغوط الأحزاب ويفضحها ويستند الى قوة الشعب والمرجعية وليس من يقدم لها استقالته على طبق من ذهب.
وهنالك أسباب أخرى تضعف موقف رئيس الوزراء امام الفساد والفاسدين من اهمها الحضور المعنوي القوي والمؤثر في الشارع العراقي للكثير من الشخصيات التي يتهمها الاعلام وبعض البرلمانيين بالفساد وقدرتها الشخصية على الوقوف بوجهه إذا ما حاول مجرد النبش في موضوع فسادها.
مع العلم اني كنت نشرت بتاريخ (26/9/2015) مقالة بعنوان (لهذه الاسباب لن يستطيع السيد العبادي محاربة الفساد المالي والاداري / رسالة هادئة الى رئيس الوزراء العراقي) وقد انتهت مدة وزارته من دون ان يحقق أي انجاز يذكر في مجال مكافحة الفساد المالي والإداري.



#عبد_الستار_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاح وتقويم شخصية الفرد العراقي / ملاحظات لتطوير العلاقات و ...
- عادل عبد المهدي بين طموح النجاح وإرث الفشل / قراءة عقلية هاد ...
- الاشاعة في المجتمع العراقي ... سهولة تقبلها وترويجها / تقويم ...
- حقوق الموظفين بين ظلم وزارة المالية واستجابة ديوان الرقابة ا ...
- سيناريو الصراع على منصب رئيس الجمهورية في العراق
- الحلقة 7 (الاخيرة) : الضعف الجلي في العقل السياسي العراقي / ...
- الحلقة 6 : هكذا تم رهن العراق ، القروض التي كسرت ظهر العراق ...
- قشمرة بقشمرة ... وطرطرة بطرطرة ... بغداد ترجع ليوره !!!
- ثقافة دستورية وبرلمانية / متى يعقد مجلس النواب العراقي أول ج ...
- الحلقة 5 : الكهرباء الرديئة كم صرفت لها الحكومة ؟! / دراسة ف ...
- تظاهرات واحتجاجات محافظات الوسط والجنوب في العراق بين (مثقفي ...
- حكومة العبادي في أواخر ايامها ... تصدر ضوابط جاهلة وباطلة وظ ...
- الحلقة 4 : حينما تكون الموازنة اساس خراب العراق واستغفال شعب ...
- انقذوا العراق ... التداعيات الانهيارية لما بعد الانتخابات ال ...
- الحلقة 3 : أخطاء ونواقص المادة (36 / ثانيا) وأثارها على المو ...
- الحلقة 6- مقاطعة الانتخابات في ميزان العقل / انتخابات مجلس ا ...
- الحلقة 5- (بيان الشعب) المواصفات المطلوبة في المرشح ليستحق ا ...
- الحلقة 4- هل ان المشاركة في الانتخابات واجبة ؟ ام ان مقاطعة ...
- الحلقة 3- سنة وشيعة ، كرد وعرب ، اسلامية ومدنية ، تشضي الكتل ...
- الحلقة 2- الفديوات الخلاعية تسقيط سياسي أم سقوط اخلاقي - / ا ...


المزيد.....




- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة
- وسائل إعلام: خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات تتعلق بانعقاد ...
- بنما: إغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة والرئيس السا ...
- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
- مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا ...
- الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في ...
- العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار الكعبي - لهذه الاسباب لن يستطيع السيد عادل عبد المهدي محاربة الفساد المالي والاداري