أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسني أبو المعالي - للصراحة حدود يا بن عبود














المزيد.....

للصراحة حدود يا بن عبود


حسني أبو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 10:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقال كتبه الأستاذ رزاق عبود بصراحته المعهودة وبعنوان ساخر اعتبر الكاتب بأن الشيعة في العراق من أصول غير عراقية توافدوا من بلدان مختلفة كإيران وأفغانستان والهند وباكستان..الخ وأقاموا في الوطن وذابوا فيه وصنف الكاتب تلك المجموعات بحسب رؤاه بالشيعة المجازيين والشيعة التقليديين والشيعة المسيسين، واستعرض تاريخيا دور كل منهم في الوطن بما هو سلبي وإيجابي، وقد أتفق معه من حيث المبدأ ولكنني أختلف معه من حيث أسلوبه اللاذع والجارح عند تناوله بعض الشرائح من المجتمع العراقي التي تمسكت ببعض العادات والتقاليد التي، لا شك، نرفضها جميعا من جهة، وطرحه للموضوع من منطلق طائفي هو سابق لأوانه في ظل الإحتقان السني الشيعي من جهة أخرى، وقد تحدث عنهم بطريقة لا تسمو في رأيي إلى مستوى المسؤولية ولا ترقى إلى ما نطمح إليه اليوم من حذر شديد في التعامل مع المجتمع العراقي الغارق في وحل الطائفية والعنصرية، إن هذا الأسلوب العدواني في الطرح ذكرني بمبدعين اثنين من العراقيين المعروفين على الصعيدين العراقي والعربي احدهما شاعر له وزنه ورصيده الشعري والآخر روائي له باعه في الكتابة وبقدر ما للاثنين من مكانتهما الأدبية والثقافية لكنهما يحملان ضد بعضيهما البعض غيضا وكراهية لدرجة جعلت أحدهما يتهم الثاني بأنه ليس عراقيا وان أصوله هندية أو باكستانية وانهال عليه بالشتائم، أتساءل ما الذي يجعلنا نحن العراقيين أن نعادي بعضنا البعض بهذه الحدة؟ ولماذا يعترينا هذا الشعور بإلغاء الآخر؟ والأمر لا يختلف هنا مع الكاتب رزاق عبود في محاولته إلغاء شريحة واسعة من العراقيين عندما اعتبرهم أجانب، واعتقد بان البحث عن أصول المجتمعات أمر لا إنساني ولا أخلاقي ولا وطني، فكل المجتمعات في العالم خليط من أقوام نزحت من هنا وهناك لتستقر في ارض الله الواسعة وفي البقعة التي توفر لها الأمن والاستقرار، والعراق واحد من أكثر المجتمعات الدولية التي طالها هذا النزوح بسبب خيراته وأنهاره عبر التاريخ فهو مزيج من أقوام متعددة جاءت من بقاع مختلفة من العالم نزحت من أوطانها لتستقر فيه، فمن يضمن منا إذن أصالته على ضوء هذا النزوح المختلف والمتعدد؟ وهل بقية القوم من غير الشيعة هم عراقيون مائة بالمائة؟ وهل يجهل الاستاذ رزاق بأن طارق بن زياد الذي تغنى العرب والمسلمين بانتصاراته هو من أصل بربري ؟ وإن مجموعة من أعلام اللغة العربية هي من أصول غير عربية؟ كان من المفترض على الأستاذ رزاق عبود معالجة هذا الأمر من منطلق عراقي عراقي وليس من منطلق طائفي ويعالج الآفات العراقية بحرص العراقي على العراقيين وبتعبير أكثر موضوعية وبدون تهكم أو تجريح لمشاعر الملايين ومحاولة إيجاد حلول وبدائل لتلك العادات البالية بلهجة تخفف من حدة المعاناة وترطب من شدة الحساسية العالية التي يعيشها مجتمعنا اليوم بسبب الظروف الصعبة والقلقة والمأساوية غير الخافية على أحد، إن هذا الأسلوب في الطرح والصراحة غير المتجانسين في التعبير والهدف تعملان على صب الزيت فوق النار و تساهمان بقصد أو بدون قصد في إشعال الفتنة الطائفية أكثر مما هي عليه الآن، إن المجتمع العراقي في ظل الكبت والحرمان وفي ظل القمع والاستبداد على مر الأزمان اضطر لان يبحث عن متنفس شأنه في ذلك شأن الكثير من الشعوب المتخلفة من أوروبا ومنها أسبانيا عندما وجدت من مطاردتها للثيران في الشوارع أسلوبا للتفريغ وكذا الضرب بالطماطم وبالبرتقال في ايطاليا وليس هناك شك بان مستوى التخلف لدينا كبير اذا ما قارنا الضرب بالسيوف ومشاهد الدماء بمشاهد الضرب بالطماطم، ولكن علينا معالجة الأمر بالتي هي أحسن، وخلق حملات توعية على جميع المستويات لايجاد بدائل ترقى الى مستوى تضحية الإمام الحسين "ع" بعيدا عن الطقوس الدموية، ولست هنا بصدد الدفاع عن الشيعة كمفهوم أو كانتماء أوتقاليد، فانا ضد كل الانتماءات الطائفية شيعية كانت أم سنية، بل وكتبت عن مساوئها باعتبارها جلبت لنا الويلات أكثر من كونها اختلاف في وجهات نظر، ولست مع العادات السيئة التي تمارس كطقوس في عاشوراء، ولكنني أدافع عن الإنسان العراقي الذي عاش في ربوع الوطن وأحب ناسها وأرضها ، فالنزوح أمر مشروع لكل البشر إلى مواطن الكلأ ومصادر الأنهار، وأي مجتمع في العالم اليوم يدعي بصفاء أصالته بعيدا عن الاختلاط والتداخل فهو واهم، وماذا نسمي اليوم مئات الآلاف من اللاجئين العرب والأفارقة وغيرهم ممن هربوا من أوطانهم بسبب الجوع والاضطهاد إلى هولندا والسويد وكندا والنرويج والدانمارك وفرنسا وألمانيا وغيرها من دول العالم الذين استقبلتهم وآوتهم واحتضنتهم واعتبرتهم مواطنين ومنحتهم جنسيات وجوازات سفر وكرمتهم أحسن تكريم، إن الاستعمار البريطاني عندما احتل العراق قسم العراقيين إلى أتراك وإيرانيين فالذي يحمل الجنسية العثمانية فهو عراقي ومن لا يحملها فهو إيراني، وعجبي من تناول الكاتب مثل هذا الطرح وهو ممن يحتضن الفكر الأممي الذي لا يفرق بين بني البشر ويدافع عن حقوق الإنسان، كيف يبحث في أصول ناس كان من المفترض البحث في سبل توعيتهم وإنقاذهم من براثن التخلف والعبودية فكلنا في النهاية عراقيون، إذن ما هو دورك ومسؤولياتك كمثقف وواع في معالجة الأمور وفق الإطار الوطني الذي لا يفرق بين المواطنين؟ إنني احترم الصراحة ولكن لكل مقال مقام نحن في ظل ظروفنا العراقية الحرجة لاتسمح صراحتنا أن نقتحم ميدانا تاريخيا ونسقطه حسب هوانا على الميدان السياسي أو أن نكتب في الفن من زاوية رياضية، وأخيرا لنرفع جميعا راية الوحدة العراقية ونعمل على كسر حدة التوتر بين أبناء الوطن الواحد ونقف صفا واحدا أمام كل مخططات التقسيم على أساس عرقي وطائفي من اجل عراق للجميع عراق الحرية والديمقراطية عراق تسوده المحبة والمودة والسلام.



#حسني_أبو_المعالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحقا للشعب من أجل شيطان السلطة
- هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة؟
- الإعلام العربي: حرية نشر الخبر أم مسؤولية نشر الخبر
- الطائفية في العراق: قريبا من السلطة بعيدا عن الاسلام
- بانوراما الألوان واحتفالية الأشجار
- الفنان التشكيلي المغربي المكي مغارة وحوار العتمة والنور
- ثلاث محطات ضوء مغربية من شمس الموسيقى العربية
- أنين العود في ليل العراق الطويل
- إعلان مدفوع الثمن
- من الذي أساء إلى الإسلام غير المسلمين ؟
- الأغنية العربية في ميزان الفيديوكليب
- الشمس والغربال / رأي في الأغنية العربية
- رنين العود أنين العراق
- بغداد الحرية في ظل الاحتلال
- الإبداع والمدينة
- محنة العراق بين الإرهاب والاحتلال
- حدود اللون وآفاق الكلمة
- فضيحة أبي غريب أهون من فضيحة اختلاف الأطياف العراقية
- ليت شعري هذا العراق لمن؟
- هموم التشكيل وأوهام الحداثة


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسني أبو المعالي - للصراحة حدود يا بن عبود