أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - ملاحظات انتخابية وفكرية














المزيد.....

ملاحظات انتخابية وفكرية


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6021 - 2018 / 10 / 12 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



1-
يعتبر نفسه مثقفا ومنظرا سياسيا، وله الحق فقد تثقف في حزب صهيوني، وتتلمذ على هرتسل وبن غوريون وأشكول وبقية الشلة، ولم ينبس وقتها ببنت شفة، الآن صار يطلق الألقاب عشوائيا، ويهرج سياسيا والكذب الاعلامي اليوم لا يكلف شيئا ، حين كانت الكلمة الصادقة تكلفنا الاقامة الجبرية والاعتقال والسجن، كان هو يرضع من حليب قامعي شعبه، فارضا على نفسه الصمت ، لدرجة الظن انه أخرس واصم، لكن العجيبة حدثت بعد التقاعد، فها هو يحاول تنظيف سيرة سوداء لا تستحق غير الشفقة والرثاء.
كان ملتزما خلال مسيرة حياته بمقولة الحجاج، الذي قال "من تكلم قتلناه ومن سكت مات بدائه"، فهل تستعاد ايام السكوت ام ان الداء قد خرط بالجسد والفكر ولم يبق أي مساحة لفتح صفحة جديدة؟
2-
التلاحم بين القمع والسلطة ما زال قائما في عالمنا العربي، لكن من حظ البعض ان اسرائيل خلقت فجوة نسبية بين القمع والسلطة، اطلقت العنان لبعض المهووسين في الكتابة بلا ضمير وبلا منطق وبظن ان الشارع نسي من أي حاضنة جاءوا، مثلا عندما تولى الخليفة عبد الملك بن مروان الخلافة، عبر عن التحالف بين القمع والسلطة بافضل اسلوب، أمسك القرآن بيده، قبله، وخاطبه قائلا: "هذا فراق بيني وبينك"، وفي خطبته بالجامع قال عبارته المشهورة "من قال لي بعد اليوم اتقي الله لقطعت رأسه بحد السيف". أي حتى شعرة معاوية اسقطها عبد الملك بن مروان. واستبدلها بسلطة القمع الذي لا يعرف الحدود.
3-
مثل صاحبنا اعلاه هناك من اعطى شرعية لاستبداد الحاكم، سابقا كان الايطالي نيكولو مكيافيلي صاحب كتاب "الأمير"، الذي برر ودافع عن استبداد الحكام واشتهر نهجه بالميكيافيلية. في التراث العربي نجد كتاب "سراج الملوك " لمؤلف اسمه الطرطوشي، حيث كتب "اذا كان السلطان قاهراً لرعيته، كانت المنفعة به عامة، وكانت الدماء في أهلها محقونة، والحرم في خدورهم مصونة، والأسواق عامرة بالأموال محروسة" هذا الفكر الانهزامي هو افضل تعبير عن عقلية سياسية وحزبية تسود مجتمعنا ويروج لها بغباء نادر شخصيات لا يمكن وصفها بالعقلانية، او بالاعتدال، بل بالانحدار الى الحضيض الانساني بأسوأ اشكاله التي يعرفها تاريخ المجتمعات.
التراث العربي لم يخلص من افكار عقيمة خدمت الاستبداد، وهذا ما نهج عليه الغزالي أيضا بدفاعه عن سلطة المماليك، الذين نشروا الفساد في الدولة العربية واضعفوها.. وجعلوا عالمنا العربي لقمة سائغة يتولاها الغرباء ويعيثون فسادا ما زلنا نعاني من ثقله ومن دماره للكثير من العقول.
4-
ما يدفعنا اليوم في معركة الانتخابات لمدينة الناصرة ان لا نحرر مجلسا بلديا فقط، بل ان نحرر عقولنا من الأطر السياسية التي فسدت ولم تعد الا مجرد بقايا كاريكاتيرية تأخر دفنها، والاثبات انها اصبحت عاجزة عن ايجاد شخصية تستحق الاعتبار لتتبوأ المنافسة على رئاسة بلدية الناصرة، فاستوردوا من خارج تنظيمهم، ومن خارج فكرهم ومن خارج عالمهم، شخصية تحمل نقائض لفكرهم، بحيث لا يمكن ان نجد بينها وبين فكرهم أي قاسم مشترك. من هنا كان استنتاجي البديهي، ان تنظيما خلت صفوفه من شخصيات قادرة على المنافسة الانتخابية، هو تنظيم لا يعاني من سكرات الموت فقط، بل تنظيم يستحق النعي ولن تقوم له قائمة مستقبلا.
5-
البعض لم يستوعب حتى اليوم ان هزيمة الجبهة بمرشحها الذي لا يمكن الاستهتار بدوره، مقابل مرشح بلا حزب وبلا تنظيم ويعتمد على محبة الناس وتجربتهم معه اثناء توليه منصب نائب رئيس البلدية والقائم باعماله، واعني رئيس البلدية علي سلام، هو افضل اثبات على انتهاء دور الأحزاب وتنظيماتها من مجتمعنا، والموضوع عالجته سابقا وساعود اليه بعد الانتخابات، حان الوقت لاقامة تنظيمات المجتمع المدني، التي لا تجمع الناس على عقائد اكثرها اصبح لا يتوافق مع تطور المجتمعات البشرية، انما تجمع العقول القادرة على التخطيط والتنفيذ وخدمة مجتمعها بدون ايديولوجيات فقدت مكانتها الفكرية في مختلف بلدان العالم. واعني بالأساس النظرية الشيوعية ، التي كانت حركة عالمية جبارة واصبحت حركة على عكاكيز لأن شخصياتها فقدت القدرة على التفكير والتطوير ولا اعني الشخصيات المحلية التي يمكن اعتبارها شخصيات تجهل نظرية حزبها، انما شخصيات من اهم العواصم الأوروبية. ومرة اخرى ، ادعو من يدعون الشيوعية ان يحاوروني بعقل منفتح وليس بتشنج وانغلاق. انا ماركسي بجوهر قناعاتي، ولي رؤية خاصة حول ما يجب ان يجري تطويره فلسفيا واقتصاديا!!
6-
ما استطاع علي سلام انجازه، ان كان خطط سابقا، في الفترة التي اشغل بها منصب القائم باعمال رئيس البلدية، او من تخطيطه بعد استلامه رئاسة البلدية، فالأمر الأهم ان علي سلام شكل بولدوزر نشاط غير مسبوق بتجنيد الميزانيات وتنفيذ المشاريع، كل ما عدا ذلك مجرد نتاج عقول لم تخرج بعد من الحفاظ السياسي، عقول وافكار ما تزال تتكئ على حيطان مائلة وآيلة للسقوط. حرروا عقولكم لرؤية العالم على حقيقته الجديدة.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهملتم الشباب في مجتمعنا.. والمتهم علي سلام؟
- يحلبون الجحش ويقولون ان حليبه كامل الدسم
- برامج تطوير استراتيجية للناصرة مقابل لغو فارغ في دعاية عفيفي ...
- الناصرة نموذجا لكل الجماهير العربية
- انتخابات الناصرة: انتهى الشوط الأول
- بركة في مهرجان عزل مصعب دخان يدفن رسميا لجنة المتابعة
- لملمي سفهائك يا جبهة الناصرة!
- الفلسفة المبسطة: فلسفة الديالكتيك
- جبهة الناصرة تعلن رسميا نهاية تاريخها وصلاحيتها السياسية
- هل سقط التغيير يا شباب التغيير؟
- تخبط في الجبهة، هل يسقطون ترشيح مصعب دخان؟
- الصفحة الجديدة ستغلق لأن الناصرة تستاهل أكثر: تستاهل علي سلا ...
- موروثنا الأخلاقي هو منهجنا ولن ننحرف عنه
- نبيل عودة في قصّة قصيرة: كنت معها
- ثقافة الأقوى اقتصاديا وعسكريا وعلميا هي الثقافة المسيطرة
- علي سلام اثبتت اهليته الكبيرة وهذا ما يقلق منافسيه
- الصورة الانتخابية في الناصرة حتى اليوم
- الناصرة انتخبت علي سلام وما تبقى -قناني فارغة للبيع-
- الشاعرة نهى قعوار في رثاء رفيق دربها الراحل بهجت قعوار
- قانون القومية: قانون لتشريع التمييز العنصري !!


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - ملاحظات انتخابية وفكرية