أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - الجن والعلم















المزيد.....

الجن والعلم


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 5858 - 2018 / 4 / 27 - 01:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بحسب ما أفهمه من الفيزياء ؛ يتحول الجسم المادي الى طاقة إذا بلغ سرعة الضوء ، وأدبيات النصوص الدينية والمنقول الشعبي الديني يقول بأن الجن يستطيع بلوغ سرعة الضوء ، ولكن هذا القول لم يُثبت علمياً ، أي أن القول لم يدخل في حيز التطبيقات التي هي نتاج بحث علمي ، وضل القول بنصه ومنقوله بعيد عن البحث العلمي ، وبالتالي لا سبيل للتأكد منه عملياً عبر تطبيق علمي ، وليس بين أيدينا غير قصة ..
العرافين وأهل التكيات والسحرة يتعاملون مع كائن أسمه ( الجن ) ويؤكدون أنه كائن موجود ، مخلوق ، يمكن التواصل معه ، وتسخيره ، وهو يسبب أذى للإنسان ومنفعة ، ولكنهم لا يعرضون التطبيق العلمي العملي لكيفية التعامل مع الجن ، وبالتالي تضل القضية غامضة غير علمية ..
بما أن الجسم المادي حين يبلغ سرعة الضوء يتحول لطاقة فأن الجن كائن طاقي ، أي أنه ليس جسم مادي ، وإلا فلا يمكن له بلوغ سرعة الضوء والبقاء على قيد الحياة لو كان جسم مادي ، فإذا قلنا إنه طاقة ، فالطاقة ليست بثبات المادة ، فكيف للجن أن يستقر بحالة التوقف عن الحركة ، أو يتباطيء الى أقل من سرعة الضوء ..
هل للجن ككائن طاقي وعي ؟؟..
لا يبت هذا المقال في القضية ، ولا يقرر نظرية نهائية فيما يخص المادة والطاقة وسرعة الضوء ، والعلم بين لنا أن القوانين الفيزيائية ليست بذلك الثبات الذي ظنه الأقدمون من علماء الفيزياء ، وقد أذهلت قوانين فيزياء الكم عقول علماء العصر وما زالوا في حيرة منها وهي تتلاعب بهم وتتملص من أطواقهم ومصائدهم المختبرية .. لكنني أطرح القضية بحسب الفهم المتوفر والحد العلمي الذي وصله عقل الإنسان ومدركاته الحسية ، وأحتج على الذين يؤكدون أمكانية التعامل مع الجن ككائن يمكنه التواجد في مكان وبحالة مستقرة ثابتة ومخاطبة وعيه ، دون أن يأتوا بأي سند علمي رصين أو تطبيق علمي عملي ..
تطرق القرآن لموضوع الجن ، وأكد بأن الجن كائن عاقل مكلف دينياً ، والنص القرآني يقول : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون .. وللجن سورة كاملة مخصصة تبين أن لهم لغة ووعي ، ولكن النص لم يطلعنا أي لغة يتحدث بها النفر من الجن في السورة ، أو في أي زمن من التأريخ جرت أحداث السورة ، ولهذا لا يمكن أعتبار سورة الجن توضيح علمي أو سند فيزيائي تطبيقي ، والسورة مجرد قصة تنتمي لعالم الأدب ..
في الإنجيل وبحسب الترجمة العربية كأن لفظ الروح الشريرة أو الروح النجسة يشير للجن ، وأوضح نص إنجيلي يتناول الجن ورد في إنجيل متى الأصحاح الثاني عشر : (( إذا خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز في أماكن ليس فيها ماء ، يطلب راحة ولا يجد
 ثم يقول : أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه . فيأتي ويجده فارغا مكنوسا مزينا ثم يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أخر أشر منه ، فتدخل وتسكن هناك ، فتصير أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله )) ولكن كلمة جن لم ترد في الانجيل بالمعنى الذي عناه القرآن (( وقد سأل قداسة البابا شنوده الثالث بعض أساتذة اللغة العربية فقالوا أن معناها مجرد أرواح تحت الأرض )) وبالرجوع للنص التوراتي حيث لفظ ( جن ) يأتي بحسب الترجمة العربية بينما الأصل العبري للكلمة هو (( "اوب" אוב ومعناها "أجوف" أو "اناء فارغ" )) ولا ذكر للفظة ( جن ) وفق المنطوق العربي ..
لا يمكن بأي حال مما يتقبله العلم العصري الركون الى اللفظ النصي الديني لكلمة ( جن ) في المصطلح العلمي الحديث ، والنص الديني لم يتطرق للجن بشرح علمي فيزيائي وكيميائي واضح ، بل راح يتحدث بصيغ أدبية روائية ، فتوصيفات مثل التخفي والتستر والأجوف والإناء الفارغ وجنود أبليس ليست علمية ، فهي أوصاف أدبية ، والكلمات المرصوفة بقصد أدبي لا تفيد الرصف الفيزيائي والترميز الكيمائي الذي يعتمد على الرياضيات والتراكيب بحسابات دقيقة يمكن أن يُعاد استخدامها من البشر لإنتاج المطلوب (( العلم (بالإنجليزيّة : Science) هو الفكرُ الناتج عن دراسة سلوك وشكّل وطبيعة الأشياء ؛ ممّا يؤدي إلى الحصول على معرفة عنها )) ..
وفق المعايير والشروط العلمية يضل الجن قضية بلا دليل ، أي أنه موضوع في حيز الأسطورة ، أو الخرافة ، وحتى رجال الدين بمختلف معارفهم لم يحققوا كشفاً علمياً في الموضوع ، وما زال الخلاف دائر بينهم حول طبيعة الجن وأشكاله وكل ما يتعلق به ، ولكن أهل الدين يعترضون وبشدة على أي منكر لوجود الجن وهذا تفكير غير منطقي ولا عقلي ..
لا أجد من تفسير لعدم إحالة المسائل التي يعجز عنها رجال الدين الى العلماء بحسب تخصصاتهم ، كالفيزياء والكيمياء ، فهناك مسائل تعجز عنها المجامع والمؤوسسات الدينية لأنها تتطلب أهل اختصاص علمي للنظر فيها ، ولكن أهل الدين يتحرجون من أدخال أهل العلم بالمسائل تلك ، ويضل الخلاف بين رجال الدين حولها ..
بالأمس استمعت الى مقطع يوتيوب للدكتور عبد الرزاق الحمد متخصص طب نفس ، وقد ذم وأنتقد أهل الدين وساوى بينهم والسحرة المشعوذين والعرافين الدجالين في استغلال جهل الناس لأجل المال والربح السريع ، مع أن هيئة الدكتور تدل على أنه متدين ملتزم ، وايضاً استمعت لطارق السويدان وهو يُنكر ويرفض القول بتلبس الجن بجسد الإنسان وفي جلسة من برنامج من تقديمه وافقه الرأي رجل من الملتزمين دينياً ، وهناك الكثير من رجال الدين من يُنكر القول بدخول الجن الى جسد البشر ويعتبرونه قولاً كاذب لا أساس ديني له ، ومع ذلك ؛ فهناك من رجال الدين ممن يُصر على القول بالتلبس ويُسخر النصوص الدينية لإثبات اعتقاده ، ولكن ليس من دليل علمي يُقدم يُثبت قطعاً اعتقاد المؤيدين للقول بالتلبس ..
لا الفيزياء ، ولا الكيمياء ، ولا المختبر أو الرصد العلمي وفر دليل قاطع في الجن ، وتضل القضية في حيز العرافين والسحرة والرُقاة ، وهولاء لا أدلة علمية ملموسة لديهم تثبت وجود الجن ، وحتى بعد مرور أربعة عشر قرن على القول القرآني في الجن والجان لم يثبُت فعلاً وجود هذا الذي تحدث عنه النص المقدس ..
يفصل القول القرآني في شكل الإنسان وتفاصيل وجهه (( أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ )) بينما لم يتطرق القرآن للتفصيل في هيئة وشكل الجن .... !!!!!



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد ملك ، مؤثر
- المُجرَب لا يُجرَب .. آخر أختراعات رجل الدين
- مواطن مدبلج
- اللجوء النفسي
- السردية الصغرى ، والكبرى .. ونزعة الإنتحار
- قادة العقول ، وقادة الأبدان
- كيف ننتخب المقدس ؟
- غزوة أم إنقلاب
- هل سننتخب آية العظمى مرة أخرى ؟
- فرانكفورتيوا بغداد
- أختر قائداً : سياسي . رجل دين . مفكر
- ليه يا مصري ..
- قداسة بابانا .. ضدنا أم معانا
- يوسف زيدان وموقعة النهروان .. أما بعد :
- ما هذه الخلائق الغِثاث العِجاف .. مقاربة بحثية .. جزء أول
- مملكة الصمت سابقاً .. مملكة الخنق حالياً
- بمناسبة الترويج لقانون الأحوال الشخصية الجعفري ... برلمان بل ...
- أتذكرون كيف تُصنع الديكتاتورية في بلادنا
- نظام الحكم وتدافع التشريع والشريعة
- السيستاني ليس الحل


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - الجن والعلم