أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - ايام في ذاكرتي














المزيد.....

ايام في ذاكرتي


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6018 - 2018 / 10 / 9 - 09:21
المحور: الادب والفن
    


دقائق معدودات تفصل بيني وبين محكمة الثورة سيئة الصيت والعجلة تسير بسرعة تخترق الشوارع شارعاً بعد شارع الى اين لا ادري، وانا اسرق النظر من خلال النظارة السوداء يميناً وشمالاً ولماذا لا ادري هل عصيت القانون ، هل قذفة احد ، هل سرقة ، هل اختلست من صندوق الدولة ، هل قبلت الرشوة ،لا والف لا ، وطريقي ما طريقي ، من يسعفني الى الهداية، لم اكن ضعيفاً، ولكن اريد ان اعرف عن ماذا انا بين سلاسل حديدية ، وشبابيك العجلة تصر صراً بين حين واخر، ونظرات رجل الامن من خلف الحاجز بين حين واخر ، كل انسان خطاء ،اما انا لم ارى في نفسي ذلك المسوغ الذي يسوقني لهذه الظلمة ،ماهية الخطيئة التي يجب الاعتراف بها لو سئلني القاضي المُنَصب لهذه المهمة التافهة وما ذنب ابي الكهل والذي بلغ من العمرعتيا وانفاسه وتسبيحه ونظرات العطف والحنان المتوسمة في وجهه الملائكي ، ولو كانت هناك خطيئة لكانت تؤرق مضجعي كثيرًا، فلا استحي ان اعترف بخطئي ، وَلاَ اغالب مَجْرَى النَّهْرِ، مَنْ يكتم خطاياه لا ينجح، رحت افكر، رغم ان السكون يخترق ليلي واتابع مجريات عمري ساعة... ساعة ،لحظة ...لحظة طفولتي صباي ومراهقتي . بعد اقترابي شعرت بالمرارة ،سئلت رجل الامن اين نحن، اجاب انها المهزلة ،اي دولة مهزومة تعيش قلقة خائفة ،لا تنتج إلا الظلم والقهر وتعودت على القتل، المراوغة والمخادعة . ويداي المكبلة بالحديد ، انظر الى وجه والدي الملائكي الذي سيق معي وهو ينظر لي بعين الرأفة ونسي نفسه تذكرت كان يريد ان يوصل احساسه.. من خلال زفرات انفاسه .. أراد أن يوصل كلماته الى قلبي وانا افترق منه ، وجه والدتي الحنونة التي علمتني كيف أتغلب على وجعي وخبز تنورها و جراحها واحزانها وصبرها رحمهما الله .أدركت بعد رحيلهم أن هناك بكاء دون دموع، وصراخ يمزق الحنجره دون أن يُسمع ،، واليوم اصبحت لا احسب يوم من عمري دون ان اذكرهما بالخير ، وصبر اختي وتعبها ، وقلق اخي الصغير وهو في الجيش ،وخرجت أقف عند باب آخرى لدنيتي رغماً عني واقراء مع نفسي سور التعويذ ، واية الكرسي ،ياما في السجن مظاليم ،( واصبح اكلي وشربي كانَ* ) واسمع صوت السجان والعنقرجي* والمساجين ، الظالم والمظلوم وقلت في نفسي لابد من الرحيل ،،وداعاً للزمن الماضي ... وان ابيت ذلك ، ليخفف عني اوجاعي الحالية ....
=================================
العنقرجي* : هو المستخدم لاحضاروتنظيف وتوزيع الاكل في السجن ، دائما ينسب من الادارة
كانَ*: كل ما يتم تجهيز السجين من قبل ادارة السجن
عبد الخالق الفلاح –کاتب واعلامی



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارهاصات عراقية مستقبلية تعني التفائل
- الفيليون وثقة القيادة والبناء
- ايران النصر وامريكا الخذلان
- اشراقة اليوم
- الماضي والمستقبل وتجاوز الارادة الجماهيرية
- شكر وتقدير لوزارة الخارجية العراقية
- العراق بحاجة الى رئاسات ام عقول مدبرة...؟
- المشاورات الجديدة تهدئة للغليان ام هوية مواطنة ...؟
- البصرة ...لا تضيع وجهها الباسم
- هل معاناة البصرة ثمن عطائها
- طفح الكيل ومثل ما رحتي ايجيتي
- الكتلة الاكبر المهم ام البرنامج الحكومي
- الدخول في المعارضة الكذبة الجديدة
- العراق... مخاض الكتلة الكبرى في ظل الخلافات
- سياسة التجويع لا تُركع الشعوب الحرة
- الكتلة الكبيرة بين الضبابية وفقدان المعاييرلتشكيلها
- العقوبات على ايران تضليل وتناقض في الخطاب الامريكي
- العراق...التجاذبات والمتناقضات بتأثر المتغيرات الدولية
- العراق والتوازنات الداخلية والخارجية
- ترامب لا يعرف الصديق بل يستنزف ماله


المزيد.....




- مغني الـ-راب- الذي صار عمدة نيويورك.. كيف صنعت الموسيقى نجاح ...
- أسرة أم كلثوم تتحرك قانونيا بعد إعلان فرقة إسرائيلية إحياء ت ...
- تحسين مستوى اللغة السويدية في رعاية كبار السن
- رش النقود على الفنانين في الأعراس.. عادة موريتانية تحظر بموج ...
- كيف نتحدث عن ليلة 13 نوفمبر 2015 في السينما الفرنسية؟
- ميريل ستريب تلتقي مجددًا بآن هاثاواي.. إطلاق الإعلان التشويق ...
- رويترز: أغلب المستمعين لا يميزون الموسيقى المولدة بالذكاء ال ...
- طلاق كريم محمود عبدالعزيز يشغل الوسط الفني.. وفنانون يتدخلون ...
- المتحف الوطني بدمشق يواصل نشاطه عقب فقدان قطع أثرية.. والسلط ...
- وزارة الثقافة السورية تصدر تعميما بمواصفات 6 تماثيل مسروقة م ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - ايام في ذاكرتي