أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - في ذكرى تأسيس الحركة الشيوعية العراقية .. بعض التجارب والدروس .















المزيد.....

في ذكرى تأسيس الحركة الشيوعية العراقية .. بعض التجارب والدروس .


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 11:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمر هذه الأيام ذكرى تأسيس الحركة الشيوعية العراقية وحزبها الشيوعي ، في 31 آذار 1934 ، وهي ذكرى كبيرة وغالية على قلوب وعقول أوساط واسعة من الشعب العراقي ، خاصة مثقفيه وكادحيه ، نساءه ورجاله ، شبابه وشيوخه ، في المدن كما في الريف ، لما حمل هذا التأسيس الجديد من طموحات وأحلام كبيرة ومشروعة ، وتطور نوعي ، في الوعي الإجتماعي والسياسي ، الطبقي والوطني ، وطرح مهام يسارية حديثة ، وطنية وديمقراطية برنامجية كبيرة غير مطروقة سابقاً ، وساهم في النضال الوطني والمطلبي العام ، ووقف بوجة السيطرة الإستعمارية البريطانية على بلادنا ، من أجل تحقيق الإستقلال الوطني الحقيقي ، وعمل ضد السلطة الرجعية المتخلفة من أجل قيام سلطة وطنية ديمقراطية ، ودولة حديثة ، تقود التقدم والتطور الإجتماعي ، ووصل الى جميع القطاعات الشعبية والجماهيرية ، وساهم في الحراك الإجتماعي ، وعملية التحديث الفكري والثقافي والأدبي . لقد كان تأسيس الحزب الشيوعي العراقي حاجة وطنية موضوعية ، وعلامة كبيرة على طريق التطور المجتمعي الذي بدأت بوادره تتجمع في مطلع القرن الماضي ، في محاولات جادة لتطوير المجتمع والدولة .

لقد لعب يوسف سلمان يوسف ( فهد ) ومجموعة الرواد الأوائل وأوساط ومجموعات ماركسية وإشتراكية وديمقراطية عديدة دوراً خاصاً في تكوين النواتات الأولى ، وتوفير الشروط والأدوات الضرورية والأساسية لقيام ذلك البناء التاريخي وإنطلاق المشروع السياسي ، الماركسي الثوري ، وبرامجه وأساليبه وعمله على الصعيد الجماهيري والوطني ، ومن الطبيعي أن تقع أخطاء ومشاكل ، ناتجة عن مستوى التطور الفكري والسياسي ، الإجتماعي والفردي ، بالإضافة الى الظروف العامة التي كانت تمر بها الحركة الشيوعية العالمية ، والتجربة السوفيتية في زمن ستالين ، والأخطاء والمشاكل الفكرية الفادحة التي كانت تمر بها ، وإنعكاس كل ذلك على بذور التأسيس في العراق وفي كل البلدان الأخرى .
لكن السؤال الرئيسي والذي أجيب علية بالإيجاب مقدماً هو : هل نجحت الحركة الشيوعية العراقية وحزبها الشيوعي في توفير الشروط الأساسية الفكرية والتنظيمية والجماهيرية السليمة للولادة والتأسيس الطبيعي ؟؟ وهل نجح فهد في تأسيس حزب شيوعي ثوري في بلد متخلف ، بل غارق في التخلف والبدائية ، بلد يعاني من التركة الثقيلة والمخيفة ، العثمانية والبريطانية الإستعمارية والإقطاعية المحلية المتخلفة ؟؟ أعتقد إن ذلك حصل وتحقق ، وبدرجة كبيرة من النجاح . ولكن هل حصلت أخطاء ونواقص ومشاكل كبيرة وجدية ؟؟ حصل كل ذلك أيضاً ، لكن المحصلة العامة ، والخط العام كان إنجازاً كبيراً ومتطوراً ، بل ومذهلاً أحياناً ، إذا ما راجعنا وعرفنا الظروف العامة والخاصة التي أحاطت بالتأسيس ، والإمكانات البشرية والمادية الشحيحة التي كانت بحوزة فهد ورفاقة ، والصعوبات الأمنية والمخاطر المحيطة بهم في ظل العمل السري القاسي والمعتم . لقد نجحوا في تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ، بعد إن أنجزوا مهمة تعريق الماركسية الى حد ما ، وربطها بالظروف والمهام الوطنية الخاصة في تلك المرحلة ، وتميز الموقف والخط العام للحزب بالوضوح الوطني والطبقي الشديدين ، وهذا جوهر هام في تجربة التأسيس !!

وتجربة التأسيس تحتاج دائما الى مراجعات نقدية موضوعية ، والى قراءات وثائقية معمقة ، من قبل الشيوعيين والماركسيين والمؤرخيين ، وهذه المهمة لم تنجز بالشكل المطلوب الى الآن ، لأسباب كثيرة يطول شرحها في هذا المجال ، لكنها تبقى مهمة كبيرة وجديرة بالإنجاز بعد إن أصبح تاريخ الحركة الشيوعية جزء من التاريخ الوطني العراقي بكل تفاصيله المذهلة .
لقد مرت مياه وأحداث كثيرة وكبيرة في تاريخ الحزب والوطن والشعب ، وساهم الحزب في تحريك الأحداث الوطنية الكبرى ، وتعرض لحملات من القمع والملاحقة والتخريب المنظم الداخلي والخارجي لتصفيته وإقصاءه ، وحقق نجاحات وأعمال كثيرة وخاصة في مرحلة قيادة فهد ، وتعرض الى تشويهات فكرية وتنظيمة خطيرة ، وكانت أكبر الخسائر هي تصفية الرفيق فهد ورفاقة على يد السلطة الرجعية الجائرة عام 49 ، وبتوجيه ونصائح من المخابرات البريطانية كما تؤكده الوثائق البريطانية نفسها ، التي رأت في فهد خطراً حقيقياً على مصالحها في بلادنا .
إن هذه الضربة القاصمة التي تعرض لها الحزب على يد السلطة الرجعية العميلة ، مع الحملات القمعية المتلاحقة لتصفية بقية الكوادر والمنظمات الحزبية ، وظروف العمل السري القاسية والطويلة ، شكلت منعطفاً حاسماً ، سيقرر إمكانات الحزب ودورة ووجودة الى الآن ، وفتح هذا الفراغ الإستثنائي الباب أمام قيادات ركيكة وهزيلة وهامشية ، قلبت سياسات الحزب العامة ، وخطه السابق ، رأساً على عقب ، حسب إجتهاداتها وإمكاناتها الفكرية وتجاربها الشخصية المحدودة ، كما حصل مثلا مع بهاء الدين نوري ، الذي قاد الحزب وطرح البرنامج المعروف بإسمه الحركي ( برنامج باسم ) الذي شكل قطيعة حادة مع البرنامج الأول ، وحميد عثمان الذي جاء لاحقاً ، وشخصيات عديدة فرضتها الأحداث والحاجة ، وليس الإختيار الطبيعي والتطور الموضوعي للعمل ، كما في حالة عزيز محمد الصارخة ، وجميع الأسماء السليبة الأخرى المعروفة في الأوساط الحزبية وغير الحزبية حتى هذه اللحظة .
طبعاً لا أريد أن أصل هنا الى إستنتاج مفاده إن وجود فهد ومن ثم غيابه سيشكل قدر الحزب ومصيرة اللاحق ، حيث سيذهب كل شئ بذهابه ، وهذا يتعارض وينفي الرأي الأول ، حول الحاجة الإجتماعية والوطنية لنشوء وتكوين الحزب ، والتي لاترتبط بشخص ، مهما كانت مواصفاته ، رغم الدور الخاص لبعض القادة والشخصيات الإستثنائية في التاريخ . لكن عموم الظروف والأحوال التي تلاحقت وتجمعت في الحزب وعلى الحزب ، كرست تلك الخسارة الكبيرة ، ولن تسمح بتعويضها ، ومن ثم حصل ما أسميه بالفراغ التاريخي ، ومن هنا بدأت الأزمة والمشاكل الفكرية والتنظيمية والسياسية المتلاحقة ، والتي نعيش أبشع صورها هذه الأيام ، والمتجسده في الموقف الخاطئ والمائع من الإحتلال ، كإمتداد طبيعي وموضوعي لتاريخ الإنحراف والتخريب للحزب من داخله ومن خارجة ، بهذا المعنى تكرس وتجسد غياب فهد المأساوي .
لقد كتب الكثير عن هذه المناسبة هذه الأيام ، وكان الكثير مما كتب يعكس مأساة العقل ( الشيوعي الرسمي ) وإنحطاطه ، وهو يعبر بإنشائية فجة ، عن أيمانية غريزية بدائية ، تعادي العقل والمنطق والمنهج الماركسي النقدي ولا تستخدمة ولا تقترب منه ، بل تنفيه وتعارضه ، وبالمناسبة فأنا لست ضد الإحتفال والإحتفالية ، ولكن هذا شئ آخر وقضية أخرى . أتحدث هنا عن غياب منهج المراجعة والنقد والمعالجة ، والتصدي للأخطاء الكبيرة المتكررة ، وهيمنة المنطق الإنشائي السطحي والتبريري ، وطريقة الردح العقيمة حول معاداة الحزب والعمل التخريبي المزعوم ، الذي يعكس حالة مرض مزمن ، يصعب معالجته وتجاوزه . كما ألاحظ غياب مساهمات العديد من الكوادر والأسماء القديمة والمعروفة والأعضاء القدماء بهذه المناسبة وغيرها من المناسبات والأحداث ، رغم اللحظات الحرجة والمصيرية التي يمر بها الشعب والوطن والحزب ، وهو أمر يبعث على التساؤل والتشاؤم من الحالة التي وصل إليها الوضع الداخلي للحزب ، ومن هذا الصمت المريب ، بينما مصلحة الحركة الوطنية والشيوعية ووضعها الراهن يتطلب من الجميع المساهمة الجدية في التقييم والجدل الدائر ، أو على الأقل كشف بعض المعلومات والصفقات والأخطاء التي يعرفونها .
أتابع بإهتمام بالغ كتابات وآراء الماركسي العراقي الكبير حسقيل قوجمان ، لما يتمتع به من ذاكرة عراقية قوية مليئة بالأحداث والتجارب الغنية والعميقة ، مع رؤية صريحة وشاملة ، ومنهج ثوري موضوعي دقيق ، ولغة رشيقة وعميقة ، وهو يتناول موضوعاته ومتابعاته للفكر الماركسي والشأن العراقي السابق والراهن ، رغم إختلافي الكامل معه ، خاصة مايتعلق بستالين والتجربة الستالينية ، وهذا موضوع آخر يمكن العودة إلية في مجالات أخرى .
لقد تناول موضوعات كثيرة ، فكرية وتنظيمية شائكة ، وأبدع في معالجاته الوطنية والطبقية والماركسية المعمقة ، وكان آخرها مناقشته لآراء الكاتبة سعاد خيري والفنان فيصل لعيبي عن ( موقف عضو الحزب المخلص تجاه حزب انحرفت قيادته عن السلوك الماركسي الحقيقي ) و(الواقع العملي اليومي في الحزب الشيوعي العراقي وموقف المخلصين للماركسية ولسياسة فهد من الحزب لدى انحراف قيادته عن الخط الماركسي وعن سياسة فهد ) .
إن موضوع عضو الحزب وحقوقه وواجباته ، هو موضوع أساسي وشائك في بناء الحزب وحياته الداخلية وعمله ونشاطه اليومي ، ومن ثم إجازاته ونجاحاته ، أو إخفاقاته وفشله ، حيث يتقرر كل شئ على نوعية ودور عضو الحزب والمنظمات الحزبية القاعدية ، النشيطة أو الخاملة ، والذي منهما يتكون الكادر والقيادة والحزب كله لاحقاً . وتعتمد كل النتائج على التكوين الفكري والسياسي والتطبيقي ، والإعداد الفردي والجماعي العالي لعضو الحزب وكادره ، والمنظمات الحزبية القاعدية الأخرى ، ومساهمة الجميع في رسم وتنفيذ سياسة الحزب السليمة .
لقد توصلنا الى إستنتاج أساسي وفي وقت مبكر بالنسبة لتجربتنا الخاصة وعمرنا الحزبي ، وبالإستناد الى تحليل فكري وتنظيمي وسياسي نقدي ، ومراجعة لمجمل المحطات والمنعطفات الأساسية في تاريخ الحزب ، إن الحزب يعيش أزمة بنيوية شاملة ، تسببت فيها قيادته التي سيطرت عليه بأساليب بعيدة وغريبة عن الماركسية ، وقادته في نكسات ومتاهات متكررة ، وألغت دور الأعضاء والكوادر، بل وحتى بعض العناصر القيادية ، التي كانت لاتقدم ولا تؤخر حسب إعترافها العلني !! لقد سمعت في كردستان من كادر مقرب من القيادة اليمينية ، وهو يكرر ويعلق على الهجوم الساحق والشامل الذي قادته السلطة الفاشية على الحزب نهاية السبعينات ، من إن القواعد الحزبية تذهب وتجئ ، وعلينا المحافظة على القيادة والكادر !! ولا أملك تعليق يليق بهذا الرأي على الأقل من الناحية الأخلاقية والإنسانية وليس الفكرية والتنظيمية ، لكن هذا الرأي ذو دلالات كبيرة وبالغة فيما يخص موضوعنا عن أعضاء الحزب والقاعدة الحزبية !!
ومن هنا فإن دور العضو الحزبي أو الأعضاء مغيب وثانوي تماماً ، ولا يستطيع أن يؤثر في سير الأحداث والتوجهات الرئيسية العامة التي ترسمها القيادة المسيطرة على الحزب ، وهذا ماحصل منذ بداية الإنحراف وسيطرة الكتل اليمينية الإنتهازية ، ثم توضح في المؤتمر الثاني الذي كرس الهيمنة اليمينية من جديد تماماً ، بعد فشل المحاولة الجرئية والناقصة لمجموعة القيادة المركزية في تصحيح الأوضاع الداخلية للحزب ، وهكذا كان المؤتمر الثالث الذي شرعن كارثة التحالف مع الفاشية ، وكان المؤتمر الرابع فاشلاً بكل المقاييس ، من حيث الإعداد والتحضير والقرارات ، والتي قيّم فيها المؤتمر تجربة التحالف مع الفاشية ، ووصل الى الإستنتاج التالي ( لقد كانت الجبهة الوطنية معركة طبقية بحد ذاتها ، صلبت قوى شعبنا الثورية ) ومن ثم ( حصلت أخطاء ذات طابع يميني ) ، هكذا يكون التقييم وإلا فلا !! ثم كرت حلقات المؤتمرات الحزبية ، التي لم تؤد الى حصول أي تطور نوعي في حياة وعمل الحزب ، وخاصة ما يتعلق بتصحيح مسار الحزب ، وهاهم في إنتظار المؤتمر الثامن . فماهو دور أعضاء الحزب في رسم سياساته العامة ؟؟ وما هو دور الأعضاء في تصحيح الأخطاء والإنحرافات الفكرية التاريخية ؟؟ وهل يستيطع عضو الحزب أن يوصل صوته الى القيادة ، دع عنك التأثير عليها ؟؟ وهل حصلت تجربة واحدة أثرت فيها القواعد الحزبية على قيادتها في قضية مركزية واحدة ؟؟ وهل كانت هناك أخطاء تاريخية ، أم لا ، وماهي ؟؟ ؟؟ وهل صححت هذه الأخطاء والمشاكل ، أم لا ،، ومتى وأين ؟؟
إنني أعتقد ، إن عمل ووجود بعض الرفاق في الحزب ينطوي على ( إيمانية ) فارغة وإنتظار غير مبرر وغير مثمر، وربما لإسباب ( شخصية وعاطفية ) مضحكة أخرى ، وهو في النتيجة مضيعة للوقت وللجهد ، وهو تواطئ بدرجة معينه وبشكل ما مع هذه القيادة وأخطاءها ، والتي تستمد ( شرعيتها ) وإستمرارها وممارسة أخطاءها من صمت وقبول القواعد الحزبية المتيقبة ، حيث يجلس أكثر أعضاء الحزب خارجه ، وليس في تنظيماته ، ولم يحصل رجوع وعودة جماعية الى الحزب ، ولم تبذل جهوداً حقيقية فكرية وتنظيمية في هذا المجال من قبل الجميع ، بسبب إستمرار أسباب الأزمة والخلاف الذي أدى الى الخروج الجماعي من الحزب .

لقد قرأت رسالة الفنان فيصل لعيبي المفتوحة الى الحزب والمنشورة في الحوار المتمدن ، بعد إن رفضت قيادة الحزب نشرها في إعلام وصحافة الحزب ، حسبما ذكر فيصل نفسة ، وفيها أفكار ومعلومات كثيرة صائبة ، كما كان الإسلوب يتسم بالطرافة والسخرية المرة علها تحرك المياه الراكدة ، ولكن أهم ما يميز الرسالة تأخرها البالغ ، حيث كان من المفروض أن تنشر قبل عقود وليس الآن ، كما إنها تتضمن مطالب كثيرة لايستطيع الحزب في وضعه الراهن من تبنيها أو معالجتها ، ولا أدري إن كان لايزال فيصل يعتقد بوجود القدرة والإمكانية لدى الحزب على تجاوز تلك الأخطاء التي يعرضها ، أم إن الحالة وصلت الى الدرجة الحرجة التي لاتنفع معها الرسائل والمناشدات التقليدية ؟؟ وإذا لم يجر الإصلاح فماذا سيفعل الفنان فيصل لعيبي وغيره من الرفاق اللذين لازالوا يعتقدون بأهمية العمل من داخل الحزب ، على أساس إمكانية التغيير ؟؟ هل هناك مؤشرات وبوادر فكرية وتنظيمية مؤكدة أن تكون البداية مع المؤتمر الثامن مثلاً ؟؟ أو إن صراعاً وحراكاً داخلياً يجري الآن بين تياريين ، واحد يمثل المدرسة اليمينية التقليدية التاريخية المسيطرة على الحزب ومقدراته ، وآخر ماركسي وطني ثوري ، يعمل على إستعادة الحزب ، ومعالجة الأخطاء الفكرية والسياسية والتنظيمية التاريخية ، والتي أخطرها اليوم الموقف الخاطئ من الإحتلال والعمل السياسي الوطني والجماهيري ، بكل تفاصيلة وتداعياته التي تهدد الشعب والوطن في الصميم ؟؟ وهل هناك علاج آخر غير العمل من داخل الحزب في حال توقفه وفشله العلني التام والقديم بالنسبة لي على الأقل ؟؟ وهل هناك سقف زمني للعلاج والإصلاح ، أم إن الوقت مفتوح وغير محدد ؟؟ وهل هناك منقذ خيالي ، غير محدد الملامح ، يأتي به العمل الداخلي الروتيني والعادي بالضرورة ؟؟ وهل لايزال البعض يتنظر معجزة ما ؟؟ هذه أسئلة مركزية تحتاج الى أجوبة معمقة ومحددة .
أضم صوتي الى صوت المفكر الماركسي حسقيل قوجمان وأتبنى تساؤلاته ورؤيته الدقيقة ونقاطه المركزية في تشخيص أزمة الحزب ودور وواجب عضو الحزب في هذه الحالة .
إن المشاكل الفكرية هي الأساس في أزمتنا كما أعتقد ، وهي كثيرة ومتنوعة ، وخاصة ما يتعلق بفهمنا العراقي أو ( العربي ) للماركسية ، وهل إننا جميعاً إستوعبنا الماركسية ؟؟ وهل تابعنا التطورات والتبدلات الجارية في وطننا والعالم اليوم ؟؟ وهل القيادة الحالية تمتلك القدرة الفكرية والذهينة لمعالجة الأخطاء الكبيرة والمتكررة ؟؟ ومن ثم رسم سياسة وطنية صائبة في هذه الظروف الخاصة التي يمر بها الجميع ، حيث وقع وطننا تحت الإحتلال الأمريكي الإستعماري المباشر ؟؟ أم إن هذه القيادة هي السبب الرئيس في الأزمة ؟؟ وهل توجد قيادات وكوادر مؤهلة خارج الحزب الآن للقيام بهذه المهام الكبيرة والصعبة ؟؟
لا زلت أعتقد بإمكانية الماركسية ، كنظرية نقدية في المساهمة الجادة في الحياة الإجتماعية والسياسية للمجتمعات والشعوب ، ومنها مجتمعنا وشعبنا ، رغم الظروف الطارئة والمعقدة التي نمر بها ، ويمكن لحركة ماركسية يسارية فعالة ، إن تساهم في صنع الأحداث ، والدفاع عن مصالح الوطن والجماهير ، عبر سياسة وطنية صائبة ، تقف بشكل كامل وصريح ضد الإحتلال وأعوانه وضد الطائفية والإرهاب وضد النزعات القومية الضيقة ، وهي تحتاج الى تنظيم ثوري متطور ، تقوده مجموعة كفوءة ومستقلة عن التأثيرات والمصالح والضغوط الصغيرة والكبيرة ، تقوم بمراجعة ومعالجة كافة الملفات المطروحة ، كمهام وطنية ملحة وعاجلة ، ومهام حزبية داخلية غير قابلة للتأجيل ، وهذه المهام لايطرحها ولا ينجزها مؤتمر تقليدي عادي ، كما أثبتت التجربة المنجزة من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي .

أحمد الناصري
31 آذار 06



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خففوا ولا تحضروا ، لعنة الشعوب والحياة والتاريخ عليكم .
- ما تحت الرماد أشد إشتعالاً !!
- .منتصر في ذكراه الخالدة ، بين جريمة القتل وجريمة الصمت
- كلمة : أهمية كشف ملفات وإتصالات وعلاقات الجميع
- عزة تحترق ......... بغداد تحترق .
- رسالة من بعيد الى شهيد جميل آخر
- كلمة : الأربعاء الدامي ، ما قيمة الكلمات والحبر أمام الدم ال ...
- تعليقات سريعة حول بعض الأحداث الجارية اليوم
- الدستور بإعتباره عملية إجتماعية قانونية سياسية وطنية ، والول ...
- ماذا تبقى لنا ؟؟ قراءة للمشهد العراقي ولبعض التغيرات الدراما ...
- تعليق : بوش الثاني وتخريجاته الهزيلة عن العراق
- قراءة سريعة للوضع العام في ضوء النتائج والتطورات الأخيرة
- كلمة : جورج حاوي بين الشهداء والصديقين ، وفي موضع القديسين
- كربلاء جديدة في الكرابلة ، وتصريحات خرقاء لجورج بوش الثاني .
- حول المبادرة الثقافية للشاعر سعدي يوسف
- رسالة أطالب بإيصالها الى صديقي القاص المبدع محسن الخفاجي
- مساهمة في الحوارات اليسارية
- رسالة في الغربة والأغتراب لأبي حيان التوحيدي
- أسئلة الماركسية الرئيسية ؟؟
- الطائفية السياسية تحركها ومخاطرها


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - في ذكرى تأسيس الحركة الشيوعية العراقية .. بعض التجارب والدروس .