أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ج2/الجذور المخابراتية الاستعمارية لمصطلحات -لبرالية- شائعة: الإرهاب والدول المارقة














المزيد.....

ج2/الجذور المخابراتية الاستعمارية لمصطلحات -لبرالية- شائعة: الإرهاب والدول المارقة


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6031 - 2018 / 10 / 22 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


3-الإرهاب: وهو مصطلح قديم نسبيا ويعود إلى فترة الاستعمار البريطاني للهند وحتى إلى ما قبل ذلك. وقد كان العسكريون الاستعماريون البريطانيون يطلقونها على المقاومين أو الممتنعين عن التعاون معهم وقد ارتكبوا مجازر مريعة وصفها كارل ماركس بمقولته الشهيرة (لقد حول البريطانيون سهول الهند الخضراء إلى سهول بيضاء لكثرة عظام الضحايا الهنود وأصبح القتل بدم بارد هو الرياضة الشعبية البريطانية الأكثر ممارسة هناك/ اقتبسها تشومسكي في كتابه 501 عاما والغزو مستمر).
وقد ترجم هذا المصطلح إلى العربية خطأ منذ البداية، لأن جذره في اللغات الإنكليزية والفرنسية وسائر اللغات اللاتينية هو ما يقابل الجذر العربي "رعب" وليس "رهب"، فهو في الإنكليزية (TERROR) وفي الفرنسية (TERREUR) وجذر الكلمة الثلاثي في العربية "رعب" البالغ درجة الشلل الجسدي نتيجة الرعب كما يقول تعريف الكلمة بالإنكليزية والفرنسية، أي أن ترجمته الصحيحة إلى العربية هي "الإرعاب" وليس الإرهاب.
أما تاريخيا وبالدراسات الموثقة والقائمة على علم التسلسل الزمني (كرونولوجيا Chronology) أن الإرعاب، أو "الإرهاب" في الترجمة الخاطئة الشائعة والتي أمست رسمية، هو بضاعة رومانية غربية استعمارية قديمة، مضمونها معاد للحياة والجمال والاختلاف والتنوع والطبيعة الكونية نفسها، وبلغت هذه النزعة الإرعابية ذروتها حروب استعمارية إبادية خاضها الغربيون الآريون البيض في أغلب القارات، فأبادوا شعوبا وأمما بكاملها كشعوب السكان الأصليين "الهنود الحمر" في الأميركيتين وأستراليا وفي مجزرتي هيروشيما وناكازاكي النوويتين الأميركيتين ضد اليابان، اللتين راح ضحيتهما ربع مليون إنسان في ساعات قليلة. صحيح أن التاريخ البشري ملطخ كله بالدماء والعنف والحروب والخراب بأيدي بني البشر منذ بدء الخليقة وحتى الآن ولكنه يمثل خصيصة رئيسة في السردية التاريخية الآرية الرومانية خصوصا. وكثيرون هم أولئك الذين وصمهم الإعلام والسياسة الغربية الاستعمارية بصفة الإرهاب من قادة وزعماء حركات التحرر ولا فرق بين من اعتمد اللاعنف والتحرك السلمي كمحرر الهند المهاتما غادي أو بين من اعتمد أساليب الكفاح المسلح لتحرير شعبه ووطنه من أمثال جيفارا ومانديلا وعرفات، بل أن رئيسة الوزراء البريطانية تاتشر ظلت تصف مانديلا وحزبه بالإرهابي حتى بعد أن توقف نظام الفصل العنصري عن وصفه بذلك الوصف وبدأ التفاوض معه في السنة الأخيرة من حكم تاتشر الفائزة بوسام الحرية الأميركي، وظلت الولايات المتحدة تعتبر مناديلا إرهابيا وممنوعا من دخولها حتى بعد انتصاره، ولم يرفع اسمه واسم حزبه من قائمة "الإرهاب" إلا قبل زيارته إليها بدعوة من الرئيس كلينتون بفترة قصيرة!
4-الدول المارقة: شاع هذا المصطلح في عهد آل بوش "الأب والابن" في رئاسة الولايات المتحدة، ولكن بعض المؤرخين يعيدونه إلى عهود أقدم من ذلك بكثير ويعودون به إلى عهد تأسيس الإمبراطورية الرومانية المقدسة في القرن العاشر الميلادي (862 م) من قبل أتور الأول بن هانريش الأول الذي كان يصف به الإمارات والدول والشعوب الصغيرة التي كانت تتمرد على الاستعباد الروماني. والمقصود الحَرْفي بهذا المصطلح هو (الدول المتمردة على المجتمع الدولي والشرعية الدولية)، أما المقصود الفعلي والعملي فهو الدول الرافضة والمقاوِمة لهيمنة وعدوان الدولة الأميركية والدول الغربية الإمبريالية الأخرى، وقد يشمل حتى التي تختلف في التفاصيل مع المتروبول الغربي وتخضع له في الخطوط العامة. تشمل القائمة الأميركية للدول المارقة اليوم مثلا كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا وكوبا وسوريا وغيرها.
أما دولة الكيان العنصري الصهيوني "إسرائيل" والتي رفضت الانصياع أو تنفيذ أو حتى مناقشة أكثر من أربعين قرارا للأمم المتحدة ومجلس أمنها منذ أولها وهو (قرار رقم 57 صدر هذا القرار بتاريخ 18 سبتمبر 1948 الخاص باغتيال الصهاينة للوسيط الدولي الكونت برنادوت) وحتى القرار الذي يحمل رقم أربعين أي (قرار رقم 2334 لعام 2016 بتاريخ 23 ديسمبر الذي حث على وضع نهاية للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية)، أما هذه الدولة العنصرية المسخ فهي خارج نطاق الدول المارقة بل هي جزء من المجتمع الدولي والشرعية الدولية!
*تصدى كتاب تحرريون ولبراليون تقدميون لهذا التعريف الزائف للدول المارقة، وكشفوا جوهره الحقيقي. فالفيلسوف الفرنسي جاك دريدا الذي توصل تحليليا إلى أن (الولايات المتحدة تكون هي دولة مارقة بعد أن مارست التعسف في استخدام السلطة، وليس التعسف في استخدام الحق أو القانون الدولي، بل -في رأي دريدا- أن هذا التعسف صار قانونا بذاته بالنسبة للولايات المتحدة/ مقالة له في سنة احتلال العراق، في جريدة (لوموند ديبلوماتيك)، كانون الثاني،2003).
*والمفكر الأميركي نعوم تشومسكي الذي ألف كتابا بعنوان "الدول المارقة - استخدام القوة في الشؤون الدولية" (تجدون رابط لتحميل ترجمة الكتاب الى العربية في التعليق الأول وهو كتاب مهم وتأسيسي وأشبه بمكتبة شاملة في ميدانه). وهذا الكتاب كما يصفه نيلج فويس هو كتاب لمعالجة ما يمكن تسميته (فقدان الذاكرة الاختياري أو الطوعي، يفضح تشومسكي فيه التكتيكات التي يلجأ إليها الأقوياء لإبقاء السلطة متمركزة والناس خاضعين مذعنين). في الحلقة القادمة نتوقف عند مصطلح " المجتمع الدولي" والشرعية الدولية... يتبع قريبا.

رابط تحميل كتاب " الدول المارقة " لنعوم تشومسكي:
http://mosnad.com/library/Mosnad9777.pdf



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزو الفرنسي للجزائر وأكذوبة مروحة حسين داي
- جنرال إلكتريك الأميركية قد تخطف عقد كهرباء العراق ب 15 مليار ...
- ج1/الجذور المخابراتية والاستعمارية لمصطلحات -لبرالية- شائعة
- الشرقات الأدبية ليوسف زيدان كما رصدها كتاب عرب
- الجنابي يكشف أسرار تلوث وملوحة المياه في البصرة: سرقة مياه ق ...
- سيف دعنا: الاستعمار الصهيوني لفلسطين من النوع الاستيطاني الإ ...
- حنطة أميركية قاتلة في ميناء أم قصر- الرصيف رقم 10 في باخرتين ...
- سيناريو مهزلة استقبال يوسف زيدان في بغداد!
- كاتب يعتذر باسم الكتاب والمثقفين العراقيين ليوسف زيدان.. من ...
- ج/المعدان وجنائن بابل المعلقة
- ج2/الأبحاث الجينية المحايدة تنفي -سامية- الأشكناز
- عادل عبد المهدي:سيرة ذاتية مختلفة
- من هو محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب الجديد؟
- قراءة أخرى في السيرة الذاتية لبرهم صالح
- خبر جيد حول دعوى الطعن القضائي في -قانون شركة النفط الوطنية- ...
- لماذا رفض حيدر العبادي تكليف عادل عبد المهدي؟
- عادل عبد المهدي مستقل أم مستقتل؟
- ج2 تعقيب أولى على مقالة عامر محسن : انحطاط الديموقراطية الإج ...
- تعقيب أولى على مقالة عامر محسن حول فساد الديموقراطية في العر ...
- هل عيَّنَ السيستاني عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء فعلا، وماذ ...


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مواطن بتهمة ابتزاز قاصرين على شبكات الت ...
- ما هي مطالب طلاب الجامعات الأمريكية بخصوص الحرب في غزة؟
- عشرات الملايين يستخدمون تطبيق واتساب سرا في الدول التي تحظره ...
- بسبب دعمه لحماس على تطبيق واتساب.. ضابط شرطة بريطاني يواجه ت ...
- ترمب يستغل توقف محاكمته لاستئناف حملته الانتخابية
- تركيا تعتقل 41 شخصا للاشتباه في ارتباطهم بتنظيم -داعش-
- قراءة في المتن على هامش -انتفاضة الجامعات الأميركية-
- صحف عالمية: نتنياهو تائه وكمين إستراتيجي ينتظره برفح
- ما سيارات أشهر وأهم الشخصيات في عالم التقنية الآن؟
- محكمة إسرائيلية ترفض التماسا للأسير مروان البرغوثي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ج2/الجذور المخابراتية الاستعمارية لمصطلحات -لبرالية- شائعة: الإرهاب والدول المارقة