أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - فراشات طائرة















المزيد.....

فراشات طائرة


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 6024 - 2018 / 10 / 15 - 17:52
المحور: الادب والفن
    


فراشات طائرة
حوار مع شابة يافعة عن النكبة
بقلم: ديــنا سليم حنحن

لتكن الفراشات التي يجمعها البعض قيد اليد فعلا وليست أحلاما، لكن هناك من يخشى هذه الفراشات فكيف له اصطيادها؟
أقيم الأسبوع الماضي مهرجان الأفلام الفلسطينية في أستراليا وقد وصلت إلى دور العرض في مدينة بريزبن أربعة أفلام، (واجب) (تقارير حول سليم وسارة) (فيلم توثيقي عن النكبة) ( البرج).
لقد أثبت الحضور تعطشه للأفلام الآتية من الشرق الأوسط، ومما راق لي الحضور الأسترالي الذي اهتم كثيرا بهذا الصرح الهام، لكن لاحظت بعض المقاطعة بسبب عرض فيلم (تقارير سليم وسارة) الذي أتهم بالتطبيع والتي لم تروج له وسائل الاعلام بشكل جيد كما روجت لباقي الأفلام، وطبعا كل واحد وظروفه، وضمن من حضر بعض المتعطشين باصطياد آراء الآخرين بالنسبة للقضية الفلسطينية، منهم الجيل الثالث أو الرابع من النكبة، يقوم بتصفية حساباته مع الآخرين بالتقاط الكلمات من الأفواه دون وعي، حتى ظهر على السقف السؤال المثير للجدل:
(من هو الفلسطيني الحقيقي)؟ هل هم من هربوا خائفين وتشردوا في بحور المسافات، وعاثوا في أراض صعب التوطن فيها؟ أم هؤلاء الذين تحملوا وتبهدلوا وغاصوا في الفقر حتى النخاع؟ أم هؤلاء الذين هربوا بأموالهم ولم يعرفوا معنى المخيمات؟ أم هؤلاء الذين باعوا الأرض وهربوا قبل النكبة وأصبحوا أسيادا للفقراء، أم هم هؤلاء الذين مكثوا في الوطن ولم يهربوا، هؤلاء الذين بعين الآخرين، خــونــة...!
دار حوار سريع بيني وبين شابة جامعية أردنية من جذور يافاوية، مدللة وواثقة بنفسها كثيرا ويعجبني الفتاة الواثقة من نفسها كثيرا، وصاحبة (أكسينت) أسترالي بحت، لكنها لم تبحث في أحداث النكبة جيدا، وتفتقر إلى معلومات هامة عن جدها الذي غادر عن طريق البر وليس كما فعلت الأكثرية في المدن الساحلية يافا وحيفا وعكا الذين غادروا عن طريق البحر... وخرجت بهذا السؤال:
ما هو دور الشباب الفلسطيني في أستراليا وفي المهجر حقا؟
هل دوره أن يحاول الاستفادة من المثقفين المطلعين على الآحداث بصورة جيدة؟ أم يكمن دوره بأن يتعلم من تجربة الآخرين وأن يقرأ أكثر عن النكبة وأن يبذل جهدا في فهم القصة كاملة؟ سبعون سنة من القراءة لم تفضي إلى أي جواب!
لماذا لم يعرف هؤلاء الشباب عن شيء اسمه (الهدنة) (ورمز المفتاح) وأشياء أخرى كثيرة، والوسائل التي أتبعت لتشريد شعب كامل، بالحيلة، وبالتهديد، وبالمساومة، وبالعنف. لكن وحتى تقوم دولة تدعى اسرائيل، وجب الاحتفاظ بعدد يتناسب مع قيام دولة، بما أن اليهود شكلوا نصف عدد المواطنين المحليين في حينه، أو أقل، ليس هذا المهم الآن، لذلك هم وافقوا على إبقاء البعض، يعني هي عملية حسابية متقنة من قبل شعب داهية استطاع أن يؤسس له دولة قبل سنة 1948، ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وخططوا لذلك بمؤازرة بعض العرب باتفاقيات غير معلنة وغيرها معلنة بعناوين تهويدية مغبشة، ولن أتحدث كثيرا في هذا الموضوع هنا، لأني كتبت الكثير في روايتي القادمة.
ويبقى السؤال عالقا في حلوق البعض، وهذا ما يخنقهم فعلا:
- كيف بقي فلسطينيو الداخل في الداخل؟ ولماذا لم يرحلوا؟
سؤال يفضي إلى برهنة أن هؤلاء هم الخــونــة!
كم استصعبت هذه الفتاة اليانعة أن تتحاور معي بما جرى في سنوات 1936 – 1948 وكلما واجهتها يتفاسير تأخذني إلى سنوات السبعين، وهي لا تذكر منها حتى مصطلح (أيلول الأسود). على ما يبدو، كان علي التحاور معها بما حصل في الحرب الأهلية في لبنان، وأكون سعيدة إن شرحت لي آرائها أكثر، لأني أبحث عن المعلومة من شفاه الآخرين ثم أذهب وأنبش عنها في المصادر حتى أصدقها، ليتها تقبل أن تجلس معي مجددا بعد أن تقرأ هذا المقال، لكني أكيدة أنه زاد عدوا آخر لي ولآرائي التي لا تعجب البعض، لا بأس، فالكلمة الجريئة مكروهة دائما!
وعندما أخبرتها أن الشعب الفلسطيني عاد في الهدنة، طلبت مني احصائية بذلك، فعلا طلب مضحك جدا، لكني إن أردت أن أفعل سأفعل، لكني أسألها ما هو رمز المفتاح في قضيتنا، وهل يوجد أبسط من هذا السؤال؟ ثم ما معنى أن يهتم المخرجون بمشاهد غلق باب الدار واحتفاظ أهلها بالمفاتيح؟ ورسم المفتاح على جدران زقاقات المخيمات في الدول العربية وفي الاعلام المرئي؟ سوف أجيبها: لأنهم أخرجوا بالحيلة من بيوتهم على أن يعودوا إليها بعد شهرين، خدعة سقط فيها معظم الضحايا، شعب بسيط وطيب القلب ويصدق كل شيء، وخائف أيضا، لكن يوجد من لم يصدق هذه الخدعة وبقي في وطنه، أمثال جدي داوود حنحن، محارب عند العصملية وفاهم الدق منيح، والذي امتنع من الخروج من بيته فقامت فرقة (داني) بتخريب دكانه وخلط السكر بالملح، لكنه تهجّر داخل الوطن، أما جدي رشدي فقد قتل أو فقد يوم النزوح لأنه لم يرض على نفسه أن يحكمه يهوديا، وحتى الآن لا نعرف مصير هذا الرجل.
لقد تم أسر الشباب وإخراج النساء والأطفال وكبيري السن إلى الساحات وأغلقوا عليهم داخل (غيتو) حتى أنتهت الحرب التي كانت مدتها يومان - في اللد آخر مدن الصمود- مسقط رأسي، وقام والدي وهو في عمر الرابعة عشر بجمع الجثث ودفنها في مقابر جماعية، وعندما عاد السكان الذين احتموا في الكنيسة والجامع وجدوا بيوتهم مأهولة بالسكان اليهود، فبحثوا عن بيوت أخرى يلجأؤون إليها، ومن يسبق يسكن، وسكن في بيت أقامت فيه جدتي التي توفيت بحادث مأسوي وهي تنتظر عودة زوجها، مدة ستة أشهر سبعون نفرا تقاسموا الزاد ريثما ينتهي حظر التجوال الذي أقامه اليهود في حينه، ومن خرج من الحي ألقي القبض عليه حتى يتسنى لهم جمع الأسلحة من البيوت، ألقي القبض على عمي وأدخلوه الأسر مدة سنة وكان معه خيرة الشباب من العائلة والأقارب وأبناء البلد، وأول مولود بعد السقوط سمي "أسير" بن عمتي، نسبة لوالده الذي كان في الأسر لحظة ولادته، هنالك تفاسير كثيرة أخرى أكتبها الآن في روايتي، وأخبرتكِ بجزء منها ع السريع، لكن الحقيقة لا تكتب في صفحة أو صفحتان فقط.
ومن هرب إلى رام الله عائلات كثيرة منهم ابن عمي أمين، عريس في مقتبل العمر، هرب مع النازحين تاركا نقوده مدفونة في البيت، وفي الهدنة عاد حتى يستعيد النقود حتى يصرف على العائلة منها، وعاد معه شقيقه بشارة، أطلق الرصاص على أمين ومات في أرضه وجرح بشارة، وهو شاهد واحد من ثلاثين شاهدا على أحداث النكبة، التقيت بهم في أمريكا ودونت شهادتهم وشهادات الذين ما يزالون أحياء وسوف تنشر في الرواية.
سؤالي المباشر: لماذا ترفضون الإنصات لمن لهم باعا في هذه القضية، ولماذا لا تقرأؤون المزيد قبل أن تخرجوا في حوارات ساذجة وغير مقنعة مع الآخرين الذين، استمعوا إلى الأحداث التي جرت وحاولوا الانفتاح على الآخرين وسماع وجهة نظرهم حتى لو كانت مختلفة، أنتم باندفاعيتكم أكثر الناس ضررا على نشر الوعي بين الناس والتقدم في مجالات البحث والعلم والاستفادة، حتى يتباهى بكم الجيل الذي سيأتي من بعدكم، أنتم جيل المستقبل وعلقنا آمالا كبيرة عليكم، لا تفكرون إلا بموضوع واحد فقط هو، ألا تتناولوا القهوة في محلات (ستار باكس).



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النادمون
- امرأة جميلة في حالة فصام
- إلى من أذلهم الحبيب
- في يوم ماطر
- مسايرة النفس المتألمة
- شموخ هو أن تسير في شوارع روما العتيقة
- لا بدائل للحزن
- شعوب تحت القمع
- مجرد خاطرة - دبابيس
- النبي يونان - يونس - يتظلل بشجرة في مدينة يافا
- مشهد اليوم في المتحف الأسترالي
- ذكريات لا تنسى من يافا
- مسرح شكسبير
- وأصبح النهار مراكب ذكريات
- الكذب
- بين أروقة التاريخ
- الحب المقدس أم الجنس المقدس
- قصة واقعية من قصص النكبة أبطالها من مدينة اللد
- سارقة الورد
- عن رواية -الحلم المزدوج- لدينا سليم: سيرة عن هجر الوطن وأوجا ...


المزيد.....




- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - فراشات طائرة