أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسام الحداد - الثقافة والحرف اليدوية














المزيد.....

الثقافة والحرف اليدوية


حسام الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 6037 - 2018 / 10 / 28 - 02:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مصطلح الثقافة كما يعرف الجميع مصطلح ملتبس، له كثير من المعاني التي يحكمها الإطار المعرفي للباحث أو الكاتب، كغيره من المفاهيم والمصطلحات، التي لم يتم تحديدها في فكرنا العربي المعاصر، وما أوجعني اليوم ودعاني للكتابة عن الثقافة وعلاقتها بالحرف اليدوية بشكل عام هو تصريح لأحد الأصدقاء على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حيث ينكر فيه دخول بعض أصحاب الحرف اليدوية للحقل الثقافي أو العمل كمحررين بالأقسام الثقافية في بعض الصحف أو المواقع الإلكترونية، وقد آلمتني تلك النظرة الدونية التي ينظر بها صاحبنا لتلك الحرف، فقد كنت أعتقد فيه غير ذلك، خصوصا وأنه واحد من هؤلاء الذين يرفضون العنصرية والإقصاء ويطالبون بالتنوير والتقدم في كتاباتهم، فقد كنت أظن أنه خارج إطار تلك الازدواجية التي يقع فيها العديد من مثقفينا، والتي تجعلهم يتعاملون بتعالي ما تجاه أصحاب الحرف اليدوية، هؤلاء الذين اجتهدوا وقدموا الكثير من أنواع الابداع المختلفة كالشعر والرواية والقصة وأيضا الفن التشكيلي.
معظمنا ونحن في سنوات الدراسة ولأننا من أسر فقيرة عملنا في مجالات مختلفة لمساعدة أهالينا على تحمل نفقات المعيشة، أو لنرفع عن كاهلهم مصروفات تعليمنا ونتحملها نحن، وكنا وما زلنا نعتقد أن هذا شرف لنا، فكيف يصبح هذا عيبا لدى البعض؟ أم أن منظومة القيم التي تربى عليها جيلنا قد اختلفت الأن؟
ما لا يعرفه صديقي أن أهم مدارس علم النفس تنصح بأن يقوم أصحاب المهن الذهنية والكتاب والمفكرين، بتعلم حرفة يدوية في حياتهم وممارستها من وقت لأخر حتى تستقر حالتهم النفسية، ورغم أن هذا ليس موضوعنا إلا أنه مرتبط لحد كبير بالصورة الذهنية التي عند صاحبنا عن المثقف أو الذي يمتهن وظيفة لها علاقة بالثقافة، تلك الصورة التي تجاوزها الزمن، أن المثقف بعيد عن المجتمع وفي برجه العاجي ويقوم بالتنظير ليس إلا، ومن هنا أطالب صديقنا بمراجعة تلك الصورة وإعادة قراءة أعمال واحد مثل انطونيو جرامشي خصوصا المرتبطة بالحديث عن المثقف وكذلك كتابات جورج لوكاتش عن النظرية والتطبيق، ليعلم أن الكاتب أو الشاعر الذي كان يمتهن حرفة يدوية قبل أن يصير كاتبا أو قبل أن يمتهن مهنة ذهنية كمحرر في جريدة أو غيرها، ليس عيبا على الإطلاق وليس مدعاة للخجل بل هو شرف كبير ويؤهله لإبداع حقيقي يلمس القلوب والعقول.
لقد كشف صديقنا عيوبا في تفكير الكثير ممن نعدهم مبدعين أو مثقفين يتعاملون بنفس هذا المنهج المختل في نظرتهم للناس، دون نظرهم لما حققه هؤلاء من انجازات سواء على مستوى أعمالهم الأنية أو على مستوى إبداعهم الشخصي، أعرف العديد من الكتاب والمثقفين الحقيقيين الذين يعدون قامات كبيرة في نظر صديقي المتثاقف كانوا يعملون في حرف البناء والنجارة وغيرها، ولم ينقص هذا أو يأخذ من إبداعهم، وأخيرا هل الحكم على الناس صار بمهنته أم بما يقدمه للمجتمع؟



#حسام_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال الغيطاني كما عرفته
- حالات.. بين الأنثى و الغياب
- بعد ان باعتهم الكنيسة رهبان دير الانبا مكاريوس يستغيثون بالر ...
- جائزة ساويرس ... الأقباط يمتنعون
- عالم من الغواية والعفة.. بين الواقع والأسطورة
- أحمد عبد المعطي حجازي وسؤال الثقافة!!
- الوقت.. المرأة
- إخوان الصفاء عصرهم ومراتبهم والموقف منهم
- محمد عمارة يتخذ مجلة الازهر منبرا لنشر التطرف وعدم قبول الآخ ...
- الشعر مسكون بالسياسة في فقه الغضب ليوسف مسلم
- السيسي وعودة رجال مبارك
- الرد على اليوم السابع واباحة البخاري ومسلم جهاد النكاح
- الخلق مصلوبة
- داعش وأفغانسان وبينهما فلسطين
- احاديث تؤسس لدونية المرأة (6)«لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَن ...
- فرج فودة ونقد الاسلام السياسي المعاصر 2-2
- فرج فودة و نقد الإسلام السياسي المعاصر 1-2
- احاديث تؤسس لدونية المرأة (5) «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا ...
- ميشيل فوكو في ذكراه
- السيسي مرشح اليسار لرئاسة مصر


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسام الحداد - الثقافة والحرف اليدوية