أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - ازدواجية القرآن في اتباع الناس لدين آبائهم 2/2














المزيد.....

ازدواجية القرآن في اتباع الناس لدين آبائهم 2/2


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5960 - 2018 / 8 / 11 - 11:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ثم إن القرآن من جهة يدين ازدواجية المعيار التي يقع هو نفسه فيها، ما لم تؤول النصوص إلى غير معناها الظاهر، ومن أبرز النصوص التي تدين ازدواجية المعيار ما ورد في سورة المطففين: «وَيلٌ لِّلمُطَفِّفينَ الَّذينَ إِذَا اكتالوا على النّاسِ يَستَوفونَ، وَإِذا كالوهُم أَو وَزَنوهُم يُخسِرونَ». فهل يعقل أن يتوعد الله أهل سلوك ممقوت منه أشد المقت بحسب النص آنفا، والنص القائل: «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنو لِمَ تَقولونَ ما لا تَفعَلونَ؛ كَبُرَ مَقتًا عِندَ اللهِ أَن تَقولوا ما لا تَفعَلونَ»، أو خطابه المشابه بالمضمون لبني إسرائيل «أَتَأمُرونَ النّاسَ بِالبِرِّ وَتَنسَونَ أَنفُسَكُم وَأَنتُم تَتلونَ الكِتابَ، أَفَلا تَعقِلونَ»، ثم يمارسه هو، جلّ وعلا وتنزّه عن الكثير مما نسبت إليه الأديان؟
من هنا لا يبقى لنا إلا التسليم بتأصيل مرجعية العقل وأولويته وحاكميته على النص.
ولو تأملنا في مضامين النصوص القرآنية الثمانية آنفا، لوجدنا أن المسلمين هم أكثر من يمارس ما تدينه هذه النصوص، أكثرهم من حيث لا يشعرون.
فتتبعا للنصوص آنفا نجد أن المسلمين يتبعون ما ألفوا عليه آباءهم، حتى لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون. ونجدهم إذا قيل لهم تعالوا إلى ما تقره قواعد العقلانية ومثل الإنسانية، قالو حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا، حتى لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون. وإذا فعل بعض المسلمين فاحشة من قبيل انتهاك حقوق الإنسان، أو استخدام العنف، أو ظلم المرأة، أو ما شابه، قالوا وجدنا عليها آباءنا، والله أمرنا بها، بينما الله لا يأمر بانتهاك حقوق الإنسان وحقوق المرأة أو حقوق أتباع الديانات الأخرى، أفيقولون على الله إذن ما لا يعلمون؟ وعندما يُدعى المسلمون إلى قيم العصر من ديمقراطية وعلمانية وحرية ومساواة، قال كثير منهم أجئتمونا لتلفتونا عما وجدنا عليه آباءنا، وتكون لكم أيها العلمانيون الكبرياء والسلطة في البلاد، وما نحن لكم بمؤمنين. ونجدهم إذا قيل لكثير منهم ما هذه الأضرحة التي أنتم لها عاكفون، قالوا وجدنا آباءنا لها زائرين، وبها متبركين، ولأصحابها مشفِّعين، فيا ترى حتى لو كانوا هم وآباؤهم على خطأ مبين. ونجدهم إذا قيل للكثير منهم ممن تطلبون حاجاتكم، قالوا نطلبها من أئمة وأولياء، فنظل لقبورهم عاكفين، فهل يا ترى يسمعونهم إذ يدعونهم أو ينفعونهم أو يضرون، فيكون جوابهم بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون. كما ونجدهم إذا قيل لهم اتبعوا ما جعل الله من العقل حجة على الناس، قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ويقول به فقهاؤنا، حتى لو كان علماءهم وفقهاءهم ومراجعهم يدعونهم إلى ما لا ينفعهم، بل قال الكثير منهم إنا وجدنا آباءنا على أمة، وإنا على آثارهم مهتدون، وكذلك ما خاطبهم من قبل من محاور بالعقل أو ناصح، إلا قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون، أفحتى لو جيئوا بأهدى مما وجدوا عليه آباءهم، فسيقول أكثرهم، إنا بما جئتم به كافرون.
هنا استخدمت نفس النصوص القرآنية بتصرف للمقارنة، والاستدلال على أن كل أصحاب الدين المتعصبين لدينهم، وغير المستعدين لمراجعة مسلماتهم وموروثاتهم، إنما يسلكون سلوكا متشابها، بما في ذلك أتباع الكتاب الذي يدين هذا النوع من السلوك، دون أن أريد التعميم والإطلاق، بل هو تشخيص للواقع الغالب.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية القرآن في اتباع الناس لدين آبائهم 1/3
- العلاقة بين الدين والعقل 3/3
- العلاقة بين الدين والعقل 2/3
- العلاقة بين الدين والعقل 1/3
- العقل والدين والإيمان
- مع مطالب ثورة الغضب الشعبي 2/2
- مع مطالب ثورة الغضب الشعبي 1/2
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 7/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 6/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 5/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 4/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 3/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 2/7
- تأسيس قاعدة البحث في العقائد 1/7
- الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين 2/2
- الثغرة في أدلة كل من الإلهيين والماديين 1/2
- هل كل من الواجب والممتنع ممكنان؟
- الوجود الممكن والواجب وفق المعقولات الثلاث
- العقل بمعنييه والنسبية والمعقولات الثلاث
- مفردات عقائدية بين الدين واللادينية


المزيد.....




- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - ازدواجية القرآن في اتباع الناس لدين آبائهم 2/2