أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - البصرة تنزع عن آيات الله عمائمهم















المزيد.....

البصرة تنزع عن آيات الله عمائمهم


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5983 - 2018 / 9 / 3 - 01:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنّ فشل المشروع القومي والبعثي في البلدان العربية تدرجّ ليصل الى نهايته منذ هزيمة الجيوش العربيّة في حرب حزيران سنة 1967، على الرغم من أنّ خسارة تلك الحرب لم تكن السبب الرئيسي والوحيد الذي أدى الى ذلك الفشل، بل يعود الجزء الأكبر والأهم منه الى سوء إدارة السلطة والفساد وإنهيار عملية التنمية وعسكرة المجتمع والدولة وغياب الديموقراطيّة. هذا الفشل أدّى بالنهاية الى فوضى وحروب داخلية وإحتلال، ليهيمن من خلاله التيار الإسلامي على السلطة في العديد من البلدان، أو ليكون جزء مؤثر وكبير في المشهد السياسي فيها.

ونتيجة للصعوبات الإقتصاديّة وإزدياد مساحة الفقر وتفشي البطالة في العديد من البلدان العربية وقتها وعدم إيجاد حلول علمية وعملية للخروج منها، ظهرت على السطح بداية الأمر جمعيات إسلاميّة كانت تبدو غير منظمة، لتقديم بعض المساعدات العينية والمالية البسيطة للفقراء والمحتاجين في مناطق معيّنة والتي أصبحت لاحقا مناطق مغلقة تنظيميا لتيارات دينية منها معتدل ومنها تكفيري. ولمّا كان الإسلام ذو شقّين شيعي وسنّي، فعلينا الإنتباه الى الفروقات بينهما على صعيد تقديم الخدمات الاجتماعية وأهدافها، كما وعلينا التأكيد على مساحة عمل المذهبين وحريتهما. فالتيارات السنّية في مصر مثلا كانت لها حرّية العمل الجماهيري بشكل أكبر بكثير من التيارات الشيعية والسنّية على حد سواء بالعراق مثلا، ليس لديموقراطية السلطة وليس لكونها أقدم تنظيميا من غيرها في بلدان أخرى، بل نتيجة للوضع الإقتصادي المزري للبلد " مصر" وعدم إمكانية السلطة فيها من توفير ما تحتاجه قطاعات واسعة من الجماهير الفقيرة والمعدمة من خدمات وفرص عمل ولو بالحد الأدنى أحيانا كثيرة، عكس العراق الذي كان يعيش وقتها في بحبوحة من العيش نتيجة إرتفاع أسعار النفط، الذي وفّر للجماهير حياة أفضل بكثير مقارنة بمصر والعديد من بلدان المنطقة.

لقد إستمرّ غياب دور جمعيات إسلامية ذات طابع إجتماعي – خدماتي بالعراق الى الوقت الذي تبنى فيه النظام البعثي حملته الإيمانية، ليسمح تحت مراقبة شديدة لبعض الجمعيات الإسلامية من تقديم بعض المساعدات البسيطة للعوائل المتعففة، والتي زاد عددها لتصل الى الملايين نتيجة الحصار والبطالة والفقر. الا أنّ تلك الجمعيات كانت هي الأخرى عرضة للفساد الذي ألتهم القسم الأكبر ممّا كان يتبرع به الميسورون لها، وليعاني الإنسان العراقي المعدم بغضّ النظر عن دينه ومذهبه وقوميته من الفقر والجوع والمرض.

بإنهيار النظام البعثي وإحتلال البلد، تصدّرت الأحزاب الدينية الشيعيّة المشهد السياسي بدعم كبير من المرجعية الدينية الشيعية ممثلة بالسيستاني. الذي ساهم بصياغة دستور طائفي لازلنا نعاني من آثاره السلبية، ودعمه للأحزاب والمنظات الشيعية من خلال مخاطبته لمريديه وهم أمّيون وعشائريون وبسطاء في الغالب لإنتخابهم في كل دورة إنتخابية. وعندما وصل فساد الطغمة الشيعية الحاكمة الى مستويات قياسية، لم يتجرأ السيستاني بالوقوف الى جانب الجماهير المكتوية بفساد هذه الأحزاب، بل سارع لرمي الكرة في ساحة الجماهير المتخلفة أصلا والتي يقودها شخصيا، ليقول من أنّه يقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، أي أنه يقف على مسافة واحدة من جميع اللصوص!!

من المفروض وبعد أن دخلت خزائن البلد مئات مليارات الدولارات، أن تنتهي دور الجمعيات الإسلامية الإجتماعية وغير الإسلامية منها. الا أنه ونتيجة فساد الأحزاب الحاكمة ودخول المؤسسات الدينية على خط الإستثمارات وإزدياد نسبة الفقر والتخلف والجوع والمرض في المجتمع، تناسلت هذه الجمعيات كما الفطر، ولتصبح وسيلة جديدة للسرقة والنهب المنظّمين نتيجة لإستغلالها من نفس مافيات الفساد الأسلامية من جهة، وفشل الدولة كدولة في القيام بواجباتها تجاه شعبها.

السيستاني الذي تمتلك وتدير إمبراطوريته المالية مراكز ومؤسسات خدمية وإجتماعية ومستشفيات ومراكز صحيّة في بقاع مختلفة من العالم، يمثل رأس هرم آيات الله التي تتحكم بحياة ومصائر الملايين من أبناء شعبنا، وفي خزائن حوزته تدخل المليارات التي تأتي من الخمس ومن مشاريع إقتصادية كبرى، كمستشفيات وشركات إستيراد وفنادق وإستثمارات منها ما هو معروف ومنها ماستكشف عنها الأيام مستقبلا، علاوة على نسبة تحصل عليها نتيجة تسهيلها الأمور الجمركية لتجار ومستوردين آخرين من خلال شبكة واسعة من العلاقات مع أجهزة الدولة المختلفة، إضافة الى دعم لا محدود وسرّي من الدولة للعتبات الدينية التي يشرف عليها آيات الله في النجف. السيستاني وآيات الله يمتلكون العقارات والأموال داخل العراق وخارجه، كما الأملاك والأموال التي يمتلكها أولاد وأحفاد المراجع الشيعية التي قبله، وهذه الأموال مصدرها الرئيسي هم شيعة العراق الفقراء والدولة العراقية، السيستاني والوقف الشيعي "كما الأوقاف الدينية الأخرى" يمتلكون بالواقع إمبراطورية مالية لا يُعرف عنها شيئا لعدم وجود أجهزة مراقبة إقتصادية للدولة، علاوة على عدم وجود نظام ضريبي ينظم عمل هذه المؤسسات المالية العملاقة.

أين تصرف الأموال التي تدخل خزائن السيستاني؟ للطلبة في الحوزات، كم عددهم وكم منهم عراقي؟ للأرامل والأيتام، أين هي المساعدات المقدمة لهم وهم يعتاشون على النفايات حتى بالقرب من مكان إقامته؟ لمساعدة المرضى وعلاجهم، لماذا إذن يُطرد الفقراء من مستشفيات الكفيل بكربلاء وغيرها؟ للمدارس، لماذا يفترش طلبة العراق الأرض ويدرسون في مدارس متهالكة ودون قرطاسية؟ لزيادة الوعي في المجتمع، لم التخلف هو سيد الساحة إذن؟ لبرامج من أجل إستقرار الأسرة العراقية، لماذا حالات الطلاق هي الأكثر مقارنة بفترات حكم سابقة؟ وأخيرا وليس آخرا، هل أموال السيستاني لخدمة الشيعة؟

إن كانت أمواله وأموال البارونات من آيات الله الذين إبتلى بهم العراق هي لخدمة الشيعة، فهل أهل البصرة شيعة؟ وإن كانوا شيعة فأين السيستاني وآيات الله بالنجف الأشرف من أزمة المياه بالبصرة. وهل يستطيع السيستاني وغيره من الآيات شرب كوب ماء يشربه طفل بصري؟ أنّ ما يجري بالبصرة جريمة لا تتحمله الحكومتين الإسلاميتين المركزية والمحلية فقط، بل هي جريمة يتحملها السيستاني وبقية المراجع الشيعية أيضا، فهو مرجع فقراء هذه المدينة المنكوبة، وهو الذي يتحكم بأموال لا نعرف كم هي، وهو عرّاب الحكومة الشيعية الحاكمة وعصاباتها التي عاثت بالعراق قتلا ونهبا وفسادا، كما وتعتبر جماهير البصرة نفسها جزء من الجريمة التي تُرتكب بحقهم، كون المتظاهرين فيها بأعداد خجولة نسبة الى كثافتها السكانية.

البصرة وعطشها عار على الأحزاب والمنظمات والعصابات الشيعية، وعار على آيات الله الذين يمتلكون المليارات وهي من أموال فقراء الشيعة اساسا، وهم شهود على موت مدينة. البصرة ستكون مستقبلا ملفا مهما في محاسبة كل المجرمين بغض النظر عن مكانتهم السياسية والدينية، البصرة هي عطش الحسين الذي قتله شيعته فيها. عطش البصرة عار علينا جميعا، كوننا شهود زور لسلطتين سياسية ودينية تركت شعبنا ووطننا كعصف مأكول.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبوة الشيعة .. من أين لك هذا؟
- إرحلوا
- النظام الداخلي للحزب الشيوعي ليس بحمّال أوجه
- هل سيكتمل عقد أهل الكساء؟
- السياسة فن لكنه بالعراق هابط ومبتذل
- شكراً لله
- المدن الغبيّة والثورة
- اللامعقول واللامعقول في المشهد السياسي العراقي
- السبت القادم ستعرض بلادي للبيع من يشتري؟
- السيّد السيستاني على مسافة واحدة من الخوش ولد والموخوش ولد!! ...
- البارزاني يطالب بإستمرار نهج المحاصصة
- وداعا دانا جلال .. وداعا أبن الوند
- الكورد الفيليون الشيعة والعرب الشيعة بين قانوني جهرم ورفحاء
- 31 آذار و پ. ب. راي وذيوله
- نفس العضّة ونفس الدكتور
- خمسة عشر عاما على الأحتلال ... وعود ونتائج وآمال
- نوروز بلون الدم وطعم العلقم
- طاعون فساد الإسلام السياسي سيلتهم ما تبقى من العراق
- ماذا يريد الصدر بحقّ السماء !!
- المجموعات الشيعية وتدمير الدولة الوطنية العراقية في أوّل تجر ...


المزيد.....




- واشنطن تعرب عن استنكارها -أعمال العنف والخطاب التحريضي- ضد ا ...
- مجموعة من الدروز تهاجم جنديا إسرائيليا حاول فتح طريق أغلقوه ...
- واشنطن تبحث عن -حل وسط- بين مقترحات روسيا وأوكرانيا لتسوية ا ...
- القوات الجوية البوليفية وفرق الإنقاذ تبحث عن طائرة مفقودة في ...
- إدارة ترامب تطالب المحكمة العليا بالسماح بإنهاء الحماية القا ...
- مصر.. سقوط عصابة من الأوكرانيات اللواتي حولن فيلّتهن إلى مصن ...
- مشاهد جديدة من شقة بوتين في الكرملين (فيديو)
- قاض برازيلي يضع الرئيس الأسبق فرناندو كولور تحت الإقامة الجب ...
- الكاميرون تعلن انضمامها رسميا إلى التحالف الإسلامي لمحاربة ا ...
- اليمن.. طاقة نظيفة زمن الحرب تغير حياة اليمنيين


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - البصرة تنزع عن آيات الله عمائمهم