هل يستقيل مرشح بلدية قرطبة ويفوز الرئيس بالتزكية؟

نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)

الحوار المتمدن-العدد: 6030 - 2018 / 10 / 21 - 20:32
المحور: كتابات ساخرة
    

هل يستقيل مرشح بلدية قرطبة ويفوز الرئيس بالتزكية؟

(سيناريوهات لا تختلف كثيرا عما يجري بمدن أخرى)

نبيل عودة

تشهد مدينة قرطبة (بالإسبانية: Córdoba) وهي من مدن الأندلس التي ما زالت تثير في أبناء العروبة الحنين لأيام الأندلس، معركة انتخابية حامية الوطيس بين مرشح قرطبي اصيل، ومرشح غير معلوم عنه الا انه رجل اعمال من بقايا عرب الأندلس.
اهمية مدينة قرطبة كبيرة جدا فهي من المراكز الحضارية للزمن العربي المندثر في الأندلس، تعني كلمة قرطبة في اللغة العربية العدوُ الشديد، ويطابق أيضا العدو في المنافسة بين القرطباوي الأصيل والقرطباوي الدخيل على رئاسة بلدية قرطبة. وقد ورد في الشعر العربي بيتا شعريا عن قرطبة جاء فيه: "إذ رآني قد أتيتُ قرطباً وجال في جحاشة وطرطباً" وفي رواية أخرى أن معنى قرطبة هو "صرعة"، أحيانا هذا المعني قريب لحالة ما تبقى من عرب قرطبة، وتعني قرطبة أيضا السيف الذي أنتج في قرطبة. وما اشد حب العرب لسيوفهم وما أكثر الأسماء التي أطلقها العرب على سيوفهم، ومعظمها قد علاه الصدأ كما خرط الصدأ أفكارهم، حتى بات ظنهم ان السيف قادر على هزيمة النووي الإسرائيلي. وعندما وصل ملك أمريكا لدولة جعلت السيف شعارها، استُقبل المحروس برقصة السيوف، بل واعطوه سيفا وعشرات كثيرة من المليارات حتى لا يطالب بتجريد السعودية من سلاحها الفتاك الخطير: سيوف آل قرود.
المنافسة في قرطبة تكاد تكون نسخة طبق الأصل للمنافسات العربية حتى في فلسطين التي صار اسمها إسرائيل. كما صار اسم الأندلس اسبانيا. رئيس بلدية قرطبة انجز انتصارات انتخابية وعمرانية كثيرة، لكن منافسه، يطمح بالمنصب لعل ذلك يمهد له الطريق لتوسيع تجارته وارباحه، فهو رجل اعمال لا يحسب أمواله بالبيزيتا الاسبانية، بل بالدولار واليورو.
بدأت المنافسة عندما قرر أحد الأحزاب الاسبانية ان يفصل مرشحه الاسباني، ويستبدله بمرشح له جذور عربية قد تتجند له الأصوات العربية. والأهم سيوفر عليهم مصاريف الانتخابات، بل ويزودهم باليورو والدولار بلا حساب. مما سيجعل وضعهم الاقتصادي أفضل من أي فترة مضت، فيأكلون المحاشي والرقاب المحشية والأسماك والقريدس، طبعا يشربون العرق والويسكي سرا بالغرف المغلقة، حتى لا يقال عنهم انهم من أبناء الكفر، ولا يضطروا للقيام بحملة مالية، فالناس عافت شحدتهم، خاصة بعد ان انكشفت السرقات المالية في تنظيمهم.
لكلن المستهجن هو ان ما يجري في قرطبة العرب الأندلسية يكاد يتكرر في بلدات العرب الأخرى، فالمرشح لا قيمة له الا إذا كانت جيوبه تفيض بالأموال، لكن يقال ان بعض أعضاء عائلته قد ساءهم ان منافسة قريبهم قد تنعكس بشكل سلبي لا رجعة فيه على شركاتهم التجارية، فتقوم حكومة اسبانيا بتقييد أعمالهم وتوسيع اعمال رجال اعمال اسبان، حتى لو صرخوا ليل نهار انه تمييز اسباني عنصري ضد عرب الأندلس، لن يساعدهم الأمر.
أمس ليلا، تلقيت اتصالا تلفونيا هاما من قرطبة، من صديق عربي هاجر الى اسبانيا، وتعلم الاسبانية الفصحي وينطق بها بدون ضرورة لسيبويه، أولا عبر عن غضبه من أبناء العروبة الذين بالكاد ينطقون بحرف الضاد، اذ ان فرانكو الديكتاتور الاسباني سيء الصيت، منع استعمال اللغات الأخرى الا اللغة الاسبانية، وهذا أيضا كان حال اللغة البرشلونية التي قمعها فرانكو لكنها عادت اليوم لتنتشر. اما العربية فلا يقلق أصحابها عليها لكثرتهم العددية في دول العرب. لكن الزميل إياه كانت لديه معلومة طازجة وخطيرة، اسر لي انه تجري ضغوط عائلية كبيرة جدا على المرشح الذي تبوأ صدارة المنافسة على رئاسة بلدية قرطبة، بعد فصل مرشح الحزب الداعم له، وان الموضوع قد يسفر عن استقالته المتوقعة جدا قبل الانتخابات، أي ان الرئيس الحالي سيفوز بالتزكية. قلت له انه خبر جديد ما التأكيد عليه؟ قال ان الأمر لم يخرج من الغرف المغلقة، هناك تخوف كبير من إعلانه ومن ردود الفعل السلبية على اعمال شركاتهم الكبيرة، وان خسارة الانتخابات تشكل نكسة وقد أقل شرا من الاستقالة، الورطة ليست سهلة، الخوف ان تتسبب أي خطوة تتخذ اليوم بأضرار اقتصادية لشركاتهم ..وان نهجهم المفضل هو رعاية شركاتهم.. فلماذا ورطوهم بما لا يخصهم؟
جلست استعيد تفاصيل أخرى اعرفها من مدينة أخرى، ووجدت ان الطيور على أشكالها تقع، تكرار لنفس السيناريوهات، في بلدان أخرى ومدن أخرى .. لكني تعهدت انت لا افضح مصدر معلوماتي. واذكر أني عرفت سابقا ان اقالة مرشح حزب آخر في دولة أخرى مسألة وقت، فكذبوني حتى تبين أن معلوماتي مصيبة. قرائي الأعزاء: انتظروا، لعل الفيروس لا يبقى في قرطبة فقط!!
[email protected]

#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل