أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - قراءة سريعة للوضع العام في ضوء النتائج والتطورات الأخيرة















المزيد.....

قراءة سريعة للوضع العام في ضوء النتائج والتطورات الأخيرة


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1242 - 2005 / 6 / 28 - 12:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قراءة سريعة للوضع العام في ضوء النتائج والتطورات الأخيرة
هذه متابعة وقراءة للتطورات النوعية الأخيرة في أوضاع بلادنا ، في ضوء النتائج المرعبة العسكرية والأمنية والإقتصادية التي تحيط بنا ، هذه النتائج التي تستدعي منا المراجعة والتوقف وقراءة الأوضاع قراءة موضوعية هادئة جديدة ، وهي بالنسبة لي لاتخرج عن الرؤية الوطنية والخط الوطني الذي أتابعة بعانية ووضوح منذ إنطلاق الحرب العدوانية ووقوع الإحتلال ، كما إنها رسالة مفتوحة لأصدقائي اللذين إتخذوا موقفاً خاطئاً من الحرب العدوانية الأخيرة ، ومن نتائجها المدمرة وخاصة إحتلال بلادنا من قبل الإستعمار الأمريكي الجديد ، وقد توقعوا نتائج إيجابية ، لم ولن تتحقق أبداً ، لا اليوم ولا في المستقبل . أتوجه بها الى الأصدقاء اللذين أخطأوا سياسياً وفكرياً ووطنياً ، بمعنى الإجتهاد والموقف الخاطيء ، ولا أريد مناقشة من أرتبط وقبض من الإحتلال أو مساعديه ، أو أصطف في طوابير الإنتظار على أبواب دوائر المحتل ، سابقاً أو حالياً ، في الداخل أو الخارج ، أو دخل ولم يخرج من المشاريع والصفقات العسكرية أو الثقافية أو الإعلامية أو الإقتصادية أو الحكومية ، فهذا صنف آخر لا يستحق الحوار أو النقاش أو العتاب ، بأي شكل من الأشكال ، وخاصة من كان قريباً من اليسار والماركسية ، أومن كان قريباً من المشروع الوطني أو القومي ، ثم إنقلب فجأة أو بالتدريج الى مواقع الليبراليين الجدد ، أو المحافظين الجدد ، أو كل التسميات والتخريجات والعناويين المطروحة الآن .
تتسارع الأحداث بشكل مخيف ، وحصل ما لم يكن متوقعاً بهذه السرعة والإتساع ، بالنسبة للكثير من المراقبين على الأقل ، وينفتح الوضع على نتائج وأحوال متعددة وخطيرة الى درجة الرعب ، وتختلط الأمور ، وتعبر عن مأزق وطني نوعي لايمكن تقديرة أوحساب مخاطره ، أو الخروج منه بسهولة ، في ظل فوضى عارمة ، وتجاذبات عجيبة ، داخلية وإقليمية وعالمية .
وسط هذا الرعب الزاحف علينا بسرعة خاطفة ، لاتزال أحزاب وحركات تقليدية ( تنام في العسل ) وتسخدم لغة ماضوية ميتة ، تصل حد الشفقة ، أو العمى السياسي المقصود ، وتسقط في التبريرية الفجة والصادمة والمتصادمة مع الواقع وتطور الأحداث ، وكأنها تتحدث عن بلد آخر أو من بلد آخر ، وتمارس نوع من الرغبة الإرادوية التي تريد فرضها على وعي وعيون الناس برخص مبالغ فيه .
تشتد المواجهات العسكرية على أرض بلادنا ، التي تحولت الى ساحة عمليات عسكرية دامية ، يسقط فيها العسكري والمدني على السواء ، وتخرب بقية البنى التحتية الخدمية والإقتصادية المتهالكة والمحطمة أصلاً ، وتتضاعف الخسائر المادية ، ويسيل الدم العراقي غزيراً ، بسبب العمليات الإرهابية القذرة والغامضة والتي لايوجد أفق لنهايتها القريبة ، والعمليات العكسرية الواسعة والقذرة لقوات الإحتلال الأمريكي ضد المدن والبلدات ، التي تدكها على رؤوس سكانها بأسلحة التدمير الجماعي الشامل .
لم يتمكن المحتل من فرض سيطرة على البلاد ، بعد أكثر من سنتين ، وهو يتعرض الى خسائر باهضة ، وتتصاعد العمليات العسكرية بكل تسمياتها وأهدافها ، ولا يوجد حل قريب لهذه التطورات الخطيرة والعاصفة ، إنما مرشحة للتدهور بقوة ، ولاأحد يستطيع تحديد نتائجها ، ومن هنا تأتي الخطورة الكبيرة القادمة .
هل يحق لنا الآن التحدث عن الفشل العملي للمشروع الإستعماري في فرض سيطرة عسكرية ميدانية على الأرض ، وإرتطامه بجدار وواقع صلبين ومختلفيين عن التصورات الأمريكية الأولية ؟؟ هل يحق لنا الإشارة الى توقف أو تكسر هذا المشروع ؟؟ ثم صعوبة تطبيق باقي بنوده ؟؟ هل يحق لنا الحديث عن إرتباك المشروع الإستعماري الأمريكي في العراق والمنطقة والعالم بالتتابع والتوالي ؟؟ ومن هنا بدأت الأصوات تتصاعد داخل المؤسسات الرسمية الأمريكية العليا ، حسب التقارير المتخصصة وإحصائياتها ، وفي الصحافة ومراكز البحوث والدراسات ، وفي الشارع الأمريكي من خلال إستطلاعات الرأي العام ، حول الكلفة الباهضة بشرياً ومادياً وأخلاقياً ، ورغم التصريحات والتسريبات والرسائل المتناقضة عن الإحتلال وأمكانياته وآماد بقاءه ، و الموجهة الى جهات وأماكن مختلفة ، فإن شيئاً ما بدأ يتبلور هذه الأيام بصورة نوعية مختلفة ، وخاصة بعد شهادة جون أبي زيد أمام اللجنة العسكرية في الكونكرس الأمريكي ، كونه عسكري محترف ، والتي قال فيها إن الأوضاع خطيرة ومتصاعدة ، بينما يصر الثلاثي بوش وتشيني ورامسفيلد ، ومعهم سدنة الحرب والعدوان ، ومن منطلق سياسي وإعلامي بأن المشروع يسير بشكل طبيعي ، والقضية قضية وقت لنجاح مشروعهم .. ... الى آخر الخزعبلات والهرطقات التي تنطوي على أمنيات ذاتوية مهددة ، والموجة الى جمهور جاهل بالتطورات والحقائق الخارجية ، ومشغول بحياته ومتطلباته المعيشية اليومية الكثيرة ، والمحكوم بوسائل إعلامية جبارة تصنع وتحدد وعيه ومزاجه.
من البديهي أن تتمسك الإدارة الأمريكية في خيارها وعنجهيتها العسكرية الى آخر لحظة ، وحتى وقت آخر ، وهي تحاول أن تجرب كل الأساليب والأسلحة القديمة والجديدة من تراسانتها المرعبة ، ومنها ما كشف عنه رامسفيلد شخصياً ، عن لقاءات ومفاوضات مع ( إرهابي ) الأمس ( مسلحي ) اليوم ، أو ربما تظهر تسمية جديدة أخرى في قادم الأيام الآيبة ، ضمن اللياقة والعلاقات العامة ، من يدري ؟؟ لكن الكشف عن هذه اللقاءات والمفاوضات ، هو تعبير كبيرفاضح عن المأزق العسكري الأمريكي ، وربما تندرج هذه العملية ضمن المناورات والألاعيب المعروفة ، وهي كذلك إعتراف بالآخر الذي لانعرف طبيعته وأهدافه ، وكيف إختاره المحتل للقاء به على طاولة المفاوضات ؟؟ وكيف قبل هو بهذا اللقاء ؟؟ وماهي شروط ومطاليب التفاوض ؟؟ ولاندري إن كانت هذه المفاوضات جرت بعلم او ( موافقة ) الهيئة المحكومة ، أم لا ؟؟ أم إن هذه شؤون أمريكية خاصة ، رغم وقوعها على أرضنا الوطنية ؟؟ ونحن ننتظر التعليقات المتهافتة للهئية المحكومة ، على لسان ليث كبه ، الوطني الديمقراطي السابق ، والمدافع السابق عن حقوق الإنسان ، والتي تجري وراء لسان المحتل وربما بتوجيهاته ، جريان التابع الذليل ، وكما فعل الجعفري في ظهوره الكاركتيري في البيت الأبيض ، عندماتطابق وتسابق مع جورج بوش الثاني ، مستعمر بلادنا الجديد ، في توصيف الديمقراطية وظلالها الوافرة و( إنجازاتها ) العظيمة الواضحة ، وإحلال الأمن والرفاه .... كذا .... والتي لم يتلمسها ويكتشفها أحد غيره لحد الآن .
يجب علينا إن نضع في حسابنا إحتمال حصول تبدلات نوعية ثابتة في المواجهة العسكرية الراهنة ، كما إنني لا أستبعد حصول تطورات دارماتيكية عاصفة في المستقبل القريب أو المتوسط ، تقلب المعادلات العادية القائمة الى اليوم ، عندها سيضطر المحتل للتفاوض والتنازل المتواصل ، أو حتى للإنسحاب والهروب الجزئي أو الكلي ، كما حصل في حالات إستعمارية وعسكرية كثيرة ، ومن بينها تجارب أمريكية معروفة .
مع هذه التطورات النوعية المتلاحقة ، تزداد محنة وعزلة وهامشية الهئية المحكومة ، وتتجاوزها الأحداث بسرعة مذهلة ، كما في التجارب السابقة ، رغم تعكزها على ما يسمى بشرعية الإنتخابات ونتائجها ، تلك الإنتخابات التي كان يستهدف منها بعض الناس البسطاء إنهاء الإحتلال ، وتوفير الأمن ، وحل المشاكل الإقتصادية والمعيشية المتفاقمة ، بإعتبارها الأهداف الوطنية الرئيسية المطلوبة فوراً ، وكل هذه الأمور ذهبت مع ريح الحملات الإنتخابية ، ومالها السياسي المهدور والمنهوب من قوت الشعب الجائع ، ضمن حملة الفساد والإفساد العام .
إذا كانت الإدارة الأمريكية تراجع مواقفها في ضوء التطورات الجارية على أرض غريبة ، أرض بعيدة ، فما بالنا نحن وأرضنا الوطنية تحترق ، ومستقبلنا يتهدد بشكل مخيف .
أمام هذا المأزق الرهيب ، مأزق الأستعمار الأمريكي الجديد ، وتفاقم الأزمة الوطنية العامة الناتجة عنه ، يزداد الخطر الداهم المحدق بالوطن ، من التحول النوعي السريع لسير عملية الإحتلال نفسها ومن تفاعلاتها ونتائجها المختلفة ، وتزداد أيضاً أهمية الدعوة لحل وطني آخر ، ولتحرك وطني عاجل ، عبر مؤتمر وطني عام وسريع ، أو أية صيغة متطورة وفعالة أخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، لأن الوقت لايسير لصالح قضايانا الوطنية دائماً........ فكل شيء قابل للتفجير والتخريب من بغداد الى كركوك ومن الجنوب الى كردستان والشمال ، ومن الشرق الى الغرب ، كل المدن مهددة ، وكل الأشخاص والشخصيات العامة ، الفكرية والعلمية والثقافية والسياسية الوطنية مهددة ، بل إن كل شيء مهدد ، ولا عاصم لإحد غير التمسك بالوحدة الوطنية ، والموقف الوطني الواضح والمتطور من الأحداث المتسارعة الجارية في بلادنا ، بعد إن فشلت جميع المراهنات على المحتل أو مع المحتل ، وجميع الصيغ والحلول المتخلفة ، التي جاء بها المحتل وأتباعه ، وخاصة ما يسمى ( بالعملية السياسية ) الفاشلة والمتوقفة ، أو مشروع الطائفية السياسية ، الذي يكاد أن يشعل البلاد .



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة : جورج حاوي بين الشهداء والصديقين ، وفي موضع القديسين
- كربلاء جديدة في الكرابلة ، وتصريحات خرقاء لجورج بوش الثاني .
- حول المبادرة الثقافية للشاعر سعدي يوسف
- رسالة أطالب بإيصالها الى صديقي القاص المبدع محسن الخفاجي
- مساهمة في الحوارات اليسارية
- رسالة في الغربة والأغتراب لأبي حيان التوحيدي
- أسئلة الماركسية الرئيسية ؟؟
- الطائفية السياسية تحركها ومخاطرها
- في الذكرى السنوية لمجزرة بشتآشان
- الصراع الطبقي ومفاهيم الحداثة
- رحيل يوسف عبد الكريم البيض ( عبدول ) في مدينة هورن الهولندية
- حول تأسيس الحركة الشيوعية العراقية / ملاحظات نقدية
- عرض لبيان المبادرة الديمقراطية العراقية
- منتصر لن تموت .. منتصر بيننا أبداً !!
- عن الجريمة والأعمال الإرهابية ضد طلبة البصرة
- بطاقة الى المرأة
- الإنتفاضة الوطنية .. التجربة والدروس .- القسم الثالث والأخير
- الانتفاضة ..التجربة والدروس - القسم الثاني
- الانتفاضة الوطنية .. التجربة والدروس
- توقعات كبيرة وأمنيات صغيرة في العام 2005


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - قراءة سريعة للوضع العام في ضوء النتائج والتطورات الأخيرة