أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - طريقتان في فهم الخالقية وعلاقتها بالحكمة والعدل 1/4














المزيد.....

طريقتان في فهم الخالقية وعلاقتها بالحكمة والعدل 1/4


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5961 - 2018 / 8 / 12 - 13:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هناك على النحو العام طريقتان في تعقل الخالقية، من حيث علاقتها بكل من الحكمة والعدل، وما يترتب على العلاقة المكتشفة، أو المظنون اكتشافها، فيما بينها من جهة، وبينهما من جهة ثانية.
الطريقة الأولى:
كأن أصحاب هذه الطريقة يضعون لأنفسهم كأساس في التفكير في هذه القضية مقدمتين على نحو الجملة الشرطية، فيقولون:
1. إن وُجد خالق للكون، فيجب أن يكون عادلا وحكيما.
2. إن وُجد العدل والحكمة في الوجود، فهذا دليل على وجود الخالق العادل الحكيم.
ثم يبدؤون البحث عن الحكمة الكامنة وراء هذه الحياة، وعن العدل القائمة هذه الحياة طبقا لموازينه، ومن خلال هذا البحث يصلون إلى إحدى نتيجتين، يستخلصون من كل منهما موقفا من المسألة موضع البحث.
النتيجة الأولى: نفترض ولو نظريا إنهم يصلون إلى إدراك الحكمة من وراء هذه الحياة، وإلى توافق الحياة مع موازين العدل، ويقتنعون بالتالي أن كل شيء في الوجود قائم على أساس الحكمة والعدل، وبالتالي يؤمنون بوجود خالق عادل حكيم وراء هذا الكون. وهذا افتراض نظري محض، لا تحقق له في الواقع، لاسيما فيما يتعلق بالعدل الذي لم يتحقق يوما على كوكب الأرض.
النتيجة الثانية: إنهم لا يكتشفون الحكمة من وراء هذه الحياة، ولا يكتشفون توافقها مع موازين العدل، وهذا هو الغالب، والأكثر واقعية، فيخرجون بنتيجة مفادها عدم وجود خالق للكون، باعتبارهم اشترطوا للخالق وجوب اتصافه بالعدل والحكمة، أو قد يسقطون شرطهم، هذا فيقولون بوجود خالق غير عادل وغير حكيم، وهذا يعني عدم اتصاف الخالق بالكمال، لكن هذا النوع من التفكير يضع فرضية، مفادها أن المخلوق أكمل من الخالق، وهذا محال، ففاقد الكمال لا يعطيه، وذلك لأن الذي يفكر بهذه الطريقة يفترض أن يكون أكمل من خالقه، لأنه قد تحسس فقدان الحياة للحكمة والعدل، بينما لم يتحسس الخالق هذا الخلل. أو إنهم يدركون أن الحكمة والعدل متحققان في بعض مفردات الوجود، ولا يستطيعون أن يكتشفوهما في بقية المفردات، فيُضطَرّون إلى القول بالثنائية (أو الثنوية)، فيجعلون للكون خالقَين، أحدهما أراد أن يكون كل شيء خيّرا، وموافقا للحكمة والعدل، والثاني أراد أن يكون كل شيء شرّيرا، وموافقا للعبث والظلم. وبهذا افترضنا خالقين ناقصين من خلال محدودية كل منهما بوجود ند له، ومن خلال عجز كل منهما عن إلغاء الآخر، مضافا إلى ذلك النقص المتحقق بالظلم والعبث في أحدهما؛ فتكون كل صراعات الكون والحياة ناتجة عن صراع محتدم أبدي بين الإلهين المتنادَّين المتنافسَين الناقصَين؛ العبثي الظالم المحب للشر، إذ يكمن نقصه في هذه الصفات السلبية، والحكيم العادل المحب للخير، إذ يكمن نقصه في عجزه عن تعطيل دور وتأثير الإله العبثي الظالم الشرير، وكلاهما يكمن نقصهما في أن أيا منهما لم يحقق الواحدية التي هي من لوازم الكمال المطلق، لأن الكامل كمالا مطلقا يستغني عن كامل ثان، لعدم وجود ثغرة في كماله يجبرها كامل ثان أو إله ثان. ولكن على الأغلب يؤدي افتقاد العدل والحكمة إلى الإيمان بعدم وجود الخالق: اللاإلهية أي الإلحاد atheism، أو اللاأدرية agnotic. وهناك قول آخر ذكره أحد الأصدقاء في مناقشته لي، ألا هو إن العدل والحكمة هي معايير بشرية، فمن أين لنا أن نعلم أنها يجب أن تنطبق على الخالق، ولكني أقول إن معايير الكمال ثابتة حسب ضرورات الفلسفة الأخلاقية.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية القرآن في اتباع الناس لدين آبائهم 2/2
- ازدواجية القرآن في اتباع الناس لدين آبائهم 1/3
- العلاقة بين الدين والعقل 3/3
- العلاقة بين الدين والعقل 2/3
- العلاقة بين الدين والعقل 1/3
- العقل والدين والإيمان
- مع مطالب ثورة الغضب الشعبي 2/2
- مع مطالب ثورة الغضب الشعبي 1/2
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 7/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 6/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 5/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 4/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 3/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 2/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 1/7
- الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين 2/2
- الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين 1/2
- هل كل من الواجب والممتنع ممكنان؟
- الوجود الممكن والواجب وفق المعقولات الثلاث
- العقل بمعنييه والنسبية والمعقولات الثلاث


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - طريقتان في فهم الخالقية وعلاقتها بالحكمة والعدل 1/4