أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ليلو كريم - محنة الدولة الشخصية ..














المزيد.....

محنة الدولة الشخصية ..


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 6008 - 2018 / 9 / 29 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الممارسة الديموقراطية التداولية للسلطة تُعيد الحيوية للنظام وتُطيل من فترة شبابه فلا تحتقن مؤوسسة الدولة وتتبلد وترتهن بعمر الحاكم ووجوده السلطوي .. إنما الدولة الديكتاتورية تحيا ما حيا الحاكم ، وهي مرتبطة به ، أو كأنها هو ، فإن غضب غضبت ، وأن ضعف ضعفت ، تهيج بهياجه وتهدأ بهدوءه ، حتى تحمل إسمه وتفكيره وسلوكه ، وبعد تلبسه بها وإن أختفى من السلطة أختفت معه كتوأمين سياميين ملتصقين ، وبعد الإطاحة به أو موته تنكشف الدولة ككيان ضعيف هزيل يتدحرج نحو القبر كما حدث في حالة ستالين ومحمد حسني مبارك وعلي عبد الله صالح ، أو تموت وتسقط فور موته أو سقوطه كما حدث في حالة هتلر وصدام والقذافي ، والمهم في هذا التشخيص أن الدولة حين تتحول الى شخص الحاكم يُفرض عليها وبقوة وجوده وعدمه ..
قد يظهر على الدولة إنها كيان عنيد يصر على الاستمرار بعد موت سلطة الشخص الحاكم ، فيُقال أنها دولة قامت من الركام أو هي في طور العملية السياسية أو عادت لتعمل ، وهذه أقوال لا تنظر لعمق موضوعة عودة دولة ارتبطت طويلاً وعميقاً بشخص ، فالذي تركه الحاكم في الدولة تغلغل وتوغل عميقاً في الذهن والنفس ، فتأتي سلطة جديدة سرعان ما تنجذب الى أرث الحاكم السابق ، وفي الشعب ميول قسري نفسي ليستحضر شخصية الحاكم السابق ..
ما زال العراق عراق صدام حسين ( شخصية صدام حسين ) ، ذلك الأب الشرقي الحاد الملامح والمنفرد بالسلطة المنزلية والقامع . الأب المزعج والمُهاب ، الذي نخافه وننجذب له ، وكاننا نتعاطى ونُدمن ما يضرنا ، الأب الذي يُشعرنا بالأضطهاد والفخر .. !!
الدولة السابقة كانت فاسدة سياسياً ومالياً والحالية كذلك ، الدولة السابقة عسكرت الشعب والحالية كذلك ، كانت تلك دولة الحزب الواحد والحالية كذلك ، كانت تلك دولة الحروب والحالية كذلك ، كانت تلك دولة متوترة والحالية كذلك ، كانت تلك الدولة تُعلي من الخطاب الوطني على حساب المواطن والحالية كذلك ، وما تبقى إلا أن يقفز رجل شرس عنيف الى اعلى هرم السلطة له خبرة سياسية وأمنية وبعمر النشاط والحيوية لتُعاد تلك الدولة أو بالأحرى يُستكمل بناء هذه الدولة وفق تصميم تلك والاستكمال يُنجر بشرط رفع واشنطن يدها بالتمام كما فعلت لندن وسمحت بحكم العسكر الديكتاتوري وتفرد شخص بالسلطة وافتتاح عهد سلطة الحاكم المطلقة ..
بينما يبدو الواقع السياسي الشيعي العراقي كرجل مُسن بذيء ، يدفع السُنة بفتية شباب الى السلطة ، فالسُنة فهموا مخاطر الإصابة بالسُمنة والترهل المصاحب للشيخوخة والهرم ، ويعملون بخط حيوي فتي مواز لخط مترهل يُسرع لمغادرة عمر الحيوية ، وبسقوط السلطة تسقط طائفة السلطة حسب ما أعتقده ، فحين سقط نظام صدام سقط الأقليم السُني بدايةً عن السلطة ومن ثم سقط بيد تنظيمات متطرفة آخرها تنظيم دولة ..
لإنتاج دولة ديموقراطية لزم ملازمة العالم الديموقراطي ، وقبول مشروع ماريشال سياسي غربي يدفع بالمشاريع الأخرى المحيطة ويُسور حولنا ، ومن ثم التأقلم مع التحديث والدخول معه في حوار لإنضاج النظام والمجتمع كما حدث في المانيا واليابان ، ولكن هذا ما يُعتبر من الأماني الحالمة ، فعقلية الرجل السياسي العراقي قادمة من اعماق القبيلة والطائفية ونزعة النهب والاستيلاء والغنيمة ، وتضل السلطة كقافلة محملة بالكنوز لا يصونها قانون أو دستور أو ثقافة سياسية عامة تفهم وتحترم التداول السلمي للسلطة وتؤمن بالحرية والمشاركة والتنوع ..
الدولة الديموقراطية يجب أن تقترب من الفرد المواطن عبر القانون والإدارة وتُقسره على نزع الشخصية الديكتاتورية من نفسه وتضعه تحت المراقبة القانونية والادارية والتعليمية والصحية وتُطيل من المراقبة والتقويم ..
تأهيل المواطن الى درجة مناسبة من ثقافة المواطنة يساهم في دعم النظام الديموقراطي التداولي ويقلل من فرص قيام نظام ديكتاتوري ..
ارتبطت دولتنا بالسلطة ، وارتبطت السلطة بشخص ، فارتبطت الدولة والسلطة والشعب بشخص ، وبالتدريج صار الشخص هو الأكثر تجلياً فبهُتَ تجلي الدولة والشعب ، وحينما أزيح التجلي الغامق برزت الدولة والشعب بروزاً خافتاً شاحب فشخصية الحاكم امتصت حيوية ونظارة الدولة والشعب ، ووفق هكذا علاقة سارت السلطة الجديدة .. وكدول أخرى ارتبط عمر الدولة العراقية بعمر الحاكم ، فإن ذهب ذهبت معه ، ومع مجيء سلطة جديدة تقوم دولة جديدة بنظام مغاير وشكل علَم جديد وآلية سياسية جديدة وعهد آخر ، وننتظر شخصية حاكم يختتم المشهد ..
هل يعود السُنة الى سُنة ما قبل ٢٠٠٣ ، فيندفع عرق فتي الى الصدارة مكتسحاً الكُل في طريق اندفاعه ويرجع الباقون الى الأنفاق مُطاردين وتتقدم الدولة بالسن معقدةً بسن الشخص الحاكم وتنتهي بنهايته ؟؟..



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علِمها أن تكون ......
- يا شيخ . . . .
- دولة خدمات اولاً
- مقال في القيمة الفائضة النسبية
- سماوة القراءة
- وفيما هم سائرون . .
- الحبر المُعلَن ، والحبر السري
- فتوى بحق المشرق
- يا ضحايا قطاع ١٠ .. من قتلكم ... من ؟
- فاضل ، إقرأ
- سائرون ، بابوية أم بابية ؟
- هذا الشيوعي
- الجن والعلم
- نريد ملك ، مؤثر
- المُجرَب لا يُجرَب .. آخر أختراعات رجل الدين
- مواطن مدبلج
- اللجوء النفسي
- السردية الصغرى ، والكبرى .. ونزعة الإنتحار
- قادة العقول ، وقادة الأبدان
- كيف ننتخب المقدس ؟


المزيد.....




- بعد الملاعق... كيت بلانشيت تتألق بإطلالة من الأصداف ودبابيس ...
- بيونسيه وجاي-زي بإطلالات مستوحاة من الغرب الأمريكي في باريس ...
- هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية: الضربات الأمريكية جعلت -فورد ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية -تضررت بشدة- جراء الضربات الأم ...
- قاآني يظهر في طهران بعد شائعات اغتياله، فمن هو الرجل الذي يق ...
- واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء ال ...
- مسلم ومناصر لفلسطين.. زهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهي ...
- حلف الناتو ونسبة 1.5% الغامضة من الإنفاق الدفاعي.. الشيطان ف ...
- دول الناتو تصادق على زيادة استثنائية في الإنفاق الدفاعي
- القوات الروسية تواصل التقدّم في شرق أوكرانيا وتنفذ موجة قصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ليلو كريم - محنة الدولة الشخصية ..