أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - إرحلوا














المزيد.....

إرحلوا


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 27 - 03:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الخامس والعشرين من شباط سنة 2011 ولليوم، إنخرطت جماهير شعبنا في تظاهرات مطلبية إحتجاجية ضد سوء الأوضاع الإقتصادية والبطالة ونقص وإنعدام الخدمات والفساد وتفشي الإرهاب. وقد إختلفت الشعارات التي رفعتها الجماهير حسب مزاج السلطات وهي تتعامل مع المتظاهرين وليس حسب مزاج الشارع، فشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" ما لبثت الجماهير أن تخلت عنه سريعا تحت ضغط المرجعيات الطائفية والقومية من جهة، ومن وعود كبار مسؤولي الدولة في تلبية مطالب الجماهير من جهة ثانيّة، ولتتركز الشعارات حول نقص الكهرباء وشحّة المياه والبطالة بشكل عام. الا أنّ الشعارات تطورت بشكل بطيء جدا لتطالب بمحاربة الفساد الذي أثّر على حياة الناس بشكل كبير جدا، وفي النهاية تبلور الشعار الذي لازالت الجماهير ترفعه اليوم وهي تخوض أكبر تظاهرات شهدها العراق لليوم، وهو " الشعار" المطالبة بالأصلاح. هذا الشعار الذي أثار القلق عند حكام المنطقة الخضراء، ونتيجة تشديد الجماهير عليه دخلت المرجعية الدينية على خط التظاهرات مطالبة هي الأخرى بالإصلاح وكأنّ الفساد كان وليد اللحظة!! كما ودخل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر على الخط هو الآخر مطالبا بالإصلاح على الرغم من أنّ التيار الصدري كان ولا يزال جزء من منظومة الفساد التي يطالب المواطن بإنهائها!!

أنّ تظاهرات تموز هذا العام أكثر إتّساعا من تلك التي إندلعت عامي 2011 و 2015 ، فالسلطة مستمرة في فسادها وسرقاتها، والجماهير طفح بها الكيل وهي تعاني من نقص حاد في توفر الطاقة والماء وفرص العمل وسوء القطاعات الخدمية الأخرى، علاوة على أنهيار كامل للقطاعات الانتاجية غير النفطية. لكن، وعلى الرغم من إتّساع زخم التظاهرات ولعدم وجود قيادات ميدانية فاعلة لها، فأنّ شعارات الجماهير لا زالت تراوح مكانها لتتوقف عند نفس المطالب التي رفعتها أوّل مرّة في شباط 2011 !! ويبدو أنها ميّالة للقبول بحلول آنية هي أشبه بالسراب كتلك التي أطلقها المالكي إثر تظاهرات شباط 2011 والتي طالب فيها من الشعب مهلة 100 يوم لتلبية مطالبه، وها نحن وبعد سبعة أعوام نرى الأوضاع أسوأ من ذي قبل.

في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا وفي ظل حراك جماهيري على الرغم من عفويّته. فإننا لسنا بحاجة اليوم الى شعارات كالشعارات التي ترفعها ورفعتها الجماهير في مختلف المدن والبلدات . فالمطالبة بتوفير الطاقة الكهربائية والماء والعمل وغيرها من المطالب، لا تستطيع قوى المحاصصة الفاسدة توفيرها لا على المدى القصير ولا حتّى على المدى البعيد وسبع سنوات على إطلاق المالكي تعهده وعدم تنفيذه كافية لنعرف فساد هذه السلطة وسذاجة قطاعات لا بأس بها من شعبنا . فالأمر لا يتعلق بالفساد فقط، ولا بالمحاصصة كنهج فاشل ومدمر، بل يرتبط أساسا بتنفيذ أجندات ورغبات دول إقليمية لها مصلحة مباشرة في إستمرار الأوضاع في بلدنا على ما هي عليه خدمة لمصالحها ولإغراق السوق العراقية ببضائعها الفاسدة والسيئة، ولتتحكم من خلال تصدير الكهرباء على سبيل المثال لبلدنا بشريان حياتنا الإقتصادي وخنقه متى ما أرادت.

أنّ إستمرار رفع شعارات مطلبية كتوفير الكهرباء والماء وفرص العمل، وحتى محاربة الفساد وإصلاح المنظومة السياسية وغيرها من الشعارات المطلبية الأخرى من قبل الجماهير داخل وخارج العراق. غير كافية لدفع السلطات لتحقيقها مطلقا، فحكومة الخضراء تعرف جيدا من أنّ رفع هذه الشعارات تعني أنّ الجماهير ستركن للهدوء حالما تبدأ السلطات بإطلاق حزمة وعودها لتوفيرها، وقد جرّبت مرات عدّة لليوم هذه الوسيلة وأطلقت وعود عدة دون تنفيذ أو تراجعت عنها بعد فترة وجيزة.

على الجماهير اليوم أن تطور شعارها لإنهاء كافة الأوضاع السلبية التي يعيشها بلدنا وعدم الإكتفاء بالشعارات المطلبية. وقد كان شعار التظاهرة أمام بناية السفارة العراقية بكوبنهاغن والتي نظمها التيّار الديموقراطي وبمشاركة واسعة من قبل جماهير القوى الديموقراطية ومجموعة من الإسلاميين المتنورين، هو الشعار الذي على جماهير شعبنا أن تتبناه. هذا الشعار لم يكن سوى "إرحلوا".

لا خلاص للعراق الا برحيل هذه السلطة الفاسدة بأحزابها المختلفة، فمستقبل وطننا وشعبنا مرهونين برحيل هؤلاء الطغاة واللصوص . ليكن هتاف "أرحلوا" على لسان كل متظاهر من أجل كرامة شعبه ووطنه. أطلقوها صيحة قويّة في تظاهراتكم، فالشعارات المطلبية تعني إستمرار هذه العصابات الفاسدة والمجرمة في الحكم وإستمرار جرائمها ومأساتنا.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الداخلي للحزب الشيوعي ليس بحمّال أوجه
- هل سيكتمل عقد أهل الكساء؟
- السياسة فن لكنه بالعراق هابط ومبتذل
- شكراً لله
- المدن الغبيّة والثورة
- اللامعقول واللامعقول في المشهد السياسي العراقي
- السبت القادم ستعرض بلادي للبيع من يشتري؟
- السيّد السيستاني على مسافة واحدة من الخوش ولد والموخوش ولد!! ...
- البارزاني يطالب بإستمرار نهج المحاصصة
- وداعا دانا جلال .. وداعا أبن الوند
- الكورد الفيليون الشيعة والعرب الشيعة بين قانوني جهرم ورفحاء
- 31 آذار و پ. ب. راي وذيوله
- نفس العضّة ونفس الدكتور
- خمسة عشر عاما على الأحتلال ... وعود ونتائج وآمال
- نوروز بلون الدم وطعم العلقم
- طاعون فساد الإسلام السياسي سيلتهم ما تبقى من العراق
- ماذا يريد الصدر بحقّ السماء !!
- المجموعات الشيعية وتدمير الدولة الوطنية العراقية في أوّل تجر ...
- السيستاني يبايع الدعوي الفاسد حيدر العبادي
- إيران وإحياء فتوى إبادة الشيوعيين .. لِمَ اليوم !؟


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - إرحلوا