أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - احاجي بسيسو في يوم الوثيقة














المزيد.....

احاجي بسيسو في يوم الوثيقة


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 6028 - 2018 / 10 / 19 - 22:53
المحور: الادب والفن
    


بقصد او من غير قصد، يستغفل ايهاب بسيسو وزير ثقافة السلطة الفلسطينية المنبثقة عن اتفاق اوسلو الزمن والذاكرة، وهو يطالب بآليات عربية لدعم جهود "المستعمرة السعيدة" التي وصفها بـ"الدولة" في استرداد وثائقها المنهوبة لدى الاحتلال الاسرائيلي.
في اطلاق مثل هذه الدعوة ـ خلال الاحتفال بيوم الوثيقة الذي اقامته جامعة الدول العربية في القاهرة ـ محاولة لتبرئة قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينيتين من فعل التفريط بسجلات ووثائق شعبها، وهي واحدة من مهمات الوزير وزملائه وموظفيهم التي لا يحسدون عليها، وتصطدم بحقائق يصعب التحايل عليها.
اقتحام قوات الغزو الاسرائيلي لمركز الابحاث الفلسطيني في بيروت عام 82 اقرب الامثلة التي يمكن استحضارها، كان بامكان القيادة الفلسطينية التي وقعت اتفاقية الخروج مع المبعوث الامريكي فيليب حبيب اضافة بند اخراج الوثائق التي احتواها المركز معها او بواسطة احدى المنظمات الدولية المعنية بالثقافة مقابل فعل الخروج الذي احدث نقلة نوعية في اخضاع اللعبة السياسية للشروط الاسرائيلية لكن الاستعجال في قطف ثمار الحصار لم يترك حيزا لهذه المحتويات في ذهن المستعجلين لحجز مقعد في قطار التسوية.
المحاولة الكاريكاتورية لاستعادة محتويات المركز من الاسرائيليين لم تكن افضل حالا، فقد وصلت هذه المحتويات اثر عملية تبادل للاسرى الى الصحراء الجزائرية، يكثر الحديث والاستنتاج حول ما آلت اليه، لكن مصيرها لم يعد معلوما.
وبالصيغة التي ظهر فيها خلال مؤتمر "مراجعة استراتيجيات الحركة الوطنية الفلسطينية" الذي عقد في رام الله قبل اشهر، تحول مركز الابحاث الخالي من الوثائق الى نكتة، تندرج في اطار العلاقة الهزلية بين الدال والمدلول، ويتداولها المثقفون الفلسطينيون ـ من غير مشايعي سلطة المستعمرة السعيدة ـ بقدر من الاسى، وسقف منخفض من الامل في اصلاح ما انتهت اليه الامور.
للأرشف "الوطني" الفلسطيني في رام الله، الذي كان مديره ظهير الوزير بسيسو في احتفالية "يوم الوثيقة" قصة اخرى، فهو تجسيد عملي لفكرة "اخصاء" التاريخ والذاكرة الفلسطينيين.
اقل ما يمكن ان يقال عنه انه لا يتضمن ما يمت بصلة لتاريخ الفلسطينيين منذ ثلاثينيات القرن الماضي حتى عام توقيع اتفاق أوسلو سئ الذكر وحين سأل باحثون فلسطينيون عن السبب تم إبلاغهم بوضوح "أرشيفنا أرشيف الدولة لا الثورة" مما يعني محاولة شطب مراحل المقاومة من التاريخ للتعايش مع متطلبات الراهن .
اكمل الوزير بسيسو احجياته في القاهرة بمقابلة مع صحيفة الاهرام عاد خلالها الى نغمة "زيارة المثقفين العرب لاسرائيل لا تعد تطبيعا" المتفرعة من مقولة ان "زيارة السجين ليست زيارة للسجان" غير المعروف صاحبها وان عرفت اسباب تجاهله ان السجين في حالة السلطة الفلسطينية اداة للسجان الاسرائيلي تسهر على امنه وتوفر له الغطاء السياسي والعامل الزمني لتهويد فلسطين والسماسرة الذين يبيعون الارض والاسمنت لبناء المستعمرات .
انطوى اداء ممثل "السلطة" الفلسطينية في يوم الوثيقة على محاولة تغييب حقائق موثقة من قبيل ان سلطته بتوقيها اتفاق اوسلو من وراء ظهر العواصم العربية ودورها الخدمي في الاستراتيجية الاسرائيلية اقرب اطراف النظام الرسمي العربي لاسرائيل مما يقلل من اهمية مطالبة الحكومات العربية بآليات لاستعادة الوثائق.
يتكئ بسيسو كغيره من واجهات المنظمة والسلطة على عكازي فلسفة علاقة النظام الرسمي الفلسطيني ببقية النظم العربية، التي تقوم على عضوية هذه العلاقة مع الاحتفاظ بهامش توجيه النقد للسياسات الرسمية، وتهدف الى اراحة النظام الرسمي العربي من مسؤولياته تجاه فلسطين، وتوفير هامش لقطرنة القضية الفلسطينية ومناخات تهميش دور طلائع الشعوب العربية، وفي ذلك الاتكاء ما يؤطر ديماغوجية خطاب الوزير .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراوغة المحكي والاستعصاء على التجنيس
- حفر اعمق في طبقات العنف اليمني
- ما سقط من عهدة حنظلة
- نجمان لسماء واحدة
- قشور المستعمرة السعيدة
- على صفيح ملتقى رواية المستعمرة السعيدة
- ضلالة الروائيين العرب في المستعمرة السعيدة
- ماجد ابو شرار .. نموذج فلسطيني للمثقف الغرامشي
- تبعيث ولحدنة
- في تسييس الضمير الفلسطيني
- ما اثقل التركة
- كنت فلسطينيا
- في غواية المسالك
- في المسالة الكردية
- مقامرة المالكي تتجاوز الخطوط الحمراء
- فهلوة المالكي
- في الطريق الى جنيف 2
- مازق الاسلام السياسي و ازمة العقلانيين العرب
- قيامة الكرد
- غزة تتمدد في فراغات رام الله


المزيد.....




- أستراليا تستضيف المسابقة الدولية للمؤلفين الناطقين بالروسية ...
- بعد إطلاق صندوق -Big Time-.. مروان حامد يقيم الشراكة الفنية ...
- انطلاق مهرجان أفلام السعودية في مدينة الظهران
- “شاهد الحقيقة كامله hd”موعد عرض مسلسل المتوحش الحلقة 32 مترج ...
- -سترة العترة-.. مصادر إعلامية تكشف أسباب إنهاء دور الفنانة ا ...
- قصيدة (مصاصين الدم)الاهداء الى الشعب الفلسطينى .الشاعر مدحت ...
- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - احاجي بسيسو في يوم الوثيقة