أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هيثم بن محمد شطورو - هل الاسلام دين حرية؟














المزيد.....

هل الاسلام دين حرية؟


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5964 - 2018 / 8 / 15 - 21:43
المحور: حقوق الانسان
    


الدين عند الله الاسلام هي بمعنى من المعاني، الاسلام كتجلي إلاهي مباشر أخير يحاول إزالة الإيمان بما هو غير الله و الايمان بما هو خارج الذات كأنا روحي، و في ذلك أزال الواسطة بين الانسان و ذاته و بينه و ما بين الله من رجال دين و كهنوت اللذين حرفوا الدين، اي حولوه من علاقة مباشرة بين الانسان والله، الى علاقة بين الانسان و رجل الدين الذي أصبح يتحكم فيه و بالتالي ضاع مفهوم الايمان الحقيقي بما هو حرية روحية عميقة .
من هنا نفهم حكم القرآن على اليهودية و المسيحية بأنهما من وحي رب العالمين و لكن تم تحريفهما. التحريف ممن؟ من وضع نفسه متكلما بالدين و المؤسسات الدينية التي وضعت نفسها كترجمان لكلمات الله، بينما قامت بتحويلها وفق رؤاها و مطامحها الايديولوجية و السلطوية و ذلك عبر تـقنية أساسية هي جعل رجل الدين بمثابة الواسطة بين المؤمن و الله. تلك الواسطة تحولت أو هي منذ البدء مثلت حجابا بين المؤمن و الله بحيث ان المؤمن لا يحق له ان يفكر في الله و في جل المسائل وفق عقله بل وفق عقل رجل الدين، و هنا تـتم عملية اغتراب الانسان عن نفسه لان نور الله يشع في القلوب، و هذه القلوب أصبحت مقـفلة بما ان المؤمن لا يفكر بعقله و قلبه اي خارج داخليته و مشاعره و محاولاته الذاتية في التـفكير..
من هنا يتحول المؤمن الى لا مؤمن فعليا إلا من حيث خضوعه لرجل الدين اي للجماعة وفق مفاهيمها العامة التي تمثل هوة بينها و بين الذاتيات التي تجد نفسها تخرج من ذاتها دوما مما يخلق نـفسية الخضوع و العبودية و الرضائية و مما يخلق الايمان بعجز الذات. هذا العجز عن الاختيار و التـفكير و التحرر و قيامة الذات أمام نـفـسها. اي انك هنا أمام الكآبة و الانتكاس و الضعف الذي عبر عنه الفيلسوف الالماني "فريدريك نيتشه" في وصفه للديانة المسيحية بكونها المرض العضال الذي أصاب اوربا و قتل حيويتها..
نفس الشيء تـقريـبا برغم الاختلافات الكبرى في المضامين و التمظهرات الحضارية اسلاميا و عربيا تاريخيا، بحيث أصاب التحريف الاسلام بتعاظم دور رجال الدين و بجعلهم مصدرا للحقيقة و ليس العقل و القراءة التي استهل بها الله حضوره المباشر الأخير من خلال الرسول البشري الباحث عن الحقيقة "محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب"..فقد سيطر المذهب المعتزلي ذو المنزع العقلي لفترة طويلة و انتشر، كما ان الصوفية الاسلامية ذات النزعة الثورية و الفكرية العميقة التي أزالت الواسطة بين الانسان و الله قد انتشرت بل مثلت الأغلبية المسلمة لقرون، و انتشرت سيطرة الفقهاء التحريفيين السلطويين، و اليوم بواسطة الاسلام السياسي الجديد و خاصة رياح السموم الوهابية التي عملت على قصف العقل بقوة البترودولار انتصبت سلطة الكهانة الدينية ضد الحرية و المساواة كأكبر عملية تحريف اسلامية للاسلام..
تصور ان اليوم يصورون الدين بكونه مضادا للحرية و المساواة.. طبعا الدين كما ظهر كسلطة و كإيديولوجية إخضاعية هو كذلك.. و لكن القرآن في قراءته بعقل فلسفي لا يمكن ان نقرأ فيه مثلا أن الله أقرب اليك من حبل الوريد سوى بمعنى ان الله اقرب الى كل انسان من أي عامل خارجي و من أي لسان آخر او بوق مقرف يستـشيط جهلا و جهالة و تجهيلا في خطب الجمعة..
بما ان الله قريب جدا منك..دعنا من الدين.. هل يمكنك تصور ان الله ضد الحرية و المساواة لبني آدم الذي كرمه الله.. لقد قال ربك في قرآنه أنه كرم بني آدم و لم يُخصص فئة او طائفة او دينا.. و لا معنى للكرامة البشرية دون الحرية و المساواة..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا و أنت ( 6 )
- أنا و أنت ( 5 )
- أنا و أنت (4)
- أنا و أنت ( 3 )
- أنا و أنت (2)
- أنا و أنت ( 1 )
- المعلم - البلوزة -
- في تعقل المتاهة السياسية
- الواقعون في الفخ
- بين الله و ال
- مشهد عراقي زمن الحصار
- فيما يمكن أن يفيدنا الاستقلال؟
- بورقيبة بين التأليه و الشيطنة
- في درب الديمقراطية
- الإحتباس الحراري الإنساني
- المؤمن و الثوري
- يوم غضب الصحفيين التونسيين
- التاريخ ينتقم
- التموقعات الجديدة الممكنة في تونس
- مهزلة السياسي في تونس


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هيثم بن محمد شطورو - هل الاسلام دين حرية؟