أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - التمرد والمغامرة














المزيد.....

التمرد والمغامرة


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 6036 - 2018 / 10 / 27 - 21:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تذهب بنا مفردة التمرد للوهلة الأولى إلى الخروج على القانون والأعراف، بما يقرن التمرد بالاجرام والانحلال الأخلاقي. لكن الأمر ليس دوماً هكذا. فالتمرد أيضا هو آلية المجتمعات للتغيير والتطور المستمر. يتمرد أفراد وأجيال على السائد ببيئاتهم ومجتمعاتهم، ليشكلوا واقعاً جديداً مختلفاً. وتختلف سهولة وتدفق عمليات التمرد هذه من مجتمع لآخر. لكنها عموماً تتم بقدر أو بآخر من المعاناة ومقاومة القديم للجديد.
معضلة التمرد الذي يجوز وصفه بالبناء في الشرق، أن شبابه رغم أنه يتمرد إجتماعياً كسائر شباب العالم، إلا أن تمرده عملي سلوكي،
وليس تمرداً فكرياً أصيلاً. يتمرد سلوكياً، ويظل فكرياً أسير فكر آبائه وأجداده، معتبراً نفسه خاطئاً مؤقتاً، لحين أن يمن عليه الإله بالتوبة، وهذا ما يحدث في أغلب الأحوال تدريجياً مع تقدمه في العمر.
لا يؤسس الشباب المعقود عليهم الأمل في التطور والتغيير هكذا لفكر جديد مختلف، يناسب العصر وطبيعة الإنسان التي تقمعها الأفكار التقليدية الخانقة.
لننظر مثلاً لظاهرة توبة الفنانات المعتزلات. فهي لا ترجع فقط للرشاوي التي تقدمها لهم جماعة الإخوان المسلمين. فمع إغراء المال هناك الاستعداد النفسي والفكري لدى هؤلاء
اللاتي احتفظن بأفكار الجدات، أن التمثيل فسق والسفور انحلال.
هكذا يتغير ويتطور العالم، ونبقى نحن أسرى تابوهاتنا. ليس لأننا لا نتمرد، ولكن لأن متمردينا يعتبرون تمردهم خطيئة مؤقتة سيتوبون عنها يوما ما.
المغامرة أيضاً لها وجهيها الإيجابي والسلبي. فهناك المغامرون بحثاً عن المتعة البريئة، كما إقداماً على ارتكاب المخاطر في كشوف عظيمة. كما فعل ماجلان وفاسكو دي جاما وكريستوفر كولومبس وغيرهم بالآلاف.
لكن شرقنا ينتج نوعية سلبية من المغامرين، ينشرون الفساد في المجتمعات. وتخصص بعض من متفوقيهم في القفز على كراسي الحكم، ليقودوا شعوبنا إلى ما نشهد من مصير لا يحتاج لشرح بؤسه.
مثل هذه الشخصيات المغامرة متمحورة حول نفسها. أسيرة لذواتها، ولما ترتكبه من مغامرات وحماقات وجرائم، تسوقها مسلوبة الإرادة،
لترتكب المزيد والمزيد من المغامرات، التي تلح عليها بها سيكولوجيتها، وما تحمي به نفسها من ردود أفعال تلك الممارسات.
خطأ ووهم انتظار ارتداع تلك الشخصية بردود أفعال محدودة تجاهها، أو باتعاظها من مصير مدمر لأمثالها هنا وهناك. هي تمضي معصوبة العيون في طريقها، سواء توهمت قدرتها على البقاء في حالة سيطرة وانتصار،
أو كانت تدرك سواد مصيرها.
الشعوب الساكنة المستكينة لا تتقدم إلا غصباً ودفعاً تحت تأثير الظروف المحيطة. لكنها تبقى دوماً في مؤخرة مسيرة البشرية نحو المزيد من التحضر والرفاهية. شرقنا المنطرح على وجهه في أمس الحاجة ليخرج من كهوفه الأبدية المظلمة إلى أكبر عدد ممكن من المتمردين والمغامرين، لكن من نوعية أخرى غير تلك التي نعرفها. نوعية تتمرد على الانغلاق والجمود والتخلف، وتغامر بالهجرة إلى عوالم جديدة أفضل وأرقى



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفواً أستاذنا سيد القمني
- الليبرالية بين لعبتي كرة القدم والحوكشة
- ديناميكا التطور
- الفرق بين الدين والتدين
- أيديولوجيا السقوط
- كارثة مقدسة
- سويعات مع ثقافة التخلف
- قبطيات أرثوذكسية
- رؤية علمانية للرهبنة المصرية
- الصلب والقيامة في الأناجيل الأربعة
- العراق والشام واليوم التالي
- خيار التعامل مع قطر
- في مخاضة تيران وصنافير
- عودة القذافي
- القدرات الحضارية للعقل والشخصية
- البحث عن السبب
- الأمل غير المنظور
- مصر والمصير
- عندما يرأس أمريكا سمسار سلاح
- رؤية حالكة السواد


المزيد.....




- تحدثت عن علاقته بترامب.. غيسلين ماكسويل شريكة إبستين تكشف: - ...
- بعد مكالمة ترامب وكارني.. كندا تعلن قرارها بشأن الرسوم الجمر ...
- مصر.. فيديو لـ-وكر- أسفل كوبري لاستخدام الأطفال في التسول وا ...
- أوكراني مشتبه فيه بتخريب خط -نورد ستريم- يرفض تسليمه لألماني ...
- تصاعد الخلاف بين إسرائيل وفرنسا بسبب اعتزام ماكرون الاعتراف ...
- ديمقراطيو تكساس عادوا وكاليفورنيا تعيد التقسيم ردا على الجمه ...
- معلومات عن تخلي ماسك عن فكرة تشكيل حزب جديد
- محارب تركي قديم يدعو لمساءلة أعضاء -العمال الكردستاني-
- 79 قتيلا في حادثة حافلة مهاجرين أفغان عائدين من إيران
- مغني راب إيرلندي أمام محكمة في لندن لدعمه -حزب الله-


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - التمرد والمغامرة