أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ما بعد الاستعمار ليس سوى الاستئجار ثم الاحتلال














المزيد.....

ما بعد الاستعمار ليس سوى الاستئجار ثم الاحتلال


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6035 - 2018 / 10 / 26 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بعد الاستعمار ليس سوى الاستئجار ثم الاحتلال ..

مروان صباح / بينما العالم غارق حتى أذنيه في تغطية أخبار وتداعيات مقتل جمال الخاشقجي أقدم الملك عبدالله الثاني / ملك الأردن على خطوة استباقية وغير متوقعة ، بالطبع أربك في المقام الأول الطمأنينة الإسرائيلية التى كانت تل ابيب أفترضت أنها تتمتع بها من قبل عمان وثانياً فاجئ الأردنيّين بقضية مغيبة الذي بدروه أعادها مرة ثانية وبقوة إلى الذاكرة الوطنية ، واللافت في المقابل ، ذاك التخبط الذي ظهر في ردود أعضاء الحكومة الإسرائيلية ، تارة جاء بقطع الماء وطوراً بقطع الأوكسجين واطواراً بضرورة اللجوء إلى طاولة المحادثات ، بل لا يحتاج كل من لديه بصراً وبصيرة إلى استذكار بأن الإسرائيليون ماهرين في تحويل الزيارات إلى إقامات والأراضي المستأجرة بالتأكيد مع مرور الزمن ستتحول إلى ملكية إسرائيلية ، بل أصابت خطوة الملك عبدالله بعدم تجديد استئجارها مرة أخرى كبد المسألة مع إنذار يهدف إلى ضرورة إعادة النظر بسياسات وسلوك العام لنتنياهو رئيس الوزراء الحالي مع الأردن وعلى الأخص مع الوصاية الهاشمية على القدس ، لكن الأهم من ذلك ، أنها جاءت في وقت كان العالم غافل عن احتياطات الأردن السياسية .

طيب لو افترض المرء بأن الإسرائيلي يرغب بإستئجار الأراضي من أجل الاستفادة منها زراعياً أو لحاجات أمنية ، لماذا إذاً قام بتغير أسماء القريتين من الباقورة والغمر إلى نهرايم وتسوفر الذي يكشف عن نواياه المستقبلية والتى تهدف بحتمية الإستيلاء عليهما ، مرتكز بذلك على قاعدة أحقية تقادم القدم وحراثة الأرض ، وهنا لا بد للأردن أن ينطلق من تجاربه الخاصة مع الإسرائيلي على وجه الخصوص ، كيف تعامل مع فلسطين وايضاً الرجوع إلى التاريخ ليس ببعيد ولا قريب ، لأن الفكرة التى قامت عليها إسرائيل تتطابق مع تلك التى قامت فوق أراضي الهنود الحمر ، وهي في حقيقتها جاءت استكمال لكولونيالية ، قد عنونتها تحت مفهموم ( ليس بعد الاستعمار سوى الاحتلال ) ، فإذا عاد المرء للأعوام التى استقلت بها دولة المكسيك وبين الاستيلاء الأمريكي على أراضيها ، يجد بأن المساحة من تكساس إلى ولاية كالفورنيا الشمالية عام 1821 م كانت ضمن الدولة المكسيكية إلا أن توافد الاستيطان إلى هذه المساحة والنمو التدريجي للاستيطان الأمريكي جعل على الأرض أمر واقع بالطبع بالاضافة للتفوق العسكري والصناعي والتجاري الواسع بين الطرفين الذي سهل فيما بعد الاستيلاء عليها بعد انتفاضة صغيرة ، بل لم يتوقف الأمر إلى هذا الحد ، اقدم ايضاً الرئيس بولك 1846 م وبعد استهوته فكرة التوسع فتوجه على الفور بقوة السلاح والمال إلى أن سيطر على ثلث أراضي المكسيك ( يوتا / نفادا / اريزونا / نيو مكسيكو ) فبذلك كان قد حقق غايته الأعلى آلا وهي الوصول إلى المحيط الهادئ ، لهذا يعدّ جيمس أهم رئيس للولايات المتّحدة .

هكذا التاريخ يعلمنا بأن الدولة التى تحرص على ديمومة نمو الاقتصادي وتصنيع السلاح وتحمل في أعماقها ايديولوجية متوارثة ، بالطبع ستسعى على الدوام إلى توسيع حدودها مع تطلعاتها إلى مناطق حيوية ، فقد حاولت واشنطن طيلت السنوات السابقة فبل الثورة الكوبيّة الاستيلاء على كوبا أو استئجارها أو تأمين نظام قريب لسياساتها وعندما فشلت الولايات المتحدة حرضت ودعمت مجموعات فيها لكي تنتفض بوجه اسبانيا الذي مكن واشنطن لاحقاً انشاء قاعدة جوانتانامو وثم توسعت منها نحو ثلاثة مناطق في إسبانيا، استطاعت تحويلهم إلى مستعمارات لها ( بورتريكو وفلبين وغوام ) ، بالفعل وهذا ما حاولت وتحاول إسرائيل فعله ، حيث أستطاعت بعد إحتلال فلسطين ، التوسع في كل من لبنان وسوريا والأردن ومصر ، تتراجع احياناً وتضطر أن تهادن طوراً لكنها تسعى دائماً وأبداً إلى توسيع حدودها باتجاه المناطق الأكثر حيوية التى بها تعزز وجودها ، وبالرغم من مفاجأة ملك الأردن وايضاً بالرغم من تخفيف اللهجة من قبل الطرفين ، تبقى هناك مسألة تغيب عن الرئيس الوزراء نتنياهو ، بأن السلام مع الأردن لا يقتصر عند إجراءات دبلوماسية وبروتوكولية بل له تكملة ، فالأردن يتحمل عبء النزوح الفلسطيني وقبله اللجوء وايضاً عبء السلام والأمن الناتج عن لجوء عراقي وسوري ، لهذا وجب على الإسرائيلي الكف عن إدارة الظهر والتهرب من مسؤولياته ، وايضاً عليه إحترام الوصاية الهاشمية على القدس ومقدساتها . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذهبوا ضحية توفير بعض النقود
- عبارة هرائية وخواطر اخرى
- التقدير الخاطئ ..
- مهنة المتاعب بين تجارب الماضي وإخفاقات الحاضر
- مهنة المتاعب بين تجارب الماضي وإخفاقات الحاضر .
- الخاشقجي وخواطر اخرى
- نصحتي للرئيسي ترمب / إمبراطور الإمبراطورية الأمريكية
- ازدواجية الإعلام ...
- الأبعاد الحقيقية من فتح المعابر ...
- سؤال يحمل بعض الوجاهة
- لبنان المتأقلم ...
- بين من ينظر للأّمة بنظرة التعقل واخر بشطحات ثرثارة ..
- حالة فارقة
- استدراج الخاشقجي وخواطر اخرى
- الحق يبيض اولاً ثم يفقس ...
- أفق الأيام المقبلة لسورية ...
- خريب بامتياز وخواطر اخرى
- محطات مختلفة تكشف عن طموحات الرئيس ترمب المبكرة
- نقيض القومية غريق الاستبدادية
- التضليل يمشي على الارض وخواطر اخرى


المزيد.....




- -للباطل جولة وللحق دولة-.. قرقاش عن قرار محكمة العدل الدولية ...
- اليمن.. أزمة مشتقات بترولية بصنعاء بسبب تدمير ميناء راس عيسى ...
- ترامب: الكثيرون يعرفون من فجّر خط أنابيب السيل الشمالي وموسك ...
- وساطة إيرانية في كشمير: هل تنجح زيارة عراقجي في تهدئة التوتر ...
- تقرير عبري عن قدرة حماس على الحصول على أسلحة عبر 3 دول عربية ...
- الحوثيون يتوعدون تل أبيب برد قوي على القصف الإسرائيلي لليمن ...
- الجيش الإسرائيلي يشن عدة غارات تستهدف مناطق على الحدود السور ...
- هل تحمي تركيا الأجواء السورية من غارات إسرائيل؟
- -سندفع ثمنها جميعا-.. رفض مصري للعدوان الإسرائيلي الأمريكي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر صورا وفيديوهات أولى لغارات مقاتلاته عل ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ما بعد الاستعمار ليس سوى الاستئجار ثم الاحتلال