أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - التاريخ ينتقم














المزيد.....

التاريخ ينتقم


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5769 - 2018 / 1 / 27 - 03:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن نظرة مستـقبلية تحاول وضع حد للمآسي التي عرفناها يجب ان تصوب فوهتها نحو المسألة الرئيسية و هي التـناقض الحاصل بين غياب الانساني في التوحش و حركة الانتقام التاريخي، و بين الانساني المفترض و ارادة التجاوز نحو صناعة الانساني في الثقافة العامة..
جماعة "النهضة" في زمن بن علي صحيح ان بعضهم مجرمين حقيقيين او بالأحرى انتهجوا العنف ضد المجتمع و الدولة و النظام، و لكن العنف البوليسي لبن علي و الاقصاء التام و الاهانة الكبرى جعلت منهم ضحية أولا و ثانيها جعلت الفضاء العام متعفنا انسانيا بحيث لم يتحرك من حيث الاعتبار الانساني لما يفترضه من دفاع عن كرامة الانسان مهما كان.
إنتقم التاريخ من الشعب برمته بحيث حكمت حركة النهضة و نهبت اموال الدولة و الشعب و أغرقت الادارة بآلاف التعيينات لمنخرطيها للزج بعدم الكفاءة و العطالة و الامبالات في الإدارة
لو كان المجتمع في عهد "زين العابدين" قد وقـف أمام ما تـناهى من أخبار التعذيب و الإهانة الإنسانية و اتجهت النخب في اتجاه رفع راية العقل و العلمانية و المطالبة بحياة ثـقافية و فكرية تقدس الإنسان لكان المجتمع محصنا ضد أكاذيب حركة النهضة و تزلفهم وراء الفرصة التاريخية لبناء حياة ديمقراطية ليحولوها الى استبداد لحكم الجهلة و المشعوذين..
انتـقم التاريخ من الشعب كله و الى غاية اليوم من حيث ان السبب الرئيسي في رداءة الحياة السياسية هو وجود حركة النهضة كسرطان في الحياة السياسية بشكل عام و تمحور جميع الاشكاليات حول تلك المسالة..
انتقم التاريخ من الشعب و الى اليوم من حيث ان من بين أهم العوامل في الأزمة الاقـتصادية هو المليارات المنهوبة من طرف حركة النهضة حين حكمت في سنوات الكابوس الرهيب للسنوات العجاف..
التاريخ ينتـقم للإنساني الجوهري ما وراء كل مظهر من ايديوجية و مطامح و أفكار فنتيجة التعامل الوحشي مع الاسلاميين تم ضرب القيم الانسانية في ذاتها لجميع افراد الشعب، و لا يمكن ابدا اعفاء اي كان من الاحساس بالإهانة تجاه ذلك..
افتـقاد القيمة للإنسان في ذاته بما هو كرامة قبل كل شيء بث عقلية و روحية النذالة و الفقر الروحي الذي رفع حركة النهضة الى الحكم..
نفس الشيء حدث في بقية الدول العربية. فعندك مثلا حزب الدعوة في العراق الذي نشأ كايديولوجية طائفية شيعية مناصرة و متبنية للخميني و افكاره و لنظام الجمهورية الاسلامية. تصرف نظام صدام حسين بوحشية وصلت الى درجة سن مجلس قيادة الثورة نصا قانونيا يحكم بالإعدام على المتعاطف مع حزب الدعوة أصلا بث روحية الابتذال للإنساني..
و انتـقم التاريخ من الشعب العراقي برمته بعد 2003 من قتل على الهوية و حرب طائفية و ميليشيات شيعية و نهب مهول لأموال العراق من عوام و رعاع حزب الدعوة اللذين اصبحوا في الحكم..
انتـقم التاريخ لضياع كرامة الإنسان فحتى ان تعاملت مع مجرم فهو وراء اجرامه انسان و الانسان أشمل و هو الرحم..
كان من المفترض ان لا تتجه الامور الى التعامل الوحشي.. كان من المفترض الاهتمام بنشر الثـقافة الانسانية التي تعلي من قيمة الانسان روحيا و ماديا..
اما ان تضرب الانسان في انسانيته فانك تـزيد في تحويله الى خرقة بشرية مبتـذلة تـنـتـقم من الجميع اللذين هم بدورهم لم يصلوا بعد الى درجة الإنسانية
هذا هو سر ما حدث من مآسي في سوريا و ليبيا و اليمن و سر مأساة الوجود العربي أنه لازال يُغيب الانسان و عقل الانسان و كرامته و استحقاقه لوجوده..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التموقعات الجديدة الممكنة في تونس
- مهزلة السياسي في تونس
- نبذة عن آية الله الخميني في العراق
- الثورة على الثورة في ايران
- الحرية بما هي العود الى الجوهر القرآني
- قائمة -الحق الطبيعي-
- الثالث المرفوع الماركسي
- سوريا و الثورة
- النبي الجديد
- المثقف و السلطة و الثورة
- لروحه السلام أبيك و أبي..
- اليسار بين الصعلكة و التحررية
- -ترامب- أو المشهد الأخير
- السياسي الوضيع
- أفق البديل السياسي المطلوب في تونس
- قاون المصالحة يقلب المشهد السياسي التونسي
- مصالحة ألامصالحة
- النداء التقدمي
- تاريخية القرآن ( من خلال سيرة ابن هشام)
- الرئيس التونسي يتحدى الشرق البائس


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - التاريخ ينتقم