أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الكورد و الجبهتين العراقيتين














المزيد.....

الكورد و الجبهتين العراقيتين


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5971 - 2018 / 8 / 22 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باختصار تام, يشهد العراق اليوم صراعا و تنافسا شديدا بين جبهتين داخليتين تابعتين لطرفين و قوتين خارجيتين مختلفتين من حيث التركيب و الهدف و التعامل مع العراق شعبا و ارضا. انهما و منذ عقد ونيف بل اكثر يتلاعبان على مصير العراقيين و كل وفق طريقته و امكانياته و علاقاته و ارتباطاته مع الداخل العراقي و الجهات التي تسيطر على زمام السلطة. اليوم السباق محموم حول من يمكن ان يتسلم كرسي السلطة و يرسي عليه النسر اخيرا من اجل ضمان مصالحه و بالخصوص في هذه المرحلة التي بلغ الصراع اشده بين ترامب و خامنئي و اصبحت العقوبات السلاح الذي تريد امريكا ان ترضخ به من يقف حجر عثرة امام تحقيق اهدافها الاستراتيجية في المنطقة و العالم.
ما يهمنا هنا كيفية تعامل الكورد مع ما يجري في المركز و السلطة العراقية التي من المحتم الاشتراك بها ليس حبا او محاولة لتنظيمها او ترتيبها استنادا على المأسسة و تجسيد الديموقراطية و السير الصحيح بترتيب الامر على ضمان وجود السلطة و المعارضة كما هي حال اي بلد ديموقراطي في العالم, و انما يجب ان تكون شراكة الكورد نابعا من الاهداف الاستراتيجية التي يحملها و لم تتحقق لاسباب تاريخية سياسية عالمية و اقليمية وداخلية عراقية رغم المحاولات التي باءت دائما بالفشل و منها عملية الاستفتاء التي سجلت سابقة مهمة و تاريخية للعودة الى نتائجها في اي ظرف مساعد و التي عبرت عن موافقة الاكثرية الساحقة على الانفصال و تاسيس دولة كوردستانية ديموقراطية حرة. الفرص مؤآتية و الجهد يجب ان ينكب على الخطوات التي توفر الطريق السهل و ان كانت طويلة للتقدم نحو الامام.
و هنا يمكن ان نفكر في اي جبهة يمكن ان تفيد الكورد في التقرب من هدفهم المستقبلي و ليس التكتيكي الاني. جبهة تابعة لايران واهدافها معلومة و في مقدمتها قطع دابر سيطرة امريكا نسيبا و تخفيف اثارها وقوة و ثقل و جبروت وفرض يدها على المنطقة على الاقل و الخروج من العقوبات التي فرضتها عليها امريكا من بوابة العراق على الاقل. و الجبهة الاخرى هي تابعة لامريكا و تريد ان تغلق بوابة العراق على ايران كي ترضخها لكافة متطلباتها و تحقيق اهدافها وما تريده منها بسهولة. هاتين الجبهتين تراسهما جانبان من القوى الشيعية المتصارعة فيما بينهما ظاهريا. و لكن الاهم بالنسبة للكورد هو ايهما افضل له نسبيا في نهاية الامر. الكورد على علم بما تحمله الجبهتان و جرّبهما في مرحلتين مختلفتين و تاكد منهما بانهما لم يحملان غير افشال التجربة الكوردية ان تفرغوا لها. اي الكورد تاكد بان القاعدة الاساسية هي( كلما تفرغ العراق من المشاكل سيشكل خطرا و مشاكل كبرى لكوردستان و العكس صحيح ايضا, اي كلما كان العراق منشغلا بمشاكله المركزية استراحت و اطمانت كوردستان من تدخلات المركز و طموحاتهم المختلفة و المتخلفة الباقية منذ عقود). و عليه يجب ان يدرس الكورد بدقة متناهية مسيرة كل جبهة و ما يمكن ان يحصل. فانني بدرايتي المتواضعة لكل جبهة و نواياها المختلفة, متيقن بان اي منهما ليس في مصلحة الكورد و اهدافهم, و عليه يجب الاختيار وفق القاعدة السابقة؛ اي ايهما يوفر على الكورد الجهد و يبعد عن بابه الشرور في حال ما يكون عليه الامن و الاستقرار في بغداد. هذا من جهة, اما من جهة اخرى فان اي منهما يمكن ان يؤدي الى تثبيت الفدرالية التي لم تذر اية جبهة اية اهمية لها بل تريد في قرارة نفسها سيطرة المذهب الخاص بهما على حساب المكونين الاخرين و هما الكورد والسنة. ايفي نهاية الامر و استنادا على النتائج الاكثر اهمية للكورد في نهاية المعادلة فان جبهة المالكي الايراني هي في نهاية الامر و كتحصيل حاصل تقع لصالح الكورد, كيف؟
باشتراك الكورد في هذه الجبهة, ستقتنع ايران و ترضى من الكورد و تقترب منهم و تعتبره رد الجميل للدين الذي تدعي ايران بانها اقرضته سياسيا و معنويا للكورد خلال مسيرته و بالاخص في حربه مع داعش, وبه يمكن الوفاء بالدين و ما تريد بشكل معين, و اما من جهة اخرى فان امريكا و توابعها في المنطقة ستقف بعيدة او غير راضية من المركز العراقي في تلك الحال لحدما لانها ستكون تابعة لايران و به ستكون اقتراب او ميل امريكا نحو الكورد تحصيل حاصل ايضا, و عليه, فان الكورد سيستفاد من الطرفين الامريكي الايارني في تحقيق بعض اهدافه الانية و يخطوا خطوات بسيطة نحو الهدف الاستراتيجي, و يمكن ان يساعد هذا ايضا على ترسيخ الفدرالية كمطلب للسنة اولا و من ثم المحافظات الجنوبية التي برزت فيها هذه التوجهات كثيرا ثانيا. اي انها فرصة و لابد للكورد ان يبعد عن فكره اي مشاركة قد يمكن ان تؤدي الى الاستقرار التام في المركز و تتفرغ هذه القوى غير الديموقراطية المذهبية الدينية الضيقة الافق لتجتمع و تجمع قواها و تتعاون ضد اهداف الكورد الحقة. اذاً امام الكورد فرصة و الاشتراك في السلطة المركزية كهدف تكتيكي آني كفرصة سانحة, و ان ابقت المعادلة عليه ان يكون هو بيضة القبان فيجب ان يميل الى الجبهة الايرانية ليس حبا بها و انما تحقيقا للبراجماتية التي تفرض نفسها على الكورد الان, و يجب انيعمل على فرض شروطه لحد ما تمكن و كيف كان و عليه ان يسير وفق اتفاقية علنية متضمنة لاهم البنود التي توفر المصالح الانية و الضامنة لخطوات مستقبلية , و هذا اضعف الايمان في هذه المرحلة و في مثل هذا الواقع السياسي و في ظل الصراع الاقليمي و العالمي و ما يجري و ما تمخض عن الصراعات الداخلية و الخارجية بروز هاتين الجبهتين العراقيتين, فانه كان اولا و اخيرا لصالح الكورد قبل غيره. اما الاشتراك في جبهة امريكا العبادي لم يوفر تلك المنفعة, لانه يبعد ايران و لم تقدم هي وجبهتها اي شيء للكورد و يمكن ان تخطوا ليغر صالح الكورد و بامكانها ذلك, و لم يستفد الكورد من جهة اخرى وكنتيجة طبيعية لتلائم القوى العربية مع الجبهة المعادية لايران ايضا و يكون على حساب اقترابهم من الكورد, اي يتضرر الكورد ايضا . اي ان الكوردة باشتراكه ف يجبهة العبادي سيخسرمن الجوانب الثلاث, امريكا و ايران و الدول العربية ايضا.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستظل عملية الاستفتاء حية في وجدان الكورد
- تركیا تئن و تتبجح!
- مقاطعة الانتخابات في كوردستان افضل الخيارات
- أهي انتفاضة المعانين العفوية؟
- لا يمكن ان تستغل اليتامى موجة الاحتجاجات العراقية
- هل يصل اردوغان لطريق مسدود؟
- هل يمكن ان تكون هناك انتخابات حرة في العراق ؟
- من وراء انفجار مشاجب الاسلحة في كوردستان ؟
- اثبت الاعتصام الناجح في خانقين مدى مدنية اهلها
- وقعت المسماة بالمعارضة الكوردية في فخ المتآمرين على كوردستان ...
- المثقف الكوردي بين عقله الداخلي و خياله الخارجي
- مَن وراء التفجيرات في خانقين ؟
- هل ينخدع الكورد في لعبة الخاسرين في بغداد ؟
- هل نرى واقعا جديدا للمنطقة
- متاهات مابعد الانتخابات من اجل هدف مخفي
- حرية حركة اردوغان دون رادع مناسب له
- هل البرلمان العراقي ديموقراطي لهذا الحد؟
- هل يخرج العراق من النفق بسرعة مؤملة
- دانا جلال بطلا مؤمنا بفلسفة يحتاجها اجيالنا
- العبادي يلعب بذيله مع الكورد عن طريق رواتب الموظفين


المزيد.....




- علقوا في مستنقع مليء بالتماسيح.. لن تصدق سبب نجاة ركاب طائرة ...
- حماس تعلق على صاروخ الحوثي وأمور تتكشف بفشل إسرائيل باعتراضه ...
- مصر.. اندلاع حريق في كنيسة بمحافظة قنا والداخلية تكشف السبب ...
- بوتين يؤكد أنه يفكر باستمرار بخصوص خليفته المقبل
- وكالة PTI: الهند تقطع عن باكستان مياه نهر تشيناب
- السيسي يتلقى دعوة من بوتين للمشاركة في احتفالات عيد النصر 
- شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطا ...
- بوتين: عدم اعتراف الغرب باستقلالية روسيا لسنوات تسبب بالعملي ...
- فصائل فلسطينية تعلق على استهداف الحوثيين مطار بن غوريون
- بوتين: الغرب يتحدث بشكل ويتصرف بشكل مغاير تماما


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الكورد و الجبهتين العراقيتين