أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - زين وآلان: الفصل الأول 2














المزيد.....

زين وآلان: الفصل الأول 2


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5982 - 2018 / 9 / 2 - 22:51
المحور: الادب والفن
    


" زين "، المنتظرة صديقها على ترّاس الكافيه ذو فرانس، كان ينبغي عليها أن تشعر بالغبطة، لا الغيرة، وهيَ تراه بملاحته وأناقته يلفت نظرَ الفتيات العابرات. من موقفها على الدور الثاني للمقهى، رأته يجتاز الساحة شبه المقفرة في هذا الوقت من الظهيرة، متعجلاً كأنه يتسابق وظلّه. لقد تتالت لقاءاتها مع " سيامند " مؤخراً، حتى أضحت أشبه بعادة تدخينه للسيجار الهافاني الثمين. بيْدَ أنهما، في المقابل، لم ينتهيا إلى حديثٍ يخص مآل علاقتهما العاطفية. حقاً إنه دأبَ على مخاطبتها بلفظة " حبيبتي "، الحميمة؛ وحقاً أيضاً، أن قائلها ليسَ في وسعه منع نفسه من ترديدها أمام أيّ فتاة تعترض طريقه في الشارع أو في البار. ولكنها سعيدة بهذه العلاقة، على ما فيها من التباس. وفخورة أيضاً، لأنّ الشابَ الغريب يخصّها بأحاديث تتخطى أفقَ فكرها ووعيها ـ كفتاة مهمّشة في مجتمع مسلم، يعتبر ذكورُهُ ذواتَهم محورَ الكون بأسره!
لم يكن بلا مغزى إذاً، أنها تعرّفت على " سيامند " في صالة رواق الفنون. قبلاً، كان شقيقها قد التقاه في فيللا آل " الفيلالي "، حيث دعاه إلى أمسية أدبية في الصالة. هذه الأمسيات، كانت تقليداً أسبوعياً ثم انتهت إلى إحيائها مرة كل شهر مؤخراً على أثر وفاة منظمها، " المهدي البغدادي "؛ شاعر مراكش، المشهور. ولكن عادة الاجتماع للمسامرة في مساء الخميس، بقيت تلمّ مَن بقيَ من أعضاء المنتدى علاوة على بعض المتطفلين على الثقافة وأغلبهم من نساء الطبقة الراقية. السيّدة السورية الغنية، " سوسن خانم "، لم تكن من الفئة الأخيرة بكل تأكيد. هنالك، سبقَ لها بدَورها التعرّف على شقيق " زين " ومن ثم جعلته سكرتيراً لأعمالها بعدما وثقت بخبرته وكفاءته. ثم عمدت السيّدة السورية لتعيين شقيقته كمسئولة علاقات في مكتبها التجاريّ، وصارت أيضاً بمثابة المرافقة الشخصية. " آلان " هذا، كان هوَ المسيّر الفعلي لمكتب أعمال " سوسن خانم "، حتى لقد بدت علاقتهما للآخرين تتجاوز ذلك إلى أمور القلب. استمر الشقيقان في العمل ما يقرب من العامين، إلى أن وقعت حادثة الترّاس، المشئومة.
في واقع الحال، أنها الخانم مَن رعت شائعة علاقتها العاطفية بمدير مكتبها. فيما مضى، عمدت إلى نفس السلوك حينَ كان شقيقُ " سيامند " الراحل يشغل تلك الوظيفة. كانت آنذاك تود المحافظة على سمعتها، كون الأوساط الراقية بدأت تلوك شائعة عن شبهة صلة جسدية عقدتها مع مرافقتها الأولى، " الشريفة "؛ مع هذه، التي ستُصبح لاحقاً زوجة الشقيق الراحل وأم ابنته الوحيدة: الشائعة نفسها، ستدور على منقلبٍ آخر آنَ شغلت " زين " مكانَ المرافقة السابقة في مكتب الخانم ومقر إقامتها على السواء.

***
" أرغب أن أصحبك إلى البار مساءً، هل تأتين؟ "
قال لها " سيامند " وهوَ يطلق من فمه دخانَ سيجاره، الثقيل المحمل. رمقته بنظرة تعبّر عن الدهشة، وأرادت أن تجيب لما استمرّ موضحاً: " أعلم أنك استغربت من دعوتي، وإنها غير ضرورية لو شئت الاعتذار. الحال أنني سألتقي هنالك مع رجل مهم، ضابط كبير وعدَ بمساعدتي في أمر مشروعي التجاريّ. كونك مغربية، فضلاً عن عزمي تقديمك له بصفة خطيبتي، ربما يجعل الرجل أقل جشعاً "
" مغربية وخطيبة؟ ألا إنه سيفكّر قبل كل شيء بمساومتك عليّ! "، قالتها ساخرةً فيما كانت تهز رجلها بحركة تنم عن انشغال الفكر. لاحَ الانزعاجُ على وجه " الخطيب " العتيد، مثلما أظهرته بدَورها حركة يده فوق الطاولة الفاصلة مجلسيهما. على الأثر، راحَ يحدثها في شيء من الفتور عن أهمية المشروع لمستقبل حياتهما المشترك. على أنه بقيَ يداري خجله من موضوع دعوتها إلى البار، لمقابلة ذلك الضابط، فلم يأتِ على ذكره مجدداً. على أنّ نفسها انفتحت حينَ تكلم عن مستقبلهما المشترك، ولم تستطع تركه يواصل الكلام دونما أن تقاطعه مبتسمة: " لم أتقصد إيذاء مشاعرك، ولكنني نوهتُ إلى بلايا ربما أنت تجهلها في سلوك هذا النوع من المسئولين. وقد أكون فعلاً نافعة بقربك خلال اجتماعك معه، بما أن لديّ خبرة جيدة في مجال إدارة الأعمال لما كنتُ أعمل عند سوسن خانم "
" عظيم! وسأتكلم مع شقيقك إذا لزم الأمر، أي لو أنك تجدينه مهماً إحاطته بموضوع الاجتماع؟ "
" لا، ليسَ مهماً. إنما دارت الآن فكرة في رأسي، مبعثها ذكري للسيدة السورية: لِمَ لا تلجأ لمواطنتك هذه، فإنها ولا شك على معرفة واسعة بالسوق المغربية. وأظنها ما تنفكّ تحتفظ بذكرى طيبة عن شقيقيك الراحلين، كونهما عملا لديها "
" بلى، إن لديها هكذا معرفة إضافة إلى ما تملكه من علاقات كثيرة بذوي الشأن. ولكنها آثرت، كما قيل لي، الابتعاد عن كل ما يذكّرها بالأصدقاء القدامى "، أجابَ على اقتراحها مشدداً على الجملة الأخيرة. وأدركت " زين "، أنها المعنية بتلك الجملة طالما أن الخانم طردتها من الخدمة وشقيقها بسبب حادثة الترّاس بالذات.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زين وآلان: الفصل الأول 1
- خجي وسيامند: الفصل السابع 5
- خجي وسيامند: الفصل السابع 4
- خجي وسيامند: الفصل السابع 3
- خجي وسيامند: الفصل السابع 2
- خجي وسيامند: الفصل السابع 1
- خجي وسيامند: الفصل السادس 5
- خجي وسيامند: الفصل السادس 4
- خجي وسيامند: الفصل السادس 3
- خجي وسيامند: الفصل السادس 2
- خجي وسيامند: الفصل السادس 1
- خجي وسيامند: الفصل الخامس 5
- خجي وسيامند: الفصل الخامس 4
- خجي وسيامند: الفصل الخامس 3
- خجي وسيامند: الفصل الخامس 2
- خجي وسيامند: الفصل الخامس 1
- خجي وسيامند: بقية الفصل الرابع
- خجي وسيامند: الفصل الرابع 3
- خجي وسيامند: الفصل الرابع 2
- خجي وسيامند: الفصل الرابع 1


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - زين وآلان: الفصل الأول 2