حواريات حيدر مكي حول ( العامل النحوي ) بنظرة ميسرة

حيدر مكي الكناني
كاتب - شاعر - مؤلف ومخرج مسرحي - معد برامج تلفزيونية واذاعية - روائي
(Haider Makki Al-kinani)

الحوار المتمدن-العدد: 6029 - 2018 / 10 / 20 - 15:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

حواريات حيدر مكي حول ( العامل النحوي ) بنظرة ميسرة

الحوارُ تذليلٌ لكل صمت ومن ضمن الصوامت المبهمات لذا قررنا
أن نكتشف طريقة حوارية في شرح أي موضوع منهجي لتذليل كل ماهو صامت ومبهم لأننا بمنهجيتنا هذه البسيطة سنخلق وحدة موضوعية إدراكية مبنية على أسئلة ربما هي وقعت في ذهن المتلقي قبل وقوعها في ذهني (أنا) صاحب (فايروس) الحكاية حينها سنختلف ربما بالأسئلة لكننا سنتوحد في الإجابات وحواريتنا اليوم ستكون برفقة (العاملُ النحوي ) هو من المواضيع السهلة الممتنعة وتقصّدنا الكتابة عنه هذه المرة لكن بشكلٍ مُيَسّر وموجز ليس باعتبارنا محققين لهذا الموضوع بل لكوننا الآن نتعامل معه كمفردةٍ منهجيةٍ ولكن لأنه موضوع غايةٌ في البساطةِ والتعقيد في نفس الوقت لكننا سنركز على البساطة ونترك التعقيد وربما تعلّم أغلب المقربين منّا على النصوص الشعرية والقصصية والنثرية والمسرحية لكننا الآن ننهج نهجا آخر لأهميته وللحاجة الملحة قررنا أن نخوض هذه الرحلة (العاملية ) بغية الفائدة وتذليل ما يمكن تذليله من بعض الإطالة والأطناب .
حيدر مكي الكناني

أولا:
هل لنشأة النحو وأبي الأسود الدؤلي علاقة بالعامل ؟

ج1 - ببساطة أن أبا الأسود الدؤلي (ت 69) الذي" ارتبطت به نشأة النحو أكتشف أدوات الرفع والنصب والجر والجزم "(1)لا يستند إلى دليل قاطع .
س- لماذا لا يستند إلى دليل قاطع ؟
ج2 - لأن :عصر أبي الأسود "عصر ولادة لهذا العلم وليس عصر نضج واكتمال " (2) يعني عصر اكتشاف أولي وليس عصر تفقه في النحو أي عموميات النحو وليس فروعه .

س- هل فعلا أن (ابي عبد الله بن ابي اسحق الحضرمي (117 هـ) هو أول من ذكر (العامل ) حسب (قاعدة الترحم) ؟
ج- ان كتاب سيبويه (180 هــ) يضع أيدينا على أول العوامل التي بزغت مع بزوغ فجر النحو على يد (أبي عبد الله بن أبي اسحق الحضرمي (117 هـ) .

س- وما هذه التي تسمى قاعدة (الترحم ) ذُكرت فذُكِرَ العامل معها ؟
ج- فتّشَ (أبو عبد الله بن أبي اسحق الحضرمي (117 هـ) وتابعه الخليل (175 هــ) عن السبب الذي جعل العرب ترفع
كلمة (المسكينُ ) في جملة (مررتُ به المسكينُ) لأننا ببساطة شديدة نتّفق أنها لا تأتي مرفوعة لكنّ العرب جاءت بها مرفوعة.

س- حتى الآن لم نهم لماذا سمية قاعدة (الترحم) ؟
ج- ببساطة هو عنوان جملة للوصول إلى قاعدة لكن ضمنا نلاحظ ورود مفردة (البائسُ) و(المسكينُ) وهم أولى منّا بالرحمة .

س- لنعد إلى القاعدة حتى الآن لم نعرف ما هي القاعدة ؟
ج- القاعدة في الترحم تقتضي أن يكون الاسم المترحم بهِ منصوبا , أما إذا جاء مرفوعا فلابد من مسوغٍ لرفعه , ولذلك فتش بن أبي اسحق الحضرمي (117 هـ) وتابعه الخليل (175 هــ) عن السبب الذي جعل العرب ترفع كلمة (المسكينُ ) في جملة (مررتُ به المسكينُ) .
س- وما دخل سيبويه بكل هذا ؟ وماذا قال بالضبط ؟
ج- قال سيبويه :" وكان الخليل يقول : إن شئت رفعته من وجهين فقلت : مررت به البائسُ ,كأنه لما قال مررت به قال (المسكينُ هو ) " (3) أي اننا نقدر (هو) كأننا نقول مبتدئين
• المسكينُ هو .
• والبائسُ أنتَ .
وأن شاءَ (حسب رأي سيبويه) , وأن شاء قال :
• مررتُ به المسكينُ هو.
س- كيف نستطيع أن نلخص كل هذا بجملة ؟
ج- بعد هذا العرض الموجز نستطيع القول "أن أوليات نظرية العامل ظهرت لتسم القاعدة الموضوعة مسبقا بالاطراد , بجعل الصورة اللفظية تتشاكل مع القواعد عن طريق التأويل الذي يسوغ اختلاف حركة المبنى ذا الدلالة الواحدة " (4) .

س- ماذا يعني ؟ وأين موضوع العامل ؟
ج- كل هذه الأمثلة والشواهد والمحاولات أنما هي دليل على ذكر العامل في تلك الفترة .
ج- باختصار الصورة اللفظية للنص تتوالف مع القواعد النحوية من خلال تأويل المعنى الظاهر إلى المعنى الباطن ونتفق أخيرا بالخروج بدلالة نصية واحدة , يعني ببساطة حين ذكرنا جملة ..
-(مررتُ به المسكينُ) ألم نستغرب كيف رُفعت (المسكينُ) وحين ذكرنا ما هو غير موجود و أولتاه توصلنا إلى دلالة معنوية تبيح لنا الرفع ففهمنا أن – المسكينُ هو – والبائسُ أنتَ .
ج- اعتقد أمستْ المسألة واضحة وسنناقش في الحوارية القادمة نشأة العامل بين علماء النحو القدماء والمحدثين .
حيدر مكي الكناني

المصادر (التي تم الاستعانة بها )
1- المفصل في تاريخ النحو ج1- ص109,محمد خير الحلواني ,مؤسسة الرسالة 1979 .
2- نفس المصدر.
3- في اصلاح النحو ,عبد الوارث مبروك سعيد , ص55 , دار القلم , 1985 , ط1 .
4- نفس المصدر .

#حيدر_مكي_الكناني (هاشتاغ)       Haider__Makki__Al-kinani#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل