أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار مواطنة - افتتاحية تيار مواطنة : تطبيع الاحتلال ......دراما سورية من نوع اخر














المزيد.....

افتتاحية تيار مواطنة : تطبيع الاحتلال ......دراما سورية من نوع اخر


تيار مواطنة

الحوار المتمدن-العدد: 6036 - 2018 / 10 / 27 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحالة السورية أصبحت أقرب إلى دراما تطرح أسئلة أقرب إلى الفانتازيا، يترك المشاهد أمامها عابثا بعقله دون أجوبة تريحه أو خيار يلائم قناعاته أو تصور يتوافق مع نمط الحياة الاجتماعية والأخلاقية التي تحيط به.
عندما عُرض مسلسل ” صرخة الروح ” في جزءه الأول عام 2013 أحدث هزة عنيفة في عقل المتابع، وبدون الدخول في التفاصيل، فإن المسلسل كان صدى جريئا لمتغيرات الواقع السوري وتعبيرا عن تغيرات الحالة النفسية والسلوكية التي يعانيها المواطن السوري نتيجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي فرضها النظام على مدى أكثر من نصف قرن، وكان بمثابة جرس إنذار، لتحولات أعمق ستلامس القيم الأساسية لدى المواطن السوري مع دخول انتفاضته الشعبية طور العسكرة والاحتلالات.
“صرخة الروح” رغم فجاجته في معالجة قضية الخيانة الزوجية ومخالفته الفظة للقيم الاجتماعية السائدة، من عادات وتقاليد ودين، إلا أنه بقي يُعرض بدون أي معارضة تذكر من الجمهور بل إنه حاز على عدد هائل من المتابعين والمشاهدين ،وأضحى حديثَ الشارع السوري، لكنه أيضا حاز على اهتمام عدد هائل من الأقلام الناقدة التي اعتبرته خروجا عن المألوف، لكنّ كلا الفريقين اعتبروه محاولة لتطبيع الخيانة الزوجية.!
بعد أعوام قليلة من عرض المسلسل، نقف أمام دراما من نوع أخر، دراما واقعية، تعكس التغير الواضح في الحالة النفسية والسلوكية السياسية للمواطن السوري والتي يمكن وصفها بانهيار الإطار الوطني للصراع، بين سلطة مستبدة ومواطنين يطمحون للحرية إلى صراع بين قوى خارجية وإقليمية تستند في صراعها على ركائز محلية.
نحن لانشك أن أساس انهيار الإطار الوطني هو العنف المعمم الذي مارسه النظام ضد المجتمع السوري قبل أن يستجلب القوى الخارجية من الميليشيات الطائفية والحزبية لتتوج بقوات روسية تقوم بإدارة الصراع العسكري والسياسي، وقبل أن يتحول المجتمع السوري إلى مجتمع معارض وآخر موالي بعد 2011 .
لكن هذا لا ينفي أيضا ضرورة القول أو التذكير أن المعارضة وبشكل خاص الإسلامية ساهمت بالقدر ذاته في انهيار الإطار الوطني من خلال تجاوز الإطار الوطني إلى الإطار الديني “المسلمين ” وسلمت قرارها إلى دول إقليمية ومجموعات محلية جهادية.
لكن ما هو أهم من كل ذلك هو هذا الانهيار الوطني العام الذي حدث في الوعي السياسي والمجتمعي في سوريا، فالموالون يصفقون للاحتلال الروسي والإيراني ويتباهون بالأدوات التي يقتل بها الشعب السوري ويطبق بها السماء على سكان الغوطة وحلب.
والمعارضون يصفقون للاحتلال التركي لعفرين وجرابلس وإدلب ويتباهون برفع العلم التركي ويصفقون لمرتزقته ولصوصه الذين يعبثون بعفرين.
هل هو تطبيع للاحتلالات؟! كذاك التطبيع للخيانة الزوجية في مسلسل صرخة الروح عبر خماسيات لاحقة؟!
قلنا إن سبب هذا الانهيار هو نظام الأسد الذي كبح كل القيم الوطنية والإنسانية في المجتمع السوري على مدى أكثر من نصف قرن ودمر البنى الأخلاقية والاجتماعية وأضاف إليه تدمير البنى التحية والروابط الاجتماعية نتيجة التهجير والاعتقال والقتل بعد 2011.
لكننا على طول الخط نقول إنه نظام مجرم ومستبد ولابد من تغييره والتأسيس لنظام سياسي يعبر عن كل المجتمع السوري ,ويحفظ حريته وكرامته، ويعيد قيم التسامح والوطنية إلى المجتمع السوري الذي طالما تباهى بها، فهل ما تقوم به المجموعات المعارضة وبشكل خاص الائتلاف الذي يستسهل الاحتلال التركي بوصفه منقذا له من نظام الأسد بديلا ونموذجا أفضل عن نظام الأسد؟ .
فهل تغيرت علاقة الشعوب مع محتليها إلى هذه الدرجة من انهيار منظومة القيم الوطنية وتحولها إلى انتماءات سابقة على الهوية الوطنية؟ هل نجح النظام في جر المعارضة إلى موقعها في تفكيك كل ارتباط بالسيادة الوطنية؟
نعم إنه نجح في ذلك وبات كل السوريين منزوعي القرار، ولم يبق لهم قرار سوى الإذعان للاحتلال أولا، وهو في الحقيقة إذلال لكل السوريين بغض النظر عن المعارضة أو الموالاة.
لذلك على السوريين أن يكفّوا عن النظر إلى مشاكلهم الوطنية بعين الدول الأخرى، لا مسألة السلطة يصلح لها المنظور الروسي والإيراني ،ولا مسألة الكرد يصلح لها المنظور التركي ،ولا مسألة الدستور يصالح لها المنظور الأممي “الديمستوري” ولا مسألة المعارضة والإسلام السياسي يصلح لها المنظور الخليجي ،وحده المنظور السوري يصلح للسوريين.

تيار مواطنة 27.10.2018



#تيار_مواطنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتتاحية مواطنة : السوريون والعيش المشترك
- افتتاحية مواطنة : يسقط كل شئ..!
- افتتاحية مواطنة:الأمم المتحدة … تفعيل أم إصلاح !
- افتتاحية مواطنة :هل ستتحقق تفاهمات ادلب !
- افتتاحية مواطنة :رموز “الإنتصار” وحقائقه.
- افتتاحية مواطنة :العمل السياسي، وقت مستقطع
- افتتاحية مواطنة : اجاك الدور يا دكتور!
- افتتاحية مواطنة :تحديات العلمانيين في المشهد السوري
- بيان تيار مواطنة :حول القصف الذي تقوم به القوات التركية على ...
- افتتاحية تيار مواطنة :ماوراء فشل جنيف 8
- الرقة من الصمت الى عين العاصفة
- بيان من” تيار مواطنة” في الذكرى السنوية السادسة لانطلاقة الث ...
- افتتاحية مواطنة : الى جنيف 5 بدون تأخير
- افتتاحية مواطنة :جنيف والاعتقال السياسي
- افتتاحية مواطنة :جنيف4 والخيارات المتاحة
- افتتاحية مواطنة :في انتظار جنيف الأدوار الإقليمية والدولية
- تصريح من تيار مواطنة يعلن مغادرته لائتلاف قوى الثورة والمعار ...
- افتتاحية مواطنة :لامعنى للدستور بدون مرحلة انتقالية
- افتتاحية مواطنة :النساء وغياب الديمقراطية
- افتتاحية موقع مواطنة :هل تبدأ مسيرة السلام في سورية


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار مواطنة - افتتاحية تيار مواطنة : تطبيع الاحتلال ......دراما سورية من نوع اخر